أفغانستان: بعد اقلاع أخر طائرة عسكرية أمريكية، طالبان تحكم السيطرة على مطار كابل
[ad_1]
استولت حركة طالبان على مطار كابل كاملا بعد ساعات من إقلاع آخر طائرة عسكرية أمريكية منه وخروج القوات الأجنبية نهائيا من أفغانستان.
وسار بعض قادة طالبان، يتقدمهم المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، على مدرج المطار، محاطين بحراس يرتدون معدات قتالية للقوات الخاصة.
ونشر موقع دعائي لطالبان، مقاطع لقادة الجماعة في المطار، وفي إحداها، مجاهد وهو يشكر مجموعة من مقاتلين الحركة على جهودهم ويهنئهم على “نيلهم الاستقلال”.
وقال مجاهد “أهنئكم والأمة الأفغانية. وأتمنى ألا يتم غزو بلدنا مرة أخرى. نريد السلام والازدهار ونظاما إسلاميا حقيقيا”.
كما حث مقاتلي طالبان على “التعامل بمحبة ولطف” مع الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير، مضيفا “كونوا حذرين في كيفية التعامل مع شعبكم، فنحن خدامهم. ولم نفرض انفسنا عليهم”.
والتقطت ما تسمى بوحدة القوات الخاصة التابعة لطالبان “بدري 313” الصور داخل المطار وهي تلوح بالبنادق الأمريكية وترفع الراية البيضاء للحركة.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في وقت سابق، إن مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان قد أنجزت قبل سنوات بمقتل أسامة بن لادن وإهانة القاعدة.
وأضاف أنه لن يضع القوات الأمريكية في خضم حرب أهلية بعد الآن.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مجاهد قوله، خلال حديثة إلى الصحفيين في أرض المطار “نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم. نرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعا”.
“لن تطير مرة أخرى”
وقال مسؤولون إن الجيش الأمريكي حرص على تعطيل طائراته ومركباته المسلحة التي تركت في مطار كابل قبل أن تغادر ليل الاثنين.
وقال قائد البعثة الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، إن القوات “نزعت السلاح” من 73 طائرة و 70 عربة تكتيكية مصفحة و 27 عربة همفي حتى لا تستخدمها طالبان.
وقال “تلك الطائرات لن تطير مرة أخرى، ولن يتمكن أي شخص من تشغيلها”.
كما أقدمت القوات أيضا على تعطيل نظام الدفاع الصاروخي عالي التقنية C-RAM المضاد للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، التي استُخدمت لحماية المطار من الهجمات الصاروخية.
وساعد هذا النظام في صد هجوم بخمسة صواريخ نفذه تنظيم الدولة الإسلامية قرب مطار كابل الاثنين.
احتفال وقلق
وبعد الإستيلاء على المطار، احتفل أنصار طالبان في أنحاء العاصمة الأفغانية كابل، وبدا مقاتلوا الحركة في حالة معنوية عالية يصافحون الناس والسائقين والركاب.
وأظهرت مشاهد من كابل، في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، أنصار الحركة يطلقون نيران بنادقهم في الهواء احتفالا برحيل القوات الأجنبية.
كما أزيلت جميع نقاط التفتيش، باستثناء واحدة، في الطريق المؤدية إلى المطار.
ويعد ضمان أمن مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، الذي ملأت أغلفة الرصاص الفارغة جميع مداخله، قضية رئيسية، وقد صرحت طالبان مرارا وتكرارا بأنها لن تقبل أي وجود عسكري أجنبي في أفغانستان.
وقال مراسل بي بي سي في كابل، سيكوندر كارماني، إن الأفغان – الذين استيقظوا على عدم وجود قوات دولية في بلادهم لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عاما – قلقون بشأن المستقبل.وأضاف “لم تعلن طالبان بعد تشكيل حكومة جديدة، ولم تعلن بعد عن نظام حكم جديد. لكن بعض المصادر تقول إنه من المحتمل جدا أن يعلنون عن إقامة إمارة إسلامية كما كانت في التسعينيات.ويوجد نقص في السيولة النقدية، حيث تتجمع حشود ضخمة حول أجهزة الصراف الآلي. إذ تم الحد من عمليات السحب بسبب الطلب المتزايد. وينتظر الناس منذ ساعات الصباح الباكر لسحب مبالغ صغيرة من مدخراتهم.ولا يزال الكثير من الناس يحاولون مغادرة البلاد بأي وسيلة، مرجعين السبب الرئيسي لمغادرتهم إلى الحالة الاقتصادية السيئة.ويعتقد كثير من الناس أن طالبان تبنت موقفا تصالحيا في العلن أكثر مما توقعوه، لكنهم غير متأكدين من الطريقة التي ستتصرف بها طالبان في المستقبل.
العالقون في أفغانستان
وقال مسؤولون أمريكيون إنه مع مغادرة آخر طائرة أمريكية لأفغانستان، كان لا يزال هناك مواطنون أمريكيون وأفغان مؤهلون للسفر يحاولون الوصول إلى المطار.
وفي مؤتمر صحفي في وقت سابق، أكد الجنرال ماكنزي، قائد القوات الأمريكية، أن هناك ما يقدر بـ 100-250 أمريكيا إما لم يتمكنوا من الوصول إلى المطار في الوقت المحدد أو لم يتمكنوا من ركوب الطائرة.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إنه لا يزال هناك مئات من مواطني المملكة المتحدة في أفغانستان – بعد أيام من مغادرة آخر رحلة إجلاء بريطانية من العاصمة كابل.
وأضاف راب لبي بي سي إن أولئك الذين تُركوا، ويقدرون بالمئات، كانوا في الأساس “الحالات الأكثر تعقيدًا”، مثل العائلات الكبيرة أو أولئك الذين ليست لديهم وثائق.
يُذكر أن الغزو الأمريكي لأفغانستان جاء بذريعة القضاء على الجماعات الإرهابية التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وقتل على مدار السنوات العشرين منذ الغزو الأمريكي حوالي 2461 أمريكيا بين مدني وعسكري علاوة على إصابة حوالي 20000 أمريكي في أفغانستان في تلك الفترة.
وسيطرت طالبان على أفغانستان في 14 أغسطس/ آب الجاري بعد أن سقطت العاصمة كابل في أيدي الجماعة المسلحة دون قتال، وهو ما جاء استكمالا لسيطرة طالبان على أغلب أراضي البلاد مع بدء الانسحاب الأمريكي الذي يمثل يوم 31 أغسطس/ آب نهايته الرسمية.
[ad_2]
Source link