الحرب في أفغانستان: اجتماع لسفراء دول حلف الناتو لبحث الوضع الأمني والتخطيط لإجلاء الرعايا
[ad_1]
يستعد سفراء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لعقد اجتماع لبحث الوضع الأمني في أفغانستان، وذلك بحسب مصادر لم تكشف عن هويتها.
وسيرأس الاجتماع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، حيث ستركز كما قال أحد المصادر لوكالة فرانس برس على التخطيط لعمليات إجلاء الرعايا.
وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد قررتا إرسال قوات إلى أفغانستان للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين وعدد من الأفغان الذين عملوا مع قوات البلدين في أفغانستان.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الأخير سيعقد الجمعة اجتماع أزمة طارئاً لبحث الوضع في أفغانستان.
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس قال إن بريطانيا قد تعود إلى أفغانستان إذا بدأت البلاد باستضافة تنظيم القاعدة على نحو يهدد الغرب.
وقال المتحدث باسم جونسون إن “رئيس الوزراء سيعقد اجتماعاً للجنة (كوبرا) هذا المساء لبحث الوضع الراهن في أفغانستان” وذلك في إشارة إلى غرفة الطواريء التي تعقد لبحث الأزمات المحلية والأقليمية أو الدولية.
وكانت حركة طالبان قد أحكمت قبضتها على مناطق شاسعة في أفغانستان الجمعة، بعد سيطرت مسلحيها على ثانية وثالثة كبريات المدن في البلاد، مع استعداد سفارات غربية لإرسال قوات إلى أفغانستان للمساعدة في إجلاء موظفيها من العاصمة كابول.
وتعتبر السيطرة على مدينة قندهار في الجنوب ومدينة هيرات في الغرب بعد أيام من الاشتباكات المسلحة نكسة للحكومة مع تحول التقدم الذي تحرزه حركة طالبان إلى نمط سائد.
وقال غلام حبيب هاشمي، عضو المجلس الإقليمي لهيرات، وهي مدينة تضم 600,000 نسمة وتقع بالقرب من الحدود مع إيران، في مكالمة هاتفية: “تبدو المدينة خطاً أمامياً للجبهة ومدينة أشباح. والعائلات إما غادرت أو مختبئة في منازلها.”
وقال مسؤول في الحكومة الأفغانية إن مدينة قندهار، المركز التجاري للجنوب، أصبحت تحت سيطرة طالبان.
وقد غذت هذه الهزائم المخاوف من احتمال سقوط الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة أمام طالبان خلال أسابيع مع إنهاء القوات الدولية انسحابها من البلاد بعد 20 عاماً من الحرب.
وقال تومسون فيري، من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن “الوضع يحمل كافة ملامح الكارثة الإنسانية” مضيفاً بأن البرنامج قلق حيال حدوث “موجة أكبر من الجوع”.
وأثار القتال المخاوف أيضاً من وقوع أزمة لاجئين ومن تراجع للمكاسب التي تحققت في مجال حقوق الإنسان.
فقد اضطر حوالي 400 ألف مدني للنزوح من منازلهم منذ بداية العام الحالي، نزح 250 ألفاً منهم منذ مايو /أيار الماضي.
وفي ظل حكم طالبان خلال الفترة من 1996-2001، لم يكن بوسع النساء العمل، ولم يُسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة. وكان يتعين على النساء تغطية وجوههن وأن يكون برفقتهن محرم إذا ما أردن الخروج من المنزل. وقد أمر مسلحو طالبان تسع نساء بالتوقف عن العمل في أحد البنوك منذ أوائل يوليو/ تموز الماضي.
ولا تزال الحكومة تسيطر على ثلاث مدن فقط من بين مدن البلاد الرئيسية وهي مزار شريف في الشمال وجلال أباد بالقرب من الحدود الباكستانية في الشرق بالإضافة إلى العاصمة كابول.
الاحتماء بالحدائق العامة
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الخميس، رداً على تقدم حركة طالبان، إنها سترسل حوالي 3,000 جندي إضافي في غضون 48 ساعة للمساعدة على إجلاء طاقم السفارة الأمريكية من كابول.
وقالت بريطانيا أيضاً إنها ستنشر حوال 600 جندي لمساعدة مواطنيها على مغادرة البلاد، بينما قالت سفارات دول أخرى، من بينها هولندا، ومنظمات الإغاثة، إنها تعمل على إخراج موظفيها من هناك.
وخلصت تقييمات الاستخبارات الأمريكية هذا الأسبوع إلى أن حركة طالبان يمكنها عزل كابول خلال 30 يوماً والاستيلاء عليها خلال 90 يوماً.
وأظهرت صور شبكات التلفزة عائلات تخيم في حدائق كابول بدون مأوى تقريباً وذلك هرباً من العنف الدائر في أماكن أخرى من البلاد.
وقالت الأمم المتحدة إن وصول هجوم طالبان إلى العاصمة كابول سيكون له “تأثير كارثي على المدنيين”، لكن لا يوجد أمل كبير للوصول إلى نهاية للقتال عبر التفاوض، حيث يبدو أن المتمردين مصممون على تحقيق نصر عسكري.
وسيطرت طالبان أيضاً على مدينتي لاشكار غاه في الجنوب وقلعة نو في شمال غرب البلاد، كما قال ضباط أمن. وقال مسؤولون إن مدينة فيروز كو، عاصمة إقليم غور وسط البلاد، جرى تسليمها دون قتال.
وسيطر المسلحون، الذين يقاتلون لإلحاق الهزيمة بالحكومة، على 14 عاصمة من بين عواصم الأقاليم الـ 34 في أفغانستان منذ 6 أغسطس/ آب الجاري.
واحتجز مسلحو طالبان القائد العسكري المخضرم محمد إسماعيل خان، بعد سيطرتهم على هيرات، كما قال مسؤول حكومي، مضيفاً بأنهم وعدوا بعدم إيذائه مع المسؤولين الآخرين الذين قُبض عليهم. وأكد متحدث باسم حركة طالبان أن خان، الذي كان يقود مقاتلين ضد الحركة، في عهدتهم.
قرار بايدن
لقد أثارت سرعة هجوم طالبان، مع استعداد القوات التي تقودها الولايات المتحدة لاتمام انسحابها بحلول نهاية هذا الشهر، خلافات واتهامات حول قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب القوات الأمريكية، بعد 20 عاماً من إطاحتها بحركة طالبان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة.
وقال بايدن هذا الأسبوع إنه لم يندم على قراره، مشيراً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار على أطول حرب لها وفقدت آلاف الجنود.
وكان وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن قد تحدثا الخميس إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني. وقالا له إن الولايات المتحدة تبقى “ملتزمة” بأمن أفغانستان.
ولكن في الداخل الأمريكي، يتصاعد الانتقاد لسياسة بايدن إزاء أفغانستان.
فقد قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، إن استراتيجية الخروج كانت تتمثل في إرسال الولايات المتحدة “مندفعة نحو خاتمة أسوأ حتى من السقوط المذل لسايغون في 1975″، وحث بايدن على الالتزام بتقديم المزيد من الدعم للقوات الأفغانية.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن افغانستان في طريقها لأن تصبح دولة الفاشلة ولأن تشهد حربا أهلية تزدهر فيها جماعات مثل القاعدة وقد تشكل تهديداً للغرب من جديد.
[ad_2]
Source link