اشتباكات بيروت: هل يقف لبنان على حافة حرب أهلية؟ – صحف عربية
[ad_1]
ناقشت صحف عربية تداعيات الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في بيروت وأودت بحياة سبعة أشخاص على الأقل وإصابة عشرات.
واندلع إطلاق النار أثناء مظاهرات نظمتها حركة أمل وجماعة حزب الله في ساحة “الطيونة” احتجاجا على حكم يقضي برفض شكوى لرد القاضي طارق بيطار، المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي.
واتهمت جماعة حزب الله فصيل “القوات اللبنانية”، ذا الجذور المسيحية، بإطلاق النار على المتظاهرين.
وعبّر معلقون عن تخوفهم من جنوح لبنان نحو حرب أهلية، بينما اتهم آخرون حزب الله وحركة أمل بإشعال الفتنة في البلاد.
لبنان “على كف عفريت”
قالت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها: “سجّل الوضع اللبناني عقدة دموية بالغة الخطورة بسقوط عدد من القتلى والجرحى خلال اشتباكات عنيفة اندلعت على هامش تجمّع نظمه عدد من مناصري حزب الله وحركة أمل ضد المحقق في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار”.
وأضافت: “لا شك في أن هذا الانزلاق المتهور سيرخي سدوله على الأزمة السياسية الناشبة في البلاد، وربما يضع لبنان على شفير نزاع سيء بعد سنوات من الاحتقان”.
وحذرت الصحيفة من أن “لبنان في محنة كبيرة، والمشكلة القائمة اليوم أخطر مما يعتقد، ولا أحد يمكنه أن يتنبأ بتداعياتها إذا تجاوزت حدود السيطرة، خاصة أنها جاءت في سياق قضية تشغل الرأي العام، المحلي والعالمي، وتتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وفي ضوء توقعات بأن البيطار يتجه إلى اتهام ‘حزب الله’ بجريمة تفجير المرفأ، مما دفع الحزب، وحليفته ‘حركة أمل’، إلى التهديد بتقويض حكومة نجيب ميقاتي، التي لم يمر على تسلم مهامها شهر، إذا لم تسارع بإقالة محقق المرفأ”.
ورأت الخيلج الإماراتية أن “مساعي إخماد ‘فتنة الطيونة’ امتحان حاسم للحكومة… ورغم صعوبة الموقف، فبإمكان الحكومة أن تثبت على موقفها، وأن تدافع عن شرف الدولة وتتمسك بمسار العدالة في كل القضايا المفتوحة، ومنها انفجار المرفأ”.
في السياق ذاته، وصفت صحيفة العرب اللندنية التطورات الأخيرة في لبنان بأنها “انفجار كبير للوضع سياسيا وعسكريا .. وضع مصير البلد على “كفّ عفريت” وأدى إلى تهديد السلم الأهلي بعدما افتعل الحزب مواجهات مسلّحة مع سكان أحياء مسيحية في العاصمة اللبنانيّة”..
بالمثل، هاجمت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها “حزب الله” متهمة إياه بـ “اللعب المحظور على وتر الطائفية واختبار المشاعر والحساسيات المذهبية”، مضيفة أن “هذا العمل الدؤوب لحزب الله في خلق كل ظروف الاحتقان والانفجار الداخلي، كان لا بد أن يجر لبنان إلى الفتنة ومناخ الحرب الأهلية سيئة الذكر”.
وأضافت الصحيفة: “انفلات الوضع اللبناني الذي بدأت شرارته أمس كان أمرًا منتظرًا للأسف، فلبنان المتنوع والمتعدد لا يمكن لجماعة أيًا كانت أن تنفرد بحكمه أو تستأثر بقراره، ولو بتوظيفها لفائض القوة والسلاح الخارج عن سلطة الدولة، كما لا يمكن لدولة ذات سيادة أن تصبح أداة مسلوبة الإرادة لصالح أجندة خارجية تستخدم مكونًا من لبنان ضد بقية المكونات وشركاء الوطن، بل ضد مصلحة لبنان وعلاقاته”.
وانتقد مشاري الذايدي في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية “حزب الله” اللبناني وحليفته “أمل” اللذين “يضربان الأمن السلمي الأهلي اللبناني في الصميم، ويشهران السلاح، حتى الثقيل منه، في شوارع بيروت لتهديد الآخرين”.
واعتبر الكاتب أن “ما جرى بالأمس في بيروت يتجاوز شكله الظاهري المتمثل باحتجاج من الحزب الإيراني وتابعه ‘أمل’ … يتجاوزه إلى رسالة واضحة تريد ميليشيات ‘حزب الله’ بعثها للجميع: نحن نحكم لبنان وحدنا، من يتوهم غير ذلك أو ينخدع ببعض اللطف السياسي، فعلينا تذكيره جيدًا وبطريقة فجّة بمن نحن وماذا نقدر عليه”.
وحذر الكاتب من أن “سلوك ‘حزب الله’ الوقح هذا، هو ما يستدعي الحرب الأهلية، وليس ما يحمي الناس منها .. للأسف هذه هي الحقيقة”.
“صمت المدافعين عن حرية التعبير”
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله: “السؤال طرح بقوة، أمس، بعد المجزرة الدموية التي ارتكبتها القوات اللبنانية بحق متظاهرين كانوا يحتجون على إدارة ملف التحقيقات في تفجير المرفأ، خصوصاً أن التعامل مع الجريمة المروعة لم يشِ بمستوى حقيقي من المسؤولية، إزاء صمت كل المدافعين عن حرية التعبير في لبنان وخارجه، وامتناع غالبيتهم عن إدانة المجرم القاتل وتحميل القتيل المسؤولية بسبب رغبته في التعبير عن رأيه سلميًا”.
وأضافت الصحيفة “الرئيس ميقاتي، الذي كشف مقربون منه أنه تلقى اتصالات خارجية تحثه على عدم التجاوب مع أي خطوة تضرّ بعمل القاضي طارق البيطار، أعرب عن خشيته من تدهور الأمور. وهو يبدو كمن يفكر بخطوة استباقية على شكل استقالة مبررة بأنه لا يريد التدخل في عمل القضاء ولا يريد تحمّل مسؤولية المواجهات التي تحولت إلى أعمال عسكرية سالت فيها دماء”.
وتابعت الأخبار اللبنانية: “لكن جوهر خطوة ميقاتي يعني هروبه من تحمّل المسؤولية في لحظة حاسمة … ما حصل كان أقرب إلى بروفة لحرب أهلية وانفلات أمني”.
وفي صحيفة اللواء اللبنانية، قالت كارول سلوم: “ربما لم يعد السؤال المطروح اليوم يقوم على وضع الحكومة وكيفية ترتيب عودتها إلى مسارها الإنقاذي بعد قضية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، إنما عن تداعيات ما جرى في الشارع وما إذا كان البلد أمام سيناريو خطير مقبل أو أن ما جرى بالأمس دفن في مكانه حتى وإن ترك آثاره”.
[ad_2]
Source link