أفغانستان تحت حكم طالبان: باكستان قد تكون محطة أساسية في بناء علاقة بين الغرب والحركة
[ad_1]
- جيمس لاندل
- مراسل الشؤون الدبلوماسية- بي بي سي
قوى الغرب التي تأمل في أن يكون لها نفوذ على طالبان ترى أن باكستان قد تكون وسيطا جيدا للبدء في السيطرة على الحركة.
فباكستان لديها علاقات فريدة مع أفغانستان، إذ تمتد الحدود المشتركة بين البلدين حوالي 2570 كيلو مترا، كما أنها شريك تجاري مهم جدا لتلك الدولة التي سقطت في أيدي الحركة المتشددة. وهناك أيضا صلات ثقافية وعرقية ودينية تربط بينهما. ووصف حامد قرضاي، الرئيس الأفغاني السابق، بلاده وباكستان بأنهما “شقيقان لا يفترقان”.
لكن بالنسبة لبعض العواصم التي تتلهف إلى إحياء العلاقات مع إسلام آباد وتصطف في طابور من أجل ذلك، هناك مشاعر مضطربة.
لا يرى الجميع في باكستان حليفا واضح الموقف في الحرب على الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الإرهابية. وتواجه باكستان اتهامات من قبل الكثيرين في الولايات المتحدة ودول أخرى بأنها تدعم طالبان، وهو ما تنفيه إسلام آباد.
لكن دبلوماسيين في الغرب يريدون إقناع حركة طالبان بالسماح لمواطنيهم بمغادرة أفغانستان، وضرورة دخول المساعدات الإنسانية، علاوة على مطالبات بحكم معتدل للبلاد. ومعنى ذلك أن هؤلاء يحتاجون إلى التحدث إلى دول مثل باكستان وغيرها من دول المنطقة.
ما هي طبيعة العلاقة بين باكستان وأفغانستان وحركة طالبان؟
تواجه باكستان اتهامات بأنها تضع رهانها على أفغانستان وطالبان.
وفي أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، التي خُطط لها في أفغانستان، اتخذت باكستان لنفسها موقعها بين حلفاء الولايات المتحدة فيما يعرف “بالحرب على الإرهاب”.
لكن في نفس الوقت، احتفظ مسؤولون في الجيش الباكستاني وأجهزة المخابرات بصلات مع الحركات المتشددة في أفغانستان مثل حركة طالبان. وتحولت هذه الصلات، أو كما يسمونها كذلك، إلى دعم مادي ولوجيستي كبير لهذه الجماعات.
ويرى خبراء استراتيجيون أن باكستان كانت تريد قطعة من كعكة أفغانستان لضمان ألا ينتهي الأمر في هذه الدولة إلى حكومة موالية للهند. لكن مدى ومدة دعم باكستان لطالبان لا تزال من الأمور المتنازع عليها بين المهتمين بهذه المنطقة.
فعندما تولت حركة طالبان حكم أفغانستان قبل 20 سنة، كانت إسلام آباد من الدول القليلة التي اعترفت بحكومتها. وعندما استولت طالبان على العاصمة الأفغانية كابل الشهر الماضي، أعلن رئيس وزراء باكستان عمران خان أن الحركة “تكسر أغلال العبودية”.
ما الذي يقلق باكستان؟
لا يعني دعم باكستان التاريخي لطالبان أن هناك حالة من الارتياح الكامل لدى الحكومة الباكستانية لسيطرة طالبان على حكم أفغانستان. فقد عانت إسلام آباد الأمرين من الجماعات الإرهابية المتشددة التي تشن هجماتها على المناطق الحدودية من داخل أفغانستان.
كما تشكل أزمة اللاجئين، التي نشأت عن سيطرة طالبان على كابل، مصدرا إضافيا من المخاوف لحكومة باكستان التي تستضيف بالفعل ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني فروا من بلادهم بسبب الحروب السابقة، ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية لإسلام آباد، يرجح أنها لن تتمكن من تقديم المزيد من الدعم للاجئين جُدد.
وقال المفوض الأعلى الباكستاني في المملكة المتحدة معظم أحمد خان لبرنامج بي بي سي توداي: “في الحقيقة، ليس لدينا القدرة على استضافة المزيد من اللاجئين، ولهذا نقترح أن نجلس معا ونعمل على تفادي تحقق هذا الاحتمال”.
ماذا يعني كل ذلك للعلاقات مع الغرب؟
في البداية، لابد أن نعترف أن علاقات باكستان بدول الغرب ليست جيدة جدا.
وربما تكون أسوأ تلك العلاقات مع الولايات المتحدة، والدليل على ذلك أن الرئيس الأمريكي جو بايدن رفض منذ توليه الرئاسة مجرد الاتصال برئيس وزراء باكستان عمران خان.
وقال الفريق هربرت ماكماستر، مستشار الأمن الوطني السابق في البيت الأبيض، أمام ندوة “بوليسي إكستشاينج” هذا الأسبوع إن باكستان ينبغي أن تعامل “كدولة منبوذة” إذا لم تتوقف عن دعم الجماعات المتشددة.
وقال ماكماستر: “لابد أن نتوقف عن افتراض أن باكستان شريك بينما كانت عدوا لنا عن طريق تنظيم، وتدريب، وتجهيز هذه القوات علاوة على الاستمرار في استغلال التنظيمات الجهادية الإرهابية كأحد أذرع سياستها الخارجية”.
لكن وجهة النظر الأمريكية هذه لم تؤدي إلى توقف قوى الغرب عن طرق باب باكستان. وشهدت الأيام القليلة الماضية زيارات رسمية من وزيري خارجية بريطانيا وألمانيا لإسلام آباد، ومن المتوقع أن يتوجه إلى هناك وزير خارجية إيطاليا خلال أيام.
ويعتقد الدبلوماسيون، أو هكذا يأملون، أن باكستان لا تزال تتمتع بعض النفوذ على طالبان. كما أن لديهم مخاوف حيال أن يؤدي نبذ باكستان من قبل قوى الغرب إلى تشجيعها على أن ترتمي في الحضن الدافئ للصين.
وأمضى الملا عبد الغني برادا، الذي يرجح على نطاق واسع أن يكون رئيسا للحكومة الجديدة في أفغانستان، فترة رهن الاحتجاز في سجون باكستان، لذلك لا يزال مدى وده لسجانه السابق غير معروف حتى الآن.
[ad_2]
Source link