الأزمة في أفغانستان: مع تنامي المقاومة، صعوبات تنتظر طالبان – الإندبندنت
[ad_1]
لا تزال الصحف البريطانية منشغلة بالحدث الأفغاني الذي هز العالم قبل أيام، حيث خصصت صحيفتا الإندبندنت والغارديان مقالين لمناقشة مستقبل حكم حركة طالبان في أفغانستان والانقسامات بين الحركات الإسلامية المتطرفة والتي ظهرت في رد الفعل على انتصار الحركة.
واعتبرت صحيفة الإندبندنت في افتتاحيتها أنه بالرغم من الانتصار الأخير لطالبان إلا أن الحركة تعد الآن أضعف مما كانت عليه في السابق، الأمر الذي يقوض احتمالات أن تحكم البلاد بسهولة.
وقالت الافتتاحية إن أفغانستان هي كما يقال بالفعل “مقبرة الإمبراطوريات”، وهي “دولة صعبة للغاية في الحكم”.
وأشارت إلى أنه “حتى أثناء حكم طالبان في أواخر التسعينيات، عندما كانت الجماعة في أقوى حالاتها، كانت قادرة فقط على بسط سيطرتها من خلال استخدام القوة المتطرفة، وعقد صفقات مع أمراء الحرب القبليين، ونشر عناصر من القاعدة لإرهاب شعبها وبمساعدة من السلطات الباكستانية”.
وبالرغم من ذلك، “حتى في ذلك الوقت، لم تكن طالبان تسيطر تماما على البلاد، وهناك مؤشرات على أنها قد تكون الآن قادرة على ممارسة سيطرة أقل بكثير”.
وتستند الإندبندنت في هذه الخلاصة إلى “علامات على المقاومة بين السكان والأفغان”، موضحة أن “التظاهرات المتفرقة في المدن التي ترفع العلم الأفغاني القديم، تشير إلى أن هناك من هم على استعداد لتحدي طالبان”.
وأشارت إلى أن “البعض من العناصر الموالية للنظام القديم. وهناك آخرون غير راضين عن الحكومات الضعيفة الفاسدة في الماضي، ومعادون لأفكار القرون الوسطى لطالبان”.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أنه في أفغانستان “نشأ جيل (من الشابات والفتيات على وجه الخصوص) على معرفة ببعض الحريات الشخصية والسياسية. لقد رأوا طرقا أخرى لإدارة بلادهم ولجعلها أكثر أمانا وازدهارا مما كانت عليه في ظل أيديولوجية طالبان العنيفة”.
وتعتقد الصحيفة أن كثيرين في أفغانستان “لن يرغبوا في الخضوع إلى الشرطة الدينية وأن البعض سيقاتل وسينضم إليهم أولئك الذين تستهدفهم طالبان الآن، والذين ليس لديهم ما يخسرونه بالانضمام إلى المقاومة المتزايدة. وكما هو الحال دائما، لن تؤدي أساليب طالبان الوحشية إلا إلى تقويض حكمها ونزع الشرعية عنه على المدى الطويل”.
وترى الإندبندنت أن “البلد مليء بالأسلحة منذ عقود من الصراع، ولن يكون هناك قريبا نقص في الأشخاص المستعدين لاستخدامها. ستجد طالبان نفسها تتعرض للهجوم – بالمعنى الحرفي وليس المجازي – من قبل النساء. وبالفعل، أيضا، ظهر تحالف الشمال القديم، الذي ساعد أيضا القوة الدولية في اجتثاث القاعدة في غزو عام 2001، من جديد لحماية شعوب شمال البلاد”.
كما أن طالبان، برأي الصحيفة، “لن تجد سهولة في السيطرة على الجماعات الإرهابية المختلفة. القاعدة أضعف مما كانت عليه عندما استخدم أسامة بن لادن أفغانستان كملهاة لمحاربيه، لكنها لا تزال قادرة على إثارة المتاعب لطالبان إذا لم تعجبها القيادة في كابل”.
وتابعت “مرة أخرى، لن تتمكن طالبان، على الرغم من شدتها، من إدارة المطالب المتضاربة لهذه البلدان، حتى عندما تحاول السيطرة على المعارضة الداخلية وعقد صفقات مع القبائل المحلية وأمراء الحرب”.
ورأت أن هناك احتمال الانزلاق إلى حرب أهلية، بين فصائل وجماعات، بالأصالة عن نفسها وكوكلاء لدول مثل باكستان والهند وإيران، والغرب في مواجهة روسيا وحتى لتنظيم الدولة الإسلامية ضد القاعدة. وقد تُترك قوات طالبان كأنها أكثر بقليل من متفرج في بعض الأماكن”.
انقسامات عميقة
في سياق متصل، نشرت الغارديان مقال رأي للكاتب جايسون بيرك حول علاقة طالبان بالجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى التي لم تكن كلها مرحبة بعودة الحركة إلى السيطرة على معظم أنحاء أفغانستان.
ورأى الكاتب أن انتصار طالبان “كشف عن الانقسامات العميقة التي أضعفت الحركة الجهادية في العقد الماضي”.
ويشير الكاتب إلى أن بعض الجماعات المسلحة السنية في الشرق الأوسط وخارجه رأت في أن سيطرة طالبان على أفغانستان تبرر استراتيجياتهم وأيديولوجيتهم”، لكنه أضاف أن “هناك استثناء واحدا ملحوظا بين الجماعات الجهادية: تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعتبر طالبان مرتدين بسبب استعدادهم للتفاوض مع الولايات المتحدة، وبراغماتيتهم الواضحة وفشلهم في تطبيق الشريعة الإسلامية بصرامة كافية”.
وأشار في هذا السياق إلى أول بيان رسمي نشره تنظيم الدولة الإسلامية يوم الخميس الماضي بشأن هذه المسألة، متهما طالبان بأنهم “مسلمون سيئون وعملاء للولايات المتحدة”.
في هذا الوقت، احتفل مقاتلو تنظيم القاعدة في اليمن يوم الأربعاء في محافظة البيضاء الوسطى ومحافظة شبوة الجنوبية بعودة طالبان إلى السلطة بالألعاب النارية والنيران. وهنأت الجماعة المعروفة باسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية طالبان بينما أعادت تأكيد التزامها بالإطاحة بالحكام المحليين من خلال العنف.
كذلك أشار بيرك إلى أن قادة وكبار رجال الدين في هيئة تحرير الشام عبروا عن مشاعر مماثلة، وأن أحد كبار أعضاء الجماعة التي تهيمن على محافظة إدلب السورية والتي انشقت رسميا عن القاعدة عام 2016، وصف استيلاء طالبان على السلطة بأنه “انتصار للمسلمين، انتصار للسنة، انتصار لجميع المظلومين”.
ووصفت حركة “طالبان باكستان” المتمركزة في المناطق الحدودية في باكستان المجاورة، الأحداث الأخيرة بأنها “انتصار للعالم الإسلامي كله”.
ورأى الكاتب أن “الانقسامات بين المتطرفين تكشف عن اختلافات استراتيجية كبيرة”.
وأشار إلى أنه “من غير المفاجئ أن تدعم القاعدة طالبان. فلقد كان الحفاظ على التحالف مع المجموعة أمرا أساسيا لبقائها لمدة 25 عاما، وستكون أكثر أهمية الآن”.
أما هيئة تحرير الشام التي حاربت تنظيم الدولة في سوريا، “فقد ظهرت مؤخرا أكثر براغماتية، وسعت إلى التواصل مع الجهات الفاعلة الدولية، ما يجعلها تتماشى مع طالبان”.
ورأى أن تنظيم الدولة الإسلامية “يبقى الاتجاه الأكثر تطرفا في الحركة الإسلامية المسلحة يظل ملتزما تماما بأيديولوجيته الوحشية”.
وخلص بيرك إلى أن “هذه الانقسامات الداخلية العميقة قد تأتي في مواجهة بعض الدعاية التي قدمها انتصار طالبان في أفغانستان للمسلحين الإسلاميين في كل مكان، وقد تعني أن الاستيلاء قد لا يترجم على الفور إلى موجة من المجندين الجدد والهجمات. وهذا يعد عزاء ضئيلا”.
[ad_2]
Source link