فيروس كورونا: متوسط العمر المتوقع انخفض بسبب الجائحة… فماذا يعني ذلك؟
[ad_1]
- كريستين جيفانس
- بي بي سي نيوز
انخفض متوسط العمر المتوقع للرجال في المملكة المتحدة لأول مرة منذ 40 عاما، وفقا لتقديرات مكتب الإحصاء الوطني (ONS).
وقد كان متوسط العمر المتوقع عند الولادة في السنوات الثلاث الأخيرة حتى عام 2020، هو 79 عاما للرجال، مما يعني أنه انخفض مرة أخرى إلى المستوى الذي سُجل آخر مرة في الفترة بين عامي 2012-2014.
وبالنسبة للإناث فلم يطرأ تغيير يذكر على العمر المتوقع لديهم، حيث كان أقل بقليل من 83 عاما.
ويزداد متوسط العمر المتوقع عادة في المملكة المتحدة وحول العالم بمرور الوقت، وتندر حالات الانخفاض والتراجع فيه.
لكن خلال جائحة كورونا، شهدنا انخفاضا في متوسط العمر المتوقع في معظم أنحاء أوروبا والولايات المتحدة في عام 2020، على نطاق لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لبحث أعدته جامعة أكسفورد.
ويقول الخبراء إنه يمكن أن نشهد المزيد من الانخفاض في العام المقبل أو نحو ذلك، قبل أن يبدأ متوسط العمر المتوقع في التعافي.
ولكن ماذا سيحدث على المدى الطويل، عندما تتضح آثار الاضطرابات التي طرأت على الرعاية الصحية؟
عدد الوفيات
قبل جائحة كورونا كان متوسط العمر المتوقع عند الولادة في المملكة المتحدة في ازدياد، وإن كان بمعدل أبطأ بكثير بعد عام 2011 مقارنة بالعقود السابقة.
لكن الأرقام الجديدة تظهر أن متوسط العمر المتوقع للذكور انخفض سبعة أسابيع بين 2015-2017، و 2018-2020، وهو أول انخفاض من نوعه منذ بدء إحصاء الأرقام في عام 1980.
وعلى الرغم من التسمية “متوسط العمر المتوقع” فإن هذه الأرقام لا تتنبأ بالعمر الفعلي.
فهي كناية عن متوسط العمر الذي سيعيشه المولود الجديد، إذا استمرت معدلات الوفيات الحالية بنفس الوتيرة طوال حياته.
وبما أنه من غير المرجح أن تستمر معدلات وفيات كوفيد على المدى الطويل، فإن التقديرات الجديدة لا تعني أن الصبي المولود في عام 2020 سيكون له عمر أقصر من المولود في عام 2019.
لكنها تقدم لمحة سريعة عن تأثير الجائحة التي يمكن مقارنتها مع مرور الوقت، وبين البلدان والسكان المختلفين.
بالنظر إلى عام 2020 بدلاً من متوسط ثلاث سنوات، وجد مكتب الإحصاء الوطني أن متوسط العمر المتوقع للرجال قد انخفض بمقدار 1.2 سنة وللنساء بنسبة 0.9 ، مما يعكس ارتفاعا أكبر في عدد الوفيات بين الرجال بسبب كوفيد -19.
تأثير غير مسبوق
المملكة المتحدة ليست وحدها التي شهدت هذه الانخفاضات الكبيرة في متوسط العمر المتوقع لعام 2020.
تظهر دراسة تحليلية لـ 29 دولة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وتشيلي، انخفاضا في جميعها تقريبا، مما يعني تراجعا بعد سنوات من التحسن.
وشهدت الولايات المتحدة أكبر انخفاضات إذ بلغت أكثر من عامين لدى الرجال، وفقا للباحثين في مركز ليفرهولم للعلوم الديموغرافية بجامعة أكسفورد.
ويقول الدكتور ريدي كاشياب، الأستاذ في علوم الديموغرافيا الاجتماعية وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، إن الوباء كان له “تأثير كبير للغاية وغير مسبوق” على معدلات الوفيات ومتوسط العمر المتوقع.
وتعد الخسائر في الأرواح على مدار أكثر من عام استثنائية بشكل كبير.
يقول الدكتور كاشياب: “هذا شيء لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية بالنسبة لمعظم دول أوروبا الغربية، ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي في التسعينيات في أوروبا الشرقية”.
وفي العديد من البلدان، انخفض متوسط العمر المتوقع إلى ما دون إحصاءات عام 2015، الذي كان عاما سيئا إذ شهد موسما قويا للإنفلونزا الشديدة.
يقول المؤلف الرئيسي الدكتور خوسيه مانويل أبورتو، إنه بالنظر إلى شدة جائحة كوفيد -19، فإن الانخفاض واسع النطاق ليس مفاجئا.
لكنه يقول: “المثير للدهشة هو حجم الانخفاض”.
وقد تأثرت الولايات المتحدة بشكل خاص مع ارتفاع معدلات وفيات كوفيد بين السكان في سن العمل، بدلاً من أن تقتصر على كبار السن، وهو نمط تكرر في العديد من دول أوروبا الشرقية وإلى حد ما في اسكتلندا، كما يقول الدكتور أبورتو.
لكن الأرقام أظهرت نتائج أفضل لدى النساء في فنلندا وكلا الجنسين في الدنمارك والنرويج، بينما كانت الخسائر صغيرة جدا في دول مثل إستونيا وأيسلندا.
تأثير البقاء على قيد الحياة
تقول باميلا كوب، خبيرة الإحصاء في المكتب الوطني للإحصاء، بمجرد انتهاء الوباء و “معرفة عواقبه على الوفيات في المستقبل، من الممكن أن يعود متوسط العمر المتوقع إلى التحسن في المستقبل”.
وقد يكون هناك ارتداد في السنة الأولى أو نحو ذلك بعد انتهاء الجائحة، بسبب ما يسميه علماء الديموغرافيا “تأثير البقاء على قيد الحياة”.
ويقول ستيوارت ماكدونالد، أحد مؤسسي مجموعة الاستجابة لوباء كورونا: “ما يعنيه هذا أساسا هو أنك فقدت قسما كبيرا من السكان الأكثر ضعفا، ومن ثم يكون لديك سكان على قيد الحياة يتمتعون بصحة جيدة، وتتوقع رياضيا أن يكون هناك عدد أقل من الوفيات في الفترة التالية، لكن بالتفكير في الصورة الأوسع على المدى الطويل، هنالك مجموعة كاملة من العوامل التي نحاول فهمها”.
نمو أبطأ
يقول ماكدونالد إن الموجات المستقبلية من الفيروس، وفيروس كوفيد طويل الأمد، والاضطراب الاقتصادي والتأخير في علاج السرطان والأمراض الخطيرة الأخرى، كلها قادرة على إبقاء متوسط العمر المتوقع في المملكة المتحدة منخفضا.
ومن ناحية أخرى، قد تساعد اللقاحات والمعرفة المحسّنة بمكافحة العدوى الجماعية، وزيادة التركيز على الرعاية الصحية في التعافي.
يقول ماكدونالد: “هل يعود متوسط العمر المتوقع إلى مساره الأصلي ويستمر في الزيادة أم أنه يرتفع من النقطة الدنيا؟ أعتقد أن ما سيحدث هو الأمرين معا”.
ويتابع:” وجهة نظري أنه وحتى على أساس طويل الأجل، فإن الأمر يعد سلبيا، ويعني نموا أبطأ”.
[ad_2]
Source link