طالبان: هل “تخلت” الولايات الأمريكية عن حلفائها في أفغانستان؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
لا تزال الأحداث المتلاحقة في أفغانستان تتصدر موضوعات بعض الصحف العربية بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه يقف “بشكل مباشر” وراء خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، وذلك وسط موجة من الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها بسبب سيطرة حركة طالبان بسرعة فاقت كل التوقعات على البلد الذي مزقته الحروب.
وناقش عدد من الكتاب الانسحاب الأمريكي وتخلي واشنطن عن حلفائها في أفغانستان.
أمريكا “لا تهتم بمصير عملائها”
تقول فاطمة عواد الجبوري، في “رأي اليوم” اللندنية: “الولايات المتحدة وجيشها العتيد مارسوا مرة أخرى أبشع ما يمكن من عنصريتهم ووحشيتهم وتكبرهم وغطرستهم، باحتلالهم المطار بقوات عسكرية وعدم السماح سوى للجنود والدبلوماسيين الأمريكيين والأوربيين بالمغادرة. هذه هي جيوش الاحتلال جميعها متشابهة، تضرم النار في بلداننا ثم ترحل. تجّمع الدبلوماسيون الغربيون في المطار كل منهم في انتظار طائرته، وبقي عملاؤهم حيرى أين يذهبون بأنفسهم وأين يفرون”.
وترى الكاتبة أن “على الجميع أن يفهم حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة تهزمها الشعوب وتذلها، وهي لا تهتم بمصير عملائها أبدا، فمن يخون وطنه سوف يواجه مصيره لوحده إذ لا حماية أمريكية أبدا فالأمريكيين اليوم يحتاجون من يحميهم من ثورات الشعوب”.
ويقول محمد عايش، في “القدس العربي” اللندنية: “ولاء النظام السياسي للقوى الخارجية الكبرى مثل الولايات المتحدة، أو عمالة النظام لهذه الدول، لا يُمكن أن تكون ضمانة لاستمراره، إذ أن الشرعية الوحيدة التي يُمكن أن تمنح الحاكم ونظامه السياسي القوة، هي الشرعية المستمدة من الشعب الذي هو مصدر السلطات، وكل ما عدا ذلك مجرد هُراء وأوهام، ولذلك فإن الرئيس الأفغاني الموالي للأمريكيين فرّ هاربا…”.
ويضيف أن “الولايات المتحدة فشلت في أفغانستان، وقبلها فشلت في العراق، ومشروعها في منطقتنا العربية والإسلامية يشهد تراجعا مستمرا، وهذا يعني أن واشنطن وإن كانت تمتلك القوة الأكبر في العالم، لكنها لن تستطيع أن تتحكم بالكون بالطريقة التي يريد أن يفهمها بعض السطحيين، أي أن لدى الأمريكيين القوة الأكبر في العالم لكنهم لن يتمكنوا من التحكم به بمفردهم والهيمنة على البشرية بشكل كامل”.
“لا غنى لأحد عن أمريكا”
ويقول نديم قطيش، في “الشرق الأوسط” اللندنية: “قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يحظى بقبول لدى عموم النخبة السياسية في واشنطن. ويعد قرار الانسحاب من السياسات النادرة التي واظب عليها الرئيس جو بايدن من السياسات الموروثة عن سلفه دونالد ترمب. أما المزايدات السياسية في واشنطن اليوم من بعض الأصوات الجمهورية ضد قرار بايدن، فهي جزء من لعبة النفاق السياسي الكلاسيكي في العاصمة الأمريكية”.
ويرى الكاتب أن أمريكا بانسحابها من أفغانستان “خلقت ملفات ضغط حقيقية وضعتها على كاهل الإيرانيين والصينيين والروس وطالبان، في لحظة احتدام صراعها مع الجميع… ونأت بنفسها عن أن تكون أسيرة ابتزاز الآخرين لها ميدانيا وسياسيا. قد تتأثر، على المدى القصير، ثقة حلفاء واشنطن بها بالتأكيد بعد قرار الانسحاب، لكن على المدى الأطول لا غنى لأحد عن أمريكا… مرة أخرى وللذكرى… واشنطن غادرت سايغون لكنها ربحت فيتنام”.
ويقول حسام أبو حامد، في “العربي الجديد” إن “غالبية الأميركيين، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، يؤيدون الانسحاب، ولا يختلف بايدن عن سلفه ترامب في مبدأ سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان، فليس لديه أي خيار جيد بديل بشأن أفغانستان. وبانسحابه غير المشروط، يسعى للتخلص من إرث صفقة “سيئة” أبرمها سلفه مع حركة طالبان، معلنا أن الحرب انتهت بتدمير تنظيم القاعدة والتخلص من أسامة بن لادن، وأن التدخل الأمريكي في أفغانستان لم يكن غايته يوما بناء هذا البلد، والمسألة لم تعد أمريكية بل أفغانية”.
ويضيف الكاتب: “براغماتيا، يبدو انسحاب بايدن فعلا صائبا بوصفه أفضل الحلول العملية المتاحة، على الأقل، بالنسبة لأنصار الانسحاب العسكري. أخلاقياً، تبدو الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان بعد الانسحاب الأمريكي مسؤولية أمريكية. لكن الأمر لا يتعلق بسوء حظ أخلاقي ناجم عن أن الولايات المتحدة قوة عظمى، عليها القيام بمسؤولياتها العالمية، ما يخوّلها امتلاك سلطة على الآخرين، بل نحن بصدد فشل أخلاقي أمريكي كامل، حدث في فيتنام ويتكرر اليوم في أفغانستان”.
[ad_2]
Source link