في عصر الحقائق البديلة: ما مستقبل الحقائق والمعلومات في موسوعة ويكيبيديا؟
[ad_1]
- روري سيلان-جونز
- محرر التكنولوجيا – بي بي سي
على الرغم من كونه موقعا إلكترونيا يلجأ إليه الجميع للوصول إلى أي معلومة تتعلق بأي شيء، إلا أن ويكيبيديا كان يتجنب في الغالب، وحتى وقت قريب، خوض المعارك حول السلوكيات المسيئة والأخبار المزيفة التي تعاني منها مواقع التواصل الاجتماعي العملاقة.
أما الآن، ومع تولي شخصية جديدة منصب المدير التنفيذي للموقع، فإن هناك نزاعا شديدا قائما بين المحررين المتطوعين في النسخة الصينية من هذه الموسوعة بشأن الطريقة التي يجري عبرها وصف الأحداث في هونغ كونغ.
ويرتكز النزاع القائم حول هونغ كونغ في ويكيبيديا إلى مبدأ رئيسي تتبناه الموسوعة، وذلك حسبما ترى سيلينا تشينغ من موقع “هونغ كونغ فري بريس” الإخباري. إذ تقول إن “ويكيبيديا لا تسمح بإنتاج تقارير إخبارية خاصة. لذا فمن يرغب بإضافة محتوى أو تحريره في مقالات ويكيبيديا يجب أن يشير إلى مصادر موجودة، كبيانات الحكومة أو التقارير الصحفية”.
إلا أن تلك المصادر يجب أن تصنف بكونها موثوقة يمكن الاعتماد عليها. ومن هنا ظهر الخلاف الشديد بين مجموعة من المحررين المتطوعين الذي يرون أن الحكومة الصينية مصدر موثوق، ومجموعة أخرى منهم، وهم من هونغ كونغ في الغالب، يفضلون الاعتماد على روايات المتظاهرين.
وترى سيلينا تشينغ أن هناك الكثير من الأمور على المحك؛ فبعض المحررين كان بوسعهم الوصول إلى معلومات شخصية حساسة من الممكن أن تكون مثار اهتمام السلطات الصينية، وتقول “بسبب هذا التوتر المتزايد بين المحررين من هذه المواقع الجغرافية المختلفة، كانت هناك مخاوف من أن يستغل بعض المسؤولين قدرتهم على الوصول إلى تلك المعلومات الشخصية وإساءة استخدامها ضد محررين بعينهم”.
ومنعت مؤسسة “ويكيميديا” هذا الأسبوع سبعة محررين على صلة بمجموعة مقرها في البر الصيني الرئيسي، والتي اتهمتها بمحاولة تعزيز مصالح الدولة الصينية عن طريق التسلل إلى الموسوعة.
وجاءت الخطوة مع إعلان المؤسسة، التي تُشرف على مشروع الموسوعة غير الربحي، تعيين مديرتها التنفيذية الجديدة.
وبحسب الصفحة التعريفية بها على ويكيبيديا، فإن ماريانا إسكندر هي رائدة أعمال ومحامية أمريكية مصرية المولد، وتدير حاليا مؤسسة لتعجيل توظيف الشباب في هارامبي بجنوب أفريقيا.
وعندما سألناها عن الطريقة التي قد تواجه من خلالها تحديات كتلك التي في الصين، كانت إسكندر حريصة على التأكيد على أن مجتمع ويكيبيديا يتمتع بإدارة ذاتية إلى حد كبير. وقالت “من الأمور التي تعلمتها منذ البداية في هذه العملية هو التأكيد على أن مؤسسة ويكيميديا لا تلعب دورا في وضع السياسة التحريرية”.
إلا أنها أضافت أن وظيفة المؤسسة الأولى هي الحفاظ على سلامة محرريها المتطوعين، في حين يتمثل المبدأ الأساسي الآخر في الشفافية حول الطريقة التي تدار بها ويكيبيديا. وأشارت إلى الطريقة التي تعاملت بها الموسوعة مع الانتخابات الأمريكية عام 2020 كمثال على “شفافية” المحتوى الذي تقدمه “ودقته وقابلية التحقق من صحته”.
وبعد تعرضها في سنواتها الأولى للانتقادات بسبب عدم الدقة، بدا أن نظام ويكيبيديا للتصحيح الذاتي، الذي يراقب خلاله المتطوعون المقالات باستمرار ويناقشون وينفذون التغييرات عند وصول معلومات جديدة، يمكن أن يكون مثالا يحتذى لمنصات التواصل الاجتماعي الأقل جدارة بالثقة.
وأدى استقطاب النقاش وتصميم حكومات بعينها على جعل ويكيبيديا تعكس وجهة نظرها للحقيقة إلى وضع نظام الموسوعة تحت ضغط، بالإضافة إلى معارك تحريرية مريرة حول بعض مدخلات الموسوعة بدءا من تغير المناخ وحتى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
إلا أن إسكندر لا تزال تؤمن بقدرات العاملين في ويكيبيديا، الذين يسمون أنفسهم بالمتطوعين، إذ تقول “ما كان مثار اهتمام لدي بالفعل هو أن أرى كيف أن هذا المجتمع من البشر ينظمون أنفسهم ويهتمون بهذه النقاشات الكبيرة، سواء أكانت حقوق المرأة أو تغير المناخ”.
وتضيف أن مهمة الموسوعة تتمثل في توفير مصدر دقيق وموثوق للمعرفة حول مجموعة من أكثر القضايا إثارة للخلاف في عصرنا. لذا وفي عصر الحقائق البديلة، فإننا نترقب ما إذا كانت تلك المهمة لا تزال قابلة للتحقيق.
[ad_2]
Source link