انقلاب غينيا: قادة عسكريون يسعون لإحكام قبضتهم بعد الإطاحة بالرئيس ألفا كوندي
[ad_1]
قال قائد الإنقلاب في غينيا إن حكومة جديدة ستشكل في غضون أسابيع للإشراف على انتقال السلطة.
وقال الكولونيل مامادي دومبويا، قائد الانقلاب، إنه لن تكون هناك مطاردات لأعضاء السلطة السابقة.
وطلب في اجتماع مع وزراء الحكومة في البلاد أن يسلموا ما لديهم من سيارات وعدم مغادرة البلاد.
كان قادة الانقلاب في غينيا أعلنوا عبر بيان تلفزيوني أن حكومة البلاد مدعوة لاجتماع “إجباري” اليوم الاثنين، وأن من يرفض الحضور سيعد متمرداً.
ولا يعرف حتى الأن مصير الرئيس ألفا كوندي، وما هو موقف بقية الجيش الغيني من الانقلاب.
وحدد البيان الحادية عشرة صباحا بتوقيت غرينتش موعدا لهذا الاجتماع.
وأدانت الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة إيكواس – وهي منظمة إقليمية فرعية تضم عددا من دول غرب القارة – الانقلاب ودعوا إلى العودة إلى الحكم المدني.
وغرد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبر موقع تويتر قائلا: “أدين بشدة أي سيطرة على الحكم عبر قوة السلاح، وأدعو إلى إفراج فوري عن الرئيس ألفا كوندي”.
وبعد ساعات من إطلاق النيران يوم الأحد في شوارع العاصمة كوناكري، تبدو العاصمة هادئة، لكن لا يزال موقف الجيش بأكمله من الانقلاب غير واضح.
وأعلن قادة الانقلاب عن حظر تجوال في أنحاء غينيا “لحين إشعار آخر”، فضلا عن استبدال عسكريين بحكام المناطق.
وفي مقطع فيديو أُرسل إلى وكالة الأنباء الفرنسية، قال ضابط في زي رسمي محاطا بعدد من الجنود المسلحين بالبنادق: “لقد اتخذنا قرارا، بعد القبض على الرئيس، بحلّ الدستور”.
كما أضاف الضابط أن أجواء غينيا وأراضيها قد أغلقت، وأن الحكومة قد تم حلها.
وأتى ذلك بعد ساعات على تبادل إطلاق النار الكثيف، قرب القصر الرئاسي في العاصمة كوناكري.
ورغم ثراء غينيا بالموارد الطبيعية، إلا أنّ سنوات من الاضطرابات وسوء الإدارة، جعلت من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، واحدة من أفقر دول العالم.
الرئيس حافي القدمين
وظهر في الخطاب المتلفز، تسعة جنود لم يكشفوا عن أسمائهم. يرتدي عدد منهم ألوان العلم الوطني، وقالوا إنهم استولوا على السلطة بسبب تفشي الفساد وسوء الإدارة والفقر.
وأطلق الجنود على أنفسهم “اللجنة الوطنية للمصالحة والتنمية”، معلنين عن حلّ الدستور، وعن نيّة إجراء مشاورت لدستور جديد أكثر شمولاً.
ووردت عدة تقارير تفيد بأن الانقلاب تقوده وحدة من العسكريين النخبة تحت قيادة الليفتنانت كولونيل مامادي دومبويا.
وفي المقطع المصوّر الذي نشر، ولم تتحقق منه بي بي سي بعد، يطلب الجنود من الرئيس كوندي (83 عاما)، تأكيد أنه لم يتعرّض لأذى، لكنه يرفض الإجابة.
وظهر الرئيس حافي القدمين، جالسا على أريكة، يرتدي سروالا من الجينز، دون أن تظهر عليه أية إصابات. وليست هناك معلومات عن مكان وجوده حاليا.
وقال المسؤولون عن الانقلاب إن أجواء البلاد وأراضيها أغلقت لأسبوع.
كانت وزارة الدفاع أعلنت أن القوات الموالية للرئيس قامت “باحتواء التهديد وصدّ مجموعة المهاجمين”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري قوله إن الجسر الوحيد الذي يربط البرّ الرئيسي، بجزيرة كالوم حيث توجد الوزارات والقصر الرئاسي، أغلق حالياً. وإن العديد من الجنود المدججين بالسلاح انتشروا حول القصر.
ووردت تقارير غير مؤكدة عن مقتل ثلاثة جنود.
وخرج مناصرو المعارضة والنشطاء للاحتفال في الشوارع، عقب شيوع أنباء الانقلاب.
منتخب المغرب
واتخذ قرار بتأجيل مباراة غينيا ضد المغرب في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، نتيجة الاضطرابات. وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن القرار اتخذ “لضمان سلامة وأمن جميع اللاعبين وحماية حكام المباراة”.
وعلق منتخب المغرب في غينيا إثر الانقلاب، وورد أنه ينتظر تصريح السفارة المغربية للاتجاه نحو المطار.
وأعيد انتخاب الرئيس كوندي العام الماضي لولاية ثالثة، وسط احتجاجات عنيفة.
وكان كوندي، زعيم المعارضة المخضرم، انتخب للمرة الأولى عام 2010، في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد. ورغم إشرافه على بعض التقدم الاقتصادي، وجهت إليه اتهامات بشأن حدوث العديد من انتهاكات حقوق الإنسان ومضايقات لمعارضيه.
انتظار حذر في كوناكري – بوباكر ديالو، بي بي سي أفريقيا – كوناكري
يسود شعور بعدم الارتياح في العاصمة كوناكري، بعد بعد يوم من ظهور الجنود محتفلين وهم على متن مركباتهم بالإطاحة بالرئيس كوندي.
وعلى غير المعتاد بدت الشوارع هادئة، رغم أن الجنود يدعون لاستمرار الأنشطة الحياتية بصورة عادية.
وأغلقت العديد من المحال التجارية، بينما عمل عدد قليل من سائقي الأجرة.
وهناك وجود أمني مكثف في المقاطعة التي تتضمن المكاتب الحكومية، وقال شهود عيان لبي بي سي إن أعضاء وحدة القوات الخاصة هي التي تسيطر على الوضع هناك.
ويتطلع العديد من الغينيين بقلق إلى نتائج الاجتماع بين قادة الانقلاب ووزراء الحكومة، والذي ينتظر منه تحديد معالم الطريق للبلاد.
ويقول مامودو ناغلانين باري، العضو المؤسس بالجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور المعارضة لحكم كوندي، إن مشاعر مختلطة نحو الانقلاب سيطرت عليه إلا أنه في الغالب رحب به.
وأضاف باري لبي بي سي: “سأقول إنني سعيد مع شيء من الحزن تجاه ما جرى، نحن لا نريد أن نكون سعداء بالانقلاب، لكن في ظروف معينة مثل تلك التي تشهدها غينيا الآن، نقول نحن جد سعداء لأنه بدون ذلك، ستبقى البلاد محصورة في حكم الفرد مطلق الصلاحيات والذي يرغب في البقاء في السلطة إلى ما نهاية”.
وأضاف باري أنه يأمل في أن يعيد الجنود السلطة إلى المدنيين.
مايني جونز – مراسلة بي بي سي في نيجيريا
أثار الجنود الذين أطلقوا على أنفسهم “لجنة المصالحة والتنمية” الضجيج المطلوب خلال خطابهم المتلفز.
وقوبلت الأنباء عن إلغاء الدستور واستبداله بالتشاور مع الجمهور، بترحيب حار من المحبطين من التغيير الدستوري العام الماضي، الذي سمح للرئيس ألفا كوندي بالترشح لولاية ثالثة.
وبالفعل، خرج نشطاء وأنصار المعارضة للاحتفال في شوارع العاصمة.
لكن المجالس العسكرية معروفة بالتقلب. ومع عدم وجود أي شخص يستطيع محاسبتهم، ليس هناك ما يضمن الوفاء بوعودهم.
وثمة من يشعر بالقلق، من أن يكون هذا الانقلاب الأخير، دليلاً آخر على التدهور التدريجي للقيم الديمقراطية في المنطقة.
ويعدّ ما يجري في غينيا رابع محاولة انقلاب في الغرب الأفريقي خلال أقلّ من عام، بعد الاستيلاء على السلطة مرتين في غينيا، ومحاولة فاشلة في النيجر.
ويبدو أن الإصلاحات الدستورية المتنازع عليها في غينيا وساحل العاج، آخذة في التراجع. بعد أن احتفت هذه المنطقة بتدوال سلمي للسلطة في التسعينيات وفي بداية القرن الحادي والعشرين.
وفي نهاية المطاف، سيدفع سكان غرب أفريقيا ثمن تآكل المؤسسات الديمقراطية، بعد تركهم يواجهون مصيرهم ودون توفير حماية لتلك المؤسسات.
[ad_2]
Source link