لماذا انتشرت قصات الشعر القصير بين نساء كوريا الجنوبيّة؟
[ad_1]
- إيفيت تان و وايي ييب
- بي بي سي نيوز
عندما فازت رامية السهام الكورية الجنوبية، آن سان، بثلاث ميداليات ذهبية أولمبية في طوكيو2020، لم يستقبلها الناس بالثناء فقط عند عودتها إلى بلدها، بل أيضا بسيل جارف من الانتقادات.
ولم كل هذا؟ بسبب قصة شعرها القصيرة.
من بين الإهانات الكثيرة التي وُجّهت لها، كان وصفها بأنها نِسويّة؛ فهذا المصطلح يحمل في طياته – في أغلب الأحيان – إشارة إلى كره الرجال في كوريا الجنوبية.
وكتب أحد الرجال في منشور على السوشال ميديا: “جيّد أنها حصلت على الميدالية الذهبية، ولكن شعرها القصير يجعلها تبدو وكأنها نسوية. إن كانت كذلك، فإني أسحب دعمي لها. يجب أن تموت جميع النسويات”.
ولكن مع تنامي حملة الانتقادات التي طالتها، اشتدت حملة الدفاع عنها.
وبدأت آلاف النساء في كل أنحاء البلاد بنشر صورهنّ بشعر قصير، معلناتٍ أن قص الشعر قصيرا لن يقلل من شأنهن كنساء.
ومنذ فترة طويلة والنساء في كوريا الجنوبية يكافحن التمييز والكراهية ضدهنّ، وتمكنّ من التقدم نحو الأمام أكثر خلال العقد الماضي الذي شهد حملة #مي_تو (أنا أيضا) وإلغاء قانون كان يمنع الإجهاض.
فهل ستغيّر هذه الحركة الجديدة أي شيء في المجتمع وهل ستدفع لمزيد من التغيير؟
“لا يقلل مني كامرأة”
هان جيونغ هي المرأة التي تقف وراء إطلاق حملة الشعر القصير على تويتر. تقول لبي بي سي إنها شعرت بالانزعاج عندما رأت “ليس تعليقا واحدا أو اثنين فقط، بل كثيرا من التعليقات المعادية للمرأة عبر الإنترنت وهو فضاء يهيمن عليه الذكور”.
وهؤلاء المناهضون للنسوية هم في الغالب من فئة الشباب، لكنهم من بينهم أيضا رجال أكبر في السن وعدد من النساء.
وأضافت هان جيونغ “هذا النوع من الهجوم الجماعي يبعث برسالة مفادها أنه بإمكان الرجل التحكم في جسد الأنثى، وأنه على المرأة إخفاء انتمائها للحراك النسويّ”.
“رأيت أن إطلاق حملة تدعو النساء لنشر صور لشعرهن القصير وإعلان التضامن مع اللاعبات الأولمبيات سيكون طريقة فعالة للتصدي للنقطتين”.
تدفقت عشرات آلاف الصور على تويتر تظهر فيها نساء صورن أنفسهن بشعرهن الطويل ومن ثم بعد قصّه قصيرا. وقال أخريات إن الشعر الذي ظهرت فيه البطلة آن سان ألهمهنّ لقص شعرهن هنّ أيضا.
لكن لماذا يرتبط الشعر القصير بالنسوية؟ تقول هان جيونغ، وهي مؤلفة كتاب سيصدر قريبا عن حراك “مي تو” في كوريا الجنوبية، إن الموضوعين متشابكان خاصة بعد حركة “مزّقي المشد Cut the Corset” عام 2018، عندما تحدّت شابات معايير الجمال السائدة منذ فترة طويلة من خلال قصات الشعر القصيرة وعدم استخدام المكياج.
وأضافت الكاتبة: “منذ ذلك الحين، أصبح الشعر القصير بمثابة موقف سياسي بين كثيرات وانتشر بين كثير من النسويات الشابات”.
حركة الاصبعين المثيرة للجدل
تأتي حملة الشعر القصير بعد أسابيع فقط من حملة شرسة أخرى ضد “النسويات”. إذ ادعى بعض الرجال أن صورة لحركة اصبعين هي محاكاة لما يعتقدون أنه يد امرأة نسوية تقلل من حجم القضيب.
هذه الحركة، التي تظهر إصبعي الإبهام والسبابة مقربين من بعضهما البعض، هي شعار حركة (Megalia)، وهو حراك نسوي راديكالي عبر الإنترنت لكنه توقّف، وكان يُنظر إليه على أنه معادٍ للذكور.
أجبرت كثير من العلامات التجارية على إزالة الإعلانات المطبوعة التي تظهر فيها هذه الحركة في وقت سابق من هذا العام، رغم أنه يرجّح ألا تكون الشركات تلك قد تعمّدت اتخاذ موقف نسويّ.
تقول الدكتورة جودي هان، وهي أستاذة دراسات الجندر في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس: “أصبح تركيز بعض الرجال على هذه الصورة لأنهم ربطوها بفرع معين من المذاهب النسوية ويزعمون أنها تهينهم وتقلل من شأنهم”.
حتى أن بعض الشركات التي استخدمت الصورة في إعلاناتها اضطرت أحيانا للاعتذار بسبب درجة الحنق العالية التي واجهتهم.
فعلى سبيل المثال، خفضت رتبة رئيس إحدى الشركات بسبب الإعلان، رغم أنه اعتذر عن التسبب في “الألم” للرجال، وقال إن الشركة ستحقق لمعرفة المتورطين في تصميم ملصق يُظهر حركة الإصبعين إلى جانب قطعة نقانق.
ويقول خبراء إن مثل هذه الاعتذارات هي التي شجعت هؤلاء الرجال الغاضبين.
وتقول هان جيونغ: “انتقلوا إلى الهدف التالي: إلى آن سان، وهي لاعبة أولمبية شابة بدت وكأنها تجمع كثيرا من الأشياء التي يكرهونها؛ كان شعرها قصيرا، ذهبت إلى كلية نسائية، واستخدمت بعض التعبيرات التي اعتبرها هؤلاء الغوغاء على الإنترنت أنها ‘تعابير تحوي كراهية’ دون وجود سبب واضح”.
المضي قدما
ينبع غضب هؤلاء الأشخاص على الإنترنت، ومعظمهم من الشباب الصغار في السن، إلى حد كبير لكونهم يعتقدون أن نجاح المرأة يأتي على حساب نجاحهم هم.
وتقول هان: “إن التجمعات على الفضاء الإلكتروني التي يهيمن عليها الذكور تعلّم الشباب أن قمعهم سببه النساء؛ فيقولون لهم على سبيل المثال، إن النساء يسرقن مقاعد الرجال بفضل أدائهنّ الأفضل في الاختبارات”.
علما أن المنافسة شرسة على المقاعد الجامعية والوظائف في كوريا الجنوبية، ويعتقد بعض الرجال أنهم تعرضوا لحرمان ظالم.
وعلى سبيل المثال، يتعين على جميع الرجال الخضوع للخدمة العسكرية لمدة 18 شهرا، ويقولون إن هذا الالتزام يقلل فرصهم في المضي قدما. وهناك أيضا أكثر من اثنتي عشرة جامعة مخصصة للنساء فقط، كثير منها يقدّم دورات لتخصصات مطلوبة جدا في سوق العمل، ولا يوجد ما يعادلها للذكور.
لكن الواقع يقول إن النساء في كوريا الجنوبية يكسبن 63 بالمئة فقط من رواتب الرجال، وهي واحدة من أعلى فجوات الأجور في الدول المتقدمة. كما يصنف مؤشر “السقف الزجاجي” لمجلة الإيكونوميست هذه الدولة على أنها أسوأ دولة متقدمة يمكن أن تكون فيها امرأة عاملة.
إذا، ما الذي ينتظر النساء في كوريا الجنوبيّة؟ وهل يحتمل أن نرى أي تغيير حقيقي هناك نتيجة للحملة الأخيرة؟
تقول هان جيونغ: “أعتقد أنه حدث بالفعل تغيير حقيقي في العامين الماضيين. تحاول النساء رسم مسارات جديدة لحياتهن وتحدي الضغط المجتمعي عليهنّ ليبدين بشكل ‘أنثوية’ تقليدي ، من خلال حصولهن على الحرية في اختيار تسريحة الشعر التي تشعرهنّ بالراحة – وهذا جزء بسيط فقط “.
[ad_2]
Source link