ما حدث في أفغانستان هزيمة تاريخية للغرب والديمقراطية والأخلاق – الأوبزرفر
[ad_1]
لا تزال الصحف البريطانية مهتمة بمناقشة وتحليل سيطرة طالبان على أفغانستان، وخصوصاً الموقف البريطاني من الأحداث الأخيرة.
ونبدأ من افتتاحية الأوبزرفر التي جاءت بعنوان: “رأي الأوبزرفر في المأساة التي تشهدها أفغانستان”.
قالت الصحيفة إن سمات، مثل عدم الكفاءة، والحكم الضعيف، وعدم الاستعداد، وغياب الحقائق، والالتباس، والزهو بالنفس، والتأخير، حددت ملامح عمل حكومة بوريس جونسون على مدى العامين الماضيين، وبرزت “بشكل مزعج” في “مأساة” أفغانستان.
واعتبرت أن الأمر نفسه حصل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وخلال الاستجابة للوباء. وأضافت أن هذه القصة المألوفة، المتمثلة في “التلعثم والفشل”، تظهر مرة أخرى، إذ يُترك الأفغان، الذين خدموا بريطانيا، في خطر كبير وهم محاصرون وخائفون على حياتهم في كابل.
وحمّلت الصحيفة المسؤولية الأساسية عن “الفوضى المميتة” لجونسون وليس لوزير الخارجية، دومينيك راب.
وتبرر اتهامها بالقول إن جونسون، وليس الرئيس الأمريكي جو بايدن، هو الذي أمر القوات البريطانية باقتفاء أثر الأمريكيين في انسحابهم، الذي اعتبرته الصحيفة “سيء للغاية”.
وقالت إن رئيس الوزراء، أكثر من أي شخص آخر، هو الذي يجب أن يحاسب على ما يعتبره المحافظون وحزب العمال والشخصيات العسكرية البارزة وكثير من البريطانيين “أسوأ إذلال بريطاني في الخارج منذ السويس”.
واعتبرت الأوبزرفر أن الحكومة البريطانية خسرت وقتا حاسما الأسبوع الماضي، لتنظيم عمليات إجلاء المترجمين والمترجمين الفوريين وموظفي سفارة المملكة المتحدة المحليين وحراس الأمن وغيرهم ممن “تتحمل بريطانيا تجاههم مسؤولية أخلاقية إن لم تكن قانونية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن جونسون كان انطلق في إجازة يوم السبت بينما كانت كابل على حافة الهاوية، قبل أن يعود إلى مقر الحكومة (داونينغ ستريت) في اليوم التالي في حالة ذعر.
وتتساءل الصحيفة باستنكار: “بماذا كان يفكر؟ ألا يشاهد الأخبار؟”.
في غضون ذلك، كان راب يتشمس على شاطئ في جزيرة كريت، بحسب الصحيفة، التي أضافت أنه رفض نصيحة المسؤولين العاجلة بالاتصال بوزير الخارجية الأفغاني بشأن المساعدة في الإجلاء. وواصل إجازته مع سقوط كابل يوم الأحد، ليعود إلى مكتبه في اليوم التالي.
واعتبرت الصحيفة أنه مع تعمق الأزمة، أخفق جونسون بشكل كبير، إلا أنه حاول أن يبدو كأنه في موقع السيطرة.
وتقول الأوبزرفر إنه كما كان متوقعاً، ألقى جونسون باللوم على آخرين. فقد انتقد الولايات المتحدة لانسحابها، والحكومة الأفغانية لهروبها، والأوروبيين لرفضهم البقاء والقتال إلى جانب بريطانيا.
وتضيف أنه ناقض نفسه بالاعتراف بأن فكرة وجود تحالف دون تدخل الولايات المتحدة تعتبر بمثابة “وهم”.
واعتبرت الصحيفة أن بريطانيا تبدو، كما جونسون نفسه، “ضعيفة وخاسرة ورثة وغير جديرة بالثقة”.
أما الأمر الذي لا يغتفر، بحسب الأوبزرفر، فهو الطريقة التي أدت عدم كفاءة جونسون بها إلى تقليص مستوى قوة بريطانيا في نظر العالم.
وختمت الصحيفة بالقول إن الأسبوع الماضي شهد هزيمة تاريخية ومدمرة لبريطانيا ورئاسة بايدن وحلف شمال الأطلسي والغرب والديمقراطية والأخلاق وحقوق الإنسان العالمية.
واعتبرت أن أسئلة عديدة حول كيف ولماذا سُمح بحدوث ذلك تتطلب إجابات جادة، وأن التحقيق المقبل سيكون “طويلا وصعبا ولا يرحم – ويجب أن يكون كذلك”.
داخل معسكر “مجاهدي خلق”
ننتقل إلى صحيفة صنداي تايمز، حيث نطالع تقريرا خاصا، أعده ماثيو كامبل، بعنوان: “حركة مجاهدي خلق: المنشقون الإيرانيون الذين يسعون لتغيير النظام في طهران”.
وزار كامبل المقر الرئيسي للحركة في منطقة قريبة من بلدة ساحلية في ريف ألبانيا، لم يزرها سوى عدد قليل من الغرباء.
ووصف مراسل الصحيفة الموقع بأنه “دويلة غامضة داخل الدولة”.
ويوضح أن “مجاهدي خلق” حركة إيرانية معارضة في المنفى، ملتزمة بإسقاط النظام الإسلامي الأصولي في طهران.
ويقول كامبل إنه بالنسبة لمؤيديها، فإن الجماعة تعد بمثابة حكومة منتظرة، على استعداد لتولي السلطة عندما تنهار القيادة الإيرانية الحالية.
وفي الوقت نفسه، يرى آخرون أنها طائفة غريبة وسرية، بقيادة متعصبة لا توجد لديها فرصة لاستبدال النظام الديني الذي حكم البلاد منذ سقوط شاه إيران في عام 1979.
ويقول المراسل إن مؤيدي الحركة يطلقون على ملجأهم الألباني، الذي أسسوه في عام 2016، اسم “المخيم”. وهو موطن لحوالي 2800 مقاتل منفي من مجاهدي خلق.
ويشير إلى أن الجماعة بدأت حياتها منذ عقود في معارضة الشاه، قبل أن تدخل في خصومة مع آيات الله الذين استولوا على السلطة، والذين شنت ضدهم حربا، في البداية من قاعدة في العراق المجاور.
ويقول كامبل إن أعضاء المجموعة يشتهرون بحماسهم وإخلاصهم لقضيتهم – ولقائدتهم مريم رجوي – لدرجة أنهم “تخلوا عن الحياة الأسرية وتعهدوا بالامتناع عن الزواج حتى تفوز بلادهم بالتحرر من آيات الله”.
ويضيف الكاتب أن وصول إبراهيم رئيسي، المحافظ المتشدد، لرئاسة إيران، أدى إلى تشديد عزيمة الحركة، إذ يراه كثيرون في المجموعة “تجسيدا للشيطان”، وهم يطلقون عليه لقب “جزار طهران”.
ويشير الكاتب إلى أن رئيسي متهم بأنه عضو في “لجنة الموت” التي أمرت بإعدام 30 ألف معارض، معظمهم سجناء سياسيون من منظمة مجاهدي خلق، بينهم العديد من المراهقين، في عام 1988. ويشتهر هذا على نطاق واسع في “المخيم” باسم “المجزرة”.
وتقود الحركة اليوم مريم رجوي، الزوجة الثالثة لمسعود رجوي، الذي أصبح زعيماً لمنظمة مجاهدي خلق في عام 1979. وأصبحت مريم قائدة الحركة منذ اختفاء مسعود في ظروف غامضة من القاعدة السابقة للجماعة في العراق أثناء الغزو الأمريكي عام 2003.
ويقول كامبل إن أحد الأشخاص الذي قابلهم في المخيم، ويدعى شاهين غوبادي، يصر على أن مسعود لا يزال حيا. ويضيف أنه، وباعتباره “هدفا رئيسيا” للنظام، فقد تم إبعاده عن الأنظار.
ويضيف المراسل أنه قيل له إن الشرطة المحلية أحبطت عدة هجمات على “المخيم” من قبل عملاء النظام. وفي يناير/كانون الثاني، حكمت محكمة في بلجيكا على دبلوماسي إيراني بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة التآمر لتفجير اجتماع “القمة” السنوي للمجموعة، الذي حضره 25 ألف شخص في باريس في عام 2018.
ويفترض بعض الخبراء الإيرانيين أن الحكومة السعودية ساعدت في بناء قاعدة المتمردين. إلا ان غوبادي نفى ذلك. وقال للصحيفة: “يأتي تمويلنا من الشتات الإيراني. هناك العديد من الأفراد الأثرياء للغاية الذين يتبرعون بسخاء، بالإضافة إلى الأشخاص العاملين العاديين الذين يدعموننا قدر استطاعتهم”. ويقول غوبادي إن ذلك يساعد الحركة على كسوة وإطعام مقاتليها، ودفع بدلات لهم عن أي احتياجات إضافية.
ويشير الكاتب إلى أن الحركة كانت تأسست من قبل مجموعة من اليساريين المعارضين للشاه في عام 1965، وتطورت لاحقا إلى جيش عصابات يقاتل للإطاحة بآيات الله. ولكن بعد هزيمتها في ساحة المعركة، نبذت العنف وغيرت تكتيكاتها وأصبحت الآن أكثر وسطية في سياساتها وتدعو إلى فصل الدولة عن الدين والمساواة بين الجنسين وحرية التعبير.
وللحركة محطة تلفزيونية تبث على مدار الساعة عبر الإنترنت. وتعقد من حين لآخر حفلات خيرية تستمر عدة أيام لجمع الأموال.
وتواجه الحركة اتهامات باتباع أساليب ديكتاتورية مع أعضائها.
وقال حسن حيراني، 42 عاما، وهو عضو سابق منشق عن المنظمة للكاتب، إن مجاهدي خلق يجبرون منتسبيهم على الخضوع لطقوس “النقد الذاتي” الليلي التي يجبرون فيها على الاعتراف بأفكارهم الجنسية الأكثر حميمية. ووصف حيراني “المخيم” بأنه “سجن”، مضيفا أنه لم يُسمح له بالاتصال بأقارب في إيران.
وينفي فرزين هاشمي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في حركة مجاهدي خلق هذه الادعاءات ويقول إنها جزء من رواية يروج لها النظام لتشويه سمعة الجماعة باعتبارها طائفة سرية.
ومن بين النقاد الآخرين، بحسب كامبل، منظمة هيومن رايتس ووتش، التي نشرت تقريرا في عام 2005، قالت فيه إن حركة مجاهدي خلق احتجزت بعض الأعضاء ضد إرادتهم في معسكرهم السابق في العراق.
لكن ديفيد فيليبس، العقيد بالشرطة العسكرية الأمريكية المسؤول عن المعسكر في عام 2004 – والذي أجرى العديد من عمليات التفتيش – كتب في رسالة إلى الكونغرس أن: “لم نكتشف في أي وقت من الأوقات أي دليل موثوق يدعم هذه المزاعم”.
[ad_2]
Source link