تحفظ عدد من التربويين على خطة وزارة التربية الخاصة بالعودة للدراسة في العام الدراسي الجديد
[ad_1]
- جمعة: العبء الأكبر سيقع على ولي الأمر ومن يتحمل تكاليف الـ PCR أسبوعياً؟!
- الصانع: الطالب لا يستطيع الانضباط لساعة كاملة في الحصة على كرسي غير مريح
- الظفيري: 7 ساعات كفيلة بإصابة المعلم والمتعلم بإرهاق تنعدم معه الفائدة!
- السهيل: تقسيم طلبة الفصل الواحد إلى قسمين سيزيد العبء على معلمي المواد الأساسية
تحقيق: عبدالعزيز الفضلي
تحفظ عدد من التربويين على خطة وزارة التربية الخاصة بالعودة للدراسة في العام الدراسي الجديد، مطالبين بإعادة النظر فيها، خاصة أن هناك العديد من الملاحظات بهذه الخطة والتي يجب تداركها ومعالجتها بشكل فوري.
وأشاروا، في استطلاع إلى العبء الذي سيقع على ولي الأمر في حال وجود أكثر من متعلم من الأبناء وفي مراحل متعددة وحجم المشقة التي ستقع عليه والمتمثلة في توصيل الأبناء من وإلى المدرسة وكيفية خروجه بصورة يومية من عمله، خاصة إذا كان من سلك التعليم في المدارس، إضافة إلى الأعباء المالية التي سيتكفلها ولي الأمر نتيجة لعمل فحص الـ PCR أسبوعيا للأبناء غير المحصنين.
وأوضحوا أن هناك أمورا لابد الانتباه لها بشكل علمي ومتخصص، مشيرين إلى أنه من الاستحالة أن تكون للطالب قدرة على الانضباط داخل الفصل لساعة كاملة، فلابد من الانتباه لطبيعة المرحلة العمرية للطالب وخصائصها، ناهيك عن الأثاث المدرسي الخشبي الصلب والذي لا يساعد الطالب على الجلوس المريح لفترة طويلة.
وأضافوا أن أكثر خبراء العالم يحذر في التعليم من ستة أسباب تؤدي إلى هدم أي منظومة تعليمية في العالم وهي: تكثيف المواد، إطالة اليوم الدراسي، كثرة الاختبارات والواجبات، الدراسة المنزلية، المواد المعقدة، والدروس الخصوصية، مشيرين إلى أن ذلك موجود وللأسف عندنا.
وأضافوا أن بدء جميع المراحل في اليوم نفسه سيخلق أجواء من التوتر والازدحام والربكة، خاصة أنه في الظروف الطبيعية السابقة كان العام الدراسي يبدأ بالتدريج، فمن باب أولى أن يبدأ هذا العام الدراسي وفي مثل هذه الظروف بالتدريج وعلى الأقل بفارق أسبوع بين مرحلة وأخرى للتهيئة الأسرية والنفسية، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال مدير ثانوية عبداللطيف ثنيان الغانم للبنين حسين أحمد جمعة: من وجهة نظري الشخصية أرى أن خطة العام الدراسي 2021/2022 يوجد فيها العديد من الأمور التي تعتبر عائقا للمتعلمين والمعلمين وأولياء الأمور، كما لمسنا تذمر أهل الميدان والقيادات المدرسية لتفاصيل تلك الخطة فيما يخص المؤسسة التعليمية والهيئة التعليمية، مشيرا إلى العبء الذي سيقع على ولي الأمر في حال وجود أكثر من متعلم من الأبناء وفي مراحل متعددة وحجم المشقة التي ستقع عليه والمتمثلة في توصيل الأبناء من وإلى المدرسة وكيفية خروجه بصورة يومية من عمله، خاصة اذا كان من سلك التعليم في المدارس، اضافة الى الأعباء المالية التي سيتكفلها ولي الأمر نتيجة لعمل فحص الـ PCR أسبوعيا للأبناء غير المحصنين.
وأضاف جمعة: ان طول زمن الحصة الدراسية التي امتدت إلى 60 دقيقة والذي يعني تواجد المتعلم داخل الفصل لمدة ثلاث ساعات متتالية والتي سيكون لها تأثير سلبي على طاقة المتعلم الذهنية والاستيعابية، مشيرا الى ان الفارق الزمني لانصراف المتعلمين للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة عن المرحلة الثانوية يعتبر كبيرا ما يعني طول فترة الانتظار للأبناء في ظل درجات الحرارة المرتفعة لدينا.
وأوضح انه من حق المتعلم في فترة الراحة أن يجدد نشاطه واستعادة تركيزه بين الساعات الدراسية من خلال وجبة غذائية، وهذا تعارض مع قرار الوزارة، حيث حرم المتعلم من ذلك في الخطة الموضوعة من قبل الوزارة في إغلاق المقصف المدرسي، لافتا إلى انه حتى الآن عدم وضوح الرؤية لآلية تطبيق الخطة يشكل قلقا بالنسبة للمتعلمين وأولياء الأمور والهيئة التعليمية والإدارية بسبب تعديل وتغيير مواعيد بدء الدراسة بصورة متكررة.
وأكد جمعة على ضرورة الاستنجاد بأهل الميدان للاستئناس بآرائهم الإيجابية وتشكيل فريق لكل مرحلة لوضع تصور فعلي لخطة العام الدراسي القادم.
طبيعة المرحلة
من جانبه، أكد مدير ثانوية ثانوية الراعي النميري للبنين صلاح الصانع انه فيما يخص ما تم الإعلان عنه بخطة العام الدراسي فنحن نشدّ اليد على قرار العودة إلى التعليم النظامي، لكن حقيقة هناك أمور لابد الانتباه لها بشكل علمي ومتخصص، مشيرا إلى أنه من الاستحالة أن يكون للطالب قدرة على الانضباط داخل الفصل لساعة كاملة، فلابد من الانتباه لطبيعة المرحلة العمرية للطالب وخصائصها، ناهيك عن الأثاث المدرسي الخشبي الصلب والذي لا يساعد الطالب على الجلوس المريح لفترة طويلة.
وأضاف الصانع أن المعلم مطالب بشد انتباه الطالب لهذه الفترة الطويلة والتي تستدعي لوجود معلمين مخططين أكفاء يتم تجهيزهم لهذا النوع من المهام، متسائلا: هل سيتعلم الطالب يوما بشكل مباشر واليوم الآخر عن بُعد؟ وكيف يحدث ذلك إذا كان معلم الفصل نفسه يقوم بالتدريس في اليوم التالي للمجموعة (ب)؟ فتقسيم الفصل أمر جميل ومبتكر إلا أنه بحاجة لتنسيق ومراعاة جدول المعلم، فنصاب الفصل سيكون الضعف إلا في حال إسناد الفصل الواحد لمعلمين اثنين والذي سيترتب عليه مضاعفة الهيئة التعليمية.
وبين الصانع أن من الأمور المطلوب الانتباه لها المواد التي سيتم تعلمها فالطلبة بحاجة لتعويض المهارات المفقودة بالتعليم عن بُعد، خاصة في المراحل التأسيسية، والحل يكون باعتماد التعليم المباشر للمواد الأساسية وهي اللغات والرياضيات وفي المرحلة الثانوية الفيزياء والكيمياء مشددا على أن الطلبة بحاجة ماسة للمواد العملية واهمها التربية البدنية التي تحافظ على الصحة النفسية والجسدية وتملأ المناخ المدرسي بالنشاط والحركة والجاذبية فجمود السنتين لابد أن يكسر.
أجواء توتر
أما المستشارة التربوية سهام حمد السهيل فبدأت حديثها شاكرة وزارة التربية لعرضها خطة العودة للدراسة بوقت مبكر نوعا ما، حيث يمكن إعادة النظر فيها من خلال المقترحات والآراء التي يعرضها التربويون والمختصون بمشاركة أولياء الأمور.
وذكرت السهيل أن المتطلع للخطة سيجد العديد من الملاحظات التي يجب دراستها مجددا ووضع البدائل لها ومنها:
1 ـ بدء جميع المراحل في نفس اليوم سيخلق أجواء من التوتر والازدحام والربكة، خاصة أنه في الظروف الطبيعية السابقة كان العام الدراسي يبدأ بالتدريج، فمن باب أولى أن يبدأ هذا العام الدراسي وفي مثل هذه الظروف بالتدريج وعلى الأقل بفارق أسبوع بين مرحلة وأخرى للتهيئة الأسرية النفسية والصحية ولتلافي بعض السلبيات التي قد يستفاد منها من مرحلة لأخرى.
2 ـ مدة الحصة الدراسية (60 دقيقة) طويلة جدا بالنسبة لطالب الثانوية فما بالك بتلميذ الابتدائية؟ حيث لا يمكن أن يتحمل الجلوس طيلة ساعة كاملة باستيعاب جيد، خاصة وأن الدراسات العلمية تبين أن استيعاب التلميذ يكون مركزا في بداية 20 دقيقة، وعليه يفضل الرجوع للتوقيت السابق وهو 40 دقيقة للحصة الدراسية الواحدة.
3 ـ بقاء الطالب مدة ما يقارب 6 ـ 7 ساعات في داخل القاعة الدراسية وعدم وجود إلا فرصة واحدة سيبعث بالملل والرتابة والضيق لدى الطالب حيث سيكون ذا حماس واندفاع للأجواء المدرسية وللالتقاء مع زملائه، ولكن حصرهم في التدريس فقط سيخلق نوعا من المضايقات وقد تصل للمشاكل المدرسية السابقة، كما أن طالب المتوسطة والثانوية بحاجة للفرصة الخاصة لأداء الصلاة، حيث ان الدوام المدرسي ينتهي في الساعة ٢ ظهرا وقد يصل للمنزل وهو على وشك صلاة العصر، فلابد من أخذ الاعتبار لهذه النقطة.
4 ـ قرار أخذ المسحة لغير المطعمين قرار غير مجد، لأن الإصابة بـ «كوفيد ـ 19» قد يتعرض لها المطعمون كذلك، فأخذ اللقاح لا يقي من الإصابة ولكن يخفف من أعراضها، ولذلك يفضل أن يتم اتخاذ نفس الإجراءات التي تمت في اختبارات الثانوية العامة، وليس الإجبار بأخذ مسحة كل أسبوع.
5 ـ تقسيم طلبة الفصل الواحد على قسمين سيزيد العبء على معلمات المواد الأساسية، وعليه يجب إعفاؤهن من كل الأعمال الأخرى كالأعمال الإدارية أو الأنشطة المدرسية حتى وإن كانت أونلاين، وفي المقابل يتم تكليف الطاقم الإداري ومعلمات المواد غير الأساسية واللاتي سيتم إعفائهن من التدريس بالأعمال الإدارية أو الأنشطة.
6 ـ في حال تنفيذ هذه الخطة وتقسيم الطلبة على قسمين، نرجو من الوزارة طلب المرونة من الإدارات المدرسية مع أولياء الأمور حتى يتم تخفيف العبء بالتوصيل وتخفيف الربكة التي ستحدث، مثال ذلك: ولي أمر لديه ابنه في الثانوية وابن في المتوسط وابن في الابتدائي، فإن كان توزيعهم لأيام مختلفة، سنجد ولي الأمر يرتبط معهم طيلة الأسبوع بل قد يجد تلميذ الابتدائي صعوبة بالدوام وأخوته في المنزل، ولذا يفضل مراعاة توزيعهم في أقسام الفصول لليوم نفسه، نعلم بأن ذلك قد يخلق زيادة عبء على الإدارات المدرسية ولكن يخفف الأمر على أولياء الأمور، خاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء والأمطار.
واختتمت السهيل حديثها بضرورة استعداد الوزارة وتوفير جاهزيتها لاستقبال الطلبة بصورة مبكرة جدا والتعامل مع احتياجات الإدارات المدرسية وتقاريرها بجدية واهتمام وعمل اللازم لها، متمنية العودة الآمنة والسليمة لأبنائنا الطلبة وللحياة الطبيعية بأفضل مما كانت عليه سابقا.
6 أسباب هدامة
من جهته، بين مدير مدرسة عبدالرحمن العبدالجادر المتوسطة للبنين محمد الظفيري أن أكثر خبراء العالم يحذر في التعليم من ست أسباب تؤدي إلى هدم أي منظومة تعليمية في العالم وهي: تكثيف المواد، إطالة اليوم الدراسي، كثرة الاختبارات والواجبات، الدراسة المنزلية، المواد المعقدة، والدروس الخصوصية، لافتا إلى انه ومع الأسف الشديد كل ما سبق مطبق في الكويت بلا فخر، نهتم بالكم ونهمل الكيف، دوام مدرسي يبدأ من السابعة والنصف صباحا حتى الثانية مساء، سبع ساعات كفيلة بإصابة المعلم والمتعلم بإرهاق ذهني وجسدي يضعف معه التركيز والاستيعاب وتنعدم الفائدة.
وأضاف أن الراحة البينية مهمة جدا بل لا تقل أهمية عن الساعات الدراسية، موضحا اننا نفهم ونعي أهمية عودة الطلبة لمقاعد الدراسة بل ونشجع عودة الطلبة لمقاعد الدراسة لكن يجب أن تكون تدريجية وحذرة، متسائلا عن كيفية استمرار التعليم في جميع المراحل التعليمية عام ونصف عن بعد بعيدا عن مقاعد الدراسة من خلال أربع حصص في اليوم ومدة الحصة لا تتجاوز النصف ساعة إلى دوام كامل يمتد حتى الثانية مساء وزمن الحصة ساعة كاملة.
وذكر أنها عودة لن تتأقلم معها أو تستوعبها الإدارات المدرسية ولا معلميها ولا الطلبة وأولياء أمورهم، مشيرا إلى انه يرى من الضروري العودة التدريجية وألا يتجاوز اليوم الدراسي أربع ساعات دراسية تنتهي في الثانية عشرة ونصف كحد أقصى ويرافق عودة الدراسة دروس مسائية يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع للارتقاء بمستوى الطلبة تساهم في تنمية المهارات وحل الواجبات ولا تتعارض مع الاشتراطات الصحية.
وذكر الظفيري أن تقسيم الفصول إلى «أ وب» والحضور بالمناصفة في أيام الأسبوع سيساهم في حل الكثافة داخل الفصول مع إعادة النظر في زمن الحصة الدراسية وعدد الحصص في اليوم واستغلال الوقت ما بعد العصر ساعتين دراسيتين على الأقل هو الحل الأسلم لعودة آمنة يستفيد منها الطالب، ولا أشك أنها ستعطي نتائج متقدمة ويمكن تطبيقها حتى ما بعد الجائحة.
مراعاة الظروف
بدوره، قال المعلم عبدالرحمن فهد إن خطة العودة للدراسة تحتاج إلى إعادة نظر لاسيما انه من الصعب تطبيقها في ظل هذه الظروف الصعبة التي مرت على العملية التعليمية طوال فترة جائحة كورونا.
وأضاف: لابد من مراعاة ظروف الطلبة وأولياء أمورهم وكذلك المعلمين خاصة في استمرار وقت الحصص إلى ما بعد الظهر.
أما صالح فهد ـ وهو ولي أمر ـ فقد أشاد بقرار وزارة التربية بالعودة إلى الدراسة، مشيرا إلى أهمية أن يعود الطالب إلى المقعد المدرسي بأي طريقة كانت المهم أن أبنائنا يتلقون التعليم في المبنى المدرسي.
وأضاف أننا نتمنى أن تكون الخطة مدروسة بشكل جيد خاصة من ناحية الاشتراطات الصحية، لاسيما ان صحة أبنائنا فوق كل اعتبار، معربا عن أمله زوال هذا الوباء والعودة لحياتنا الطبيعية.
[ad_2]