كيف يمكن استخدام عناكب افتراضية لعلاج اضطرابات الخوف المرضي منها؟
نسبة تتراوح بين 3-15 في المئة من البشر يعانون اضطراب الخوف المرضي والذي تثيره أشياء بعينها، كالأماكن المرتفعة أو بعض الحيوانات
[ad_1]
يطارد الشعور بالخوف المرضي، أو ما يعرف باضطراب الرهاب، كثيرا من الناس. وتعدّ العناكب مثيرا شائعا لهذا الاضطراب.
وتعدّ المواجهة إحدى طرق العلاج المتبعة في مثل هذه الاضطرابات. لكن كثيرين يرون في التعرّض للمثير عاملَ تخويف أو مضيعة للوقت، ويميل هؤلاء إلى تكييف حياتهم على تجنّب ما يثير مخاوفهم مهما كلّفهم ذلك، ولا يكلفون أنفسهم في المقابل عناء البحث عن مساعدة المختصين.
لكن التقنيات الحديثة كشفت عن مقدرة على مساعدة البشر في التغلب على مخاوفهم عبر “التعرّض الافتراضي الآمن” لمثيرات تلك المخاوف.
وطوّر باحثون في جامعة بازل السويسرية تطبيقا ذكيا قادرًا على مساعدة المصابين باضطراب الرهاب في التغلب على مخاوفهم.
ويطلق على التطبيق اسم “فوبيز”، وهو يعتمد على تقنية الواقع المعزَّز، في جلب عنكبوت افتراضي إلى شاشة مستخدم التطبيق.
ويتخذ العلاج مسار لعبة يتنقل عبرها مستخدم التطبيق بين تحديات متدرجة – تبدأ مثلا بمجرد مشاهدة عنكبوت، ثم الاقتراب منه، ثم تمرير اليد من تحته.
ويوفر التطبيق المراحل الأولى من اللعبة مجانا، لكن يتعين على المستخدم أن يدفع حتى يتسنى له الانتقال إلى مراحل متقدمة.
ونشرت دورية أنكسايتي ديسأوردرز بحثا تجريبيا للتطبيق الذكي، شمل عينة من 33 شخصا يعانون اضطرابات الرهاب وقد عكفوا على استخدام تطبيق فوبيز في المنزل ست مرات مدة كل منها تصل إلى 30 دقيقة على مدى أكثر من أسبوعين.
وقارن الباحثون بين ما تطورت إليه مشاعر الخوف لدى هذه العينة وعينة أخرى بنفس العدد (33 شخصا) تعاني أيضا اضطراب الرهاب من العناكب ولكنها لم تستخدم التطبيق.
وبعد التجربة، طُلب إلى العينتين الاقتراب من عنكبوت حقيقي موضوع داخل صندوق من الزجاج الشفاف. ولم تظهر على مستخدمي التطبيق مشاعر خوف أو اشمئزاز بنفس الدرجة التي ظهرت على من لم يستخدمه.
تعرُّض تحت السيطرة
تقول آنيا زيمر، رئيسة فريق البحث: “إن مواجهة عناكب افتراضية أسهل على من يعانون رهاب العناكب”.
وتقول زيمر لبي بي سي: “لقد كنت أعاني رهاب العناكب قبل عامين اثنين”، ومن ثم فإن مشاركتها في البحث ذات دافع شخصي.
تقول زيمر: “نحاول دعم التطبيق الذكي بما لدينا من معرفة عن العلاج، بحيث يصبح محاكيا للعلاج الحقيقي لمرضى رهاب العناكب”.
وتزداد صعوبة اللعبة في مراحلها المتقدمة. ويطرح التطبيق أسئلة على مستخدميه حول مخاوفهم واشمئزازهم، وإذا ما شعر هؤلاء بتراجع الشعور لديهم بالخوف والاشمئزاز فإنهم ينتقلون إلى مستويات أعلى من التطبيق والتي تتطلب بدورها مهام مختلفة.
ويقول الباحثون إن الذين يعانون درجات طفيفة من رهاب العناكب يمكن أن يستخدموا التطبيق بأنفسهم في المنزل، أما أولئك الذين يعانون اضطرابا حادًا فيُنصحون باستخدام التطبيق تحت إشراف أخصائي.
وسلطت دراسات حديثة الضوء على فوائد التعرّض “الواقع تحت السيطرة” لمثيرات الخوف المرضي أو الرهاب، بحسب وارين مانسيل أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة مانشستر.
وفي دراسة نشرتها دورية أنكسايتي ديسأوردرز عام 2017، كشف مانسيل أن علاج اضطراب الرهاب يكون أكثر فعالية في حالة إمكانية التحكم في عملية تعريض المريض لمثيرات الخوف المرضي.
وقال مانسيل لبي بي سي: “ميزة التطبيقات الذكية أنها تسمح لمستخدميها بالتحكم في درجة التعرّض طبقا لشعورهم وليس بحسب ما يقرر المعالج المختص”.
وتتفاوت التقديرات بشأن أعداد الذين يعانون اضطرابات الخوف المرضي من أشياء بعينها، كما تتفاوت مثيرات هذه المخاوف؛ فالبعض يخاف الأماكن المرتفعة، والبعض يخاف من حيوانات بعينها. لكن دراسات تشير إلى نسبة تتراوح بين 3-15 في المئة من الناس يعانون اضطرابات الخوف المرضي.
وترحب المؤسسة الخيرية البريطانية أنكسايتي يو كيه، بأي كشف جديد في علاج اضطرابات الرهاب. وترى المؤسسة أن التطبيقات الذكية يمكن أن تمثل بديلا سهل الوصول مقارنة بالعلاج التقليدي.
[ad_2]