أفغانستان: كيف قضى مصريون أيامهم الأخيرة فيها قبل العودة إلى القاهرة بطائرة عسكرية؟
[ad_1]
- أحمد شوشة
- بي بي سي – القاهرة
“لم تسعني الفرحة حين رأيت الطائرة المصرية تهبط في مطار كابل” هكذا يصف رئيس البعثة الأزهرية في كابل، شوقي أبو زيد، شعوره قبل أن يُجلى برفقة 42 مصريين آخرين إلى القاهرة.
يقول أبو زيد لبي بي سي إنه قضى قبلها أوقاتًا عصيبة، إذ مكث لنحو 10 أيام مع الجالية المصرية في أفغانستان داخل مقر السفارة المصرية خوفًا من الاضطرابات التي صاحبت سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل.
وأجلت السلطات المصرية 43 من موظفي السفارة المصرية في كابل وأعضاء بعثة الأزهر وآخرين على متن طائرة عسكرية هبطت في قاعدة شرق القاهرة الجوية.
ويحكي رئيس بعثة الأزهر أنه حين وقعت كابل في يد طالبان جاءته توجيهات بأن يترك مسكنه ويذهب إلى السفارة، وهناك علم بخطة لإجلاء المصريين، لكنها لم تكتمل وقتها لأن الطائرة المصرية لم تتمكن من الهبوط في مطار كابل في اليوم الأول من سيطرة طالبان.
وشهد المطار الأفغاني فوضى واسعة، إذ حاول كثيرون الهروب من المدينة عبر طائرات الإجلاء التي تقودها الولايات المتحدة ودول غربية لرعاياهم والمتعاونين معهم، وسقط قتلى نتيجة هذه الفوضى.
قلق وخوف
ويضيف أبو زيد: “شعرنا حينها بالقلق والخوف نتيجة الاضطرابات والانفلات الأمني وانتشار اللصوص”.
لكن أبو زيد يوضح أن الجالية المصرية عادت مرة أخرى إلى مقر السفارة ومكثت فيها لنحو 10 أيام، متابعًا: “كنا نعيش معًا في قلق، لكن كان يطمئن بعضنا بعضًا”.
كان ذلك الحال مع أجانب آخرين يعيشون على أرض أفغانستان، إذ توجهوا إلى سفارات بلادهم للبحث عن المزيد من الأمان والطمأنينة.
وكان معهد أزهري أُنشيء في كابل بموجب اتفاقية بين الأزهر ووزارة المعارف الأفغانية عام 2009.
ويقول أبو زيد إنه وبقية أعضاء البعثة قضوا نحو 3 سنوات في أفغانستان يدرسون العلوم الإسلامية مثل الفقه والحديث والتفسير، وينشرون أخلاق الإسلام كالرحمة وتقبل الآخر.
ويستكمل أبوزيد حديثه لبي بي سي قائلًا إنه سعد بزيارة أفغانستان التي وجد فيها مناظر طبيعية خلابة مثل الجبال التي تكسوها الثلوج وشعبًا طيبًا كريمًا.
ويتابع رئيس بعثة الأزهر أنه لم يكن يتوقع أن تسقط البلاد بهذه السرعة في يد طالبان، متعجبًا: “تخيل أن دولة تسقط بكل مؤسساتها وبجيشها وبحكومتها، أمر صعب”.
الهروب من كابل
وسيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية يوم 15 من الشهر الجاري، وحاول الآلاف من المقيمين في كابل، خاصة الأجانب، الهروب من المدينة.
وانتشرت مقاطع مصورة للآلاف يهرولون خلف الطائرات وهي تسير على أرض المطار، وصور أخرى لطائرات تحمل المئات في داخلها لا تفصل بينهم مسافات من شدة الزحام.
ويشرح أبو زيد أنه رأى في المطار عشرات الآلاف يتدافعون للهرب، وشهد إطلاق كثيف للرصاص الحي، حتى أقلته مع بقية الجالية المصرية الطائرة إلى إسلام آباد ومنها إلى أبو ظبي قبل أن تستقر في القاهرة، واستغرقت الرحلة نحو 10 ساعات.
وعندما وصلت الطائرة العسكرية قاعدة شرق القاهرة الجوية، قطع التلفزيون المصري الرسمي، ومعه معظم الفضائيات المصرية، برامجه لينقل على الهواء وصول المصريين من كابل.
وكان في استقبال المصريين العائدين ممثلين عن الخارجية والجيش والمخابرات، وبات كل من ينزل من الطائرة يطوق بالورود وهو يحمل علم الدولة المصرية.
ويختتم أبو زيد العائد من أفغانستان حديثه قائلًا: “بمجرد وصولنا إلى بلدنا سجدنا شكرًا لله، هنا شعرنا أكثر بقيمة الوطن وأمانه”.
ويستمر إجلاء المقيمين في كابل حتى 31 أغسطس/ آب الجاري، وهو الموعد النهائي المحدد لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وسط مطالبات من دول حليفة للولايات المتحدة، بتمديد تواجدها العسكري لإجلاء عدد أكبر.
[ad_2]
Source link