أخبار عاجلة

أثر أزمة كورونا على سوق الصفافير


  • أصحاب محلات وعاملون فيه: أزمة «كورونا» أثرت علينا بشكل كبير بسبب توقف الأنشطة كالمقاهي والتصدير وإغلاق الأنشطة التجارية ومنع المناسبات

محمد الدشيش

هناك الكثير من الأماكن والمهن التي تحمل في جنباتها وبين طياتها الكثير من عبق الماضي وحنين الذكريات لمن عاشوا فيها أو مروا من خلالها، ويعتبر سوق الصفافير في مدينة الكويت واحدا من رموز التراث بما يتم فيه من تصنيع للكثير من الأدوات والأواني والاحتياجات المنزلية وغيرها، ولما لهذا السوق من بعد تاريخي ومكانة لدى الكويتيين ولما يتميز به من منتجات لا يضاهيها أي سوق.

وعلى الرغم من التطور والتقدم الكبيرين اللذين أصابا معظم مجالات الحياة، إلا أن سوق الصفافير لا يزال نابضا بالحياة ويقدم منتجاته التي يطلبها المواطنون والمقيمون وتصل الى خارج الكويت ومثله مثل حال جميع الأعمال والأسواق التي تأثرت بسبب جائحة «كورونا» فقد أصيب هذا السوق بضرر كبير بسبب الأزمة، حيث نزلت المبيعات الى اكثر من 80%، وللاطلاع على أوضاع سوق الصفافير وحال العاملين فيه، قامت «الأنباء» بجولة فيه، وأخذت بعض آراء رواده وعدد من العاملين فيه وأصحاب المحلات، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، التقينا مع بدر العازمي الذي قال لـ «الأنباء»: أنا لا أشتري الأغراض الخاصة بالمخيم أو الصناديق الحديدية إلا من هذا المكان لما له من مكانة ومحبة في نفسي وبسبب أسعاره المناسبة لجميع الفئات ولجودة المصنوعات فيه، وجميع ما تشتريه يصنع أمامك صناعة محلية وجميع العاملين في السوق من ذوي الخبرة، واكثرهم يعملون بالسوق منذ اكثر من 40 عاما، ونلاحظ انه من بعد «كورونا» ان السوق قد تأثر وأصابه كساد كبير وقلت الحركة من رواده.

ونطالب الجهات المعنية بالمحافظة على هذا السوق وعلى كل ما هو تراثي مشابه له، وهذا السوق منذ 50 سنة ولا يزال على نفس الحال دون أي تغيير ونطالب بتوفير مواقف سيارات خاصة للسوق وجميع الخدمات اللازمة له.

«درامات» و«دوة»

والتقينا مع أم فيصل المطيري التي قالت: أتيت من الجهراء الى سوق الصفافير لأشتري جميع ما احتاج اليه من «درامات» وصناديق حديد و«دوة الفحم» لأن هذا السوق لا يبيع الا كل ما هو أصلي وذي جودة عالية وصناعة محلية لأن الاسواق الشعبية الاخرى التي تبيع نفس الاغراض لا تستهويني بضاعتها وجميع ما يباع في سوق الصفافير يدوم معانا أعواما عديدة، وحتى الاسعار فإنها في سوق الصفافير رخيصة والجميع يقدر يشتري منه.

وأضافت لمطيري لـ «الأنباء»: «لدي بعض الصديقات من دول الخليج كن عند زيارة الكويت يقومون بالتسوق والشراء من هذا السوق، وذلك لجودته ورخص أسعاره»، وعند سؤالنا عن وضع السوق بعد أزمة «كورونا» قالت: السوق تأثر بشكل كبير واختفى أغلب الزبائن من السوق، وأول كنا نسمع حركة وضوضاء بالسوق من العاملين والمتسوقين، وكنا نستمتع بهذه الحركة وتعطي متعة للتسوق، أما الآن فالوضع مزرٍ وعند دخولك للسوق تحس انك داخل مكان معزول ولا توجد فيه حياة، ونتمنى في الأيام القادمة ان تعود الحياة للسوق ويرجع ينبض مثل ما كان في السابق.

أما محمد عابدين فقال: من صغري وأنا أتسوق مع والدي في هذا السوق وأصبحت من رواده بالوراثة عن والدي، وأنا أملك محلات شيشة ومقاهي واحتاج للاغراض من سوق الصفافير بشكل يومي من أدوات الفحم وملقط الفحم وكثيرا من أدوات المقاهي أشتريها من هذا السوق لجودتها وتميزهم عن غيرهم ولأن أسعارهم مناسبة لجميع الفئات.

وزاد عابدين: السوق يحتاج الى التطوير بعض الشيء من إضاءة للممرات وتوفير مواقف ومداخل للسيارات، اما عن «كورونا» فأقول لكم ان السوق قد تأثر بشكل كبير لأنه سوق خاص لأعمال يدوية طويلة الأمد وهو غير استهلاكي مثل باقي الاسواق ويعتبر سوق الصفافير من اكثر الاسواق تأثرا بسبب أزمة «كورونا».

التصدير والمقاهي

بدوره، تحدث أقدم بائع في السوق وهو أبو حسن، فقال: أعمل في السوق منذ 47 عاما، والسوق قبل «كورونا» وبعد «كورونا» انتهى ونحن نعيش على أمل أن تعود الحياة الى السوق فقد عانينا من إغلاق النشاطات التجارية ومن الحظر وتوقفت أعمالنا بشكل كامل، وقال: نحن نعتمد على بيع الشنط الحديد للتصدير، وقد توقف التصدير ونعتمد على بيع أغراض المخيمات، وقد منعت المخيمات ونعتمد على المقاهي الشعبية وقد أغلقت المقاهي الشعبية، والآن بعد العودة للعمل لا يوجد متسوقون كما كان في السابق، ونحن نعمل وندفع من جيوبنا الخاصة للاستمرارية لحين عودة النشاط لهذا السوق.

وأوضح أنه قبل «كورونا» كان اقل محل بالسوق مبيعاته لا تقل عن 100 دينار يوميا، واليوم بعد «كورونا» اكبر المحلات لا تصل مبيعاته الى 40 دينارا وبعض المحلات ينتظر أكثر من 3 أيام دون ان تبيع أي قطعة.

والتقينا كذلك مع البائع حسيب الله، الذي قال لـ «الأنباء»: اكثر المحلات استغنت عن كثير من موظفيها بسبب أزمة «كورونا» ومن تم الابقاء عليه كان يعمل بنصف الراتب، وبسبب «كورونا» كان صاحب المحل يخسر والعامل يخسر، وقبل «كورونا» كانت كثير من شركات التصدير تأخذ منا البضائع لتخزين أغراضها وتصديرها الى العراق والسعودية، وكان البعض يأخذها لبيعها في الدول المجاورة لرخص أسعارنا في الكويت عن جميع الأسواق والدول المجاورة، واليوم بعد «كورونا» لا وجود لمستهلك محلي ولا مستهلك من الخارج، وقد قللنا نسبة انتاجنا الى 70%، وذلك لتقليل تكدس البضائع بالمحل واصبحنا نصنع بعض الاغراض والمنتجات على حسب الطلب.

ديوانيات و«وجار»

والتقينا مع كومار وهو صاحب محل في سوق الصفافير، ولكن بعيدا عن الحديد ولكنه مرتبط معهم ويقول انه يقوم بتجهيز الديوانيات وعمل «وجار» الديوانية ليقوم صاحب الديوانية بإكمال باقي اغراضه من سوق الصفافير، وفي بعض الأحيان أقوم بتجهيز الديوانية بالكامل وبسبب «كورونا» وإغلاق الديوانيات فقد توقفت أعمالنا بالكامل.

وزاد: «كنا شيئا وأصبحنا لا شيء» فبعد ان كنا نعمل بشكل متواصل ولا نستطيع تغطية الطلبات، الآن اصبحنا في حالة كساد غير مسبوقة، ورغم تخفيض أسعارنا بشكل كبير، الا أننا ما زلنا نعاني من الكساد وقلة الإقبال على السوق ونتمنى أن تتغير الأمور للأفضل لنستطيع الاستمرار في تقديم تلك المنتجات التي يطلبها المواطنون لما لها من مزايا متعددة ومكانة خاصة عندهم.

ملاحظات وأمنيات بالاهتمام أكثر بسوق «الصفافير»

٭ على غير العادة بدا سوق الصفافير أصبح بلا ضوضاء.

٭ كان السوق سابقا يعج بالزوار، أما هذه الأيام اختفت ملامح السوق بسبب غياب المتسوقين.

٭ تم الاستغناء عن أغلب العاملين في السوق بسبب «كورونا» وآثاره المادية على أصحاب المحلات.

٭ السوق يحتاج الى بعض التطوير من إضاءة ومواقف للسيارات ودعم من المعنيين لتستمر هذه الصناعة المحلية.

٭ 50 عاما مضت على السوق من دون أي تغيير، وهذا يتطلب عناية من البلدية والتجارة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.





Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى