أفغانستان: نساء هاربات بعد عودة طالبان يشاركن شهادات عما مررن به
[ad_1]
- فاندانور أوزترك
- بي بي سي – الخدمة التركية
تحذير: قد تكون بعض هذه القصص مزعجة لبعض القراء.
تقول حركة طالبان إن حكومتها الجديدة لن تلجأ إلى العنف كما كان عليه الحال خلال الفترة السابقة التي أمسك مقاتلوها خلالها بزمام السلطة في أفغانستان، كما قالت إنها ستسمح للنساء بالعمل والدراسة “ضمن حدود الشريعة الإسلامية”.
لكن عودة هؤلاء المتشددين للحكم تعيد ذكريات مروعة بالنسبة لكثيرين.
تحدثت بي بي سي مع أربع نساء هربن من حكم طالبان ولجأن إلى تركيا في تسعينيات القرن الماضي، وقلن إنهن لا يعتقدن أن مواقف طالبان ستتغير.
رغم أنهن من خلفيات متنوّعة وقصصهن مختلفة، إلا أن جميع النساء اللاتي تحدثنا إليهن تعرضن مباشرة لعنف طالبان ورددن العبارة ذاتها: “إن التاريخ يعيد نفسه. لا ينبغي لأحد أن يظن أن طالبان ستتبع طريقة مسالمة هذه المرة أو أنها لن تضطهد النساء”.
تحدثنا إلى فرزان، التي فرت إلى تركيا مع كل أفراد عائلتها بعد إصابتها بجروح خطرة جراء هجوم لطالبان استهدف المدنيين عام 2014.
كانت فرزان تعمل ضابطة في مكتب إدارة الانتخابات عندما أصيبت بتسع رصاصات، ولا تزال تعاني من ندب دائمة على وجهها وجسدها بسبب ذلك الهجوم.
لكن أول مواجهة لفرزان مع طالبان تسبق ذلك الحادث بكثير.
تقول: “كنت في الخامسة عشرة من عمري، وكنا نجلس في حديقة منزلنا في أحد المساءات عندما سمعنا أصوات سيارة ثم صراخ نساء من جيراننا. وفي الصباح اكتشفنا أن مقاتلي طالبان أخذوا إحدى فتيات الأسرة”.
“وبعد أشهر، أعادوها لأهلها وهي حامل وتركوها هناك. أخبرتنا أنها نُقلت إلى زنزانة واغتصبها رجال مختلفون ليلا نهارا. أصبحت تخاف كل شيء”.
وتضيف: “كان من المحتمل أن نمر أنا وأخواتي بالشيء ذاته، كان والدي قد يضطر أن يتنازل عن إحدى أخواتي لحركة طالبان كي يتركوا أطفاله الآخرين”.
عندما سيطرت حركة طالبان، لم يعد بإمكان النساء مغادرة البيت بلا فرد من أفراد الأسرة، وكان عليهنّ تغطية أنفسهنّ من الرأس وحتى أخمص القدمين بالبرقع.
تصف فرزان كيف جلدت على يد أحد أعضاء طالبان لخلعها البرقع.
“كان الجو حارا جدا ولم أستطع التنفس بسبب البرقع. سحبت البرقع لوقت قصير جدا لأتنفس. وفجأة صعد رجل إلى الحافلة وجلدني مع نساء أخريات كن بجانبي”.
“لا أذكر عدد الضربات التي تلقيتها على رأسي. ظلوا يضربوني حتى فقدت الوعي. وضربوا نساء أخريات أيضا، قائلين لهنّ: لماذا لم تمنعنها من رفع البرقع؟”
كما تصف حادثة أخرى وقعت لشقيقها الأصغر.
“مرّة، استدعت طالبان جميع رجال الحي إلى الملعب، وقالوا لهم إنهم سيشهدون مباراة جيدة جدا في المساء. وعندما عاد أخي الأصغر، لم يستطع الكلام. كانوا لقد أعدموا امرأة بمسدس في وسط الملعب، وأرادوا أن يشاهد الرجال ذلك “.
“بدأت أشعر وكأنني إنسانة حتى جاءت طالبان مرة أخرى”
بقيت طالبان متحكمة في السلطة في أفغانستان لمدة خمس سنوات.
واصلت فرزان تعليمها في المدرسة الثانوية بعد نهاية نظام طالبان وكان ذلك عام 2001.
وتقول “ما أن غادرت طالبان، حتى بدأنا المدرسة فورا، لكن لم تكن لدينا مبان ولا نوافذ ولا مكاتب. لكننا ملأنا تلك الفصول. لم أكن وحدي بل كانت جميع الفتيات متحمسات جدا للدراسة. درسنا رغم كل الصعوبات ورغم الفقر. دخلت الكلية وكان لدي أربعة أطفال لأنني فعلا أردت أن أدرس”.
وبعد تخرجها من قسم الآداب في الجامعة، عملت موظفة حكومية.
“أنت لست امرأة فقط، بل امرأة عاملة – سنقتلك”
تقول فرزان: “عندما كنت على وشك الشعور بأن حياتي على ما يرام، انهار كل شيء مرة ثانية”.
تعرضت فرزان للهجوم من قبل طالبان مرة أخرى – وهو الحدث الذي دفعها للفرار من أفغانستان.
“أثناء عملها في مكتب إدارة الانتخابات عام 2014، كنا نتلقى مكالمات تقول: أنت امرأة، وتعملين ومكان عملك هو إدارة الانتخابات. سنقتلك. كانوا يهدفون إلى إخافتنا، لكنني لم أخف قط”.
وتضيف: “ذات يوم، أثناء عملي، وقع انفجار فتحطمت النوافذ. أغلقنا أبواب الغرفة على الفور، لكنهم كسروها ودخلوا. أطلقوا النار علينا من مسافة نصف متر. مات الكثير من الناس”.
“لمدة خمس ساعات كنت مغطاة بالدماء وتظاهرت بأنني ميتة. أشرت إلى صديق مصاب آخر كان بجواري وأخبرته ألا يصدر صوتا لأن أفراد طالبان كانوا في الداخل. وبعد أربعة أيام، فتحت عيني في المستشفى بعد أن أخرجوا تسع رصاصات من جسدي”.
“الأيادي التي قطعتها طالبان ستعلق على الأشجار حتى تجف”
فرّت الدكتورة سهيلة حميدي من أفغانستان نحو تركيا مع أطفالها الستة قبل عام.
ولا ترى أي ضرر في ذكر اسمها الحقيقي وحتى نشر صورتها – على عكس الأفغانيات الأخريات اللاتي فضلن عدم ذكر أسمائهن الحقيقية وعدم إظهار وجوههن خوفًا من طالبان حتى لو كن الآن في تركيا.
تقول الطبيبة إنها حتى الآن لا تستطيع أن تمحو من ذاكرتها صور العنف التي شهدتها أيام حكم طالبان.
“ذات يوم، خرجت للتسوق مع أخي. وكان أفراد طالبان قد اعتقلوا أربعة أشخاص بحجة السرقة. وفي اليوم التالي، رأينا على أشجار شارعنا أيديهم مقطوعة من المعصم بسبب السرقة. علقت تلك الأيدي المقطوعة على الأشجار حتى تجف.
“ذات يوم، علقنا أنا وإخوتي وسط قتال في الشارع. طرقنا أبواب منازل لم نكن نعرف أصحابها وتوسلنا لهم للسماح لنا بالاختباء. أخيرا، فُتح لنا أحد الأبواب وأمضينا الليل في ذلك المنزل. وفي طريق عودتنا إلى منزلنا في اليوم التالي، رأينا جثثا على جانبي الشارع بأكمله”.
تقول الدكتورة سهيلة إنها أثناء نظام طالبان، لم يكن بوسعها متابعة ما كان يحدث في العالم الخارجي إلا من خلال الاستماع إلى الراديو.
“كانت مدينتنا تزود بالكهرباء مرتين في الأسبوع فقط. اقتحموا المنازل وحطموا أجهزة التلفزيون – لم يكن بإمكاننا سوى الاستماع إلى الراديو. منعنا من الاستماع إلى الموسيقى. كانت لدينا كتب مستأجرة ونقرأها في السر”.
وبعد الإطاحة بطالبان، تمكنت الدكتورة سهيلة من العودة إلى كلية الطب وإكمال دراستها.
“غادرت أفغانستان حتى لا تختبر بناتي ما مررت به أنا”
ولكن بعد ما يقرب العشرين عاما، قررت الطبيبة وعائلتها مغادرة أفغانستان عند عودة طالبان.
وتقول لبي بي سي: “تمكنت النساء من الحصول على بعض الحريات. ولكن عاد الآن كل شيء إلى ما كان عليه. غادرت لأنني لا أريد أن تمر بناتي بما مررت به قبل 20 عاما في أفغانستان. لا أستطيع تحمل سماع أصوات رجال طالبان في الأخبار. أفكر فورا في الألم الذي عانيناه بسببهم في الماضي”.
“طالبان تطارد نساء وأطفال العائلات العسكرية”
تحدثنا إلى امرأتين أفغانيتين قتل أفراد ذكور من عائلتيهما أثناء الحرب مع طالبان.
تصف المرأتين كيف أن طالبان، عندما عرفت أنهما تنتميان لعائلات عسكرية، تتبعتهما لسنوات حتى اضطرت الاثنتان في النهاية إلى الفرار من أفغانستان.
إحداهما هي شفيقة، 48 عاما، والتي هربت إلى تركيا مع طفليها قبل خمسة أشهر.
تخبرنا شفيقة أنها ظلت تعيش تحت تهديد طالبان مع طفليها منذ وفاة زوجها عندما كان يقاتل طالبان قبل عامين.
“بعد وفاة زوجي، بدأت العمل كي أتمكن من رعاية أطفالي. كنت أتلقى باستمرار مكالمات تهديد منهم. قالوا لي: أوقفي عملك، وابقي في المنزل، وإلا فسوف نقتلك مثلما فعلنا مع زوجك وسنخطف أطفالك”.
“كانت طالبان على بعد 10 كيلومترات من المدينة التي نعيش فيها. ولم يعد لدي أي خيار سوى الفرار بأطفالي. اضطررت إلى الفرار مع احتمال الموت على الطرق الجبلية لأنني لم أرد أن تتبعنا طالبان، كانوا يعرفون أن زوجي كان جنديا، لذا عقدوا العزم على إيجادنا. مشينا خمس ساعات في الجبال لنصل إلى تركيا. ساعدنا أفغان آخرون عندما أغمي علينا من شدة الإرهاق. وصلنا إلى أنقرة بعد أن بقينا ننتقل من سيارة إلى أخرى ونبيت في منازل أشخاص أفغان طوال الطريق”.
وتقول شفيقة إنه أصبح من المستحيل الآن على أسرتها العودة إلى أفغانستان.
“ناضلت بشدة من أجل حياتي ومهنتي، لكني لم أنجح”
فقدت زهرة والدها الذي كان عقيدا معروفا أثناء الحرب ضد طالبان وكانت حينها في السادسة من عمرها فقط.
وتقول إن طالبان لم تترك عائلتها وشأنها رغم كل تلك السنوات التي مرت منذ وفاة والدها. “منذ أن فتحت عيني على الدينا، لم أر شيئا سوى الحرب. استشهد ثمانية رجال من عائلتي. عشنا تحت وطأة تهديد مستمر، وبقينا هاربين”.
تقول زهرة إنها اضطرت للزواج من ابن عمها عندما كانت في سن 17 كي لا تختطفها طالبان.
ورغم كل تلك الصعوبات، تخرجت من كلية الطب وأصبحت طبيبة.
“عندما بدأت حياتي المهنية كطبيبة، ازداد الخطر. واستمرت تهديدات طالبان لعائلتي. كانوا يجدوننا أينما ذهبنا، كما حصلوا على أرقام هواتفنا. تزايدت التهديدات أثناء عملي على افتتاح عيادتي الخاصة. أعتقد أنه كانت لديهم مصادرهم في كل مكان ليبلغوا عنا، وإلا كيف كان لهم أن يعرفوا بكل شيء؟
وتضيف: “ذات يوم، عندما كانت ابنتي الكبرى تدرس طب الأسنان في الجامعة، رن جرس الهاتف. قالوا لي: سلمينا ابنتك وإلا سنخطفها”. قدمنا شكوى للمسؤولين، وأحاط جنود بمنزلنا بضعة أيام لحمايتنا، لكن لم يعثر على من هددنا”.
تقول زهرة إنهم في إحدى الليالي تركوا كل شيء وراءهم وتوجهوا إلى تركيا لحماية أطفالهم الخمسة.
“عندما أتيت إلى تركيا، لم أتواصل مع أي شخص طيلة عامين حتى لا يتمكنوا من تتبعي. أصبت بالاكتئاب، وحاولت قتل نفسي، لكني فكرت في أطفالي – من سيربيهم؟”
“كنت أود أن أعيل عائلتي وأن أعتمد على نفسي كامرأة، لكنني لم أستطع. كافحت بجد من أجل حياتي وحياة أولادي و من أجل مهنتي، لكنني لم أنجح”.
[ad_2]
Source link