درجات الحرارة: لماذا تمر المخاطر الصحية لموجات الحر دون ملاحظة؟
[ad_1]
- كريستين روز
- بي بي سي
بحلول نهاية القرن الحالي، قد يتعرض 75 في المئة من العالم لخطر ارتفاع درجات الحرارة بشكل قاتل، لكننا لا نركز على تصميم مدن جاهزة لمواجهة موجات الحر.
تقضي جينيفر ووكر معظم حياتها على الرصيف، الذي يكون شديد الحرارة في وادي سان فرناندو في مدينة لوس أنجليس الأمريكية. وخلال الأشهر الستة الماضية، عاشت خارج خيمة بجوار متجر كبير، محاطة بأكياس من الطعام والملابس والعديد من زجاجات المياه. وعندما يصبح الجو حارًا جدًا، تجلس داخل ساحة انتظار السيارات المغطاة، أو تستخدم المروحة التي تعمل بالبطارية داخل خيمتها.
من الواضح بشكل قاتم أنه بسبب تغير المناخ الذي يسببه البشر، أصبحت موجات الحر أكثر تواترًا وشدة، ولا يقتصر تأثيرها على أولئك الذين يعيشون في الشوارع، مثل ووكر.
ففي الوقت الحالي، يواجه 30 في المئة من الناس في جميع أنحاء العالم خطر التعرض للحرارة القاتلة لأكثر من 20 يومًا في السنة. وبناء على معدل تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، يمكن أن تصل هذه النسبة إلى 74 في المئة بحلول عام 2100.
ويتمثل الخبر السار في أن هناك مجموعة من الطرق البسيطة لمواجهة المخاطر الصحية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.
لكن أهم جانب في هذا الأمر هو أن ندرك أن ارتفاع درجات الحرارة يمثل مشكلة.
ونظرا لأن ارتفاع درجات الحرارة يعد كارثة بطيئة الحركة وتتراكم تدريجيًا، فيمكن أن تكون آثارها غير مرئية.
في الحقيقة، يعد ارتفاع درجات الحرارة أحد أكبر العوامل المميتة المرتبطة بالطقس، لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين عدد الأرواح التي يحصدها، ولا يُشار إليه دائمًا في شهادات الوفاة على أنه أحد أسباب الوفاة، لذلك لا يستطيع الأطباء الشرعيون والأخصائيون الطبيون فهم النطاق الكامل لارتفاع درجات الحرارة كخطر على الصحة.
وفي العديد من الأماكن، يُنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة على أنه نعمة، وليس تهديدًا. فعلى سبيل المثال، تتنافس المدن اليابانية فيما بينها للحصول على لقب “المدينة الأكثر دفئا في اليابان”. قد يكون هذا شعارًا جذابا من الناحية السياحية، لكنه في الحقيقة يُقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة – وهو أمر يجب أن يكون واضحًا بشكل مؤلم في اليابان، التي شهدت وفاة أكثر من 1000 شخص في موجة الحر التي ضربت البلاد عام 2018.
ويمكن أن تتحدى تحذيرات الصحة العامة المبكرة والأكثر فعالية التقليل من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة. ففي مدينة أحمد آباد بالهند، أُرسلت تحذيرات مبكرة من ارتفاع درجات الحرارة إلى هواتف الناس عبر تطبيق “واتس آب”، كجزء من مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تهدف لزيادة الوعي بمخاطر موجات الحر.
وفي الوقت نفسه، دعا “ضباط الحرارة” المعينون من قبل الولاية في فلوريدا إلى اتباع نظام تسمية لموجات الحر، على غرار ذلك المستخدم لتسمية الأعاصير.
وقد تساعد التكنولوجيا أيضا في هذا الأمر. تجري جينيفر رانكل، وهي عالمة أوبئة بيئية في معهد نورث كارولينا لدراسات المناخ، أبحاثا في المجال الناشئ لاستخدام أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء في تتبع درجة حرارة الجسم وعلامات الإجهاد الحراري. وتشرح ذلك قائلة: “نحن مهتمون حقًا بكيفية استخدام هذه التكنولوجيا لتعزيز المشاركة المستمرة والاستجابة للتحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة”.
وأشارت إلى “دمج هذه البيانات في السجلات الصحية الإلكترونية، وتشجيع مقدمي الخدمات الصحية وشركاء الدعم على الاستفسار عن هذه البيانات أثناء زيارات الرعاية الروتينية”.
وعلى الرغم من أهمية إرسال رسائل توعية، فإن كيفية تسليم هذه الرسائل مهمة أيضا، قد تؤدي التحذيرات المتكررة جدًا أو الترميز اللوني المربك إلى تجاهل الأشخاص للنصائح. وقد لا تؤدي إضافة المزيد من التحذيرات إلى النتائج المرجوة.
تقول إيمير أوكونيل، مستشارة بهيئة الصحة العامة في إنجلترا: “التحدي الحقيقي لا يتمثل في أنظمة الإنذار، لكنه يتمثل في تغيير السلوك”.
وعلاوة على ذلك، فإن الأشخاص الأكبر سنًا والأقل تعليما هم الأقل احتمالا لتلقي التحذيرات بشأن ارتفاع درجات الحرارة.
ويشكل كبار السن غالبية الأشخاص المعرضين لخطر الإجهاد الحراري. وعلى الرغم من أنهم المجموعة الأكثر ضعفاً، فإن الكثيرين منهم لا يعتقدون أنهم في خطر. وفي المملكة المتحدة، تكون منازل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا أكثر عرضة لارتفاع درجة الحرارة، لكن هؤلاء السكان هم الأقل إبلاغا عن ارتفاع درجات الحرارة.
وبالمثل، وجدت دراسة فرنسية أن أربعة في المئة فقط من الأشخاص الذين شملهم استطلاع للرأي في الفئة العمرية من 65 عاما وما فوق، يعتبرون أنفسهم معرضين لخطر كبير أثناء موجات الحر.
هناك أسباب وجيهة لهذا الأمر، أذ أن بعض الأدوية والحالات الصحية قد تجعل من الصعب تحديد درجة حرارة الجسم والاستجابة السريعة للمخاطر. وقد يكون من الصعب التمييز بين أعراض ضربة الشمس – بما في ذلك الارتباك والتشنجات والتعب – وبين الحالات الطبية الأخرى، بما في ذلك فيروس كورونا. ويضيف الضعف الإدراكي تحديًا آخر، وكذلك مقاومة العادات المتغيرة.
ولا يقتصر التقليل من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة على الأفراد فقط، لكنه يمتد إلى صانعي السياسات في بعض الأماكن، حيث يكون هناك تحيز تجاه العمل على مواجهة تداعيات برودة الطقس وليس الطقس الحار، ونحو معالجة الأحداث الأكثر إثارة ودراماتيكية المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات.
وحتى في اليابان – التي تستعد تمامًا لحالات الطوارئ لدرجة أن هناك يوما وطنيا للوقاية من الكوارث، وحيث تُجري العديد من المؤسسات تدريبات بانتظام على كيفية مواجهة الكوارث بانتظام – لا تتضمن برامج التثقيف في مجال الوقاية من الكوارث كيفية التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة.
ومن أهم الإجراءات الهادفة للحد من درجات الحرارة المرتفعة، زيادة المساحات الخضراء في المدن، بدءا من الأسطح وصولا إلى الحدائق. يقول جيراردو سانشيز مارتينيز، خبير البيئة والصحة في وكالة البيئة الأوروبية، إن زيادة المساحات الخضراء في المدن تؤدي إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة.
لكن غرس الأشجار ليس هو الحل الوحيد لهذه المشكلة، كما أن بعض برامج غرس الأشجار في المناطق الحضرية قد أخفقت كثيرًا في تحقيق أهدافها. ومع ذلك، من الواضح أن الأشجار تنقذ أرواح الكثيرين. ووجد تحليل للحرارة الشديدة في مدينة بالتيمور الأمريكية أن زيادة الغطاء الشجري بنسبة 10 في المئة يمنع 83 حالة وفاة كل عام.
[ad_2]
Source link