الصراع في تيغراي: المراهقون الإثيوبيون يجندون في الحرب الدعائية بين الحكومة والمتمردين
[ad_1]
- فيفيان نونيس
- مراسلة شؤون أفريقيا- بي بي سي
تُستخدم عبارة “ضباب الحرب” عادة لوصف حالة الارتباك في ساحة المعركة، لكن عندما يتعلق الأمر بإثيوبيا فإن من السهل تطبيق هذه العبارة على حرب المعلومات الدائرة بضراوة في إطار الصراع المتصاعد بين متمردي تيغراي والقوات الحكومية.
عندما عُرض مؤخراً على بي بي سي إجراء مقابلة مع مراهقين تفيد المزاعم بأنه ألقي القبض عليهم وهم يقاتلون لصالح المتمردين، قبلنا العرض بحذر.
“كنت ألعب كرة القدم مع الأصدقاء عندما تم تجنيدي بالقوة من قبل المقاتلين التيغريين للانضمام إلى صفوفهم”، هذا ما قاله لنا فتى يبلغ من العمر 17 عاماً، على الهاتف من عفار، وهي ولاية تقع على الحدود مع إقليم تيغراي.
كان الصراع قد بدأ في تيغراي شمالي إثيوبيا في نوفمبر/ تشرين الثاني، لكنه انتشر منذ ذلك الحين ليمتد إلى ولايتي عفار وأمهرة المجاورتين، حيث سيطر متمردو جبهة تحرير شعب تيغراي مؤخراً على “لاليبيلا”، وهي بلدة مشهورة بكنائسها المحفورة في الصخور.
“أُخذت بالقوة إلى جبهة القتال”، هذا ما قاله مراهق آخر أخبرنا أنه كان يدرس في الصف العاشر في مدرسة بتيغراي. وأضاف قائلاً: “لم تستطع عائلتي أن تقول شيئاً لأن أفراد العائلة كانوا خائفين على حياتهم”.
وقالت امرأة تبلغ من العمر 19 عاماً: “لم نحصل على أي تدريب عسكري. أخذونا إلى عفار. هددوا بقتل عائلتنا إذا لم ننضم للقتال”.
أبلغنا الفتية المراهقون أن حوالي 50 مراهقاً من الصبيان والبنات تم تجميعهم بالقرب من ميكيلي عاصمة تيغراي وإجبارهم على القتال، قبل أن يتم أسرهم من قبل القوات الأقليمية التابعة لولاية عفار، المتحالفة مع الحكومة الاتحادية.
كانت أول دلالة على وجود خطب ما عندما أصرت سلطات ولاية عفار، التي عرضت علينا إجراء المقابلات، أن نجريها باللغة الأمهرية-اللغة المشتركة في إثيوبيا- وليس بلغتهم الأم، تيغرينيا.
ثم عندما أعدنا الاستماع بعناية للتسجيلات، تأكدت شكوكنا-كنا نستطيع احياناً سماع المتحدث باسم السلطة الإقليمية وهو يُلقن المراهقين ما يقولونه.
بُثت مقابلات مشابهة على قنوات التلفزة الإثيوبية المحلية، مع استعراض المراهقين الذين كانوا يمرون ببطء أمام الكاميرات ومنظرهم يبدو كطلاب مدرسة ثانوية يشعرون بالملل، وبعضهم لديه جراح أصيب بها على ما يبدو في القتال.
بدأ الصراع في نوفمبر/ تشرين الثاني في أعقاب أشهر من العداء بين رئيس الوزراء آبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت في يوم من الأيام الحزب المهيمن على الحكومة الاتحادية، بسبب البرنامج الإصلاحي لرئيس الوزراء.
دخلت قوات من إريتريا أيضاً الحرب إلى جانب آبي أحمد.
اتهم رئيس الوزراء جبهة تحرير شعب تيغراي بأنها أصبحت منظمة إرهابية، بينما أصرت الجبهة على أنها الحكومة الشرعية في موطنها منطقة تيغراي.
وتتهم الحكومة الإثيوبية المقاتلين التيغريين باستخدام جنود من الأطفال منذ أن أعادوا سيطرتهم على ميكيلي في يونيو/ حزيران الماضي، بعد ثمانية أشهر من سيطرة القوات الحكومية عليها.
كانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت قصة حول نقطة التحول الرئيسية هذه في الحرب تضمنت صوراً لمقاتلين تيغريين، بدا بعضهم بأنه تحت السن القانونية.
ووصفتهم الصحيفة بأنهم “مجندون شباب متحمسون للغاية” يستمدون إلهامهم من “قائمة من الأهوال التي طبعت هذه الحرب- المجازر، التطهير العرقي والعنف الجنسي المفرط”.
ومنذ ذلك الوقت، اتهم رئيس الوزراء آبي أحمد وجيشه من الأنصار الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، المتمردين التيغريين بالتجنيد الإلزامي لجنود من الأطفال، وتخديرهم بالمخدرات ودفعهم إلى الخطوط الأمامية للقتال.
نفى المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو ريدا أن المراهقين يتم إجبارهم على الانضمام إلى صفوف الجبهة.
وقال لبي بي سي: “إذا كانت هناك مشكلة فيما يتعلق بالمراهقين- 17، 18، 19 عاماً، مع أن 18 عاماً هو العمر القانوني للانضمام للجيش- فإن هؤلاء أطفال تعرض ذويهم إلى معاناة لا يمكن وصفها على يد الاريتريين وقوات آبي أحمد والتوسعيين الأمهريين”.
وأضاف: “نحن لسنا مضطرين لإجبار الناس. لدينا مئات الآلاف من الأشخاص الذين يصطفون بالدور من أجل القتال”.
واتهم مسؤولون من الحكومة وجماعات حقوقية أيضاً المقاتلين التيغريين بارتكاب فظائع، من بينها قتل المئات من الأشخاص من عرقية الأمهرة في غربي تيغراي في بداية الصراع.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت الأنباء بوقوع هجوم بالمدفعية الثقيلة على مركز صحي في عفار.
وسرعان ما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم تفيد بوقوع أكثر من 100 قتيل على يد المقاتلين التيغريين وبدأ وسم مذبحة عفار بالانتشار بسرعة.
تحدثت بي بي سي إلى طبيب في أحد المستشفيات المحلية، وقال إن 12 شخصاً ممن جلبوا إلى المستشفى ماتوا متأثرين بجراحهم، لكن لم يكن بمقدور أحد إعطائنا حصيلة رسمية لعدد القتلى في مكان الحادث.
ونفى المتمردون وقوع الهجوم وقالوا إنهم يرحبون بإجراء تحقيق في الأمر.
حرب غامضة
يتم تبادل الإدعاءات والإدعاءات المضادة حول كل منعطف في الحرب طوال اليوم على تويتر وفيسبوك- من جانب الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي وأنصارهما في إثيوبيا والشتات.
وفي ظل انقطاع خطوط الهاتف والانترنت في جميع أنحاء تيغراي منذ حوالي شهرين الآن، فإن الحصول على المعلومات من المنطقة يعتبر شبه مستحيل.
تقول الحكومة الاتحادية إن خطوط الاتصال لن تتم إعادتها حتى يقبل المتمردون بوقف لإطلاق النار.
ويقول المقاتلون التيغريون إنهم لن يقبلوا بوقف لإطلاق النار إلى أن يتم رفع الحصار ومغادرة جميع القوات المعادية من المنطقة.
ويقول ويل دافيسون، محلل الشؤون الإثيوبية في مجموعة الأزمات الدولية إن “الحكومة الاتحادية عاقدة العزم على التحكم بالمعلومات والقادة التيغريين ليسوا كارهين بأي شكل لاستخدام الحرب الدعائية.”
ويضيف قائلاً: “بالإضافة إلى ذلك، فإن وسائل الإعلام الإثيوبية والمجتمع المدني ضعاف نسبياً عندما يتعلق الأمر بكشف هوية من يفعل هذا أو ذاك. وبالتالي هناك عدة عوامل تساهم في غموض هذه الحرب.”
كان موضوع إيصال المعونات إلى تيغراي- حيث يقول الخبراء إن مئات الآلاف من الأشخاص يواجهون مستويات كارثية من الجوع- يمثل ساحة معركة رئيسية أخرى في حرب المعلومات.
وعندما تم تفجير جسر تيكيزي في الأول من يوليو/ تموز، ما أدى إلى إزالة طريق رئيسي لإدخال المعونات إلى المنطقة وأحد الطرق القليلة للوصول إلى غربي تيغراي، وجهت الحكومة الاتحادية اللوم إلى جبهة تحرير شعب تيغراي.
لكن دافيسون يقول إن هذا الاتهام لا يبدو منطقياً.
ويتساءل قائلاً: “القوات التيغرية كانت في حالة هجوم عقب انسحاب القوات الاتحادية، وكانت تريد إعادة فرض سيطرتها على غربي تيغراي واستعادة وصولها إلى المعونات والتجارة والخدمات الحيوية. لماذا يقومون بتدمير معبر حيوي على النهر؟”
ويضيف قائلاً: “غير أن القوات الأمهرية والاتحادية كانت تحاول عزل تيغراي بعد الانسحاب، وأرادت التمسك بغربي تيغراي، وبالتالي فإن لديها كل الأسباب التي تدفعها لتدمير الجسر.”
وكان الآلاف قد قتلوا منذ بداية الحرب وشُرد الملايين غيرهم. واتهم الطرفان بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
ودعا آبي أحمد، في أعقاب المكاسب الأخيرة لجبهة تحرير شعب تيغراي، “كافة الإثيوبيين القادرين” إلى الانضمام إلى القتال ضد المتمردين.
يبدو أن الحوار السياسي لا يزال بعيد المنال. ولا يبدو أن هناك مؤشراً على أن حرب المعلومات في طريقها إلى التراجع أيضاً.
[ad_2]
Source link