الصراع في تيغراي: من راهب إلى جندي.. كيف أدت الحرب في إثيوبيا إلى انقسام الكنيسة؟
[ad_1]
- فاسيكاو مينبيرو وفاروق كوثيا
- بي بي سي أمهري وبي بي سي نيوز
يقوم راهب إثيوبي، كان يحمل في يوم من الأيام الصليب والكتاب المقدس فقط في أرض تشتهر بكنائسها المحفورة في الصخر، الآن بحمل بندقيته لخوض معركة ضد المتمردين في تيغراي في حرب تمزق الأمة والكنيسة المسيحية الأرثوذكسية على السواء.
وقال الأب غبريماريام أديراو: “أنا أقاتل بكليهما..الصلاة والرصاص”.
وقد قام الراهب، الذي يعني اسمه “خادم مريم” بالتوقيع للانضمام إلى الجيش الإثيوبي بعد أسابيع من دعوة رئيس الوزراء أبي أحمد جميع الرجال الأصحاء، للانضمام إلى القتال ضد جبهة تحرير شعب تيغراي.
وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي قد أطلقت تمردا في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، في معقلها في تيغراي، بعد خلاف مرير مع أبي بشأن إصلاحاته السياسية.
وقال الأب غبريماريام لبي بي سي الأمهرية: “عندما رأيت البلد ينهار، ويُقتل القساوسة، انضممت إلى قوة الدفاع معتقدا أنه من المهم خوض القتال”.
وأضاف قائلا إنه تلقى بالفعل تدريبات من ميليشيا في منطقة الأمهرة المجاورة حيث يعيش.
وتابع قائلا: “لا أخاف من الإصابة أو القتل خلال الحرب، أنا مستعد لقبول ذلك، لا أخاف إلا الرب”.
وفي ما كان يُنظر إليه على أنه رد على استيلاء قوات أمهرة على أراضي في تيغراي في بداية الحرب، سيطرت جبهة تحرير شعب تيغراي على عدة بلدات رئيسية في إقليم أمهرة في أغسطس / آب الماضي. وشمل ذلك موقع لاليبيلا، وهو موقع تراث عالمي اشتهر بكنائس من القرنين الثاني عشر والثالث عشر منحوتة من الصخور.
وقال مينشيل ميسيرت، الأكاديمي في جامعة غوندار في أمهرة: “هناك أكثر من 700 كاهن في لاليبيلا لكنهم الآن في مشكلة حيث لا توجد خدمات بسبب سيطرة جبهة تحرير شعب تيغراي على المنطقة، كما أنهم لا يتلقون رواتبهم أيضا”.
العثور على أغلفة رصاص في كنيسة
على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي دمار في لاليبيلا، قال مينيشل إن عددا من الكنائس الأخرى في المنطقة قد نُهبت من المال والطعام والمخطوطات القديمة، في إشارة إلى أن جبهة تحرير شعب تيغراي كانت تشن “حربا شاملة دون توفير الحماية الواجبة للمواقع الدينية والمباني الثقافية”.
كما أفادت وسائل الإعلام الحكومية أن كنيسة، شيشيهو ميدهانياليم، التي تعود إلى القرن الخامس قد تعرضت لأضرار بعد تعرضها لنيران المدفعية الثقيلة من قوات الجبهة.
وأفادت الأنباء بالعثور على أغلفة طلقات نارية ملقاة على أرضية كنيسة مدمرة في قرية شنه تكلاهايمانوت، فيما قال سكان محليون إن 6 قساوسة كانوا من بين عشرات الأشخاص الذين قتلوا خلال هجوم شنته الجماعة في أواخر أغسطس/آب الماضي.
وقد نفت جميع أطراف النزاع مرارا ارتكاب الفظائع.
ويشكل المسيحيون الأرثوذكس 43 في المئة من سكان إثيوبيا، مما يجعلهم أكبر جماعة دينية وأكثرها نفوذا في البلاد، وقد أدى الصراع إلى شقاق بين الكثيرين منهم.
وقال رجال دين من تيغراي، إن العملية العسكرية الحكومية في الإقليم، والتي عززتها قوات من إريتريا المجاورة، أدت إلى مقتل حوالي 325 من القادة الدينيين، بينهم بعض من الأقلية المسلمة، فضلا عن تعرض 12 كنيسة ومسجد في الأشهر الستة الأولى من الحرب لهجمات.
أبي “تخلى عن العلمانية”
قال غيتاشيو أسيفا، وهو أكاديمي مقيم في كندا وعضو بارز في الكنيسة في أمريكا الشمالية، لبي بي سي إنه يعتبر الهجمات بمثابة محاولة “لكسر” التيغراي وحملهم على “الركوع” أمام أبي وحليفه الإريتري الرئيس أسياس أفورقي.
وكان دير ديبري دامو الذي يعود إلى القرن السادس الميلادي، والذي أقيم على منحدر بطول 24 مترا في جبال تيغراي، من بين المواقع التي يُزعم أن القوات الإريترية نهبت مخطوطاته القديمة وكنوزه الثقافية الأخرى.
وقال البروفيسور غيتاشيو إن الحرب تسببت في حدوث شرخ عميق في الكنيسة، حيث أخذت كنيسة تيغراي “تسلك طريقها الخاص بشكل غير رسمي”.
وأضاف قائلا:”حتى في الشتات، ستجد أن الناس لم يعودوا يرغبون في الصلاة معا، ففي أونتاريو بكندا تم تغيير اسم الكنيسة إلى كنيسة تيغراي الأرثوذكسية، وقد حدث هذا أيضا في فيلادلفيا في الولايات المتحدة، وفي أستراليا”.
وقال البروفيسور غيتاشيو إن أبي، وهو مسيحي خمسيني، قد ابتعد عن العلمانية التي كانت تدعم الدولة الإثيوبية.
وأضاف قائلا:”إنه يقدم الحرب التي يخوضها على أنها معركة روحية، وعندما تحدث عن الضغط الدولي لوقف الحرب قال إن البلاد مستعدة لتناول الشراب المر الذي أجبر يسوع على تناوله على الصليب وفي النهاية سوف ننتصر”.
وتابع البروفيسور غيتاشيو قائلا: “إنه يقول مثل هذه الأشياء في الأعياد الدينية حيث يجب أن يصلي الناس من أجل السلام”.
وأطلق دانيال كيبريت، وهو شماس له عدد كبير من الأتباع بين المسيحيين الأرثوذكس، وخاصة الشباب كما أنه أحد مستشاري أبي، على جبهة تحرير شعب تيغراي اسم “الشياطين” الذين يجب “محوهم”.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عنه قوله: “لا ينبغي أن تكون هناك أرض في هذا البلد يمكنها تحمل هذا النوع من الحشائش”.
وقال البروفيسور غيتاشيو إن الشماس كان صديقه لكنهما توقفا عن التواصل بعد اندلاع الحرب بوقت قصير.
وأضاف قائلا: “أدركت دوره فيما كان يجري، فخطابه إبادة جماعية”.
وبعد أن أدانت وزارة الخارجية الأمريكية تصريحات الواعظ ووصفتها بأنها “خطيرة” و “مكروهة”، قال دانيال إنه كان يشير إلى “منظمة إرهابية” وليس إلى شعب تيغراي. ووافق المتحدث باسم أبي على ذلك، وقال لوكالة الأنباء الفرنسية إنه حدث خطأ في الترجمة من قبل المتعاطفين مع تيغراي.
ومن جانبه، يلقي مينشيل باللوم في الصراع على جبهة تحرير شعب تيغراي، قائلا إنها لطالما روجت لـ “الكراهية” وسياسات الانقسام العرقي.
وأضاف قائلا: “لقد سُمعوا وهم يتهمون رئيس الوزراء بأن لديه رؤية إمبريالية شبيهة برؤية أباطرة أمهرة في الماضي، وبالرغبة في التدمير. كانت هذه دعاية عرقية بحتة استخدمتها جبهة تحرير شعب تيغراي لتضليل التيغراي ودفعهم للقتال”.
وبالنسبة للبروفيسور غيتاشيو فإن الحوار بين الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي، هو وحده القادر على إنهاء الحرب.
وقال: “بعد عمليات القتل الجماعي والمجاعة، سيتعين عليهم التفاوض”، مضيفا أنه يأمل في أن يواصل المجتمع الدولي الضغط على الحكومة للموافقة على المحادثات.
كما دعا بطريرك الكنيسة، وهو من عرق تيغراي، إلى السلام.
وقال الأب ماتياس في فعالية دينية في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي: “إن الصليب الذي نطبعه على ملابسنا والوشم على أجسادنا ليس من أجل الجمال. طالما أن معنى الصليب هو السلام والمصالحة، يجب أن نحافظ على السلام والمصالحة فيما بيننا ومع الرب”.
لكن الأب غبريماريام لا يزال على أهبة الاستعداد لإلحاق الهزيمة بجبهة تحرير شعب تيغراي.
وقال: “لقد حاولنا حتى الآن بالصلاة ، والآن سننتصر بالرصاص وسندفن أعداء إثيوبيا ونوحدها”.
[ad_2]
Source link