نصر الله: خطاب الأمين العام لحزب الله يقسم المغردين، تصعيد أم انفراج أزمة؟
[ad_1]
أثارت كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، في خطاب يوم العاشر من محرم موجة من الردود المؤيدة والمعارضة وبالأخص إعلانه عن “انطلاق السفينة الأولى من إيران التي تحمل المحروقات باتجاه لبنان”.
وأوضح نصرالله أن “ما يفصل لبنان عنها مسافة ساعات فقط، وهي أنجزت كل أعمالها”، مؤكدا “أن سفنًا أخرى ستتبعها فالمسألة ليست مسألة سفينة واحدة”.
وحذّر نصرالله الأمريكيين والإسرائيليين من أن “السفينة التي ستبحر بعد ساعات سوف تصبح من اللحظة الأولى أرضاً لبنانية”، وقال: “لا يخطئ أحد ويدخل معنا في تحدّ بات يرتبط بعزة وإذلال شعبنا ونحن قوم نرفض أن يذل شعبنا، نرفض أن نُذل لا في حرب عسكرية ولا سياسية ولا اقتصادية والعالم كله يعرف قرارنا وعزمنا”.
وما إن انتهى نصر من خطابه حتى أعاد الإعلام الحربي للحزب، نشر مقطع فيديو “كرسالة تهديد لإسرائيل في حال قررت الاعتداء على السفينة الإيرانية”.
ردود فعل رسمية
من جهته، ردّ رئيس تيار المستقبل اللبناني، سعد الحريري، الخميس، على كلام نصر الله، قائلا إن “حزب الله لن يحصل على تأشيرة لتسليم لبنان إلى السطوة الإيرانية”.
وتساءل الحريري في سلسلة تغريدات: “هل ما سمعناه عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير يزج لبنان في صراعات داخلية وخارجية؟”.
وأضاف: “يستطيع حزب الله أن يحصل على تأشيرة تواطؤ مع عهد رئيس البلاد ميشال عون، لكنه لن يحصل من أكثرية اللبنانيين على إجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الإيرانية”.
واعتبر الحريري “أن إيران تعطل تأليف الحكومة اللبنانية، متسائلا: “وإلا كيف تجيز الدولة الإيرانية لنفسها مخالفة القوانين الدولية فتقبل إرسال السفن إلى لبنان دون موافقة الحكومة اللبنانية؟”.
كما أصدر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، بياناً وجهه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جاء فيه: “لأسابيع خَلت والشركات الخاصة وبعض القطاع الخاص يحاول أن يحصل من وزير الطاقة، الذي هو وزيركم، على أذونات لاستيراد البنزين والمازوت بأسعاره الحقيقية وطرحه في السوق بأسعاره الحقيقية بعد أن عجزت الدولة عن تأمينه مدعوما ولكن لم يستجب وزير الطاقة”.
وأضاف جعجع في بيانه: “إذ بنا نفاجأ بأن حزب الله، إذا صحت أقواله، سيأتي بباخرة مازوت ويفرغها أغلب الظن في مصفاة الزهراني، فهل يا فخامة الرئيس تتركون الحزب الذي صادر القرار الاستراتيجي والعسكري والأمني، بأن يصادر اليوم القرار الاقتصادي ضاربا اللبنانيين ومصالحهم عرض الحائط ومسقطا القطاع الخاص نهائيا؟”.
وختم جعجع بيانه بالقول: “إنكم تتحملّون يا فخامة الرئيس المسؤولية الكاملة عما يمكن أن يلحق بالبلد من جراء عدم تحرير استيراد النفط والأدوية وغيرها في الوقت الذي تتركون فيه “حزب الله” يقوم بالأمر بوسائل ملتوية وغير قانونية دوليا ستعرِّض لبنان لكارثة حقيقية”.
ردود فعل شعبية
وفي أعقاب نشر خطاب نصرالله، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان وعدد من الدول العربية حول إعلانه عن سفينة المحروقات.
وأطلق مستخدمون مؤيدون لنصرالله وسوما منها #سفينه_الوعد_الصادق و #سفينتنا_الأولى .
وركز كثيرون على عبارة “أرض لبنانية”، إذ اعتبروا أنه “ممنوع المس بها أو قصفها والاعتداء عليها وإن أي خطر تتعرض له سيلقى فاعله رداً مناسباً متناسباً” على حد قولهم.
وأكد آخرون، أن “النفط الإيراني سيكون متاحا لكافة شرائح المجتمع اللبناني، وأن حزب الله لا يضع قيوداً أو يرسم حدوداً لهذا النفط”.
ومن جهته اعتبر مدير مركز الارتكاز الإعلامي المقرب من حزب الله، سالم زهران، أن “الحروب أشكال وأنماط، واليوم المعركة اقتصادية، وها قدّ بدأ فكّ الحصار”.
وفي المقابل لم يتلقى معارضو حزب الله في الداخل اللبناني خبر استقدام النفط الإيراني، كما تلقاه الموالون للحزب.
إذ اعتبر الإعلامي جاد غصن “أن النفط الإيراني يساهم في تعميق لتغييب الدولة عوض العمل على تعزيز مقدراتها وثانيا يبرر لأي فريق آخر بفعل أيضا ما يراه هو مناسبا”.
وأضاف غصن “أن القيام في مثل هذه الأعمال من شأنه “أن يمهد للتقسيم أو النزاع الأهلي”.
ورأى آخرون “أن مساوئ فكرة البواخر الإيرانية إذا كانت حقيقية، هي العقوبات التي ستطال لبنان، ومن أبرزها قطع علاقات المصارف التي من شأنها فتح اعتمادات لاستقدام النفط والغذاء إلى لبنان”.
ومن جهتها رأت النائبة في تيار المستقبل التابع لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري، أن “إعلان نصرالله وصول سفن وقود إيرانية، يؤشر إلى تحول خطير في تعاطي “حزب ولي الفقيه” مع الكيان اللبناني، بما يرقى إلى تثبيت الهيمنة الكاملة للدويلة على الدولة، بل وترسيخ إدماج لبنان بـ”الهلال الشيعي” على غرار “اليمن – الحوثي””.
ورأى ناشطون أن ما قدمه نصرالله في خطابه ما هو إلا “مسرحية” واتهم الجيش اللبناني بالمشاركة في تلك المسرحية.
ردود فعل غربية وإسرائيلية
وما أن انتهى نصرالله من خطابه حتى سارعت السفيرة الأمريكية في بيروت إلى الاتصال برئيس الجمهورية اللبنانية، معلنة استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة لبنان على توفير الكهرباء في الوقت الذي يعاني فيه البلد من نقص الوقود.
وغرد حساب رئاسة الجمهورية اللبنانية قائلا: “الرئيس عون تلقى اتصالاً هاتفياً من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا أبلغته قرار الإدارة الأميركية بمساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري”.
وردا على قرار الولايات المتحدة، اعتبر كثيرون أن هذا الاتصال “أبلغ دليل ممكن على حقيقة المؤامرة الأميركية-الإماراتيّة-السعودية-الإسرائيليّة ضد لبنان. تحرّكت أميركا فقط خوفاً من منفعة سياسية لإيران والحزب وليس رأفةً بالشعب المعذّب. تريد دليلاً على الحصار؟ هاكم وهاكنّ الدليل”.
وعلقت وسائل إعلام إسرائيلية على خطاب نصر الله، فقال الباحث الإسرائيلي في مركز “ابا ايبان” والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط والأمن القومي داني سيترينويسز، إنّ “نصر لله وسّع معادلة الردع المشهورة بين إسرائيل وحزب الله لتشمل أيضاً السفن التي ستصل إلى لبنان”.
وأضاف سيترينويسز أنّه “ثمّة أمر واحد واضح من خطاب نصر الله، وهو أنّ أيّ نشاط إسرائيلي ضد السفن سيواجه برد قوي جداً من قبل حزب الله، الذي سيعتبر ذلك خرقاً لمعادلة الردع”، مشيراً إلى أنّه “سيتعين على إسرائيل أن تقرر ما إذا كان اعتراض السفن يستحق أو يبرّر التصعيد المتوقع على الحدود الشمالية”.
من جهته قال مراسل الشؤون العربية في قناة “كان” الإسرائيلية روعي كايس عبر حسابه على تويتر: “من غير الصحيح القول إنه يوسع المعادلة لأول مرة مع إسرائيل خارج الحدود اللبنانية، لأنه رد فعلاً في السنوات الأخيرة على الحدود اللبنانية بقتل شعبه في هجمات إسرائيلية في سوريا. القصة هي دخول المعركة البحرية”.
[ad_2]
Source link