لماذا يقبل الناس على سباقات الماراثون وما فوائدها صحيا ونفسيا؟
[ad_1]
- آن مكارثي
- بي بي سي
قبل ماراثون لندن في نهاية هذا الأسبوع، تستكشف آن مكارثي ما الذي يحفز الناس على الركض لمسافات طويلة وتحمل صعوبات كبيرة.
في أولمبياد 1896 في أثينا، شارك في أول ماراثون منظم 17 رياضيًا فقط، لكن سباقات الماراثون قطعت شوطًا طويلاً منذ ذلك الحين. لقد قطع الفائز في أولمبياد أثينا آنذاك سباق الماراثون في وقت قدره 2:58:50، لكن في الوقت الحالي قد يكون هذا الوقت مناسبا بشكل أكبر للهواة، إذ يقطع أسرع العدائين اليوم سباق الماراثون في وقت أقل من ذلك بنحو الساعة.
وعلاوة على ذلك، أصبحنا نفهم الآن الكثير عن علم الجري لمسافات طويلة، بدءا من آثاره الصحية وصولا إلى الدوافع النفسية.
إذا، ما هي فوائد المشاركة في الماراثون، ولماذا تحظى هذه السباقات بشعبية كبيرة؟
قد يتساءل البعض لماذا يركض الناس في سباقات الماراثون من الأساس، رغم عدم وجود أمل في الفوز بميدالية ذهبية أو كتابة أسمائهم في السجلات التاريخية للرياضة. ويتطلب التدريب على المشاركة في مثل هذه السباقات التزامًا كبيرًا بالوقت والطاقة، ويمكن أن تكون السباقات مرهقة للغاية.
ومع ذلك، ارتفعت نسبة المشاركة في سباقات الماراثون في الولايات المتحدة بنسبة 255 في المئة منذ عام 1980، وتتزايد طلبات المشاركة في ماراثون لندن كل عام منذ السباق الأول في عام 1981، والذي شارك فيه 7,747 متسابقا.
وتتلقى لندن الآن طلبات من ما يقرب من ربع مليون عداء لحجز مكان في السباق الذي تصل عدد الأماكن المتاحة به إلى 50 ألف. وفي عام 2018، قُدّر عدد الذين أنهوا سباقات الماراثون في جميع أنحاء العالم بـ 1,298,725.
وتتمثل الأسباب الأكثر وضوحًا التي تجعل الناس يركضون في هذه السباقات المرهقة في الآثار الإيجابية من الناحيتين الصحية والذهنية. وفي حين يشعر البعض بالقلق بشأن الأضرار التي يمكن أن تلحق بهم إذا لم يكونوا مستعدين، فإن الفوائد الصحية العامة تتجاوز بشكل كبير أي مخاطر في حال التدريب على ذلك بشكل مناسب.
إن فوائد فقدان الوزن وصحة القلب والأوعية الدموية معروفة جيدًا في هذا الإطار، لكن الأبحاث تكشف باستمرار عن مكاسب جديدة. فالجري في سباقات الماراثون يساعد الشرايين على أداء وظيفتها بشكل أفضل لسنوات، كما أظهرت دراسة حديثة بقيادة أستريد روه من جامعة أوغسبورغ وجود علاقة محتملة بين تحسن الوظيفة المعرفية وتحسن صحة العين بعد المشاركة في سباقات الماراثون.
لكن ماذا عن الدوافع النفسية؟ سوف يعطيك كل عداء إجابات مختلفة تماما إذا طرحت عليه هذا السؤال.
يقول مات هوف، الذي يقيم في نيويورك ومؤلف كتاب “مشارك في الماراثون: ماذا تتوقع عندما تتدرب وتشارك في ماراثون” والذي شارك في سباقات الماراثون للمرة التاسعة هذا العام في برلين: “إن شعور الإنجاز الذي ينتابني عند عبور خط النهاية هو ما يجعلني أعود للمشاركة في سباقات جديدة”.
ويضيف: “هناك شيء لا تجده في الرياضات الأخرى، لأن مقدار الوقت والجهد المبذول في سباق واحد للماراثون يتضاءل أمامه أي جهد مبذول في مباراة لكرة القدم أو مباراة للتنس”.
وبالنسبة للعدائين الآخرين، يعتبر التحرر من القيود البدنية جزءًا أساسيا من الدافع وراء المشاركة في هذه السباقات. شارك ديف إيلر، وهو عداء ماراثون ولد أصم ويعيش في مدينة إسن بألمانيا، في 11 سباقا للماراثون. وقطع ماراثون برلين عام 2019 في 2:47:11، وهو ما يجعله أسرع عداء ماراثون ألماني أصم.
يقول إيلر، الذي يُعلم الطلاب الصم والمكفوفين: “إنني أتحدى حياتي ومعاناتي من حواجز التواصل من خلال المشاركة في سباقات الماراثون حول العالم لكي أظهر للناس أنه حتى الأشخاص ذوي الإعاقة يمكنهم تحقيق أشياء عظيمة. وبالنسبة للأطفال والمراهقين الصم الذين أعلمهم في المدرسة، فأنا نموذج يحتذى به ومثل أعلى لهم”.
وبالنسبة لكايلي بينيت، مساعدة هيئة التدريس بجامعة هارفارد، فإن المشاركة في سباقات الماراثون تساعدها على تجاوز الصعوبات التي تواجهها نتيجة معاناتها من داء الصرع. وتقول عن ذلك: “كانت هناك فترات قليلة في حياتي كنت فيها مريضة جدًا بحيث لا يمكنني القيام بأي نوع من النشاط البدني – لذلك، في كل مرة أعبر فيها خط النهاية أشعر بأنني ممتنة للغاية لتحقيق هذا الإنجاز”.
لكنها تركض في الأساس لأنها ترى أن هذه هي الطريقة المناسبة لتجربة ثقافات أخرى. وتقول: “إنها الطريقة التي أستكشف بها العالم. لدي اعتقاد راسخ بأن إحدى أفضل الطرق لتجربة مدينة جديدة هي المشاركة في سباق الماراثون بها”.
ورغم أن لكل عداء أسبابه الشخصية المختلفة، فهناك بعض الاتجاهات العامة التي لاحظها الباحثون والتي تدعم انجذاب الناس للمشاركة في سباقات الركض لمسافات طويلة.
ووجدت دراسة أجراها باحثون في أكاديمية جيرزي كوكوزكا للتربية البدنية في بولندا أن “إثبات القدرة على المشاركة في سباق الماراثون يشكل حدثًا مهمًا في حياة الشخص”، وأنه يمكن أن يؤثر على معتقداته بشأن كيفية تحقيق الإنجازات المحتملة في المستقبل.
ووجدت كاريس إيغان ويغر، من جامعة لوند السويدية، أن جوانب الحياة اليومية تنعكس بشكل ملموس وقابل للقياس في سباقات الماراثون، مثل تتبع التقدم الذي يحرزه الشخص، جنبًا إلى جنب مع ضرورة الإنتاجية والكفاءة. وخلال المقابلات الشخصية التي أجرتها ويغر مع العدائين، استشهد المتسابقون بثلاثة محفزات أساسية: الحرية والإنجاز، والمنافسة.
لكن بشكل أقل وضوحًا، تشير ويغر أيضًا إلى أن الجري لمسافات طويلة ومرهقة يمكن أن يكون أيضًا وسيلة لاكتساب مكانة اجتماعية، فعندما تظهر أنك قادر على المشاركة في سباق المسافات الطويلة فإنك بذلك تظهر مؤشرات إيجابية للآخرين بشأن قدراتك الصحية والإنتاجية والكفاءة، وكأنك تصنع علامة تجارية لنفسك. ويجري الترويج لهذه الإنجازات من خلال تطبيقات اللياقة الاجتماعية التي تسمح للعدائين بمشاركة إنجازاتهم والحديث عنها مع الآخرين.
[ad_2]
Source link