غاب الحضور فحضرت الورش!
[ad_1]
- د.خالد عبداللطيف رمضان: الأصل في التعليم الحضور والتواصل الحي بين المعلم والمتعلم
- د.عبدالله العابر: الطلاب أبدوا رغبتهم في التعليم حضورياً.. ويفتقدون التطبيق العملي
- د.ابتسام الحمادي: الطالب سينتقل للمرحلة الدراسية التالية وهو غير مهيأ علمياً وأكاديمياً
- هاني النصار: طلاب انضموا للورشة وتحدثوا عن افتقادهم التركيز كممثلي مسرح
- المخرج يوسف البغلي: إقبال على الورش.. ويجب التعايش بين العناصر الفنية
تحقيق: سماح جمال
ما يقرب من عامين والتعليم عن بُعد واقع فُرض على عالمنا جراء الجائحة التي اجتاحت حياتنا ومع اقتراب عودة الحياة إلى طبيعتها، والقرارات الأخيرة لعودة التعليم حضوريا في المدارس، ولكن، ما مصير التعليم العالي وتحديدا المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يعتمد العديد من تخصصاته على الجانب العملي والتعامل المباشر بين الطالب وزملائه وأساتذته؟، وهل لذلك تأثير على تحصيلهم العلمي؟، وهل تحولت الورش التي يقدمها المختصون بديلا للحضور بالنسبة للطلاب لتعويض الجانب العملي في دراستهم؟ «الأنباء» تحدثت مع أساتذة في المعهد العالي للفنون المسرحية والمختصين الذين يقدمون بعض الورش، لنتعرف على آرائهم في ذلك، وفيما يلي التفاصيل:
البداية، كانت مع أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين د.خالد عبداللطيف رمضان، الذي قال: الأصل في التعليم الحضور والتواصل الحي بين المعلم والمتعلم وما حدث في الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا استثناء فرضته الظروف، فتم التعليم في المعهد العالي للفنون المسرحية عن بُعد عبر برنامج «تيمز» أسوة بباقي المؤسسات التعليمية والأكاديمية نزولا عند أوامر السلطات الصحية، وهو إجراء أفضل من تعطيل الدراسة، ولكنه يتسم ببعض السلبيات التي تؤثر على تحصيل الطلاب وخاصة في المواد العملية، مثل مواد الإخراج والتمثيل والديكور والتلفزيون والنقد التطبيقي وغيرها من المواد العملية، وحتى في المواد النظرية سيكون أداء المعلم في المواجهة الحية مع الطلاب أفضل وكذلك سيكون تحصيل الطلاب أكثر.
وتابع قائلا: إضافة للجو التعليمي الذي يتحقق بوجود الطلاب مجتمعين في قاعات الدرس، كما أن بعض المواد الدراسية تفترض العمل الجماعي بين الطلاب مثل التمثيل، لذلك نحن سعداء بعودة التعليم الحضوري في العام الدراسي القادم لتحقيق الطلاب الاستفادة القصوى في تحصيل المواد الدراسية وأن يعود المعهد خلية نحل كما كان ويسود فيه العمل الجماعي.
وعن الورش وانتشارها، علق قائلا: أما الورش التي أقيمت فلا تغني عن العمل المؤسسي في المعهد، فهي قد استغلت الفراغ الموجود وغالبها ذو طابع تجاري هدفه الكسب المادي.
أمر إيجابي
من جهته، قال د.عبدالله العابر- رئيس جمعية أعضاء الهيئة التدريسية في المعهد العالي للفنون المسرحية: عودة الحياة الطبيعية أمر إيجابي وقد آن الأوان لها، مع التأكيد على أهمية الإجراءات الصحية والتي تبشر بالخير مع ارتفاع نسب اللقاح العالية، والعودة للتعليم حضوريا أرى أنها أفضل، ويجب أن يكون هناك تكثيف فيما لم ننجزه في فترة «كورونا»، خاصة في أقسام التمثيل، الديكور وغيرهما، كون هذه المواد تحديدا تأثرت في فترة التعليم عن بُعد، فمن الممكن أن نقوم بعمل مقدمة عملية عن هذا الجانب للطلاب قبل البدء في المنهج، وأعلم أن تطبيق هذا الأمر سيشكل ثقلا على الطلاب والأساتذة على حد سواء، ولكنه ذو أهمية كبيرة للطلاب تحديدا، وحتى الطلاب الذين تخرجوا نستطيع تقديم ورش عملية لهم لتعويض الجانب العملي.
وتابع قائلا: وأجد أن الإبقاء على تدريس بعض المواد النظرية عن طريق «التعليم عن بُعد» لهو من المهم بمكان، خاصة أن العديد من الدول حول العالم تطبق ذلك.
ولكن في ذات الوقت عدم عودة التعليم حضوريا له أضرار كثيرة لغياب الجانب العملي، والذي يترك آثاره السلبية على الطلاب والأساتذة على حد سواء.
وأكمل قائلا: وقد قمنا في جمعية أعضاء الهيئة التدريسية في المعهد العالي للفنون المسرحية بوضع خطة دراسية وفيها ثلاث حالات وطريقة التعامل معها، وهي أولا في حالة الدمج بين التعليم الإلكتروني والتعليم حضوريا، والحالة الثانية هي عودة التعليم حضوريا، والحالة الثالثة هي استمرار التعليم عن بُعد، وقمنا بمناقشة هذه الحالات وتبعاتها مع المسؤولين وأكدنا أهمية عودة التعليم حضوريا، وقدمنا تصورا تدريجيا لتحقيق ذلك.
ولفت العابر إلى أن الطلاب لديهم الرغبة والاستعداد للعودة إلى التعليم حضوريا، وأكمل موضحا: من خلال الحصص التعليمية التي نقدمها عن طريق التعليم عن بعد، لاحظت أن بعض الطلاب يبدون رغبتهم في عودتهم للتعليم حضوريا، خاصة في المواد العملية، وتحدثوا عن افتقادهم لتجربة التطبيق العملي والاحتكاك العملي والتي تشكل جزءا أساسيا من تعليمهم وتأهيلهم لمواجهة وتلبية احتياجات سوق العمل.
وأشار العابر إلى أن ازدهار سوق الورش الخاصة بالتمثيل والديكور وغيرهما من التطبيقات العملية هو أمر طبيعي لزيادة الحاجة إليها كون التطبيقات العملية هي الجانب الأساسي لتلبية احتياجات سوق العمل.
نظام حديث
من جهتها، قالت عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية ومصممة أزياء مسرحية ودرامية تاريخية د.ابتسام الحمادي: التعليم «أونلاين» هو نظام حديث على مجتمعنا لكنه موجود في أوروبا منذ زمن، لكن هناك معايير معينة لهذا النظام بالنسبة للمواد النظرية لا يحمل أي صعوبة في التلقي، لكن بالنسبة للمواد العملية هناك سلبيات عديدة حيث نواجه صعوبة في تطوير الابداع والتواصل المباشر لاستيعاب المادة بشكل دقيق من خلال القطعة الفنية، وتقنياً غياب النقاش المتواصل بسبب عوامل التقنية في البرنامج وانقطاع البث بين أستاذ المادة والطالب، ما يدعو الى تشتيت انتباه الطالب خلال المحاضرة لصعوبة التواصل، ويؤدي الى صعوبة تنظيم الأفكار التي كان يتيحها لنا التواصل المباشر، ومن ناحية الطالب أصبح لا يهتم بقيمة المحاضرة، ما أدى الى استهتار البعض بأن يتابع المحاضرة في أماكن غير مهيأة للتعليم والتركيز، فقط إثبات الحضور.
وأكملت قائلة: من وجهة نظري أن بعض الطلبة سينتقلون للمرحلة الدراسية التالية، وهم غير مهيئين علميا وأكاديميا لفقدان المادة العلمية بشكل مكثف كما كان في السابق من خلال التعليم المباشر.
الصفوف العملية
وتحدث المحاضر في المعهد العالي للفنون المسرحية سابقا المخرج هاني النصار، فقال: أرى أنه من المهم عودة التعليم حضوريا، بل إنه من الضروري بالنسبة للطلاب، وحتى لو كانت هناك حالة من التقنين من ناحية الأعداد، وشخصيا أجد أنه لمن الأفضل أن يكون الطلاب في الصفوف العملية وهذا سيتيح المجال لتخصيص وقت أطول والالتزام بالاشتراطات الصحية والتباعد الاجتماعي بين الطالب والأستاذ، ففي الماضي قد يكون هناك ما يقارب 18 في المحاضرة العملية ولكن اليوم قد لا يتجاوز العدد 5 طلاب. وكلنا نعلم أن المسرح يعتمد على الجانب الجماعي وعلى التفاعل بين الطلاب والأساتذة وأعتقد أن هذا ركن أساسي، حتى أن الطلاب المتقدمين هذا العام للسنة الأولى لن يستفيدوا بصورة كاملة وستكون الفائدة مقصورة على الجانب العملي.
وأكمل النصار قائلا: ولو تحدثنا على سبيل المثال عن قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية فهو يعتمد بصورة أساسية على الجانب النظري، ولكن لو قارناه مع أقسام مثل الديكور، التمثيل، الإخراج وهذا المواد الأساسية والعملية يجب العودة فيها إلى مقاعد الدراسة.
وعن رأيه في انتشار الورشات الفنية، قال: شخصيا قمت بتنظيم ورشة وهناك الكثير من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية (من سنة أولى، ثانية، ثالثة، أو رابعة) انضموا للورشة وكانوا يتحدثون معي أنهم يشعرون بافتقادهم التركيز كممثل، كما نعلم أن التمثيل المسرحي يحتاج إلى هذا الجانب العملي، فالتمثيل المسرحي يحتاج إلى لياقة فنية وفي حال خسرها الممثل يحتاج إلى وقت لاستعادتها وتحسين أدائه من جديد.
مرحلة استثنائية
بدوره، قال المخرج والفنان يوسف البغلي حول تجربته في تقديم ورش فنية: هناك إقبال متواصل على هذه الورش، والتطبيق العملي، يجب أن تتم المعايشة بين العناصر الفنية من تمثيل وديكور وغيرها من العوامل التي توجد حالة من التعايش المهم للطلاب في هذه الفترة من حياتهم الدراسية والتي ستكون مهمة لهم فيما بعد في حياتهم العملية.
وأكمل قائلا: ومسألة التعليم عن بعد هي مرحلة استثنائية بسبب أزمة «كورونا»، وجميع أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية بذلوا كل ما في وسعهم لتعويض الطلاب عن هذا الجانب، خصوصا أن هناك مواد أساسية تعتمد على الجانب النظري يجب العودة فيها لمقاعد الدراسة.
بدوره، قال المخرج والفنان يوسف البغلي حول تجربته في تقديم ورش فنية: هناك إقبال متواصل على هذه الورش، والتطبيق العملي، ويجب أن تتم المعايشة بين العناصر الفنية من تمثيل وديكور وغيرهما من العوامل التي توجد حالة من التعايش المهم للطلاب في هذه الفترة من حياتهم الدراسية والتي ستكون مهمة لهم فيما بعد في حياتهم العملية.
وأكمل: ومسألة التعليم عن بُعد هي مرحلة استثنائية بسبب أزمة «كورونا»، وجميع أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية بذلوا كل ما في وسعهم لتعويض الطلاب عن هذا الجانب.
[ad_2]