لماذا لا يكفي العمل الجاد وحده للنجاح والترقي في العمل؟
[ad_1]
- كيت مورغان
- بي بي سي
نتعلم دائما أن الوصفة السحرية للنجاح هي العمل بكل جدية، لكن هذا ليس صحيحا دائما.
في أواخر هذا الصيف، نشرت الكاتبة البريطانية كيت ليستر تغريدة على حسابها الخاص على موقع تويتر قالت فيها: “كم كان عمرك عندما أدركت أن خطتك الأصلية بأن تكون لطيفًا حقًا، وتعمل بجد حقًا، وتتحمل أكثر مما ينبغي على أمل أن تُكافأ على ذلك بصورة تلقائية دون أن تطلب، كانت مجرد هراء؟”
وسواء كانت هذه التغريدة ساخرة أم لا، فقد كان لها صدى كبير، إذ وصل عدد من أعجبوا بها أو أعادوا نشرها إلى أكثر من 400 ألف شخص.
وعلى الرغم من الأقوال المأثورة والنصائح التي تخبر الناس منذ الصغر بأن العمل الجاد سيوصلك إلى المكان الذي تريده، فإن ذلك لا يحدث في حقيقة الأمر، كما يقول جيف شانون، مؤلف كتاب “العمل الجاد ليس كافيًا: الحقيقة المفاجئة حول إمكانية تصديقك في العمل”.
ويعتقد شانون أن “العمل الجاد هو بداية جيدة” وخطوة يتعين عليك القيام بها في وقت مبكر من حياتك المهنية، ويمكن أن يساعدك بالتأكيد على تثبيت نفسك في الوظيفة.
لكنه لا يكفي لأن يأخذك إلى القمة. يقول شانون: “عند نقطة معينة سوف تنظر حولك وتدرك أن الجميع يعمل بجدية عند هذا المستوى، وتصبح الخبرة والعمل الجاد أمرين متوقعين منك، ولن يساعداك على صعود السلم الوظيفي”.
لذا، فإنه ليس من العدل أن هذا النظام لا يُقدّر ببساطة العمل الشاق، لكن يتعين على العمال إدراك هذه الحقيقة والتعامل معها، خاصة إذا كانوا يكافحون لتسلق السلم الوظيفي. ولكي تواصل المضي قدما وتحقق المزيد من النجاحات، يتعين عليك أن تفعل أكثر من مجرد العمل الجاد.
وغالبا ما تأتي التصورات مثل تلك التي توصلت إليها الكاتبة كيت ليستر في أعقاب مشاهدة زملاء يتمتعون بقدرات مماثلة (أو أقل) وهم يرتقون في عملهم، في الوقت الذي تعاني فيه أنت من حالة من الركود وعدم التقدم في وظيفتك.
وفي كثير من الأحيان، فإن أولئك الذين يتقدمون في السلم الوظيفي هم الذين لديهم استعداد لمعرفة الطرق التي توصلهم إلى القمة، بينما تكون أنت مشغولًا جدًا بالعمل الجاد!
يقول شانون إن العمل الجاد لا يهم كثيرًا إذا لم يدرك أحد أنك تقوم بذلك. ولكي تترجم هذا الجهد الكبير إلى ترقيات وتقدم، خاصة في عالم العمل المتغير باستمرار، يتعين عليك أن تجعل الناس يلاحظون ما تقوم به.
تقول كارول فرولينغر، رئيسة شركة “نيغوشياتينغ وومين” للاستشارات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، إن العمل الجاد لا يزال مهمًا للغاية، لكن الانتظار لكي يلاحظ أحد هذا العمل ويروج له هو أمر ضار تماما.
وتطلق فرولينغر على هذا النهج اسم “تأثير التاج”، وتقول عن ذلك: “يعمل الناس بجد حقًا ويحققون نتائج رائعة ويأملون أن يلاحظ الأشخاص المناسبون ذلك ويأتون ويضعون تاجًا على رؤوسهم! لكن هذا لا يحدث في الغالب”.
وتضيف: “أحد الأشياء التي يمكن أن تحدث للأشخاص الذين يقومون بعمل جيد فقط ولا شيء آخر غير ذلك، هو أنهم يصبحون بعيدا عن الأنظار. لذلك، عندما تكون هناك فرصة للترقية، لا يفكر فيهم أحد ويُنسون”.
ويتعارض هذا مع التدريب المجتمعي الذي يبدأ في وقت مبكر من المدرسة الابتدائية، عندما يتعلم الطلاب أن العمال الهادئين والجادّين هم الأكثر قدرة على التقدم والازدهار. ونظرًا لأن المعلمين يُكافئون مثل هذه الصفات في السنوات الأولى، فإننا نتوقع أن يفعل رؤساؤنا في العمل نفس الأمر في نهاية المطاف. ويكون من المحبط الدخول إلى عالم العمل لكي نكتشف أن هذا الدرس المتأصل ليس صحيحا في أغلب الأحوال.
ويشير شانون إلى أن العمل الجاد وحده عادة ما يمر دون أن يلاحظه أحد بعد نقطة معينة، لأن كل من حولك يعملون في نفس المستوى تقريبا. وإذا لم تلفت الانتباه إليك بطرق أخرى، فمن السهل أن تبقى دائما في الخلفية ولا يلاحظك أحد.
ورغم أن هذا الأمر ينطبق على الرجال والنساء على حد سواء، تقول فرولينغر إن النساء غالبًا ما يتأثرن بشكل أكبر، لأنه يُنظر إلى الرجال عمومًا على أنه من المقبول أن يتحدثوا عن إنجازاتهم. وتقول: “أما بالنسبة للنساء، يمكن أن يُنظر إلى ما يقلنه على أنه شكل من أشكال التفاخر، ويمكن معاقبة النساء المتفاخرات”.
لذلك، كيف تتغلب على الصورة النمطية؟ يتمثل الجواب – للرجال والنساء على حد سواء – في إيجاد طريقة للفت الانتباه إلى مساعيك دون انتظار حدوث شيء نادر مثل المراجعة السنوية أو التقييم الذاتي للأداء.
تقول فرولينغر: “ما يحدث في الكثير من الشركات والمؤسسات هو أنك تنتظر حتى نهاية العام حتى تقوم بالتقييم الذاتي. لكن لا يتعين عليك أن تنتظر لمدة عام كامل لكي تلفت الأنظار إلى ما تقوم به”.
وتقترح فرولينغر تقديم تحديثات متكررة، وإن كانت موجزة، لرئيسك في العمل، والتأكد من إبراز الإنجازات. وتقول: “يمكن أن يكون ذلك في شكل رسالة سريعة بالبريد الإلكتروني تحتوي على بعض النقاط: هذه هي الأشياء الإيجابية التي حققتها، وهذه هي نتائجها على العمل، وهذا هو السبب في أنها كانت مفيدة لفريقنا، أو كيف وفرت الأموال للشركة”.
وتشير فرولينغر إلى أهمية توقيت الرسالة واختيار الكلمات، وتقول: “لا أحد يريد سماع مثل هذه الأشياء كل يوم. كما أن استخدام عبارات مثل (أنا وفريقي في العمل) تجعلك تبدو جيدًا وأنت تمدح الآخرين أيضًا”.
ومع ذلك، قد لا يكفي هذا للنجاح في معظم المكاتب والصناعات، لأنك تحتاج أيضًا إلى أن تكون محبوبًا وأن تكون في دائرة الضوء. يقول شانون: “إذا كنت تريد أن يكون لديك تأثير، يجب أن يثق الناس بك ويؤمنوا بك”، كما يفعلون مع المرشح الذي يدعمونه في الانتخابات.
وبالتالي، لكي تتسلق السلم الوظيفي، من الضروري أن لا تكون مجرد عامل عظيم، بل يتعين عليك أن تكون “سياسيًا” إلى حد ما.
تقول فرولينغر: “يجب أن يُنظر إليك كقائد. ويجب أن تكون محبوبًا من قبل الأشخاص في نفس مستواك، والأشخاص الذين يعملون في وظائف أعلى، والأشخاص الذين هم أقل منك. وعند تقييم العمل، يكون من الواضح تماما أن الأشخاص المحبوبين يحصلون على تقييمات أفضل، حتى لو كان عملهم مماثلًا”.
وهنا تكمن الحقيقة غير العادلة: قد تكون لديك أنت وزميلك نفس المهارات وأخلاقيات العمل بالضبط، لكن إذا أمضى هو وقتًا أطول في تكوين صداقات والتأثير على الناس، فسيبدو أفضل في وظيفته. الرؤساء والمديرون هم بشر أيضًا، وبالتالي فإنهم وبكل بساطة يفضلون الأشخاص الذين يحبونهم.
ومع ذلك، هناك تكتيكات أساسية يمكن أن تجعلك عضوًا محبوبًا في مقر العمل، ويكون ذلك ببساطة عبر الاهتمام بزملائك.
تقول فرولينغر: “أنت بحاجة إلى التفكير في كيفية التواصل مع زملائك خارج إطار العمل. هل لدينا هواية أو اهتمام مشترك؟ لنفترض أنني أعلم أنك تحب البستنة، فإذا رأيت مقالا عن البستنة يمكنني أن أرسله إليك. هذا شيء بسيط جدًا، لكنه سيجعلك تحبني أكثر”.
وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو شكلا من أشكال التلاعب، فإن القيام بذلك لن يؤذي أي شخص في حقيقة الأمر، لكنه قد يكون ضروريًا للمضي قدمًا.
وتختتم فرولينغر حديثها بالقول: “إذا لم تهتم بحياتك المهنية، فلن يفعل أحد ذلك”.
[ad_2]
Source link