الشريعة الإسلامية: ما موقف المسلمات من تطبيقها وكيف يفهمنها؟
[ad_1]
تميزت الحقبة السابقة من حكم حركة طالبان في أفغانستان بوحشيتها وقمعها القاسي للنساء حيث تم استبعادهن من التعليم والعمل وأي دور تقريباً في الحياة العامة.
ويقول المتشددون حالياً إنه سيتم السماح للمرأة بحقوق “في إطار” الشريعة الإسلامية، لكن حتى الآن من غير الواضح كيف سيترجم ذلك على أرض الواقع.
من حيث المبدأ تعني الشريعة العيش وفق إرادة ومشيئة الله التي تشمل من بين أمور أخرى الإلتزام بالعبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة.
الشريعة هي أيضاً القوانين الإسلامية. والعقوبات الشديدة التي تفرضها بعض المحاكم الإسلامية تتعرض لانتقادات منتظمة من قبل جماعات حقوق الإنسان، كما يختلف تطبيق الشريعة اختلافاً كبيراً من دولة إلى أخرى.
على الرغم من أنه قد تكون هناك قيود على الحرية السياسية، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالحياة الشخصية فإن معظم النساء في الدول التي تفرض الشريعة الإسلامية لا يخضعن لنفس القيود الخانقة التي فرضتها طالبان في التسعينيات من القرن الماضي.
تحدثت بي بي سي إلى خمس نساء عن تجربتهن في العيش في الدول التي تطبق قوانين الشريعة، في المملكة العربية السعودية ونيجيريا وإيران وإندونيسيا وبروناي ونعرض فيما يلي تجربتهن الشخصية في هذا المجال.
“إنه بلد أكثر حرية”
تقول حنان أبو بكر أنا من أصل تنزاني عشت معظم حياتي في المملكة العربية السعودية.
ذهبت إلى مدرسة دولية كانت تدّرس منهاجاَ هندياً. في الحافلات المدرسية كان الفتيان والفتيات يجلسون بشكل منفصل. في المطعم كان هناك ركن خاص بالبنات وآخر للصبية. في معظم الأوقات كنا في فصول دراسية مختلفة. ومع ذلك فقد كان هناك مدرسون ذكور لبعض المواد.
سُمح للفتيات بالمشاركة في الألعاب الرياضية ولكن ليس مع الصبية واحتفلنا باليوم الرياضي في أيام مختلفة. لكن المعلمين لم يميزوا ضد الفتيات، غير أن المملكة العربية السعودية بلد أكثر حرية الآن.
إذ يمكن للمرأة السفر بمفردها وقيادة السيارة، وأخطط للحصول على رخصة قريباً.
قبل بضع سنوات لم تكن هناك قاعات سينما وهي واحدة من الأماكن المفضلة لدي حالياً. أنا لا أغطي وجهي وإرتداء الحجاب غير إجباري.
في الماضي كانت المطاعم تضم قسماً للعائلات وقسماً آخر للأفراد وقد انتهى ذلك الآن. في الأماكن العامة يمكن للرجال والنساء الآن الاختلاط، على سبيل المثال أخرج لتناول الغداء مع زملائي الذكور.
السعودية دولة مسلمة لذا لا توجد نواد ليلية أو حانات إلخ، والمشروبات الحكولية غير مسموح بها.
أعمل في القطاع الخاص في مدينة جدة، وفي شركتي يتقاضى الموظفون أجوراً حسب عملهم وليس حسب الجنس.
عمري 30 عاما وسوف أتزوج عندما أجد فارس احلامي. لدي والدان يدعمانني ولم يجبراني على الزواج.
ويقول البعض إن الإصلاحات بطيئة للغاية. لكن أمي كانت في السعودية حتى قبل ولادتي وتقول إن التغييرات جذرية للغاية.
“الكحول ممنوع لكن الناس يشربون في الحفلات”
تقول مهسا إن القيود التي تواجهها المرأة في إيران تتوقف بشكل كبير على خلفيتها العائلية. (طلبت مهسا عدم استخدام اسمها بالكامل أو إظهار وجهها حفاظًا على سلامتها الشخصية).
ويمكن تقسيم المجتمع الإيراني إلى ثلاثة فئات. الأولى هي فئة متدينة للغاية ومحافظة وضيقة الأفق ومتحيزة حتى أنهم قد يقتلون بناتهم أو أخواتهم بسبب علاقة بسيطة مع صديق.
الفئة الثانية هي أمثال عائلتي، الطبقة المتوسطة المدينية وتركز بشكل رئيسي على التحصيل الدراسي والتوظيف.
والفئة الثالثة هي الأقلية الثرية غير الملزمة بالقوانين.
ولدت وترعرعت في طهران. في مدرستي وجامعتي درست مع الذكور.
ويرغب معظم الآباء الإيرانيين أن يدرس أطفالهم الطب أو الهندسة لكنني لم أستطع دخول كلية طب الأسنان ودرست اللغة الإنجليزية، وأقوم بالتدريس في روضة أطفال.
تسافر النساء في إيران إلى مدن مختلفة بمفردها، ويمكن للمرأة العازبة استئجار منزل والعيش بمفردها كما يمكنها أيضاً المبيت في الفنادق بمفردها.
لدي سيارتي الخاصة وأنا أقود في جميع أنحاء المدينة. لا داعي لوجود مرافق ذكر لكن الحجاب إلزامي.
إذا شاهدت الشرطة الدينية شاباً وشابة يقومان بأشياء مريبة أو إمرأة ترتدي معطفاً قصيراً فسيواجهون مشكلة. عادة يتركهم رجال الشرطة بعد أخذ رشوة.
وفي بعض الأحيان يمكن اصطحاب المخالفين إلى مركز الشرطة ويتم استدعاء أوليائهم لإحراجهم.
واعدت صديقي لمدة أربع سنوات قبل زواجنا. كنت أذهب معه إلى دور السينما والحدائق وإلى كل الأمكنة. كنت محظوظة، لم يوقفنا أحد أو نُسأل ما إذا كنا متزوجين أم لا.
كان والداي صارمين للغاية. لقد أرادا دائماً أن أعود إلى المنزل قبل الساعة التاسعة مساءً ولم يسمحا لي بالذهاب في رحلات مع أصدقائي. لكن بعد الزواج أتمتع بالمزيد من الحرية.
الكحول محظور في إيران ولا توجد حانات لكن الناس يشترون المشروبات الكحولية سرا ويتناولونها، وفي الحفلات يشرب معظم الناس، أنا شخصياً لا أشرب الخمر، أنا أكره طعمه.
لا أريد الإنجاب حالياً، دخلنا منخفض للغاية ولا نستطيع تحمل نفقات مربية أطفال. سيكون الاعتناء بالمنزل والأطفال والاهتمام بزوجي عبئاً أكبر من طاقتي. أنا أؤمن بالله ولكني لست متدينة ولا أصلي يومياً.
“الشريعة خير من أي قانون“
تقول هويلا إبراهيم محمد من نيجيريا أنا محامية مختصة بقوانين الشريعة أمارس هذه المهنة منذ 18 عاماً في كانو وأبوجا ولاغوس.
وتؤيد هويلا قوانين الشريعة. في ولايات نيجيريا الـ 12 يتم تطبيق الشريعة في القضايا الجنائية ومسائل الأسرة. وتقول “أمارس مهنتي في المحاكم الشرعية وكذلك في المحاكم العادية. القضاة يرأسون المحاكم الشرعية لكن النساء يحاججن فيها دون خوف”.
هناك مجال كبير للعفو عن الجانيحيث يتوجب على القاضي النظر في عدد من العوامل المخففة قبل تطبيق العقوبة القصوى على المتهم.
وفي بعض الجرائم يُجلد المدان في ساحة عامة لكني لم أر امرأة تُعاقب بهذه الطريقة بعد، وقد حظي حكمان من أحكام الرجم حتى الموت باهتمام دولي، لكنهما لم ينفذا، وهذه عقوبة الزنا في الإسلام إذا كان المتهم متزوجاً.
في الميراث يحصل الرجال على ضعف ما يحصل عليه الإناث. قد يبدو هذا غير منصف للغاية، ولكن هناك سبب وراء ذلك إذ لا تتحمل المرأة أي مسؤوليات مالية. من واجب الآباء والإخوة والأزواج حماية النساء من العوز.
نعم هناك سطر يقول إنه يمكن للزوج أن يضرب زوجته، والفهم الصحيح لذلك هو أن الزوج يمكنه التظاهر بضرب الزوجة أو ضربها ضرباً خفيفاً جداً. لا يجوز إيذاءها أو إلحاق ضرر بها بأي حال من الأحوال.
وتتقدم بعض النساء بالشكوى ضد أزواجهن أمام المحكمة. لقد رافعت عن عدد منهن وكسبت العديد من هذه القضايا. وأؤكد أن العدالة تطبق بغض النظر عن جنس الشاكي و الضحية.
في نيجيريا لا يتوجب عليك تغطية الوجه. النساء هنا معتادات على تغطية أجسادهن، سيكون من الغريب أن ترتدي المرأة تنورة قصيرة. إن معاقبة النساء على عدم ارتداء غطاء كامل أو غطاء رأس غير مقبول، للمرأة الحق في اختيار ما ترتديه.
وإذا تم تطبيق الشريعة كما يفترض فإنها أفضل من أي قانون آخر.
“أعرف ما هو الصواب والخطأ”
ولدت وترعرعت في بروناي تقول عزتي محمد نور، وتوجهت في عام 2007 عندما كان عمري 17 عاماً إلى المملكة المتحدة بعد أن حصلت عل منحة دراسية.
أنهيت في بريطانيا المرحلة الثانوية المتقدمة وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكيميائية في لندن وبعد ذلك عملت في أحد البنوك الاستثمارية كمطورة برامج.
عدت إلى بلدي قبل أسابيع قليلة فقط. غالبية الناس هنا يتبعون الإسلام. تطبق قوانين الشريعة في الأمور المتعلقة بالزواج والطلاق والميراث منذ فترة طويلة. فقط في عام 2014 بدأت المحاكم تطبيقها في القضايا الجنائية، لكن حتى الآن لم يتم تنفيذ أي من العقوبات القصوى.
يمكن للمرء أن يرى النساء يرتدين كما يشأن، إذا ذهبت إلى صالة الألعاب الرياضية فسترى واحدة ترتدي الحجاب وأخرى ترتدي حمالة صدر رياضية. لا توجد هنا هيئة دينية لمعاقبة الناس.
كجزء من منهاجنا التعليمي تعلمنا أركان الإسلام الخمسة والاقتصاد الإسلامي والشريعة الإسلامية. في الصباح كنت أتعلم مواضيع مثل العلوم والرياضيات وفي فترة ما بعد الظهر كنت أذهب إلى مدرسة دينية فيها معلمين ومعلمات.
فيما يتعلق بالميراث فإن الإخوة يحصلون على ضعف ما تحصل عليه الأخوات وفقاً للشريعة. لكن في بلدنا يترك معظم الناس مثل أجدادي الراحلين وصايا وهي تحل محل الشريعة الإسلامية في مجال الإرث.
أنا لا أصلي خمس مرات في اليوم كما يجب علي ولكني أفعل كل ما أستطيع للقيام بذلك. عندما كنت صغيرة كان والداي صارمين بشأن الصلاة. مررت بفترة من الوقت لم أصل فيها على الإطلاق لكني حالياً أصلي قدر استطاعتي.
لقد تعلمت الطيران وحصلت على رخصة طيار، وخلال دروس الطيران التقيت بصديقي الألماني حيث أخبرته في وقت مبكر من علاقتنا أنني متدينة وأرغب في تكوين أسرة في بيئة إسلامية، احترم رغبتي وأسلم وسوف نتزوج قريباً.
يعتقد بعض علماء المسلمين أن الرجل والمرأة غير المرتبطين بالزواج لا ينبغي أن يقضيا الوقت معاً. لكنني أشعر بقوة أن شخصين يرغبان في إلزام أنفسهما بالزواج يجب أن يعرف كل منهما الآخر قبل الاتفاق على قضاء بقية حياتهما معاً.
أعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ حسب الدين وأعرف أيضاً ما هو الصواب وما هو الخطأ بالنسبة لي وهذان شيئان مختلفان.
أنا لا أرتدي الحجاب وقد يقول البعض حتى أنني لست مسلمة صالحة، لكن بالنسبة لي الأمر هو بيني وبين ربي وإذا قال الله لي إن ما أفعله غير صحيح سأطلب منه الغفران.
أعتقد أن نسبة صغيرة جداً من السكان في بروناي محافظة للغاية، الغالبية متسامحة جداً.
السعي وراء العلم والمهارات الجديدة هو أحد أركان الإسلام، لا أدري من أين أتت الفكرة القائلة بأن المرأة لا يجب أن تتعلم. بالنسبة لي هذا لا علاقة له بالإسلام.
أسعى جاهدة لأكون مسلمة أفضل كل يوم.
“جزء من إيماننا”
أنا طالبة اقتصاد في التاسعة عشر من العمر وأعمل أيضاً سكرتيرة مدير تنفيذي بدوام جزئي كما تقول دينا نصيرة الدين من إندونيسيا، وفي أوقات فراغي أقوم بالتدريس في رياض الأطفال.
ولدت وترعرعت في إقليم أتشيه بيسا. إندونيسيا هي أكبر دولة مسلمة في العالم ولكن إقليم أتشيه هو الوحيد الذي يخضع للشريعة الإسلامية.
أصلي خمس مرات في اليوم. بالنسبة لي الشريعة هي جزء من عقيدتنا. أؤيد العقوبات الشديدة، فهي تهدف إلى ردع المجرمين.
أرتدي فساتين طويلة وغطاءً للرأس لكني لا أغطي وجهي. هنا لا يمكن للمرأة ارتداء التنانير القصيرة أو السراويل القصيرة.
أستطيع أن أكون مستقلة كما أريد. في الجامعة، يدرس الشباب والبنات معاً في نفس الفصل ولكن يجلسون منفصلين. لا يوجد حظر على التعامل مع الذكور، أنا أتحدث معهم ولكن ليس كثيراً.
بعض صديقاتي مرتبطات بعلاقات حب، من الجميل أن تعيش الحب. لا يمكن للفتيان والفتيات غير المتزوجين الخروج سوية أو إظهار المودة لبعضهم البعض في الأماكن العامة، ولا ترغب الكثير من النساء في الدخول في علاقات جسدية قبل الزواج لأنها محرمة في ديننا.
ويمكن للفتيان والفتيات الخروج معا في مجموعة، نتجول في مراكز التسوق والمطاعم والأماكن الدينية. لا توجد صالات سينما هنا. إنه محزن بعض الشيء. أشاهد الأفلام عبر التلفزيون وأنا نشيطة على وسائل التواصل الاجتماعي. أحب الموسيقى وشاركت في مسابقات غنائية وفزت بها.
في الإسلام يمكن للرجل أن يتزوج أربع نساء. لكنني لن أكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة لأي شخص، لا أتحمل ذلك. كل امرأة تستحق زوجاً لنفسها.
أريد أن أكون رائدة أعمال وأفتتح روضة أطفال.
أشعر بالأسف الشديد لما تواجهه المرأة الأفغانية. أتمنى أن أعيش طويلاً بما يكفي لأرى كل نساء وأطفال فلسطين وأفغانستان وسوريا وإيران وجميع المسلمين يستيقظون على أصوات الطيور وليس القنابل.
[ad_2]
Source link