معمر القذافي: أين انتهى المطاف بأفراد أسرته؟
[ad_1]
شهدت ليبيا الأربعاء الذكرى العاشرة لمقتل معمر القذافي، الذي استولى على الحكم في انقلاب عسكري عام 1969، واستمر حُكمه حتى الإطاحة بنظامه ومقتله يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2011.
فقبل أكثر من عقد من الزمن، انطلقت مظاهرات حاشدة في ليبيا، تحولت إلى حرب أطاحت بالعقيد معمر القذافي، الذي حكم ليبيا بقبضة من حديد على مدى أربعة عقود، وأدار نظاما فرض فيه أبناؤه وأقاربه سيطرتهم على البلاد.
وبعد مرور ما يزيد عن عشر سنوات، يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي: ماذا حلّ بمن تبقى من أفراد عائلته؟
لقي ثلاثة من أبناء القذافي حتفهم في تلك الأحداث، من بينهم مستشار الأمن القومي السابق، معتصم القذافي، الذي قتل على أيدي مسلحين في اليوم نفسه الذي شهد مقتل والده. ومنذ ذلك التاريخ تفرق شمل عائلة القذافي، فساروا في دروب متباينة.
القذافي وعائلته
كان العقيد معمر القذافي، أطول الحكام بقاءً في الحكم، سواء في العالمين العربي أو الافريقي، منذ أن أطاح بالملك إدريس السنوسي في انقلاب عام 1969، وكان عمر القذافي حينذاك لا يتجاوز 27 عاماً.
ولد القذافي عام 1942 بالقرب من مدينة سرت. واشتهر بأزيائه الخاصة وحرسه الشخصي المكون من نساء مسلحات. طرح أفكاره في “الكتاب الأخضر” كنموذج بديل عن الاشتراكية والرأسمالية ويمتزج بآراء إسلامية.
في عام 1977 أنشأ ما سماها بالجماهيرية، التي كانت السلطة فيها في أيدي الآلاف من اللجان الشعبية، غير أن القذافي في الواقع احتفظ بسلطة مطلقة في يديه.
في أغسطس/آب من عام 2011 سقط رسميا نظام حكمه، بعد دخول قوات المجلس الانتقالي العاصمة طرابلس، أي بعد نحو ستة شهور من اندلاع ثورة شرسة ضده مع تدخل غربي عسكري.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2011، قتل بطريقة وحشية في مسقط رأسه مدينة سرت .
الزوجة الأولى
فتحية خالد هي الزوجة الأولى للقذافي وكانت تعمل بالتدريس. ويقال إن الزوجين لم يلتقيا قبل الزواج. وقد أنجبا ابنا واحدا هو محمد، وانفصلا بعد ستة أشهر.
الزوجة الثانية
الزوجة الثانية، صفية فرقاش، أم لسبعة من أبنائه. وقد تبنى الزوجان ابناً وابنة هما ميلاد وهناء، و كانت صفية قد هربت مع ابنتها عائشة و محمد ابن القذافي من زوجته الأولى، فتحية خالد، من العاصمة طرابلس عام 2011 إلى الجزائر، التي منحتهم اللجوء “لأسباب إنسانية” قبل أن ينتقلوا إلى سلطنة عُمان.
و أفادت الأنباء أنها خضعت لعملية جراحية في ألمانيا منتصف عام 2014.
محمد القذافي
ولد في سنة 1970 وكان محمد القذافي رئيسا للجنة الأولمبية الليبية، ومقرها طرابلس، كما كان رئيسا لمجلس إدارة الشركة العامة للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، التي كانت تمتلك وتقوم بتشغيل اتصالات الهواتف المحمولة والاقمار الصناعية. وقد انتقل إلى عُمان بعد فراره من ليبيا إلى الجزائر.
لم توجه إليه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات، ولا يُعتقد أنه لعب دورا كبيرا في محاولة إخماد انتفاضة عام 2011.
سيف الإسلام القذافي
سيف الإسلام البالغ من العمر 49 عاما يجيد الإنجليزية، وحاصل على درجة الدكتوراه من كلية الاقتصاد بجامعة لندن، وكان ينتمي للكتلة التي استهدفت تحرير اقتصاد ليبيا.
وقد ترأس مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية والتنمية، التي قامت بالتفاوض من أجل اطلاق سراح الرهائن المعتقلين من جانب مسلحين إسلاميين وخاصة في الفلبين.
كان يعد الوجه الحديث لليبيا، غير أنه أعلن في عام 2008 عدم رغبته في أن “يرث” الحكم من والده.
وظهر في التلفزيون الليبي في أوج المظاهرات محذرا من اندلاع حرب أهلية. وقالت قوات المجلس الانتقالي في أغسطس/آب من عام 2011 إنها اعتقلته لدى دخول قواتها الى العاصمة طرابلس، ولكنه ظهر لاحقا وتحدث للصحفيين مؤكدا أن والده ما زال في العاصمة وانه سيدحر المعارضين.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، أعلن المجلس الانتقالي اعتقاله في جنوب غربي ليبيا.
وقضت محكمة في طرابلس حكماً غيابياً بإعدامه رميا بالرصاص في عام 2015، بعد محاكمة خضع لها مع نحو ثلاثين من رموز نظام القذافي، بعدما أدين بجرائم حرب من بينها قتل محتجين خلال الانتفاضة ضد حكم والده.
كما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة سيف الإسلام، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال محاولة والده، معمر القذافي، غير الناجحة لقمع التمرد ضد حكمه.
لكن الميليشيا الموجودة في مدينة الزنتان، التي أبقت عليه رهن الاحتجاز – بعد قطع إصبعيه اللذين كان يشير بهما إلى النصر على التلفزيون- رفضت تسليمه، ثم عادت وأفرجت عنه في عام 2017، مشيرة إلى أن ذلك جاء بناء على طلب الحكومة المؤقتة.
وأدان المجلس العسكري لثوار الزنتان، الذي شارك سابقا في احتجاز سيف الإسلام، والمجلس البلدي للزنتان إطلاق سراحه من قبل كتيبة أبو بكر الصديق.
و لم يُشاهد سيف الإسلام منذ الإفراج عنه.
إلا أن بعض المصادر أبقت على وجوده في المشهد السياسي من خلال التحدث باسمه، مشيرة إلى اعتزامه العودة للحياة السياسية.
ورغم الانتقادات التي يواجهها، لا يزال هناك كثير من المؤيدين في ليبيا لسيف الإسلام، وكان الغرب يرى فيه واجهة لنظام القذافي لفترة طويلة، وأنه الوريث القادم لوالده، وفقا لمراسلة بي بي سي نيوز أورلا غيرين.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنها أجرت مقابلة مع سيف الإسلام القذافي، حيث يشير أنصاره إلى أنه سيرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
من خليفة لنظام القذافي إلى سجين:
•فبراير/شباط 2011: بدء انتفاضة ضد نظام القذافي.
•يونيو/حزيران 2011: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة اعتقال في حق سيف الإسلام، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
•بعد سقوط طرابلس في يد القوى المناهضة لحكم القذافي، هرب إلى بني الوليد.
•أكتوبر/تشرين الأول 2011: مقتل أبيه وأخيه الأصغر.
•19 نوفمبر/تشرين الثاني 2011: إلقاء القبض على سيف الإسلام من طرف إحدى الميليشيات عندما كان يحاول الهرب إلى النيجر، ثم سجن في الزنتان
•يوليو/تموز 2015: الحكم عليه غيابيا بالإعدام من طرف محكمة في طرابلس.
•يونيو/حزيران 2017: إطلاق سراحه .
الساعدي القذافي
الساعدي هو الابن الثالث للقذافي، ويبلغ من العمر حاليا 48 عاماً، تزوج من ابنة قائد عسكري سابق، وكان لاعب كرة قدم سابق، حيث شارك لفترة قصيرة في الدوري الإيطالي.
وترأس الاتحاد الليبي لكرة القدم حيث احترف لفترة طويلة ككابتن المنتخب.
وتحول الساعدي إلى الإنتاج السينمائي، حيث استثمر نحو 100 مليون دولار في شركة للإنتاج السينمائي.
وبعد انهيار نظام حكم والده فر إلى النيجر التي منحته حق اللجوء السياسي، لكن رُحِّل في عام 2014 لليبيا لمحاكمته.
وكان مسؤولون مكسيكيون قد قالوا إنهم اكتشفوا شبكة تهريب، كانت تحاول تهريب الساعدي إلى المكسيك تحت اسم مستعار.
وكانت السلطات في العاصمة طرابلس قد أجرت تحقيقا في عام 2015 حول شريط فيديو، يظهر تعرض الساعدي القذافي للتعذيب في سجن ليبي.
وظهر الساعدي القذافي في الفيديو وهو يُضرب على أخمص قدميه. ونددت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بذلك.
وفي عام 2018، قالت وزارة العدل الليبية، إن الساعدي القذافي ثبتت براءته من تهم “القتل العمد والخداع والتهديد والاسترقاق والتشهير بلاعب كرة القدم السابق بشير الرياني”.
وفي الخامس من سبتمبر/أيلول الحالي، قال مصدر ليبي رسمي ومصدر في حكومة الوحدة الوطنية، إن السلطات الليبية أفرجت عنه، وإن إطلاق سراحه جاء نتيجة مفاوضات ضمت شخصيات عشائرية ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، وإنه غادر على متن طائرة متجهة إلى اسطنبول على الفور.
وقالت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في بيان، إنها تأمل في أن يسهم الإفراج عن الساعدي في المصالحة الوطنية.
معتصم القذافي
ولد المعتصم في سنة 1975 وكان عقيدا بالجيش الليبي، فر الى مصر بعد مزاعم قيامه بالتخطيط لانقلاب ضد حكم القذافي.
غير أنه نال عفوا في وقت لاحق وسُمح له بالعودة، حيث شغل منصب مستشار الأمن القومي ورأس وحدة خاصة به في الجيش. وقتل على أيدي مسلحين في نفس يوم مصرع والده.
هانيبال القذافي
كان يعمل في الشركة الوطنية العامة للنقل البحري والمتخصصة في مجال صادرات النفط، وأفادت مزاعم بتورطه في عدد من أحداث العنف.
وفي 2005 اتهم بضرب صديقته في العاصمة الفرنسية باريس، واعتقل بعد ذلك في أحد فنادق جنيف بعد اتهامه من قبل اثنين من مساعديه بإساءة معاملتهما.
وعلى الرغم من الإفراج عنه في وقت لاحق بكفالة، الا أن السلطات الليبية عمدت الى مقاطعة المنتجات وطرد الشركات السويسرية إلى جانب استدعاء الدبلوماسيين من العاصمة برن.
ووصف هانيبال سويسرا بـ”عالم المافيا”. وفي وقت لاحق أعلنت سويسرا أنها حولت مليون ونصف مليون فرنك سويسري، (أي أكثر من مليون يورو) الى حساب مصرفي في ألمانيا يتبع هانيبال القذافي.
وأعلنت وزارة الخارجية السويسرية حينئذ أن هذه الأموال ستسمح بتعويض نجل القذافي، عن نشر صحيفة سويسرية صورتين له التقطتا خلال القبض عليه، في جنيف في يوليو/ تموز 2008.
وبعد سقوط نظام والده غادر إلى الجزائر ومنها إلى عمان حيث حصل على اللجوء. واختطفته مجموعة مسلحة مجهولة في لبنان في نهاية عام 2015 لفترة قصيرة قبل أن يطلق سراحه.
وهو يعيش حاليا مع زوجته اللبنانية عارضة الأزياء السابقة، ألين سكاف، في العاصمة السورية دمشق حيث ثار الجدل مؤخرا إثر أنباء عن دهسها لعدد من المارة بينهم رجال شرطة في وسط المدينة.
سيف العرب القذافي
سادس أبنائه والمولود في سنة 1980 ولا يعرف عنه الكثير.
وفي عام 2008 نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية أن الشرطة الألمانية صادرت سيارته الفيراري، بسبب الضجيج الصادر عن العادم.
ويقال إنه كان طالبا بجامعة ميونيخ في ذلك الوقت. وقد قتل سيف العرب هو وطفلاه في إحدى غارات حلف شمال الأطلنطي (ناتو) على طرابلس.
وعلى أثر ذلك أضرم أنصار القذافي النار في مبنى السفارة البريطانية في طرابلس، وفي مبانٍ ومصالح تابعة لدول غربية أخرى، وذلك انتقاما لمقتل نجل القذافي واثنين من أحفاده.
خميس القذافي
أصغر الأبناء وقد ولد عام 1983 وكان ضابطا بالشرطة وترأس وحدة خاصة، وتلقى تدريبات عسكرية في روسيا. وأفادت الأنباء بأنه كان قد تولى مسؤولية قمع المتظاهرين في بنغازي.
وقتل خميس القذافي في أغسطس/آب من عام 2011 مع ابن عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات في نظام القذافي، في معركة مع قوات المجلس الوطني الانتقالي في مدينة ترهونة، التي تبعد نحو 90 كيلومترا جنوب شرق طرابلس، وذلك بحسب قناة تلفزيونية كانت تؤيد القذافي.
وكانت مصادر عسكرية ومدنية ذكرت أن خميس نجل القذافي لا يزال على قيد الحياة، غير أن مصدراً خاصاً أكد لبي بي سي مصرعه.
عائشة القذافي
عائشة تبلغ من العمر 44 عاما و عملت بالمحاماة، كما كانت قد انضمت الى فريق الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتزوجت من أحد أبناء عم القذافي في عام 2006، وهي ابنة القذافي الوحيدة وكانت قد منحت اللجوء في الجزائر مع والدتها، ثم انتقلت لاحقا إلى عمان.
دافعت بقوة عن نظام والدها خلال انتفاضة عام 2011، وفي أبريل/ نيسان قالت في خطاب ألقته في معسكر باب العزيزية بطرابلس، بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 25 للغارة الامريكية عام 1986، إن الدعوات التي يطلقها الغرب لرحيل والدها تعد إهانة لكل الشعب الليبي.
وقالت عائشة القذافي في خطابها: “في عام 1911 قتل الايطاليون جدي في غارة جوية، والآن يحاولون قتل أبي. تبت أيديهم”.
وكان قد أُعلن بعد ثلاثة أيام من وصولها الجزائر أنها أنجبت طفلة سمتها صفية على اسم والدتها.
وقد دعت، خلال وجودها في الجزائر، من خلال قناة تلفزيونية سورية الليبيين إلى “التمرد” ضد الحكومة الجديدة.
وأشارت تقارير إلى أنها كانت قداستعانت بمحام إسرائيلي، لتقديم التماس للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في وفاة والدها.
وذكرت وسائل إعلام ليبية أن عائشة، خلال وجودها في الجزائر، دعمت المنتخب الجزائري في مواجهة المنتخب الليبي لكرة القدم، قائلة إن الجانب الليبي”لا يمثلها”.
ميلاد القذافي
هو ميلاد عبد السلام أبو زنتاية، وهو ابن بالتبني للعقيد ويعد ابنه الروحي.
ويحسب له إنقاذ حياة القذافي أثناء القصف الأمريكي لمقر إقامة القذافي عام 1986.
بعد سقوط نظام العقيد حاول التسلل لتونس حيث اعتُقِل قرب الحدود التونسية الليبية، ودخل السجن لنحو 3 سنوات و8 أشهر قبل أن يُطلَق سراحه.
هناء القذافي
لطالما ادعى العقيد القذافي أن ابنته بالتبني هناء قُتلت في غارة جوية أمريكية عام 1986، عندما كان عمرها 18 شهرا فقط.
ومع ذلك ظهرت أدلة متزايدة منذ عام 2011 على أن هناء لا تزال على قيد الحياة، فقد ظهرت لقطات فيديو لها وهي تلعب مع والدها وإخوتها بعد عدة سنوات من القصف.
وتظهر المستندات التي عثِر عليها في مجمع باب العزيزية التابع للقذافي وثائق طبية، وكذلك شهادة المجلس البريطاني تحت اسم هناء معمر القذافي.
وأفادت مصادر إعلامية ليبية أن هناء طبيبة، وعملت في مركز طرابلس الطبي عدة سنوات.
[ad_2]
Source link