فيروس كورونا: هل تلقيح الأطفال هو الحل للسيطرة على الوباء؟
[ad_1]
- جوزي غلاوسيوسز
- بي بي سي
في إسرائيل، تلقى أكثر من نصف الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا وبعض الأطفال الأصغر سنًا جرعة واحدة من لقاح فيروس كورونا، كما حصل القليل منهم على جرعة معززة بالفعل، فما الذي يمكننا أن نتعلمه من هذا؟
في أواخر أغسطس/آب 2021، اصطحبت تاليا شموئيل ابنها البالغ من العمر خمس سنوات إلى العيادة الصحية المحلية للحصول على الجرعة الأولى من لقاح فيروس كورونا. وكان الطفل قد وُلد بعيب في القلب، وكعرض جانبي يعاني من ضيق شديد في القصبة الهوائية، وهو ما يجعله عرضة بشكل خاص للإصابة بالفيروس.
تقول شموئيل: “في أي وقت يمرض فيه، يتحول الأمر بشكل عام إلى التهاب رئوي، كما أنه يمرض كثيرا”.
وكانت شموئيل، وهي أم لثلاثة أطفال، بحاجة إلى تصريح خاص من وزارة الصحة الإسرائيلية لتطعيم ابنها، بسبب صغر سنه. وشعرت بأن حصول نجلها على اللقاح هو القرار الصحيح.
وتقول: “أنا وزوجي نعمل كمحللين للأبحاث، وندرس كل رقم يأتي إلينا، ونتتبع كل شيء. نحن نتحقق من عدة مصادر مختلفة. إننا نعلم من الأرقام أن هناك آثارا جانبية محتملة للقاح. لكن في حالته فإن الآثار الجانبية لفيروس كورونا نفسه أسوأ بكثير من الآثار الجانبية للقاح”.
ومع بدء المزيد من الدول حول العالم في تقديم لقاحات فيروس كورونا للأطفال فوق سن 12 عامًا، تقدم إسرائيل لمحة عما قد يحدث في المستقبل. فقد نجحت بسرعة في تلقيح جزء كبير من سكانها البالغين في وقت سابق من هذا العام.
وفي يونيو/حزيران، أوصت بتلقيح الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا، بعد تفشي الفيروس في المدارس، كما تقدم الآن جرعات ثالثة معززة لتلك الفئة العمرية.
ومنذ يوليو/تموز، تقدم إسرائيل أيضًا لقاحات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و11 عاما “في ظروف استثنائية”، بما في ذلك أمراض الرئة المزمنة الحادة وفشل القلب الاحتقاني.
لكن بينما ثبت أن لقاح فايزر-بيونتيك آمن للأطفال، فإن قرار تطعيم الأطفال يمكن أن يكون أكثر تعقيدًا من البالغين. فنظرًا لأن الأطفال غالبا ما يكونوا أقل تأثراً بفيروس كورونا، فإن حدوث آثار سلبية حتى ولو بسيطة يجعل من الصعب تبرير اتخاذ قرار بتلقيح الأطفال.
تقول نيكول ريتز، أخصائية أمراض الأطفال المعدية في مستشفى بازل الجامعي للأطفال في سويسرا: “اللقاح فعال، لكن كما فعلنا مع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، فيجب أن نكون أكثر حذرا مع الأطفال الأقل في العمر. ومن المحتمل أن نطعم الأطفال بعد ذلك بهذا اللقاح في العام الأول من العمر، كما نفعل مع العديد من اللقاحات الأخرى”.
وتضيف: “وكلما انخفض العمر، كنا بحاجة إلى المزيد من البيانات التي تظهر لنا أن هذا لقاح آمن. وسيكون من الصعب جمع تلك البيانات، لأن الطفل البالغ من العمر خمس سنوات من غير المرجح كثيرًا أن يخبرك بالأعراض، فلا يمكنه مثلا أن يقول إنه يعاني من شعور غريب في القلب، على عكس الطفل البالغ من العمر 16 عاما، على سبيل المثال”.
وجرت عملية حصول الأطفال في إسرائيل على اللقاح بطريقة سلسة نسبيا. وحتى الآن، لقحت إسرائيل أكثر من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا.
ونزل عدد قليل جدا من الناس إلى الشوارع للاحتجاج على ذلك. لكن يبدو أن معظم الآباء الإسرائيليين مستعدون لتطعيم أطفالهم الأكبر سنًا: فبحلول أكتوبر/تشرين الأول 2021، حصل 53.7 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، و84 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عامًا، على أول جرعة من اللقاح، وفقًا لوزارة الصحة الإسرائيلية.
وأظهر العديد من الآباء قدرا كبيرا من الحماس عند سؤالهم عن شعورهم تجاه تطعيم الأطفال الأصغر سنًا، بما في ذلك الذين لا يعانون من أمراض مزمنة.
وأشاروا إلى خوفهم من إصابة أطفالهم بالعدوى، والقلق بشأن عمليات الإغلاق الأولية، والإرهاق بسبب الحجر الصحي المتكرر والتعليم المنزلي، وعدم الارتياح بشأن تأخر أطفالهم في الدراسة، أو عدم قدرة أطفالهم على التعلم عن بُعد – سواء بسبب صعوبة التركيز أو بسبب نقص الشاشات التي تمكن الأطفال من الوصول إلى دروسهم عبر تطبيق “زوم”.
وأدى ظهور متغير دلتا شديد العدوى إلى إثارة المخاوف من عمليات إغلاق جديدة في المستقبل.
وفي منتصف يونيو/حزيران 2021، ألغت إسرائيل الإجراءات التي كانت تلزم المواطنين بارتداء الكمامات، مستشهدة بحملة ناجحة لتطعيم نحو 60 في المئة من إجمالي عدد السكان. بل وكانت النسبة أعلى بين كبار السن الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا، إذ وصلت إلى ما يقرب من 90 في المئة بين الإسرائيليين فوق 70 عامًا.
وبعد عشرة أيام فقط، ومع انتشار متغير دلتا، عادت السلطات لفرض الإجراءات التي تلزم المواطنين بارتداء الكمامات. وبحلول أواخر الصيف، كان متغير دلتا هو السائد في إسرائيل.
ومع فتح المدارس العامة الإسرائيلية أبوابها في الأول من سبتمبر/أيلول، بدأ عدد الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا في الارتفاع بشكل كبير. وعلى مدار الشهر، كان أكثر بقليل من 54 في المئة من حالات الإصابة بالفيروس لأطفال تتراوح أعمارهم بين يوم واحد و19 عامًا، وفقًا للجنة مكافحة فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة الإسرائيلية.
ونُقل بعض الأطفال إلى الحجر الصحي بعد يوم واحد من الدراسة. وللعام الثاني على التوالي، وجد الإسرائيليون الذين خططوا للاحتفال بالسنة اليهودية الجديدة داخل الكنيس اليهودي أنفسهم يقيمون الصلاة في الهواء الطلق في الحدائق المحلية.
ويقول بعض الخبراء إن تطعيم الأطفال يمكن أن يساعد في مواجهة الطفرات في زيادة حالات الإصابة بالفيروس.
ويقول عالم الأوبئة مانفريد غرين، وهو أستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة حيفا في إسرائيل: “أعتقد – وأقول ذلك طوال الوقت – أننا بحاجة إلى تطعيم الأطفال منذ سن مبكرة قدر الإمكان، من أجل السيطرة على الوباء”.
ويضيف: “علمنا أن هذا المرض ينتقل بسرعة كبيرة؛ والآن أصبح أكثر قابلية للانتقال بعد ظهور متغير دلتا”.
وكان مسؤولو الصحة العامة يأملون في السيطرة على الوباء في حال تلقيح ما يتراوح بين 60 في المئة و70 في المئة من السكان، لكنهم الآن يدركون أن هذه النسبة يجب أن تكون أعلى من ذلك بكثير، على حد قول غرين. وبالتالي، فإن تلقيح الأطفال من شأنه أن “يقلل تلك المجموعة” من الأشخاص غير المحصنين من السكان.
[ad_2]
Source link