محمد بن سلمان وتميم وطحنون: ما دلالات الصورة التي جمعت القادة الخليجيين؟
[ad_1]
بملابس رياضية غير تقليدية، وبابتسامات عريضة تعلو الوجوه، ظهر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد، في صورة قيل إنها التقطت على أحد شواطئ البحر الأحمر.
ورأى البعض أن الصورة اختزلت الحالة السياسية والمشهد المتبدل في الخليج بعد أربع سنوات من الجفاء والقطيعة التي طالت كافة المستويات، خاصة الجانب الإنساني.
ولا تزال الصورة التي نشرها مدير مكتب ولي العهد السعودي بدر العساكر، على حسابه في تويتر، تثير الكثير من الأسئلة والتكهنات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فهل تمثل تلك الصورة الودية النهاية الفعلية للأزمة بين الأشقاء رغم الخلافات الجوهرية تجاه الملفات الإقليمية؟ أم أنه تصالح مؤقت فرضته التطورات العالمية؟
مما لا شك فيه أن ذلك اللقاء الذي وصفه بدر العساكر بـ”الودي والأخوي” يحمل الكثير من الرسائل والدلالات.
وقد تجاوز بعضها الأبعاد السياسية والاقتصادية لتشمل أبعادا بسيطة تتعلق بمكان الاجتماع وحتى ملابس الأمراء.
مظهر شبابي ومكان مختلف
توقف معلقون عند مظهر الزعماء الثلاثة الذين برزوا بأزياء شبابية تخالف الأزياء الرسمية والتقليدية التي اعتاد المسؤولون الخليجيون الظهور بها خلال لقاءاتهم الإعلامية.
قرأ البعض في ذلك المظهر دليلا على التحول الذي طرأ على دول الخليج بعد وصول أمراء شباب إلى سدة الحكم.
ولم يحدد مستشار ولي العهد السعودي مكان اللقاء في البحر الأحمر، إلا أن كثيرين توقعوا أن يكون في مدينة “نيوم” الاستثمارية.
ويعد مشروع “نيوم” باكورة المشاريع الاقتصادية والصناعية الكبرى التي أطلقها محمد بن سلمان في 2017، للحد من الاعتماد على عوائد النفط ولتخفيف القيود الاجتماعية الصارمة.
لذا يرى مغردون أن الأمير السعودي أراد بعث رسالة مفادها بأن “مدينة نيوم باتت مركزا مهما في صناعة القرار السياسي والاقتصادي في منطقة الخليج”.
هل توحي الصورة بنهاية الخلاف حقا؟
في سنة 2017، تفجرت الأزمة الخليجية بعد إعلان السعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وإغلاق كافة المنافذ الجوية والبرية والبحرية معها قبل أن تتفق الدول الخليجية على المصالحة في العام الماضي.
لذا كان من اللافت أن يستوقف غياب البحرين عن الصورة، بعض المغردين ممن تساءلوا عن موقف المنامة من المصالحة مع قطر.
كما استغرب آخرون عدم حضور ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد اللقاء، إلا أن البعض فسروا غيابه بارتباطه بزيارات خارجية.
وقد بدأ محمد بن زايد قبل أيام جولة رسمية إلى أوروبا تضمنت زيارة إلى بريطانيا وفرنسا.
من جهة أخرى، أشار مدونون وسياسيون إلى أن الصورة لا تحتمل كل تلك التأويلات مؤكدين أنه “لقاء عفوي لا ينطوي على الكثير من الدلالات السياسية”.
وفضل قطاع واسع من المغردين الخليجيين الاحتفال بالصورة التي “تؤشر على استكمال ما توصل إليه اتفاق “قمة العلا” من مبادئ تنص على تجاوز الخلاف وإعادة العلاقات إلى طبيعتها”.
كما أعاد مغردون تفعيل وسم ” خليجنا واحد” للتأكيد على وحدتهم.
لكن تبادل الزيارات واجتماع فرقاء الأمس في صورة واحدة، لا يعني بالضرورة بأن كل الخلافات تلاشت، بحسب مدونين آخرين.
إذ يرى هؤلاء أن “البراغماتية السياسية وحسابات المصالح التي أدت إلى اندلاع الأزمة الخليجية هي العوامل ذاتها التي أسهمت في تحقيق المصالحة”.
وبينما ينظر البعض إلى تلك المصالحة على أنها “ثابتة ودائمة يعتبرها آخرون “مجرد تقارب مؤقت مرهون بالتطورات الإقليمية”.
في المقابل، يقول معلقون إن الصورة وما سبقها من اجتماعات تعكس حقيقة أن “الشعوب وحدها هي من تدفع ثمن الخلافات السياسية”.
التطورات الإقليمية والدولية
ويقول مراقبون على تويتر إن الوقائع التي فرضتها التغيرات على الساحة الإقليمية، خاصة في دول ما يعرف بالربيع العربي، إضافة لآثار الانسحاب السريع للولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان “دفعت الدول الخليجية الثلاث لمراجعة توجهاتها وتشكيل تحالف للتصدي لنفوذ إيران”.
تلك المستجدات الإقليمية والدولية اتفق محللون على عنونتها بـ”تحالف الخليج في عالم ما بعد الولايات المتحدة”.
فمن يطالع مواقع التواصل الاجتماعي، ستعترضه تساؤلات يطرحها مغردون وسياسيون خليجيون حول قدرتهم على التكاتف وحماية دولهم من المخاطر التي تهددها، لا سيما بعد ما حدث في أفغانستان.
ومن بين هؤلاء أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله الذي حذر في تغريدة سابقة من تداعيات “الانسحاب الأمريكي الفوضوي من كابل على أمن المنطقة”.
ثمة أسباب وعوامل عديدة دفعت بحل الأزمة الخليجية، بعضها داخلي والآخر الخارجي.
ويرهن مراقبون استمرار تلك المصالحة بمسألتين أساسيتين هما جذور الأزمة الخليجية الأخيرة، وتركيبة مجلس التعاون الخليجي نفسه.
ولكن من الواضح أن قمة العلا وما تلاها من اجتماعات، انعكست على تغطية وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الدول الخليجية.
فقد تراجعت وتيرة الخطاب القائم على تبادل الهجوم ووضعت حروب الهاشتاغات والوسوم أوزارها لتحل محلها أسئلة حول مستقبل المصالحة وانعكاسات التطورات الدولية على أمن المنطقة.
[ad_2]
Source link