نيجيريون يعتبرون أنفسهم يهوداً، لكن إسرائيل لا تعترف بهم
[ad_1]
- ندوكا أورجينمو
- بي بي سي نيوز – أبوجا
يتأرجح جسد شلومو بن ياكوف إلى الأمام والخلف بينما يقرأ مقتطفات من التوراة في أطراف العاصمة النيجيرية أبوجا.
يرتفع صوته العذب وينخفض وهو يقرأ الأسفار العبرية، وقد انضم إليه عشرات من الأشخاص يرددون وراءه.
غالبيتهم لا يتقنون اللغة، ولكن أفراد هذا المجتمع النيجيري الصغير يزعمون أن لهم أصولاً يهودية تعود لمئات السنين، ويشعرون بخيبة أمل لعدم اعتراف إسرائيل بهم.
يقول ياكوف إنه يعتبر نفسه يهودياً.
أمام معبد جيهون اليهودي في ضاحية جيكوي، يتم إعداد مائدة داخل خيمة مصنوعة من أوراق النخيل للاحتفال بعيد المظلة(سوكوت) الذي يحيي ذكرى الأعوام التي قضاها اليهود في الصحراء في طريقهم إلى أرض الميعاد.
وبينما يتقاسم المحتفلون خبز السبت التقليدي (الذي صُنع داخل المعبد)، ويحتسون النبيذ في كؤوس صغيرة، يقول ياكوف: “في الوقت الذي نمارس فيه هذه الطقوس، فإنهم في إسرائيل يفعلون نفس الشيء”.
ينتمي ياكوف إلى “الإيبغو”، وهي واحدة من المجموعات العرقية الرئيسية الثلاث في جنوب شرق البلاد، واسمه الأصلي ناميزو مادواكا.
الكثير ممن ينتمون إلى عرقية الإيغبو يعتقدون أن لهم تراثا يهوديا بوصفهم يشكلون واحدة مما يطلق عليها قبائل إسرائيل العشر المفقودة، وإن كان غالبيتهم لا يمارسون شعائر الديانة اليهودية كالسيد ياكوف. وتبلغ نسبتهم 0.1 في المئة من الإيغبو الذين يقدر عددهم ب 35 مليون نسمة.
ويعتقد أن تلك القبائل اختفت بعد تعرضها للأسر عندما هُزمت مملكة بني إسرائيل في القرن الثامن قبل الميلاد. يهود إثيوبيا على سبيل المثال معترف بهم بوصفهم منحدرين من تلك القبائل.
كما أن تقاليد الإيغبو – كختان الذكور والحداد على الموتى سبعة أيام والاحتفال ببداية الشهر القمري وإجراء مراسم الزفاف تحت مظلة -عززت من اعتقادهم بأن لهم تراثاً يهودياً.
“لا دليل”
لكن تشيدي أغوو، وهو عالم أنثربولوجيا بجامعة نيجيريا وينتمي إلى عرقية الإيغبو، يقول إن التماهي مع اليهودية لم يظهر إلا في أعقاب الحرب البيافرية الأهلية.
فقد خاض الإيغبو حرباً للانفصال عن نيجيريا، ولكنهم خسروا النزاع الوحشي الذي شهدته البلاد بين عامي 1967-1970.
ويضيف أغوو أن بعض الأشخاص “كانوا يبحثون عن دفعة معنوية يتشبثون بها”، ولذا بدأوا في التفكير في تلك الصلة اليهودية.
لقد اعتبروا أنفسهم أناساً مضطهدين، كما كان اليهود عبر التاريخ، ولا سيما إبان المحرقة النازية.
أغوو أخبر بي بي سي بأنه “من المهين أن نصف الإيغبو بأنهم قبيلة مفقودة تابعة لآخرين، فلا يوجد دليل تاريخي أو أثري يدعم ذلك”.
ويرى أنه بما أن الأدلة تشير إلى أن الإيغبو كانوا من بين من هاجروا من مصر قبل آلاف السنين، فلربما التقط اليهود بعض عادات الإيغبو وتقاليدهم عندما كانوا يعيشون هناك.
قبل بضعة أعوام، كانت هناك جهود مثيرة للجدل تسعى لإثبات وجود نسب وراثي، لكن تحليلاً بالحمض النووي (دي.إن.إيه) أظهر عدم وجود صلة بين الإيغبو واليهود.
الحاخام إليعازر سيمخا وايز، رئيس قسم الشؤون الخارجية بمجلس حاخامات إسرائيل – وهو الجهة التي تبت في الأنساب اليهودية، ليس لديه أي شك في عدم وجود صلة بين الإيغبو واليهود.
وصرح وايز لبي.بي.سي قائلا :”يزعمون أنهم ينحدرون من جاد، وهو أحد أبناء يعقوب (إسرائيل)، لكنهم لا يستطيعون إثبات ذلك”.
“وفيما يخص التقاليد التي يتحدثون عنها، بإمكانك أن تجد أناساً في مختلف أنحاء العالم لديهم ممارسات يهودية”.
وقال إنه ما لم يتحول يهود نيجيريا إلى اليهودية – وهي عملية تتطلب طقوساً عديدة وتشمل المثول أمام محكمة يهودية (وهو أمر غير متاح في نيجيريا)، فلن يتم الاعتراف بهم.
يعتبر ياكوف فكرة أن يمر بعملية التحول إلى اليهودية بمثابة إهانة، ويقول: “إذا قمنا بالتحول إلى الديانة اليهودية، سينظر إلينا بوصفنا مواطنين درجة ثانية”.
تصاعد النزعة الانفصالية
يأخذ رواد معبد جيهون معتقداتهم على محمل الجد، ويحظون هم وباقي يهود نيجيريا الذين يقدر عددهم بـ 12000 شخص بدعم بعض المجموعات اليهودية الأورثوذوكسية الأخرى عبر أنحاء العالم، والتي تقدم لهم تبرعات وتقوم بزيارات تضامنية وتشارك في حملة تطالب بالاعتراف بهم.
من بين الداعمين البارزين لهم داني ليمور، وهو عميل سابق بالموساد كان قد نفذ عملية سرية لنقل يهود إثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان. يقوم ليمور بزيارات لمجتمع يهود نيجيريا منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويرى أن الممارسات اليهودية في غرب أفريقيا تعود إلى ما قبل الحرب الأهلية.
يؤمن ليمور بمدرسة الفكر التي تقول إنهم أتوا من المغرب قبل 500 عام، واستقروا في تيمبوكتو أولاً، ثم هاجروا إلى الجنوب، ويأمل في أن يحصلوا على الاعتراف الذي يستحقونه.
وأخبر بي.بي.سي بأن “اليهودية تتخطى لون البشرة، إنها راسخة في القلب”.
تأسس معبد جيهون، الذي يعتقد أنه الأقدم في نيجيريا، في الثمانينيات على يد أوفاداي أفيخاي واثنين آخرين، وكان ثلاثتهم قد نشأوا كمسيحيين.
وقد قرر الأصدقاء التحول إلى اليهودية عندما أدركوا أن العهد القديم هو أساس الدين اليهودي.
يقول إنه شعر بأن اليهودي الذي بداخله دبت فيه الحياة من جديد، ونظراً لأوجه التشابه بين التقاليد اليهودية وتقاليد الإيغبو، فإنه اقتنع بأن اليهودية هي الطريق القويم.
يرتاد معبد جيهون في أبوجا حالياً مزيج من المجموعات العرقية تشكل أربعين عائلة.
ويقول خبير الأديان في بي.بي.سي تشاغوزي مونوو إنه في الأعوام القليلة الماضية، ارتفع عدد الأشخاص الذين يمارسون الشعائر اليهودية في جنوب نيجيريا ارتفاعاً كبيراً.
يعود الفضل في ذلك بالأساس لجماعة “سكان بيافرا الأصليين (إيبوب)” التي شنت من جديد حملة انفصالية للإيغبو في عام 2014.
تزعم الحملة نامدي كانو، الذي ذكر أتباعه بتراثهم اليهودي المزعوم، وشجعهم على اعتناق هذا الدين. وهناك صورة لهذا القائد ذي الشخصية الكاريزمية يزعم أنها التُقطت عند حائط المبكى بالقدس.
Irums
The first time Ipob emerged, I cried at the synagogue”
لكن الجالية اليهودية الأكثر عراقة في نيجيريا لا تعتبر أتباعه يهوداً أصليين، إذ يدمج بعضهم عناصر يهودية وأخرى مسيحية في شعائرهم المرتبطة في معظمها باليهودية المسيحانية.
والسيد كانو قيد الحبس حالياً، بانتظار محاكمته بتهمة الخيانة، كما صنفت “إيبوب” جماعة إرهابية وتم حظرها.
ويقول أفيخاي، وهو من قدماء محاربي إقليم بيافرا: “المرة الأولى التي خرجت فيها إيبوب إلى النور، بكيت في المعبد. وقلت إن ذاك الشاب سيتسبب لنا في مشكلات لأن ما يفعله غير ضروري”.
ويخشى أن أنشطة إيبوب قد تهدد التعبد السلمي لنحو 70 مجتمعاً يهودياً غير مهتم بالسياسية.
حدث ذلك في وقت سابق من العام، عندما سُجنت زعيمة أحد المجتمعات اليهودية في جنوب شرق البلاد لمدة شهر بعد أن قام ثلاثة أشخاص من إسرائيل بزيارة معبدها.
كان الزوار قد جاءوا لتصوير احتفالية بمناسبة التبرع بمخطوطة للتوراة، والتي عادة لا يقدر اليهود المحليون على شرائها لغلاء ثمنها، ولكن اشتُبه في أن لهم علاقات بإيبوب.
أخبرني أحد المتعبدين في جيهون بأن السيد كانو أثر على قراره الانضمام إلى المعبد، ولكن تحول حملة إيبوب مؤخراً إلى نزاع مسلح يتعارض مع تعاليم اليهودية.
السيد ياكوف ليس معنياً بالسياسة المتعلقة بكونه يهودياً، فالجانب الروحي هو ما يهمه.
وقد يساعد اعتراف إسرائيل بتلك النسبة الصغيرة من الإيغبو بوصفهم يهوداً، في أن يصبح ذلك المجتمع الديني أكثر تنظيماً في نيجيريا. على سبيل المثال، لا يوجد حالياً حاخام أكبر، والعثور على أطعمة مطابقة للشعيرة اليهودية يمثل تحدياً في أحيان كثيرة. فهي تباع في العادة في عدد يسير من المحلات التي يمتلكها يهود أجانب، وبشكل عام، يستهلك اليهود النيجيريون الأطعمة المنتجة محلياً لكي يتمكنوا من اتباع القواعد اليهودية.
يرغب السيد ياكوف بشدة في أن يكون أول حاخام نيجيري، وهو أمر لن يتأتى إلا إذا درس في مدرسة للحاخامات، أو تتلمذ على يد حاخام محنك.
يقول ياكوف: “بالنسبة لمن يعرف جذوره منا، نحن واثقون من هويتنا”.
“إذا كان المسيحيون والمسلمون يتقبلون من ينتمي إلى ديانتهم ويدعمونهم، أظن أنه ينبغي على اليهود أيضاً أن يشجعونا”.
[ad_2]
Source link