عبد العزيز بوتفليقة: جثمان الرئيس الجزائري السابق يوارى الثرى إلى جوار أبطال حرب الاستقلال في “مربع الشهداء”
[ad_1]
شُيع جثمان الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة الأحد، وورى الثرى في مربع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة الجزائر، المخصصة لأبطال حرب الاستقلال.
وشوهدت عربه عسكرية مزينة بالورود، تسبقها عربة تحمل الجنود، تجر الجثمان عبر شوارع العاصمة إلى مقبره العالية.
وحضر مراسم الدفن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون وكبار مسؤولي الدولة وممثلي السلك الدبلوماسي، إلى جانب عائلة بوتفليقة.
وقال وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري، العيد ربيقة أن “الجزائر تودع مجاهدا سيظل التاريخ شاهدا على إسهاماته، إلى جانب أولئك الرفقاء الذين كتبوا أسماءهم بأحرف بارزة أيام الكفاح المسلح”.
ونُكست الأعلام في الجزائر الأحد، ولمدة ثلاثة أيام، قبيل تشييع جنازة بوتفليقة.
وقد توفي الرئيس بوتفليقة، الجمعة، عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاما.
وقال محامي سعيد بوتفليقة، سليم حجوتي، لموقع سبق برس العربي، إنه سُمح لسعيد، شقيق بوتفليقة، السجين الذي كان يعد الرئيس الفعلي للبلاد خلال فترة مرض الرئيس، بحضور الجنازة.
وكان بوتفليقة قد أُجبر على التنحي قبل عامين، وقدم استقالته من منصبه في أبريل/ نيسان 2019، بعد أن تخلى عنه الجيش بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية اعتراضا على سعيه الترشح لولاية رئاسية خامسة.
ويقبع العديد من المسؤولين الجزائريين الذين كانوا مقربين من بوتفليقة، خلال فترة حكمه، في السجن بتهم تتعلق بالفساد واستغلال مناصبهم، ومن ضمنهم شقيقه سعيد.
وتسلم بوتفليقة مقاليد السلطة عام 1999 على خلفية موجة من الدعم الشعبي حيث ساعد عرض العفو الذي قدمه للمتشددين الإسلاميين في إنهاء حرب أهلية استمرت عقدا من الزمان.
وقد قوبل إعلان وفاة بوتفليقة بصمت في الجزائر، المستعمرة الفرنسية السابقة، وهو ما فُسر على أنه كان غائبا عن اهتمام الرأي العام.
وأشار بيان صادر عن الرئيس الجزائري الحالي، عبد المجيد تبون، إلى ماضي بوتفليقة كمقاتل في حرب الاستقلال. وقال البيان إن الأعلام ستنكس لمدة ثلاثة أيام تكريما له.
ردود فعل
بعث العاهل المغربي، الملك محمد السادس، السبت برسالة “تعزية” إلى الرئيس. بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء.
وانقسم المحللون في تقييم فترة حكمة، فمنهم من يرى أن بوتفليقة رسم تاريخ البلاد منذ الاستقلال وأن اسمه “سيبقى محفورا في الذاكرة الجماعية رغم الانتقادات الموجهة له”.
ويرى آخرون أن عقدين من حكمه كانا وقت ضياع الفرص. وفقدت خلالهما مؤسسات الدولة المصداقية وكانت أكثر ضعفا ومنقسمة.
وفي شوارع العاصمة الجزائر، قال العديد من السكان لوكالة فرانس برس إنهم لن يفتقدوا الرئيس بوتفليقة لأنه لم يفعل شيئا للوطن، لكنهم دعوا لروحه بالرحمة.
لكن البعض يرى أن بوتفليقة خدم بلاده، لكنه للأسف ارتكب خطأ كبيرا عندما حكم لفترة رئاسية رابعة وسعي للحصول على ولاية رئاسية خامسة وهو مريض.
تدهور في الصحة واحتجاجات
أطلق الجزائريون لقب “بوتيف” على الرئيس الراحل، وكان معروفا ببدلتة ذات الثلاث قطع حتى في درجات الحرارة الشديدة، وقد نال الاحترام كوزير للخارجية في السبعينيات وكذلك لمساعدته في تعزيز السلام بعد الحرب الأهلية.
نجت الجزائر إلى حد كبير من الانتفاضات التي اجتاحت معظم الدول العربية عام 2011، وهو أمر ينسبه الكثيرون لذكريات الحرب الأهلية والإعانات الحكومية.
لكن حكم بوتفليقة اتسم بالفساد، بحسب الكثيرين، ما ترك العديد من الجزائريين يتساءلون كيف يمكن لبلد يتمتع بثروة نفطية هائلة أن ينتهي به المطاف ببنية تحتية ضعيفة وارتفاع معدلات البطالة، الأمر الذي دفع بالعديد من الشباب إلى الهجرة خارج البلاد.
وواجه بوتفليقة انتقادات من جماعات حقوقية ومعارضين اتهموه بالتسلط.
وأصيب بجلطة دماغية صغيرة في أبريل/ نيسان 2013 أثرت على قدرته على التحدث، واضطر لاستخدام كرسي متحرك. ومع ذلك، قرر السعي للحصول على ولاية رابعة.
وأثار ترشيحه في عام 2019 لولاية خامسة احتجاجات سرعان ما تطورت لتصبح حركة مؤيدة للديمقراطية عُرفت باسم “الحراك”.
وعلى الرغم من سجن بعض الشخصيات التي حكمت في عهد بوتفليقة في نهاية المطاف، إلا أنه يُعتقد على نطاق واسع بأن الحرس القديم، الذي سيطر على الجزائر في عهده، لا يزال يتحكم إلى حد كبير في إدارة البلاد.
[ad_2]
Source link