التمثيل الغذائي: ما علاقة معدل الأيض بسمنة منتصف العمر؟
[ad_1]
- جيمس غالاغر
- محرر الصحة والعلوم – بي بي سي
لم يعد ممكنا إلقاء اللوم في زيادة الوزن الشائعة في مرحلة منتصف العمر على تراجع الأيض، هذا ما توصلت إليه دراسة غير مسبوقة حول استخدام الجسم للطاقة.
وتشير الدراسة التي أجريت على 6400 شخص تتراوح أعمارهم بين ثمانية أيام و 95 سنة في 29 دولة، إلى أن عملية التمثيل الغذائي تظل “في أفضل صورها” طوال فترة منتصف العمر.
كما أن معدل الأيض يبلغ ذروته في عمر السنة، ويستقر في المرحلة العمرية من عمر 20 إلى 60 سنة، ثم يتدهور بشكل كبير.
وقد قال الباحثون إن نتائج هذه الدراسة قدمت معلومات جديدة مفاجئة عن الجسم البشري.
التمثيل الغذائي والعمر
التمثيل الغذائي هو عبارة عن كافة التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم لإنتاج الطاقة وحرقها.
وكلما زاد حجم الجسم، سواء كان ذلك على شكل عضلات ممتلئة وبارزة أو على شكل دهون في منطقة البطن، زادت الطاقة التي يتطلبها الجسم ليقوم بوظائفه الحيوية.
وانطلاقا من ذلك، عمد الباحثون إلى تعديل طرق القياس لمقارنة علمية الأيض وفقا لحجم الجسم ووزنه، أي كتلته.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة العلوم، أربع مراحل:
• منذ الولادة حتى عمر السنة، عندما يتحول الاستقلاب (الأيض) من نفس مستوياته لدى الأم إلى أعلى بنسبة 50 في المئة من البالغين
• تباطؤ خفيف حتى سن العشرين، وعدم حدوث ارتفاع مفاجئ خلال كل تغيرات سن البلوغ
• لا يوجد تغيّر إطلاقاً بين سن 20 و 60
• انحدار دائم، وانخفاضات سنوية، وبحلول الـ 90 من العمر، يصبح الأيض أقل بنسبة 26 في المئة مما كان عليه في منتصف العمر
وقال البروفيسور جون سبيكمان، أحد الباحثين من جامعة أبردين في اسكتلندا، “إنها حقا صورة لم نشهدها من قبل وهناك الكثير من المفاجآت فيها”.
وأضاف: “الشيء الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة لي هو عدم وجود أي تغيير خلال مرحلة البلوغ، فإذا كنت تعاني من سمنة منتصف العمر، لم يعد بإمكانك إلقاء اللوم على انخفاض معدل الأيض في تلك المرحلة”.
سوء التغذية في الطفولة
لكن الدراسة انطوت على مفاجآت أخرى.
فقد وجدت أنه لا يوجد زيادة او ارتفاع بمعدل الأيض خلال فترة البلوغ أو الحمل، ولا يوجد تراجع أو تباطؤ في مرحلة انقطاع الطمث.
كما أكد الأيض المرتفع في السنوات الأولى من الحياة على مدى أهمية تلك المرحلة في التطور، ولماذا يمكن أن تكون لسوء التغذية في مرحلة الطفولة عواقب مدى الحياة.
وقال البروفيسور هيرمان بونتزر من جامعة ديوك في الولايات المتحدة لبي بي سي نيوز: “عندما يتحدث الناس عن الاستقلاب، يذهب تفكيرهم مباشرة إلى النظام الغذائي والتمارين الرياضية، لكن الأمر أعمق من ذلك، فنحن في الواقع نراقب جسمك وخلاياك خلال عملها”.
وأضاف: “أجسامنا وخلايانا تكون نشطة وفاعلة بصورة تفوق الوصف عند بلوغ عمر السنة، وعندما نشهد انخفاضات في معدل الاستقلاب مع تقدم العمر، نلاحظ أن الخلايا يتوقف نشاطها”.
وقد استُخدمت تقنية “الماء مزدوج الصنف” Doubly Labeled Water لقياس معدل الأيض.
وتعتمد هذه التقنية على استخدام نظائر أثقل من ذرات الهيدروجين والأكسجين التي تشكل الماء، لقياس صرف الجسم للطاقة عبر تتبع طرح هذا الماء المعدل من الجسم.
لكن هذه التقنية باهظة الثمن ومكلفة لحد كبير، لذا فقد تطلب الأمر من الباحثين العمل معا في 29 دولة لجمع البيانات الخاصة بنحو 6400 شخص.
آثار كبيرة
قال الباحثون إن الفهم الكامل لعملية الأيض المتغيرة يمكن أن تترتب عليه آثار كبيرة في المجال الطبي.
وقال البروفيسور بونتزر إنه يمكن أن يساعد في الكشف عما إذا كانت السرطانات تنتشر بشكل مختلف مع تغير الأيض وما إذا كان يمكن تعديل جرعات الأدوية خلال مراحل مختلفة من المرض.
وهناك نقاش حول ما إذا كانت الأدوية التي تعدل الأيض يمكن أن تبطئ أمراض الشيخوخة.
وقال الدكتوران روزالين أندرسون وتيموثي رودس، من جامعة ويسكونسن الأمريكية، إن الدراسة “غير المسبوقة” أدت بالفعل إلى الكشف عن “أفكار وحقائق جديدة مهمة عن الأيض”، ولا يمكن أن يكون “ضربا من ضروب المصادفة” أن أمراض الشيخوخة تبدأ بالظهور مع تراجع الاستقلاب.
وقال البروفيسور توم ساندرز من جامعة كينجز كوليدج في لندن: “من المثير للاهتمام أنهم وجدوا اختلافات طفيفة للغاية في إجمالي صرف الطاقة بين سن البلوغ المبكر ومتوسط العمر، وهي الفترة التي يزداد فيها وزن معظم البالغين في البلدان المتقدمة”.
وأضاف: “هذه النتائج ستدعم الرأي القائل بأن داء السمنة يغذيه الإفراط في تناول الأطعمة أي زيادة إنتاج الطاقة وليس الانخفاض في صرف الطاقة”.
وقال الدكتور سورين براج، من جامعة كامبريدج في بريطانيا، إنه “من الصعوبة بمكان” قياس إجمالي كمية الطاقة المستهلكة”.
وختم بالقول: “نحن بحاجة ماسة إلى توجيه انتباهنا، ليس فقط إلى أزمة الطاقة العالمية التي يسببها احتراق الوقود الأحفوري، ولكن أيضا إلى أزمة الطاقة الناجمة عن عدم حرق ما يكفي من السعرات الحرارية في أجسامنا”.
[ad_2]
Source link