هل يمكن أن يهزم لاعبون آليون أبطال العالم في كرة القدم عام 2050
[ad_1]
- بيرند ديبوسمان جونيور
- مراسل شؤون الاقتصاد والأعمال
يعتبر نهائي كأس العالم قمة المباريات بالنسبة لجماهير كرة القدم على وجه الأرض، ولكن ماذا لو جرت تلك المباراة بين لاعبين من البشر وآخرين آليين؟
قد يكون الأمر بعيد المنال، ولكن هذا هو المشروع الذي تعكف عليه منظمة تقيم دورات عالمية سنوية لكرة القدم الخاصة بالإنسان الآلي منذ 1997.
ويشرف على كأس العالم لكرة القدم الخاصة بالإنسان الآلي، روبوكاب، علماء متخصصون في صناعة الروبوت، سطروا لأنفسهم هدفا عالي الطموح، وهو الفوز على أبطال العالم البشر.
ويطمح العاملون على المشروع أن يتمكن فريق من اللاعبين الآليين المتحركين ذاتيا في منتصف القرن 21، من الفوز بمباراة لكرة القدم أمام أبطال العالم في تلك السنة، مع الالتزام بجميع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا المعمول بها.
ويشارك في مباريات كأس العالم للروبوت لاعبون آليون في شكل بشر، يتحركون بفضل الذكاء الاصطناعي وبرمجيات تسمح لهم باتخاذ القرارات المناسبة في اللحظة المناسبة، مثل تسديد الكرة أو تمريرها.
ولكن هل ستكون هذه الآلات في 2050 قادرة بمهاراتها على هزيمة البشر في مباراة لكرة القدم؟
يقول رئيس روبوكاب، بيتر ستون، خبير علم الحاسوب والأستاذ بجامعة تكساس في أوستين: “إنه أمر ممكن، لن أراهن عليه كثيرا، ولكن لن أستبعده أيضا”.
“ثلاثون عاما مدة طويلة في عمر التكنولوجيا، والكثير يمكن أن يتحقق في هذه المدة من الزمن”.
وتسعى منظمة روبوكاب أيضا إلى الترويج لصناعة الروبوت والذكاء الاصطناعي.
وتشارك في المنافسة فرق من مختلف أنحاء العالم. وتنقسم إلى عدة فئات. ففي الفئة المعيارية تستعمل جميع الفرق الروبوت نفسه، وتكون المنافسة في تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي.
أما فئة الهيومانويد أو الروبوت الذي يشبه شكل الإنسان، فيكون التنافس فيها على تطوير برمجيات الإعلام الآلي و شكل الروبوت نفسه أيضا.
وهناك فئة أخرى يتنافس فيها الروبوت على مهمات الإنقاذ، وفئة الأشغال التي يكون التنافس فيها على التصنيع والتوصيل.
ولكن تبقى لعبة كرة القدم هي مركز اهتمام القائمين على المشروع.
ويقول البروفيسور ستون إن أحد التحديات هو “صناعة روبوت يجري بسرعة البشر. ويمكنه أن يسدد الكرة مقوسة على طريقة بيكام، وأن يغير الاتجاه”.
“لم أكن أتوقع منذ 20 عاما أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، ولكن الطريق لا يزال طويلا أمامنا”.
ومن بين الفرق التي شاركت في منافسة روبوكاب، هو فريق سيروس وهو مجموعة من خبراء وطلاب الذكاء الاصطناعي في جامعة ديلهاوسي في كندا.
وتوقفت المنافسة الحضورية منذ 2019 بسبب جائحة فيروس كورونا، ولكن سيروس فاز بمنافسة على الإنترنت تشارك فيها الفرق داخل لعبة إلكترونية.
وترى ماهتاب سارفميلي من فريق سيروس، وهي طالبة في علم الحاسوب إنها تؤمن “بإمكانية” أن تنتشر رياضة الإنسان الآلي، وقد تصبح مربحة مستقبلا.
“وستكون مربحة بفضل الإعلانات مثلها مثل رياضة البشر”.
ولكن على المدى الطويل، حتى أنصار الروبوت، يعتقدون أن رد فعل الناس قد يطرح مشكلة إذا وصلت الآلة إلى حد منافسة الإنسان.
وذركر البروفيسور ستون مثالا على ذلك عندما فاز حاسوب شركة “أي بي أم” على بطل العالم في الشطرنج غاري غاسباروف، انتشى الناس في الأول، ولكن قلة قليلة منهم الآن تتابع المنافسة بين الآلة والإنسان.
“فكلما حقق علماء الذكاء الاصطناعي إنجازات ينافسون بها ذكاء الإنسان أثار الخبر إعجاب الناس، ولكن مع مرور الوقت بصبح الأمر أقل أهمية بالنسبة لهم.
ويقول البروفيسور ستون إن فائدة روبوكاب الحقيقية، هي كيف تساعد التكنولوجيات المتفرعة مجال صناعة الروبوت على نطاقه الواسع.
ومن بين أشهر مستعملي الروبوت في العالم هي شركة أمازون، وقد أسس فرع الروبوت فيها رافائيلو داندريا، وهو من الفائزين بمسابقة روبوكاب.
فقد أطلق في 2003 شركة كيفا لأنظمة الروبوت، واشترتها منه شركة أمازون في 2012 بمبلغ 775 مليون دولار، وغيرت اسمها.
وتشغل أمازون روبوتكس حاليا آلاف أجهزة الروبوت في مستودعات الشركة في العالم، في ترتيب الطلبات والتوصيلات.
“فالتكنولوجيا التي طورها في منافسة روبوكاب مثل الدوران وركل الكرة هي نفسها التي تستعملها أمازون في مستودعاتها”.
ويضيف البروغيسور ستون: “إن جمع أكبر خبراء العالم في التكنولوجيا الأكثر إبداعا حول مشاريع تدخل في صميم اهتماماتهم أثبت نجاعته في التوصل إلى أشياء لها تأثير كبير”.
فالروبوت في عالم الرياضة بالنسبة للبعض أحدث تأثيرا من نوع آخر.
ففي يونيو حزيران كشفت شركة الروبوت الأمريكية أومني لاب، مع شركة السيارات فولكسفاغن، عن الروبوت تشامب المجهز بشاشة وميكروفون يسمح بربط شخص بمكان آخر.
وصمم الروبوت من أجل الأطفال الذين لا يستطيعون حضور مباراة في كرة القدم بسبب المرض، فيمكنهم من الحضور عن بعد مع فريقهم المفضل. وبمكنهم أن يشاهدوا ويسمعوا ما يجري في الملعب، كما يمكنهم الحديث مع اللاعبين، عن طريق الروبوت.
واستعمل تشامب أول مرة في مباراة كرة القدم النسائية بين الولايات المتحدة والمكسيك. وسمح للمشجعة الصغيرة، لونا بيرون، التي تعاني من نوع نادر من السرطان “بحضور” المباراة من المستشفى.
ولكن هل سيحتفل تشامب عندما يفوز فريق الروبوت على الإنسان في مباراة لكرة القدم في عام 2050؟ تقول البروفيسور، ساندرا وتشر، خبيرة الروبوتكس في جامعة أوكسفورد: “الصعوبة تكمن في أن كرة القدم تتطلب مهارات بدنية وذهنية”.
“فوق أرضية الملعب هناك استراتيجيات وجمل تكتيكية متبعة تتطلب التغيير بسرعة وتلقائية”.
“لمح فرصة تسجيل هدف يحصل في ثوان قليلة، واستغلالها يفترض التحرك بسرعة عالية. وهذا يتطلب قدرة كبيرة على الحدس والثقة، والتواصل الشفوي وغير الشفوي بين اللاعبين”.
“يمكن للروبوت في مرحلة ما أن يتفوق على الإنسان في لعبة كرة القدم. ولكن من الصعب الجزم ما إذا كان ذلك سيحدث ومتى”.
[ad_2]
Source link