أخبار متنوعةمقالات

اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية (25 / سبتمبر) شعار (2021): (مهن ووظائف المستقبل لخلق فرص أكثر عدلا) … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية (25 / سبتمبر) شعار (2021): (مهن ووظائف المستقبل لخلق فرص أكثر عدلا) … بقلم الدكتورة هلا السعيد

قد تكون أكثر المواضيع التي يدور حولها الحديث حاليا في البلدان المتقدمة مع انتشار فيروس كورونا ، (العمل بالمستقبل) (مهن ووظائف المستقبل ) وهنا يخطر على بال كل شخص سؤال هام ، كيف سيكون العالم بعد كورونا ؟ وهل سيتم استبدال العمالة البشرية في بعض أو أغلب المهام بالتكنولوجيا؟
موضوع شغل العالم لذلك تم اختيار شعار اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية لعام 2021 (مهن ووظائف المستقبل لخلق فرص اكثر عدلا).

اليوم العالمي للمسؤوليه الاجتماعيه:
في ٢٥ سبتمبر من عام 2015 اختارت الامم المتحدة بان يكون اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية من اجل تذكير الدول بمنظماتها الحكومية والخاصة وغير الحكومية بواجباتها تجاه تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
وظائف المستقبل:
مع التطور الذي يشهده عالمنا اليوم، نجد أن سوق العمل يتطور هو أيضًا، فتظهر وظائف جديدة لم تكن موجودة مسبقا، وتختفي أخرى بعد أن حلت الآلة محل الإنسان فيها. هذا ما يجعل الكثيرين يشعرون بالقلق والحيرة، ويدفعهم للتساؤل عن وظائف المستقبل التي سيزداد الطلب عليها مع مرور الوقت، حتى يتمكنوا من الالتحاق بها أو السعي للحصول على تعليم يؤهلهم للعمل فيها ، واما لن يجدوا لهم مكان في سوق العمل، لذلك سلط شعار اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية لعام ٢٠٢١ علي (مهن ووظائف المستقبل لخلق فرص اكثر عدلا ) تأييد علي الهدف الثامن من اهداف التنمية المستدامة (العمل اللائق )
الازمات ترسم ملامح وظائف المستقبل:
(( رب ضارة نافعة )) نلاحظ مع ازمة كورونا العالم اجمع تحرك وبدأ يفكر بالمستقبل لما بعد كورونا فاتجه المجتمع نحو الدراسات والبحوث والمواقع الإلكترونية والندوات والمؤتمرات للبحث حول ما يخبئه لنا عالم العمل في العقود المقبلة؟ وما هي البدائل ؟ وكيف سيكون العالم بالمستقبل؟ وهل سيبقى للعنصر البشري مكانة بسوق العمل ؟ … وغيرها من التسائلات التي لم تخطر علي بالنا من قبل ، ونلاحظ المناقشات تتمحور كثير حول دور التقدم التكنولوجي في تحويل فرص العمل ، فبالظروف استثنائية ( الازمات ) يكون لها دور كبير في توجه أفكار البشر بشأن المستقبل نحو اعتباراتٍ أهم وأعظم فيتحرك العنصر البشري لرسم المستقبل في جميع جوانب الحياه وان لن نمر بأزمة لن نفكر بالتغير والتطوير ، ومع أزمة انتشار “فيروس كورونا المستجد” واجه العالم ازمه حقيقيه لم ير العالم مثيلها من قبل، فلقد حول هذا الفيروس العالم إلى جزر منعزلة، الأمر الذي أدى إلى إعادة النظر والتخطيط في تغير جوانب الحياة، والتي كان لها دخل كبير فيما حدث وسيحدث من استحداث في أسلوب حياة البشر في الحقبة التالية من التاريخ البشري.
ولن يكون عالم ما بعد كورونا كما قبله في العديد من القيم والمفاهيم الإنسانية المرتبطة بالإدارة والتنمية البشرية وبناء القدرات، إذ أن هناك الكثير من القضايا التي تتطلب إعادة التفكير فيها في ظل المتغيرات التي تجري في العالم اليوم جراء هذه الجائحة، التي لم تحدد مسارها النهائي بعد. فقد تسببت الجائحة في فرض قيود على امور كثيرة علي الحركة الاقتصادية والتجارية والتعليمية داخل وخارج حدود الدول مع توقف شبه كامل للإنتاج، ووضع بدائل الأمر الذى كانت له تداعياته على علاقات العمل، مما دفع العديد من الدول إلى البحث عن بدائل لاستمرار النشاط مع المحافظة على إجراءات التباعد الاجتماعي عن طريق انتهاج أسلوب “العمل عن بُعد” والتعليم عن بعد الذي يعتمد على المعرفة الرقمية.
وقد لاحظنا ان كل امر عمم واصبح ممارسه هو فكرة جاءت اولا فرفضها العقل البشري ومن ثم تحولت بالممارسة الي امر واقع ومن ثم عممت.
وهذا ما حدث مع ظهور ازمه كورونا واللجوء للعمل عن بعد وبسبب الثورة المعلوماتية التي انتشرت استطاع الانسان ان يتدخل ويبرمجها لصالح بيئة العمل ، وبذلك أحدثت تغييراً واضحاً في مفاهيم العمل التقليدية من خلال تنظيم “العمل عن بُعد” الذى أثبت نجاحه في مكافحة انتشار الجائحة، واكتشفو ايجابيات هذه الطريقه حيث كان لها تأثير بجانب العمل والمحافظه علي البيئه وجوانب اقتصاديه …. وغيرها سيتم تذكرها بالتفصيل لاحقا وهذا جعل صناع القرار يفكرون بالاستمرار بهذا النظام حتى يصبح دائماً حتى بعد مرحلة التعافي من الجائحة من خلال توسيع نطاق التحول الرقمي في جميع المجالات.
وإذا كان هذا التغير طارئاً وعاجلاً، فإنه يطرح العديد من التساؤلات لدي اكثر البشر تخوفا علي مستقبلهم ومنها:
إلى أي مدى ستغير التكنولوجيا طبيعة الوظائف؟ وكيف ستقاس الإنتاجية والأداء؟ وما هي التوجهات المستقبلية نحو تغيير معالم سوق العمل؟

اثر كورونا على الوظائف:
وقد تبين إن نحو “1.7 مليون وظيفة” فقدت في الدول العربية خلال العام الماضي 2020 بسبب فيروس كورونا بحسب تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية ونجد أنفسنا هنا أمام التحول الأول والذي أفرزته “أزمة فيروس كورونا المستجد”، من حجم العمل المفقود أو الوظائف التي أُلغيت، أو يمكن أن تلغى، وهو حجم آخذ في التنامي، وقد قدرت منظمة العمل الدولية عدد الذين يمكن أن يتحولوا إلى عاطلين جدد بسبب الإغلاق الاقتصادي المفروض كجزء من الإجراءات الاحترازية لمحاصرة الفيروس عالميًا بنحو 25 مليون شخص، وهذا العدد يتجاوز من فقدوا وظائفهم في الأزمة المالية العالمية عام 2008، والذين بلغوا 23 مليون شخص.
وبعد تلك الأزمة يمكن القول، بأننا قد اكتشفنا جوانب لم ننتبه لها من قبل في أساليب إدارة العمل، والتكيف مع “العمل من المنزل وفي العزلة”، وهو الذي يجبرنا جميعًا على إيجاد حلول رقمية للحفاظ على الاجتماعات والدروس والتدريبات والمقابلات والمؤتمرات ومتابعه سير العمل والتجارة والمزيد من الخدمات الأخرى، ويقلص تكاليف الشركات والمؤسسات مع ضمان المزيد من الأرباح، ويوفر الوقت والجهد واستهلاك الطاقة، اتاحه الفرصة لتبادل الخبرات بطريقه سهله غير مكلفه بالحضور والإقامة ، ويجب ان تدار تلك المميزات بشكل متوازن بما يضمن تعظيم الاستفادة، وأيضًا تقليل الأضرار قدر الإمكان، حتى لا نجد أنفسنا أمام أزمة بطالة عالمية، وكذلك تأثيرها المتوقع على الاقتصاد الكلي.
ومما لا شك فيه أن تلك الأزمة قد خلفت ضرائب مدمرة على الأنظمة بشكل لم يسبق له مثيل، حيث انتقل التسوق من المتاجر إلى الإنترنت شراء الأون لاين وواجهت الشركات التي لم يكن لديها خيار عبر الإنترنت دمارًا ماليًا بذلك، ومن المتوقع أنه بعد الأزمة سيطورون من خدماتهم لوقت الازمات فسوف تكتشف الشركات التي ترغب في الحفاظ على قدرتها التنافسية طرقًا للحصول على خدمات عبر الإنترنت، بحيث سيكون هناك تحسينات على أنظمة النقل والإمداد لاستيعاب عمليات العرض والطلب، كذلك أيضًا سوف يتم الاعتماد على الروبوتات كما رأينا كيف أدارت الصين أزمة كورونا ، حيث إن هذه الروبوتات ليست عرضة للإصابة بالفيروسات ، سواء تم استخدامها في العناصر الحيوية في نظام الرعاية الصحية، أو للحفاظ على تشغيل المصانع والمطاعم … وغيرها من المهام، وكان هذا موجودًا بالفعل ولكنه مقصور على بعض المجالات وغير معمم، ولكن بعد تلك الجائحة تداركت الشركات كيف يمكن أن تدعم الروبوتات اليوم سيجعلها تلعب دورًا مهمًا في عالم ما بعد “فيروس كورونا” أو أثناء وجود أي جائحة أخرى في المستقبل.
هل انتهى عصر الأمان الوظيفي؟
يبدو أن مستقبل العديد من الوظائف مقبل على تحول من النمط التقليدي إلى النموذج الجديد من العمل عن بُعد، مع النظر في إمكانية تحويل بعض الوظائف رقمياً، والتركيز على الوظائف الإبداعية متعددة المهارات. هذه التطورات المثيرة تدفع إلى التفكير في مستقبل العمل برمته، وما إذا كانت ستتحقق توقعات بعض الفلاسفة والمنظرين الذين رجحوا ذلك بالفعل، إن التكنولوجيا ستفضي تدريجياً إلى اختفاء اليد العاملة البشرية”، وطالبوا بالاستعداد لذلك عن طريق “الاستثمار الضخم في الاقتصاد الاجتماعي، والتحلي بالأمل في ظهور مجتمع أقل تعلقاً بالتجارة والبيع، وأكثر تضامناً.
فمنذ عام 1860 وحتى عام 1970 كان العمال والموظفون يقومون بأعمالهم من خلال أسلوب “9-5” (العمل لتسع ساعات ولخمسة أيام في الأسبوع) والحضور اليومي إلى المكاتب ومقرات المصانع والشركات ليتم تسجيلهم في دفاتر مصممة للأغراض الإدارية لتأدية أعمال روتينية يومية. وعلى الرغم من تعلم الشركات فن الاستقرار عبر إدماج الجميع في العمل من أجل الحفاظ على السلام الاجتماعي ، ومع نهايات السبعينيات تحولت الشركات من كيانات قومية إلى مؤسسات ضخمة عابرة للقوميات بفضل العولمة الاقتصادية. ومن ثم صار من الصعب أن تفرض الحكومات سيطرتها على تلك الكيانات. ومن هنا، انطلقت الشركات الكبيرة في بداية الثمانينيات في عمليات إعادة الهيكلة للعاملين لديها، وأسفرت عمليات إعادة الهيكلة عن تقليص حاد للعمالة بين 1987 و1991- لأكثر من 85% من أكبر 1000 شركة في العالم، لينتج عن هذا خسارة 10 ملايين شخص لوظائفهم حتى مطلع التسعينيات.
وقد ساهم التقدم التكنولوجي للبرمجيات والحواسب في ثاني رياح التغيير العاتية، فبسببه صارت الشركات قادرة على التخلص من قاعدة الهرم البيروقراطي، ذلك الذي كان بوسعه أن يشمل عدداً غير محدود من العاملين ويسند إليهم وظائف روتينية. فصارت برامج رخيصة الثمن نسبياً قادرة على القيام بمهام أولئك العاملين، ومن ثم لم تتردد الشركات كثيراً قبل أن تسرحهم، فبعد أن كانوا يحظون بدعم وحماية من الحكومات والنقابات العمالية، تحول سوق العمل ليصير كغيره من الأسواق، معتمداً بشكل شبه تام على آليات العرض والطلب .
ومع ازدياد التغيرات التكنولوجية والمراجعات الفكرية والإدارية وظهور حركة الإدارة الإنسانية، طرحت تصورات جديدة لأشكال الوظائف تهتم بأعمال الموظفين من خلال التنسيق والترابط بينهم عبر وسيط إلكتروني دون حاجة لتواجدهم الفيزيقي، خاصة وأن المنصات الإلكترونية تستوعب أعداداً ضخمة من المشاركين يمكن أن يتناقشوا وتصل إليهم التعليمات والمهام في وقت واحد. وإذا كان الأفراد يتقيدون في حضورهم الفيزيقي بالتراتبية الإدارية المعهودة، فإن الحضور الافتراضي لا يلزمه ذلك، حيث يمكن لأي مشارك أن يتفاعل في أي وقت. وإذا كان المجيء لمكان العمل الرسمي يستلزم أوقات تحكمية معينة لبدء العمل وأداءه وإنجازه، فإن العمل الافتراضي يتطلب مرونة أكبر في ذلك. وقد ترتب على هذه الملامح وغيرها بروز ما سمى بالمنظمة الافتراضية أو الشركات الافتراضية.
الإنترنت طريقة عمل وأسلوب حياة:
بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي 304 ملايين شخص عام 2020، 36% منهم من جيل الشباب من 18 إلى 24 سنة، 88% من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يومي، ويشاهد العرب 280 مليون فيديو عبر منصة يوتيوب (YouTube) في اليوم، وينشرون 10 ملايين تغريده كل يوم في تويتر (Twitter).
هناك 164 مليون مستخدم للفيسبوك (Facebook) يوميا في العالم العربي، وفيسبوك وتويتر هما مصدر الأخبار الأكثر شعبية عند الشباب العربي، حيث إن 63% من هؤلاء الشباب يتابعون الأخبار من هذين المنصتين فقط، وهما بهذا يسبقان المحطات الفضائية والمواقع الإخبارية على الشبكة، ناهيك عن الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى.
%88 من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يتصلون بالشبكة عبر الهواتف الذكية، ومع نهاية عام 2020 وصل عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهواتف الذكية إلى 280 مليون شخص (هذا الرقم لا يشمل دول شمال أفريقيا).
وبتحليل سريع للحقائق أعلاه يتضح أننا أمام عالم جديد يختلف كل الاختلاف عن العالم الذي كان سائدا قبل 10 أو 20 سنة، نحن أمام مجتمع رقمي افتراضي هائل الاتساع ومتعدد الرؤى، ونحن أيضا أمام إنسان عربي جديد تماما، وهو إنسان افتراضي يمارس حياته بالكامل من خلال الاتصال بالشبكة. إنسان رقمي يتعلم ويتاجر ويعمل ويقرأ ويطالع ويحب من خلال الشبكة، فالإنترنت لم تعد مجرد وسيلة، بل هي طريقة عمل وأسلوب حياة.
ومع ولادة المجتمع الرقمي وسيادة الإنسان الافتراضي والتغيرات العميقة التي فرضها على سوق العمل، فإن هناك وظائف كثيرة جديدة ولدت لم يكن لها وجود قبل سنوات قليلة فقط، وظائف مثل:
التسويق الإلكتروني ، إدارة مواقع التواصل الاجتماعي، تصميم المواقع الإلكترونية، صناعة المحتوى الرقمي، إدارة أعمال صناع المحتوى، تحرير الفيديو، برمجة السوفت وير والهارد وير، تصميم التطبيقات والألعاب الإلكترونية، تحليل البيانات الرقمية، الأمن الإلكتروني ، حماية البيانات، وتطوير الحوسبة السحابية، وغيرها الكثير من المهن الجديدة التي لم نكن نتخيل وجودها من قبل.
“العمل عن بُعد” كأحد خيارات العمل البديلة التي تضمن استمرار تأدية الأعمال بشكل دائم أو جزئي من خلال استخدام الأنظمة الذكية:
ويهدف تطبيق العمل عن بُعد إلى توفير خيارات عمل متعددة للموظفين وخاصة في حالات الطوارئ وانتشار الأوبئة ، وضمان استمرارية تقديم الخدمات الحكومية في ظل هذه الظروف الطارئة. إذ أنه في ظل انتشار فيروس “كورونا” أعلنت الكثير من الشركات الكبرى، مثل أبل ومايكروسوفت وجوجل، تبنيها نظام العمل عن بُعد لتحافظ على صحة موظفيها، وتضمن استمرارية وتيرة العمل بالشكل المناسب في محاولة لتحقيق الأهداف وتقليل النفقات.
وقد بدأ تنفيذ فكرة العمل عن بُعد، أو التواصل عن بُعد، في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من عقدين من الزمان، ففي البداية اقتصرت الفكرة على العمل من المنزل باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، غير أن الفكرة توسعت لتشمل العمل في أي مكان تتوفر فيه الشبكات الإلكترونية سواء كانت سلكية أو لا سلكية. ثم أصبح نظام العمل عن بعد شائعاً في اغلب دول العالم (عربيه واجنبيه). وقد أثبتت التجربة نجاح هذا النظام من ناحية زيادة الإنتاج والإخلاص في العمل، إذ لم يصبح من الضروري على العاملين الصراع اليومي مع حركة المرور كل صباح، ووصولهم لعملهم منهكين، بما في ذلك من تداعيات نفسية وصحية. إذ أصبحت فترة أداء العمل مرنة غير مرتبطة بساعات دوام محددة، وكانت المرأة هي الأكثر استفادة من ذلك النظام، إذ أتاح لها الجمع بين القيام بواجباتها المنزلية والعائلية، ورعاية أسرتها دون تضارب مع واجبات عملها، ودون ضغوط نفسية وعصبية. ولم يعد من الصعب الجمع بين العمل وإدارة شئون العائلة ورعاية الأسرة. كما أفاد هذا النظام الشركات بالحد من الإنفاق على المكاتب والتوسع فيها وخفض تكاليف البنية التحتية.
جدير بالذكر أنه في نظام العمل التقليدي، عادة ما تحظى العواصم المركزية والمدن الكبرى بالنصيب الأكبر من الحركة الاقتصادية، حيث تتمركز فيها مقرات عمل الشركات العملاقة التي تجذب الموظفين للإقامة والعمل فيها، بيد أنه في نظام العمل عن بُعد لم يعد الأشخاص مضطرين إلى الانتقال للمدن بحثاً عن فرصة عمل، ولم يعد الموقع الجغرافي يمثل شرطاً للالتحاق بالوظائف. فمثلًا، عبر منصات التوظيف عن بُعد، يستطيع الموظف الالتحاق بالعمل في شركة تقع بمنطقة جغرافية بعيدة كل البعد عن مقر إقامته، وبالتالي في ظل التوقعات التي تشير إلى اختفاء ملايين الوظائف في المستقبل القريب بسبب تطور الذكاء الاصطناعي سيساهم العمل عن بُعد في فتح أسواق عمل جديدة وتوفير فرص وظيفية جمّة، لتلبية احتياجات المشاريع والشركات الجديدة الصاعدة التي تعتمد على نظام التوظيف والعمل عن بُعد.
أيضاً في هذا النظام لا يقاس أداء الموظف بالأدوات المستخدمة في نظام العمل التقليدي، مثل مواعيد الحضور والانصراف، إنما يتم عبر تتبع النتائج التي يحققها.
النتائج الايجابية لتطبيق نظام العمل عن بُعد :
ونرى منذ نهاية ٢٠١٩ الي يومنا أن الشركات والمؤسسات بعد انتشار هذا الفيروس، وجدت نفسها أمام واقع تطبيق نظام “العمل عن بُعد”، والمفاجأة أن تطبيق هذا النظام ساهم في ظهور بعض الايجابيات وهي:
خفض البصمة الإلكترونية للموظفين، وخفض تكاليف الاستئجار والسفر وزيادة الإنتاجية، كما ساهم تطبيق هذا النظام في تقليل الازدحام المروري وقلل استهلاك السيارات والبنزين ، وبتقليل السيارات قلل عوادم البنزين الصادر من السيارات فحافظوا علي البيئة ، وقرب المسافات فعلى سبيل المثال لم تعد هناك ضرورة للسفر إلى دول أخرى لحضور الاجتماعات والمؤتمرات مما قلل تكاليف السفر وقلل تكاليف المؤتمرات والاجتماعات للعديد من الامور وبذلك الاكتفاء بالاجتماعات والمؤتمرات اون لاين ، واستبدال مكالمات الفيديو بدلا من الحضور الجسدي، بل من الممكن أن تكون فعالة بنفس القدر.
زيادة إنتاجية الموظف ، تخفيض المصاريف التشغيلية لمواقع العمل مثل: تكاليف استهلاك الكهرباء والماء، والنظافة، والحراسة، وإيجار المساحات للمكاتب، ومواقف السيارات للموظفين والعملاء، والدورات التدريبية، وتكاليف السفر والإقامة…إلخ. إعادة النظر في حجم الهياكل التنظيمية وعدد الوظائف.
كما غير تطبيق نظام العمل عن بُعد الكثير من المفاهيم التقليدية، من قبيل استخدام الوسائل الإلكترونية في التواصل والإشراف على الموظفين، ووقف المراسلات الورقية والاعتماد على البريد الإلكتروني مما عزز من مفهوم حماية البيئة واستدامة الطاقة، وخفض استهلاك الاوراق بالمراسلات إلى جانب عقد الاجتماعات بالوسائل المرئية الافتراضية ، واعتماد الأنظمة الإلكترونية لإنجاز المعاملات المختلفة ، والتي عززت استثمار وإدارة الوقت بكفاءة وفعالية ومرونة عالية. ، وهيأ بيئة أكثر راحة للعمل، ووفر وقتاً إضافياً لتلبية المتطلبات الأسرية، خاصة للأمهات العاملات، وضمن في هذه الظروف الاستثنائية استمرارية العمل في جميع القطاعات، مما سمح بتطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، وتقليل فرص الإصابة بعدوى الفيروس في مواقع العمل، ما أدى بالتالي إلى رفع إحساس الموظفين بالمسئولية المجتمعية وشعر بالراحة والامان بان المسؤولين يفكرون بصحة وحماية الموظف.
تحديات تطبيق نظام العمل عن بُعد:
على الرغم من هذه المزايا، إلا أن هناك تحديات تؤثر على مستوى فعالية العمل عن بعد أهمها:
عدم جاهزية بعض المؤسسات للتحول إلى نظام العمل عن بُعد، حيث لا تتوفر البرامج والأنشطة الداعمة لتطبيقه فضلاً عن الحاجة إلى الدعم الفني والتقني، فقدان الدول الفقيرة للأجهزة الذكية وانقطاع الكهرباء الدائم ، واختلاف درجة استيعاب المفهوم بين الموظفين، وضعف المرونة في تغيير بعض الإجراءات الإدارية، إلى جانب تباين درجات الالتزام بساعات العمل، والحفاظ على أمن المعلومات، وانخفاض مستوى التعاون بين الموظفين والعمل بروح الفريق الواحد، وضعف التدريب على استخدام أنظمة وتطبيقات العمل عن بُعد، وعدم وضوح آلية تقييم الموظفين وقياس الأداء , والاهم ان بعض الموظفين لم يشعر بالمسؤولية المجتمعية التي تقع عليه فكان ضعف الاداء وعدم الالتزام بالوقت العمل المفروض عليه بالعمل اون لاين.
لنجاح العمل عن بعد :
يتطلب ذلك ترسيخ ثقافة العمل عن بُعد من خلال:
توفير بيئة تكنولوجية آمنة ، ومراعاة الضوابط المتعلقة بالحفاظ على خصوصية وسرية البيانات، وتقنين الصلاحيات الخاصة بالدخول على الأنظمة التكنولوجية، ومتابعة الموظفين، وتقييم العمل، وحساب ساعات العمل، وإعادة توزيع العمال على المساحة المخصصة لهم داخل مكان العمل بما يعمل على تقليل فرص العدوى من أي فيروس قد يظهر مستقبلاً.
كيف يبدو العمل في المستقبل؟
في حين أن الذكاء الاصطناعي قادر على رفع الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي، لكن في المقابل سيضطر الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم إلى تغيير وظائفهم أو فقدانها إن لم يعملوا جاهدين على رفع مستوى مهاراتهم لتمكنهم من مواكبة تلك التغيرات الرقمية. ووفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي صدر عام 2018، فإن الوظائف التقليدية التي كانت تشكل 41% من إجمالي الوظائف العالمية، مثل: الأعمال اليدوية في المصانع والمخازن، وقيادة السيارات والشاحنات، وإدخال البيانات والسكرتارية والحجوزات، ووظائف المحاسبة والمراجعة وخدمة العملاء والخدمات البريدية، سوف تبدأ بالتراجع بنسبة 26% فقط خلال عام 2022.على صعيد آخر، ستبدأ مجموعة أخرى من الوظائف الرقمية التي كانت تشكل نسبة 8% في عام 2018 بالصعود والازدياد لتصل إلى نسبة 21%، وتتمثل هذه الوظائف الرقمية فيما يلى:
التجارة الإلكترونية، تكنولوجيا المعلومات، الخدمات الطبية، الخدمات اللوجيستية/ التوزيع، هندسة البرمجيات ، مما سيؤدي إلى ظهور اتجاهات عمل جديدة ونمو أسواق توظيف ناشئة وفرص عمل أكثر بالتبعية.
سمات لما قد تبدو عليه الوظائف في المستقبل:
إن بيئة العمل في السنوات القادمة ستكون مختلفة كل الاختلاف عن بيئة العمل الحالية.
وفيما يلي عدة سمات لما قد تبدو عليه الوظائف في المستقبل:
1- اختفاء المكاتب: من المحتمل أن تختفي المكاتب في عالم الأعمال المستقبلي. فليس هناك حاجة لقضاء ساعات في الطريق المزدحم للوصول إلى المكتب، إذ كل ما يمكن فعله هو فتح الحاسوب المحمول ليتحول إلى مكتب افتراضي. وبالتالي سيصبح العمل أكثر مرونة بلا شك، ويمكن أداء الوظيفة من أي مكان وفي أي وقت.
2- بيئات عمل متنوعة: مما يتيح مزيداً من الحرية والمرونة للعاملين.
3- شركات فردية أكثر صغراً: سيزداد عدد الشركات صغيرة الحجم، وتزداد معه فرص عقد الشراكات التعاونية بين هذه المؤسسات. لن تكون هناك حاجة في المستقبل إلى بناء شركات كبيرة وإنفاق مبالغ باهظة لتأسيس الأعمال.
4- تراجع في هيكل السلم الوظيفي: ومن ثم يتطور عالم الأعمال من خلال العمل الجماعي، ولن يكون هناك مكان للمدراء أو رؤساء العمل التقليديين.
5- إفساح المجال للأصغر سناً: إذ تشهد ساحة الوظائف ثورة كبيرة فى الأدوار القيادية، فهناك المزيد من القادة الشباب الذين يعيدون تشكيل مفهوم القيادة وتتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً.
6- الاجتماعات الافتراضية: سيتغير مفهوم الاجتماعات مستقبلاً، بل ربما قد بدأ بالتغير فعلاً، خاصة بعد ما فرضته جائحة كوفيد-19 من قيود على التجمعات. فقد أصبحت الكثير من اجتماعات العمل تُعقد افتراضياً من خلال تطبيقات مثل Zoom أوMicrosoft Teams…إلخ. وسيزداد استخدام هذه التقنيات لعقد اجتماعات مع الموظفين في مختلف أنحاء العالم، مما يتيح الفرصة لتشارك الأفكار ولعصف ذهني على نطاق أوسع.
7- الروبوت المساعد جزء أساسي من بيئة العمل: حيث يعد استحواذ الآلات على وظائف البشر هو الهاجس الأكبر المرتبط بتطور التكنولوجيا.
8- مهارات القائد الافتراضي: وترتبط بقدرته على بناء الثقة بين فريق العمل، والقضاء على الشعور بالعزلة ضمن الفريق، والعمل الجماعي معاً، وضرورة الحيادية، فالمفاضلـة يجب أن تكـون على أساس المخرجات، وذلك من خلال التواصل والاجتماعات المستمرة، والمرونة والتكيف، والتعلم المستمر، الأمر الذى يتطلب مهارات معرفية، واجتماعية، وتكنولوجية، هذا ويتوقع أن تكون هذه المهارات الأكثر طلباً والأعلى سعراً فى وظائف المستقبل.
9- الأمن الرقمي: يتطلب العمل عن بُعد حماية رقمية، في تخفيض خطر الهجمات الإلكترونية ضمن بيئة لامركزية مختلفة عن المكتب، ومن ثم ضرورة الاستثمار في البرامج الخاصة بالأمن الرقمي للتمكن من حماية بيئة العمل.
10- تركيز أكبر على الصحة العامة: يبدو أن بيئات العمل مستقبلاً ستكون صحية أكثر مما هي عليه الآن.

خلاصة القول، يعكس مفهوم العمل عن بُعد التغير الذي طرأ في مضمون العمل وطرق تنفيذه، والمفاهيم التقليدية المتعارف عليها، فلم يعد العمل منحصراً في الشكل التقليدي بل أصبح متنقلاً عبر مقرات افتراضية ومن أي مكان بطريقة ذابت معها الحواجز الجغرافية بين الموظف ومكان عمله. وربما تبدأ التغيرات المستقبلية من إدارة الموارد البشرية التي يتطلب عملها المستقبلي إعادة تقييم العاملين، وفرز القادرين على تطوير مهاراتهم بما يتناسب مع متغيرات العمل وسوق العمل العالمي، أو استقطاب وتعيين موظفين وعاملين جدد من أصحاب المهارات والمعرفة والتميز والابتكار. وعليه، فإن الخطوة الأولى تبدأ بالاستثمار فى التكنولوجيا وتقنية المعلومات، وإعداد الجاهزية التدريبية والبنية التحتية لتطبيق أنظمة العمل عن بُعد، وضرورة تطوير منظومة جديدة لتقييم إنتاجية العاملين، ومنظومـة تشـريعية وقانونيـة تنظـم العمـل عـن بُعـد بيـن الموظـف وصاحـب العمـل، من حيث عدد ساعات العمل، والإجازات، والأجور…وغيرها.
مهن ووظائف المستقبل لخلق فرص اكثر عدلا:
وسوف نعرض وظائف مستقبلية يعتقد أن الطلب عليها سيزداد في السنوات القليلة اللاحقة لخلق فرص اكثر عدلا ولضمان استمرار الوظائف للعنصر البشري .
1- الرعاية الصحية
مع ارتفاع نسبة السكان من كبار السن ستزيد بلا شك الطلب على العاملين في مختلف مجالات الرعاية الصحية من أطبّاء وممرضين ومعالجين وصيادلة وغيرهم. وتأكيدًا لهذه الفرضية، فقد تمّ إضافة ما يزيد على 4 ملايين فرصة عمل في القطاع الصحي سنة 2018 في الولايات المتحدة الأمريكية فقط. ليس هذا وحسب، فمع ظهور وباء كورونا العالمي مع نهاية 2019 واستمراره وانتشاره السريع، ازداد الضغط على القطاعات الصحيّة في مختلف أقطار العالم، وزادت معه الحاجة للعاملين في هذا القطاع. ممّا يجعل وظائف الرعاية الصحية على رأس قائمة وظائف المستقبل.
2- تكنولوجيا المعلومات
في عالم قائم على التطور التكنولوجي المستمر، تبقى وظائف تكنولوجيا المعلومات من أهم وظائف المستقبل، وأكثرها طلبًا. فكر في كل التكنولوجيا التي لم تكن موجودة قبل عقود أو سنوات قليلة، وانظر كيف غير ظهور الحواسيب والهواتف الذكية العالم من حولنا. لقد غيرت هذه التكنولوجيا طريقتنا في أداء الأعمال، وفي التواصل مع الغير، وستستمر بلا شك في التغير والتغيير، ليزيد معها الطلب على خبراء تكنولوجيا المعلومات من المبرمجين، وأخصائي الأمن السيبراني وغيرهم. يحتاج العاملون في قطاعات تكنولوجيا المعلومات لامتلاك مهارات التفكير التحليلي، والقدرة على حل المشكلات على وجه الخصوص. ومع التطور الذي يشهده هذا القطاع، فقد بدأت العديد من المؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء العالم بتقديم تخصصات ومواد دراسية تهتم بهذا المجال وتتعمق فيه أكثر، لتظهر تخصصات جامعية جديدة مثل: علم الروبوتات. الأمن السيبراني. الذكاء الاصطناعي. علوم الحاسوب التطبيقية. وغيرها الكثير. ونظرًا لأن هذا الحقل العلمي يشهد تغيّرات متسارعة، فلابد لأولئك الراغبين في الحصول على أفضل الوظائف المستقبلية في هذا المجال أن يواكبوا هذه التغيرات، وأن يحرصوا على التعلّم والتدريب المستمرين.
3- الطاقة البديلة
ليس عليك أن تودع النفط والغاز بعد، لكن مصادر الطاقة البديلة كالرياح أو الطاقة الشمسية أو طاقة المياه قد ساهمت في خلق مئات الفرص الوظيفية الجديدة التي ستبقى حتما لسنوات طويلة في المستقبل. بدءًا من المهندسين الميكانيكيين وعلماء الطاقة ووصولاً إلى خبراء المبيعات والتسويق في هذا المجال، كلّها وظائف مستقبلية يمكنك البدء فيها وضمان أمانك في عالم تسيطر عليه الآلة. تعرف على الوصف الوظيفي لوظيفة مهندس الطاقة تعرّف على الوصف الوظيفي لوظيفة فني توربينات الرياح المهارات المطلوبة لوظائف الطاقة البديلة لتعمل في مجالات الطاقة البديلة، لابد أن تكون من محبي البيئة والمدافعين على كوكب الأرض ومستقبله وديمومته. كما يجب أيضًا أن تمتلك مهارات بحثية متميزة. ونظرًا لأن هذا الحقل المعرفي يشهد تطورًا هائلاً ومتسارعًا، فقد بدأت الجامعات المختلفة حول العالم بتقديم شهادات تقنية، وشهادات بكالوريوس ودراسات عليا، بل وحتى ماجستير إدارة الأعمال في مجال الطاقة البديلة أو الطاقة الخضراء Green Energy كما يسميها البعض.
4- القانون الدولي
لم يعد سوق العمل في يومنا هذا محليًا، وإنما توسع ليصبح سوقًا عالميًا ضخمًا. ولا شك أنه سيتوسع وينفتح أكثر مستقبلاً. لذا فلا شك أن الشركات المختلفة والمنظمات ستبدأ في البحث عن أشخاص يمتلكون الخلفية الأكاديمية اللازمة والكفاءة والخبرة بل والمهارة للتعامل مع قضايا مثل القانون الدولي، أنظمة الضرائب، بيئات العمل والقواعد الدولية المختلفة، وهي وظائف لا يمكن بأي حال من الأحوال تكليف الروبوتات أو الآلات للقيام بها.
5- إنشاء وكتابة المحتوى
مع تطور مفهوم التسويق وتغيره ليصبح معتمدًا أكثر على التوعية والتعليم، بدلاً من اقتصاره على تحقيق المبيعات، أضحت الحاجة أكبر لكتاب المحتوى المتخصصين في كتابة مواد مثل: المدونات. الرسائل الإخبارية والدعائية. المقالات. التقارير المتخصصة. وغيرها الكثير من مختلف أنواع وأشكال المحتوى، لكن هذه الوظيفة لا تقتصر فقط على الكتابة، بل تتوسع لتشمل فهم وتحليل كيفية عمل محركات البحث وآليتها ثم العمل على تحسين المحتوى ليحصد المشاهدات والاستجابة المرغوبة.
6- التسويق
ارتفاع المنافسة بين الشركات المختلفة وسعيها الدائم للعثور على طرق جديدة للتميز بخدماتها ومنتجاتها سيضمن أن وظائف التسويق لن تختفي في أي وقت قريب. بل إن الطلب عليها سيستمر في التزايد والارتفاع لتصبح واحدة من أهم وظائف المستقبل. لكن، ونظرًا لتغير الأسواق والاستراتيجيات التسويقية مع مرور الوقت، لابد للراغبين في العمل في هذا المجال أن يواكبوا هذه التغيرات ويبقوا على اطلاع دائمٍ بها.
7- التحليل المالي
لقد أظهر الاقتصاد المتغير على الدوام مدى الحاجة إلى التخطيط المالي والاستشارات المالية المبنية على قراءات وبحوث مدروسة، سواءً كان ذلك للأفراد أو الشركات، ومع كل التغيرات التي يشهدها العالم، أضحى من الصعب حقًا التنبؤ بما يحمله المستقبل من الناحية المالية، مما يجعل من وظائف التحليل المالي واحدة من أهم وظائف المستقبل.
أفضل السبل لتوفير فرص عمل جيدة في المستقبل:
يعد العمل اللائق بالفرد أحد أمارات المجتمع المتحضر وهي الهدف الثامن من اهداف التنمية المستدامة . كما يستطيع قادة اليوم وقادة المستقبل تحسين حياة ملايين البشر في شتى أرجاء العالم عن طريق تهيئة بيئة سياسية وقانونية واقتصادية مناسبة.
ويعاني أكثر من 193 مليون شخص اليوم من البطالة، كما يعمل 1.4 مليار آخرين في وظائف ضعيفة، ويعيش نحو 300 مليون عامل في شتى أرجاء العالم في فقر مدقع، من بينهم 40 في المئة في الدول النامية. وخلال العام الماضي سجلت ثروات المليارديرات زيادة بواقع 2.5 مليار دولار يوميا، بينما ازداد نصف البشرية، 3.8 مليار شخص، فقرا بنسبة 500 مليون دولار في اليوم.
وأصبح محرك تحقيق النمو الرأسمالي أحد أسباب انعدام المساواة، مع فقدان مجتمعاتنا الأمل في تمتع جميع المواطنين بنصيب عادل في هذا الازدهار، وفقدان الثقة بمؤسساتنا الديمقراطية التي تعزيز الشعور بانعدام الأمن والانعزالية .
ضمان الوظائف الجيدة
يهدف توفير ضمان عمالي شامل، وفقا لما أوصت به منظمة العمل الدولية، إلى حماية حقوق العاملين وأجورهم وتحصين حمايتهم الاجتماعية وتوفير قدر أكبر من السيطرة العمالية.
ويعد ذلك من الأمور بالغة الأهمية بالنسبة لأسواق العمل التي تأثرت سلبا بالتكنولوجيا، نظرا لأن نحو 45٪ من الوظائف في الولايات المتحدة و56 ٪ من الوظائف في منطقة جنوب شرق آسيا مهددة بتحولها إلى وظائف تؤديها آلات.
ويوفر الذكاء الاصطناعي واستبدال العامل بالآلة واستخدام الروبوت فرص عمل جديدة، لكنه يؤدي إلى اختفاء الكثير من الوظائف الأخرى. وينبغي مساعدة العمال لاكتساب مهارات جديدة من خلال حق التعلم مدى الحياة، وإن كان ذلك يساعد لكنه لا يكفي بمفرده.
ويحتاج زعماء اليوم إلى وضع تنظيمات تحدد من يملك التكنولوجيا الجديدة ومن يستفيد منها. فالمواقع الإلكترونية التي يعمل بها الكثير من العمال، والعمل القائم على وساطة التطبيقات على الإنترنت والتي تساعد وتدعم “اقتصاد العمل الحر”، وهو الاقتصاد القائم على الوظائف المؤقتة والعقود قصيرة الأمد، توفر فرص عمل رقمية يوميا.
وينبغي لنا، ونحن نحتفي بالاختراعات ونكافئ مبتكريها، أن تتوافر لدينا وسائل تمنع سيطرة التكنولوجيا على نحو يلحق بنا أضرارا اجتماعية.
وخلق الاقتصاد الحديث القائم على التكنولوجيا والعقود المؤقتة فرص عمل جديدة، لكن العاملين بهذا الاقتصاد يحتاجون إلى الحماية من ظروف العمل السيئة.
وتعتمد الحلول الرامية إلى التغلب على انعدام المساواة وتوفير فرص عمل جيدة على قوتنا المجتمعة كمواطنين ومستهلكين، إذ يتعين على حكوماتنا أن تسن قوانين تستفيد منها الأغلبية وليس النخبة القليلة، وأن ترشد هذه القوانين إلى فرص تعليم جيد تمولها الحكومة وفي متناول الجميع، تدفع تكاليفه من ضرائب الأغنياء بشكل منصف، أن تمنع الشركات من دفع رواتب فقيرة لموظفيها ومزوديها.
ومن أجل إعداد الأبناء لمهن المستقبل يتوجب على الآباء الآخذ بهذه النصائح الستة:
1. التعلم الذاتي
التعليم ينبغي أن يتكيف وفقا للثورة التكنولوجية والصناعية الحالية، وهذا يعني التركيز على نقل المعرفة بنسبة أقل في مقابل زيادة القدرة لدى الأطفال على التعلم بأنفسهم.
والمعرفة الأساسية للمستقبل هي قدرتك على التعلم والتكيف، لأنك إذا لم تفعل ذلك، فسوف تتوقف حياتك المهنية بشكل صارخ بعد عامين.
2. تعليم البرمجة
يتطلب هذا العصر الجديد من التعليم أيضا مجموعة جديدة من الأدوات، مثالا لذلك، روبوت خشبي صغير يتحرك على لوح عندما يقوم الطفل بإدخال أوامر معينة في قاعدة متصلة به، وتستخدمه المدارس وأولياء الأمور لتعليم الأطفال البرمجة في سن الثالثة.
فأنت تتعلم بشكل أساسي التفكير بطريقة منطقية وعقلانية للغاية”. هذا هو الطريق لإعداد الأطفال للمستقبل.
3. البيئة الطبيعية
العوامل الفيزيائية، مثل الضوء الطبيعي ودرجة الحرارة وجودة الهواء، يمكن أن تزيد من تقدم التعلم لتلاميذ المدارس الابتدائية بنسبة تصل إلى 16% في السنة.
4. التأهب للمهن الجديدة
من المهم تأهب الآباء والمجتمعات والمعلمين لرؤية المهارات المهنية المستقبلية، فقبل 20 عاما فقط لم يكن أحد يتصور أن الهواتف المحمولة ستكون مفيدة بهذا الشكل. كما أن عددا من الوظائف أصبح جزءا من الماضي، مثل مهنة التصوير الفوتوغرافي.
وأصبح هناك العديد من الوظائف الجديدة التي لم تكن موجودة قبل 10 سنوات، مثل وظيفة المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تساعد في قيادة الأعمال التجارية عبر الإنترنت.
ربما ينبغي وضع أعيننا على المستقبل، وتوقع الوظائف الممكنة، وإعداد أبنائنا لها مبكرا.
5. الانفتاح على المهن المختلفة
هناك حاجة إلى الابتعاد عن التعليم المهني الذي يعطي الأولوية لمهنة واحدة، وبدلا عن ذلك تعزيز الفرص الوظيفية المتعددة. قد لا يحمل مفهوم دراسة مهنة واحدة على مدى عامين إلى 4 أعوام كثيرا من المزايا في المستقبل القريب، باستثناء بعض الحالات، لذا ينبغي للطلاب أن يصبحوا منفتحين على جميع المهن، لجعل أنفسهم مؤهلين بقوة للفرص التي قد تنشأ.
6. تعزيز المهارات الشخصية
عندما تتنافس أجهزة الحاسوب على الوظائف مع البشر، فإنها تستهدف المهام الصعبة والمتكررة، مثل وظائف البناء وتجميع السيارات، وستستمر الروبوتات في التفوق في هذه المجالات وغيرها، لأنها غير مكلفة على المدى البعيد.
لكن مهارات التعامل مع الآخرين لا يتفوق فيها غير البشر، على الأقل حتى الآن. لذا فإن تعزيز مهارات مثل
الإبداع والقيادة والتفاعل الاجتماعي وحل المشكلات والمرونة والقدرة على التكيف والثقة بالنفس والإيجابية لن تنافس عليها الروبوتات وتكنولوجيا المستقبل.

الاشخاص ذوي الاعاقة:
مهن ووظائف المستقبل لذوي الإعاقة لخلق فرص اكثر عدلا
مع التطور الذي يشهده العالم والتطلع لمهن المستقبل فان إعاقة ابنك ، قد تجعل من الصعب تخيله كشخص بالغ يعمل في المجتمع ومع ذلك لا بد من التخطيط لحياته المستقبلية عقب مرحلة معينة من التعليم والتأهيل
متماشية مع التغيرات السريعة، ويمكنك من البداية دفعه للمساعدة على بعض الأعمال البسيطة المنزلية أو الفنية
للتعرف على إمكاناته، ثم المتابعة مع المسؤول التعليمي الخاص به للتعرف على المهن التي تناسب قدراته.
أهمية إدماج ذوي الإعاقة في سوق العمل:
حيث يعد عمل ذوي الإعاقة من الواجبات الوطنية، لأن هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع و إن الاهتمام بمحور العمل بالنسبة لذوي الاعاقة، لا ينطلق من مفهوم المساواة وتكافؤ الفرص كأهداف مجردة، بل ينطلق من مفاهيم اقتصادية وإنتاجية ويخفف من عبء الإعاقة على نفس الشخص وعلى لأسرة والدولة، كما أن العمل من الناحية النفسية والاجتماعية ليس مجرد بذل الجهد العقلي أو الجسدي لإنجازه، بل يعني التفاعل بين الإنسان والبيئة المادية والاجتماعية التي يعيش فيها الفرد.
وأن البحوث النفسية والاجتماعية بينت أن المتعطلين عن العمل، تتضاءل نظرتهم إلى أنفسهم ويشعرون بأن حياتهم لا طائل من ورائها ولا أهداف أمامهم بالإضافة إلى أنهم يفقدون أمنهم وثقتهم بأنفسهم وتتغلب عليهم مشاعر القلق والدونية، وهذا سرعان ما ينعكس على سلوكهم ومشاعرهم نحو الآخرين كما ستزداد المشكلات لديهم والظواهر المرتبطة بالإعاقة كالفقر والتسول والانحراف والتشرد فإذا كان العمل ملحاً ولازماً لغير ذوي الاعاقة من أفراد المجتمع، فهو أكثر لزوماً وأشد حاجة بالنسبة لفئات ذوي الاعاقة.

فوائد تشجيع ذوي الإعاقة على ارتياد سوق العمل:
١- كسب أموالهم الخاصة ، مما يمنح الشباب مزيداً من الاستقلال المالي.
٢- يزيد من احترام الذات والثقة بالنفس.
٣- العمل يوسع حياتهم الاجتماعية.
٤- الحصول على وظيفة يعزز النمو الشخصي ومهارات العمل.
٥- تحقيق الاستقلالية في حياتهم
٦- إضافة إلى المساواة و دمجهم في المجتمع، الأمر الذي يجعلهم قادرين على إزالة العراقيل والصعاب التي
تعترضهم، وتحقيق مستوى حياة أفضل.

عمل ذوي الإعاقة من المنزل:
مع الأزمات التي اشرنا لها سابقا والتي لها تأثير كبير علي ذوي الاعاقه لذلك تولد الافكار و تجعل جميع افراد المجتمع يتوصلون لحلول بديله وذوي الإعاقة جزء من المجتمع ومع تطبيق اتفاقيه الاشخاص ذوي الإعاقة بتمكين ذوي الإعاقة بسوق العمل ومع انتشار كوفيد ١٩ و توقف العمل علي الجميع ومنهم ذوي الإعاقة خوفا عليهم فظهرت الحاجه لتطبيق شعار اليوم العالمي للمسؤولية الاجتماعية مهن ووظائف المستقبل لخلق فرص اكثر عدلا لذلك كان لا بد من ايجاد مهن ووظائف تلائم امكانيات دوي الإعاقة فظهرت العديد من الفرص للبالغين ذوي الإعاقة للعمل من المنزل.
هناك وظائف متاحة مثل : دعم الكمبيوتر ، النسخ ، التصميم الجرافيك ، الكتابة ، تطوير الويب. تتطلب العديد من الوظائف التي يمكن القيام بها في المنزل استخداماً مكثفاً لأجهزة الكمبيوتر، والتي يمكن إعدادها للأشخاص المكفوفين أو الصم.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية، مثل اضطراب طيف التوحد وأسبرجر والداون سندروم، يمكن للوظائف ذات المتطلبات المحدودة للتواصل الاجتماعي مع الآخرين أن تعمل بشكل جيد.

اخيرا….. يجب على كل شخص من ذوي الإعاقة ان يفكر فيما يجيده، وما يحبه، وما هي المهارات التي بريد الاستفادة منها أو تحسينها، وسيجد وظيفة عاجلاً أم آجلاً لذلك يجب علينا ان نبدأ بتأهيلهم مهنيا للوظائف المستقبلية التي تناسب اعاقتهم وقدراتهم.
حيث «التهيئة المهنية» تركز بالدرجة الأولى على إعداد ذوي الإعاقة لسوق العمل مستقبلاً في أحد مجالات الحياة والوصول بهم للاستقلالية المهنية التامة، والعمل على إعداد وتهيئة ذوي الإعاقة كل حسب قدراته للانخراط بسوق العمل.

الدكتورة هلا السعيد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى