جرائم الاغتصاب في الهند: ناشطة من فئة الداليت تحارب من أجل الناجيات
[ad_1]
- ديفيا آريا
- بي بي سي نيوز – دلهي
يقع مجتمع الداليت الذين كانوا يُعرفون سابقاً باسم “المنبوذين”، في أدنى الدرجات في نظام هندوسي طبقي شديد العنصرية.
وباعتبارهم مجتمع محروم من حقوقهم على مر التاريخ، فهم محميون بموجب القانون، لكنهم ما زالوا يواجهون تحيزاً وعنفاً ممنهجاً على نطاق واسع في البلاد.
وبالنسبة لنساء الداليت اللواتي يمثلن حوالي 16في المئة من نساء الهند، فذلك يشمل العنف الجنسي أيضاً.
وغالباً ما تستخدم الجماعات الطبقية العليا الاغتصاب كوسيلة لمعاقبة المجتمع أو إلحاق العار بهم.
وشاركت هذا العام السيدة براديب، التي تناضل من أجل حقوق نساء الداليت منذ 30 عاماً، في تأسيس المجلس الوطني للقيادات النسائية.
وقالت: “لقد كان حلماً جميلاً منذ زمن طويل، أن يتم تطوير قيادات نسائية من مجتمع الداليت”.
“بينما كنت أقوم بتوثيق حالات العنف الجنسي أثناء تفشي جائحة كوفيد 19، شعرت بأنه حان الوقت لإنشاء منظمة مكونة من قادات لمساعدة النساء على العيش باحترام وكرامة”.
قوانين متحيزة ضد نساء الداليت
تعيش ناركار، في بلدة صغيرة في ولاية كوجارات غربي الهند، حيث تفتقر نساء الداليت الفقيرات إلى التعليم والعمل، كما هو الحال في جميع أنحاء الهند.
وقالت ناركار: “النساء غاضبات ويردن العدالة عندما يواجهن العنف الجنسي ولكنهن يجدن صعوبة في رفع أصواتهن حتى داخل الأسرة والمجتمع نفسه، لأنهن يفتقرن إلى المعرفة بحقوقهن والقوانين التي تهدف إلى حمايتهن”.
عندما سمعت ناكار براديب وهي تتحدث في تجمع لنساء الداليت في يناير/كانون الثاني 2020 ، غير ذلك حياتها، على حد قولها، وجعلتها تشعر أنه بالإمكان تحقيق العدالة.
تحدثت براديب بشغف وكانت لديها أفكاراً ملموسة لمعالجة العوائق في النظام، بما في ذلك تعليم النساء الريفيات ببعض القوانين الأساسية حول حقوقهن.
وقالت براديب: “أسميهن محاميات، وهن عنصر أساسي لمساعدة الناجيات للوصول إلى نظام عادل ومحاربة الصور النمطية”.
“نظام العدالة الجنائية بأكمله متحيز ضد نساء الداليت. وفي المحاكم، هناك الكثير من وصمة العار التي تُلحق بضحايا الاغتصاب، فيتم طرح أسئلة مثل لماذا قد يغتصبها رجال من الطبقة العليا؟ لا بد وأنها دعتهم لممارسة الجنس معها”.
والآن، وقد باتت مسلحة بالقدرة على التنقل والتزود بقوانين النظام والتعامل مع رد الفعل العنيف والتهديدات من الجناة، تشعر ناركار بالقوة.
انضمت إلى منظمة محلية لحقوق الداليت وهي أول من تصل إلى ناجية ما، بمجرد أن تسمع بحدوث حالات اغتصاب في المنطقة.
وتظهر البيانات الحكومية أن حالات اغتصاب نساء الداليت المبلغ عنها زادت بنسبة 50 في المئة بين عامي 2014 و 2019.
لكن الدراسات تظهر أن معظم حالات اغتصاب نساء الداليت لا يتم الإبلاغ عنها.
ويعد الافتقار إلى الدعم من الأسرة وإحجام الشرطة عن تسجيل الشكاوى ضد رجال الطبقة العليا، من العوائق الشائعة، لذا في تدريبها، تشدد السيدة براديب، على رفع الروح المعنوية للناجية ومساعدتها على فهم الحاجة إلى تقديم شكوى مفصلة للشرطة.
وقالت إن إحساسها بهن نابع من تجربتها الخاصة في الشعور بالوحدة، كناجية من الاعتداء الجنسي على الأطفال. فقد كانت تبلغ من العمر أربع سنوات فقط عندما تعرضت لاعتداء جنسي من قبل أربعة رجال في الحي الذي كانت تقطنه.
وقالت: “أتذكر أنني كنت أرتدي فستاناً أصفر اللون في ذلك اليوم… ما زلت أتذكر وجوههم وما فعلوه بي. لقد غيرني ذلك الاغتصاب وجعلني طفلة خجولة وخائفة للغاية، كنت أخاف من الغرباء وأختبئ عندما كان يزورنا أي شخص في منزلنا”.
ظل التمييز يلاحقها أينما حلّت
أبقت براديب حادثة الاعتداء عليها سراً ولم تبح بها لأحد.
وقالت إنها كانت تشعر بضعف شديد من أن تشارك ما حدث لها مع والديها. فقد كانت والدتها مجرد شابة مراهقة تزوجت في عمر الـ 14، من رجل يكبرها بـ 17 عاماً.
كما أن والدها لم يكن سعيداً لأنه كان يرغب بأن يُرزق بصبي بدلاً من ابنة أخرى.
وقالت: “كان يسيء معاملة والدتي ويسخر مني ويصفني بالقبيحة، لقد جعلني أشعر بأنني فتاة غير مرغوب بها وغير محبوبة”.
وكان والدها الذي توفي منذ ذلك الحين، قد ولد في ولاية أوتار براديش الشمالية، لكنه انتقل إلى ولاية كوجارات للعمل.
وفي مكان إقامته الجديدة، أخفى هويته الداليتية بإلغاء لقبه الأخير، وجعل زوجته وابنته تتبنيان اسمه الأول، براديب، لقبا لهما.
ومع ذلك، تقول براديب، إن هويتها الطبقية لم تُخفى.
اتخذ التمييز العنصري أشكالاً مختلفة، حتى في مدينة كبيرة مثل فادودارا، حيث كانوا يعيشون.
“عندما كنتُ في التاسعة من عمري، طلب أستاذي من الطلاب أن يتم تصنيفهم وفقاً لنظافتهم، وعلى الرغم من أنني كنت أحد الأطفال الأكثر نظافة في الفصل، فقد جاء إسمي في المرتبة الأخيرة، فقط لأن الداليت يُنظر إليهم على أنهم غير نظيفين، فشعرت بإهانة كبيرة”.
وبعد المدرسة، قررت إكمال دراستها الجامعية والحصول على شهادة للعمل في المجال الاجتماعي والقانوني.
ألهمتها زياراتها للمناطق الريفية لتناول قضية الداليت.
وفي عام 1992 تقريباً، أصبحت أول امرأة تنضم إلى “نافسارجان”، وهي منظمة لحقوق الداليت أسسها خمسة رجال عندما قتل أحد زملائهم بالرصاص من قبل رجال الطبقة العليا. وبعد عقد من الزمان، فازت في الانتخابات لتصبح المديرة التنفيذية للمنظمة.
وقالت بفخر: “من النادر أن ترتقي امرأة من مجتمع الداليت إلى هذا المستوى. لقد فزتُ في الانتخابات وألحقت الهزيمة بأربعة رجال لقيادة منظمة تعمل مع كل من الرجال والنساء”.
وهي الآن قادرة على التركيز على الناجيات من الاغتصاب كقضية رئيسية.
لقد ساعدت حتى الآن أكثر من 50 ضحية اغتصاب من مجتمع الداليت اللواتي كافحن من أجل العدالة، وانتهى المطاف بالعديد من تلك القضايا بالإدانة.
وعزز العمل إيمانها بأن نساء الداليت بحاجة إلى المعرفة والتدريب ليصبحن قائدات يحظين بالاحترام في مجتمعهن.
وقالت “لا أريد مانجولا أخرى، بل أريد أن يكون لهؤلاء النساء هوياتهن ومسار تطورهن الخاص بهن، ليس تحت جناحي أنا، بل كنساء مستقلات”.
[ad_2]
Source link