فتاة المول: فيديو انتحار شابة في مركز تجاري يثير صدمة في مصر
[ad_1]
أعاد خبر انتحار فتاة في مركز للتسوق في مصر، التساؤلات حول الأسباب التي قد تدفع شخصا في مقتبل العمر لإنهاء حياته وكيفية توعية الناس بأهمية الصحة النفسية.
وتعود الواقعة التي هزت مواقع التواصل، إلى يوم الخميس الماضي، حيث شهد مول “سيتي ستارز” في القاهرة حادثة انتحار فتاة.
وأظهر مقطع مصور انتشر بشكل واسع على المنصات الرقمية، عددا من رواد المركز التجاري وهم يهبون لمنع الفتاة لكن الوقت لم يسعفهم لإنقاذها.
وتعتذر بي بي سي عن نشر المقطع المتداول نظرا لقسوة المشهد.
وحتى كتابة هذه السطور، لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تضج بأخبار المنتحرين في العالم العربي. فقد تحولت تلك الأخبار إلى مجرد وسيلة تتبعها بعض الصفحات لكسب المزيد من المشاهدات متجاهلة أهمية توعية الناس بالصحة النفسية.
وكالعادة، بعد الحادثة الأخيرة سارعت مواقع صحفية وصفحات على فيسبوك إلى تداول لحظة انتحار الفتاة وإلى تحليل الظاهرة وموقف الدين منها.
فهل يحظى الجانب النفسي بالمناقشة الكافية والجادة؟ وهل تفعل الحكومة المصرية ووسائل الإعلام المحلية ما يجب للوقاية من الانتحار؟
الوصم الاجتماعي أحد المسببات
وكانت النيابة العامة المصرية قد ناشدت المواطنين بعدم تداول فيديو انتحار الشابة المعروفة إعلاميا بـ”فتاة مول سيتي ستارز”.
كما حذرت النيابة من أن تباين الآراء حول سبب إقدام الفتاة على الانتحار أو التشكيك في الواقعة من شأنه “المساس بحرمات الحياة الخاصة”.
وذكرت وسائل إعلام مصرية بأن الشابة تبلغ من العمر 25 عاماً وهي طالبة طب أسنان. واتضح أنها “كانت تعاني من ضغوط نفسية نتيجة خلافات عائلية”، بحسب ما قاله معارفها.
كما أشار بيان النيابة إلى أن الفتاة أعلمت صديقتها يوم الحادثة عن رغبتها في الانتحار.
سادت حالة من الحزن في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أعرب مدونون عن تعاطفهم مع الفتاة خاصة بعدما تردد عن معاناتها من الضغوط النفسية وعدم اهتمام معارفها بحديثها عن الانتحار.
وقد شجعت الحادثة الكثيرين على التعبير عن تعرضهم للاكتئاب، وظهرت مبادرات تحث على ثقافة البوح وكسر وصمة العار التي تزال تلاحق كل من يفصح عن مشاكله النفسية.
وتتباين الآراء حول كيفية التعامل مع فكرة أو ظاهرة الانتحار.
ويرى البعض أن الحل يكمن بتخصيص دورات صحية في جميع مرافق الدولة للحديث علنا عن الظاهرة وعن طبيعة المرض النفسي.
وخلال السنوات الماضية، أطلقت المؤسسات الحكومية المصرية عدة حملات لمواجهة الانتحار وحماية الشباب.
ولعل أبرز تلك الحملات حملة “حياتك تستاهل تتعاش” التي دشنتها وزارة الصحة، بالإضافة إلى تخصيص خط ساخن ومجاني يديره مختصون بهدف تقديم الاستشارة لمرضى الاكتئاب ومساعدة من لديهم ميول انتحارية.
ولم تغب المؤسسات الدينية عن ذلك النقاش الصحي، إذ سبق أن أطلق مجمع البحوث الإسلامية التابع لجامعة الأزهر حملة “حياتك أمانة حافظ عليها” وحملة “معاً ضد الانتحار” للتوعية بالظاهرة في المدارس والجامعات، فضلا عن المساجد والمنابر الدينية.
لكن تكرر حالات الانتحار، أعاد التساؤل حول جدوى تلك الحملات والمبادرات رغم أهميتها.
ويلقي البعض بالمسؤولية على وصفوها بـ “فوضى الفتاوى وتصريحات بعض رجال الدين” التي تستند دائما إلى أن الشخص الذي يقدم على محاولة الانتحار “وقع في كبيرة من عظائم الذنوب”.
ويخشى مغردون من أن تكرس تلك التصريحات وصمة العار تجاه المريض النفسي وتمنعه من الإفصاح عن معاناته.
وبعد ساعات من حادثة ” مول سيتي ستارز”، تداولت صحف مصرية تصريحات نسبت إلى علماء وأساتذة من جامعة الأزهر.
ولعل أكثرها إثارة للجدل، تعليق أستاذة العقيدة والفلسفة بالجامعة آمنة نصير، قالت فيه إن “المنتحر ليس كافرا لكنه جاحد”،بحسب ما نقله موقع “القاهرة24”.
ومن المعلقين من ندد بتلك التصريحات وخلط الوعظ الديني وعلاج الاكتئاب، ومنهم من شدد على أهمية إدراج الآراء الدينية للتوعية من مخاطر الانتحار.
في السياق ذاته، استنكر مدونون وصحفيون تداول بعض المواقع الإعلامية مقاطع توثق لحظة انتحار الفتاة باعتبارها “سلوكيات تخالف أخلاقيات المهنة وتدل على سطحية في التعامل مع الموضوعات الحساسة”.
يقول المعالج النفسي، عمر عادل إن :” الانتحار ليس اختيارا شخصيا أو حدثا رومانسيا يدعو للتعاطف” ويضيف في تدوينة “حوالي 90% من حالات الانتحار سببها مرض نفسي، غالبا ما يكون الاكتئاب. الانتحار مرض أو بمعنى أصح نتيجة لمرض. لذا من غير المقبول إضفاء طابع الرومانسية عليه أو تسطيحه و التهوين من أمره.”
كيف يمكن إنقاذ شخص من الانتحار؟
الحديث عن الانتحار يعد من أكثر القضايا حساسية، لتعدد أسبابه، وتداخل دوافعه.
ولا يزال العالم يشهد حالة انتحار واحدة كل 40 ثانية، بحسب ما ذكره المركز الإعلامي للأمم المتحدة في مصر.
ولا توجد إحصاءات رسمية حديثة حول نسب الانتحار أو الأسباب التي تؤدي إليه في مصر.
ويرجع ذلك إلى عدة أسباب من بينها توثيق حالات على أنها وفاة طبيعية تجنبا للوصم المجتمعي، بحسب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في 2016
وصنف التقرير آنذاك مصر في المركز الأول عربياً في نسب الانتحار بعدد 3799 حالة.
وثمة أسباب عديدة قد تدفع شخصا ما إلى الانتحار من بينها المشاكل الأسرية و الاقتصادية، إضافة للصدمات النفسية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه يمكن للمجتمع ومؤسسات الحكومية فعل الكثير لمنع الانتحار، بما في ذلك:
- كسر وصمة العار والتحدث عن الموضوع علنا.
- محاربة الخرافات
- مساعدة الشباب على تطوير مهاراتهم، للتغلب على ضغوط الحياة، خاصة في المدارس.
- تدريب العاملين في المجال الصحي من غير المتخصصين على تقييم السلوك الانتحاري وإدارته.
- دعم الأشخاص المعرضين للخطر، والحفاظ على الاتصال بهم على المدى الطويل.
- تقييد الوصول إلى الوسائل والأدوات المميتة.
[ad_2]
Source link