التغير المناخي: ما هي حركة سولاربنك وهل يمكنها إنقاذ كوكبنا؟
[ad_1]
- نيكولا سميث
- مراسلة تكنولوجيا الاقتصاد
أحياء سكنية في أحضان مساحات خضراء و حدائق على سطوح الأبنية، وقرى عائمة، ووسائل نقل تغذيها الطاقة النظيفة، وحكايات الخيال العلمي المليئة بالأمل. تخيل عالماً مليئا بالتقنيات الحالية المسخرة لخدمة البشر والكوكب على حد سواء.
إنها “السولار بنك”، ويشير المصطلح، الذي برز إلى الوجود في عام 2008، إلى حركة فنية تتصور كيف يمكن أن يبدو المستقبل إذا كنا نعيش في وئام مع الطبيعة في عالم يعتمد على الطاقة المستدامة ويتسم بالمساواة.
تقول ميشيل تولوميلو، مدرسة فنون السولاربنك في ولاية نيويورك: “إن سولاربنك هي حقا الحل الوحيد للكارثة الوجودية للتغير المناخ التي هي من صنع البشر”.
وتتابع: “إذا كنا نرغب في البقاء على قيد الحياة والاحتفاظ ببعض الأشياء التي نهتم بها على الأرض معنا، فهذا ينطوي على تغيير أساسي ضروري في نظرتنا للعالم، بمعنى أنه ينبغي علينا أن نغير نظرتنا بشكل جذري من تنافسية إلى تعاونية”.
ولكن ما هو تأثير هذه الحركة الطوباوية الآخذة بالازدهار على صناعة التكنولوجيا؟ هل هي مصدر إلهام لها؟ وهل يستمع القائمون على تلك الصناعة لهذه الحركة؟.
تدير شركة “فيرن غلوبال” خدمات مركز بيانات من حرم جامعي في أيسلندا، يعمل بنسبة 100 في المئة بواسطة الطاقة المتجددة.
ويقول تيت كانتريل، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، إن المناظر الطبيعية الخلابة في أيسلندا تتناسب تماما مع سولاربنك.
“إن جوهر سولاربنك يتمثل في التكنولوجيا التي تذوب وتندمج في البيئة، والتكنولوجيا التي تعمل بالطاقة المتجددة هي جزء فعلي من الاقتصاد الذي يعتمد على التدوير، الاقتصاد الذي يقضي على النفايات من خلال الاستخدام المستمر للموارد. وهذا التآزر يجعل الطاقة المتجددة تعبيرا حقيقيا للغاية عن مستقبل سولاربنك”.
لكن ليست كل الشركات التي تعمل في الاقتصاد الأخضر(المعني بالحفاظ على البيئة) على دراية بهذه الحركة.
دانيال إيغر هو المدير التجاري لشركة “كلايم وركس، وهي شركة سويسرية تجمع ثاني أكسيد الكربون (CO2) مباشرة من الهواء باستخدام آلات تعمل بالطاقة المتجددة أو الطاقة المستمدة من النفايات.
ينظر الكثيرون إلى تقنيات اصطياد الكربون وتخزينه (CCS) على أنها طريقة مهمة للسيطرة على ثاني أكسيد الكربون.
يقول: “هدفنا هو إلهام مليار شخص لإزالة الكربون من الهواء”. “بالتأكيد ليس هدفنا أن نفعل ذلك بمفردنا – نحن بحاجة إلى أن نكون جزءاً من نظام بيئي واسع”.
على الرغم من أنها تهدف إلى معالجة تغير المناخ وتحفيز المجتمع الأوسع، إلا أن الشركة لا تعرف الكثير عن سولاربنك. ويقول إيغر: “ليس الأمر أننا لا نُقدر ما يفكر فيه الآخرون، لكن التقاطعات بين شركتنا وسولاربنك ليست بالكبيرة “.
هل من المحتمل أن تكون الدلالات الضمنية الفوضوية لسولاربنك مُنفّرة للبعض؟
“فيبي تيكل، عالمة ومصممة أنظمة ورائدة أعمال ومشاركة في تأسيس شركة “مورال إيماجنيشنز”، التي تعمل مع منظمات بما في ذلك الجامعات والمجالس المحلية والمجتمعات لتشجيع إعادة تصور عالم أفضل. تقول تيكل: “ربما دعوة الناس لكي يتبنوا فكر سولاربنك هي أقل جاذبية بكثير من تشجيعهم على إطلاق العنان لمخيلتهم”.
“نحن نشجع على إعمال المخيلة لأن كل شركة ومؤسسة تعرف أنه لكي تُواكب المستقبل وتكون مرنة، فإنها تحتاج إلى موظفين مبدعين يتمتعون بمخيلة خصبة ومرنين وقادرين على الصمود في عالم متقلب ومعقد وغامض”.
وتضيف: “نأمل أن يستمروا في الإبداع وفي مواكبة سولاربنك”.
الشركة الكندية (CUT) هي إحدى المنظمات التي تعتمد على سولاربنك لتوصيل رؤيتها. تسمح تقنية المفاعل الخاصة بالشركة بتفكيك المواد وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى إنتاج دواعم خرسانية محسّنة.
في عام 2020، أطلقت الشركة علامة تجارية للمستهلكين، هي “إيكسبيديشن إير”، تبيع منتجات مثل اللوحات والقمصان المصنوعة من مواد معالجة بطريقة “التقاط الكربون”. إنها خطوة متجذرة في سولاربنك.
تقول ماديسون سافيلو ، رئيسة مشروع ، إكسبيديشن إير “بمجرد أن بدأنا العمل مع الفنانين لتوضيح كيفية دمج مادة الكربون التي تم التقاطها في مثل هذه المجموعة المتنوعة من المنتجات، بدأنا في تلقي استفسارات من الشركات والعلامات التجارية الكبرى التي ترغب في دمج موادنا في خطوط إنتاجها الحالية”.
وتضيف أن أحد الدوافع الرئيسية لعروضها الفنية ومنتجاتها الاستهلاكية هو السماح للمستهلكين بالتفاعل مع مواد تكنولوجيا الكربون، وتصَور مستقبل تكون فيه المنتجات والفن بمثابة أحواض للكربون.
“لقد استخدمنا الفن والمنتجات الاستهلاكية للتقليل من مخاطر استغلال هذه المواد غير المألوفة، وبدأنا محادثات مع الشركات التي لديها القدرة الإنتاجية لتغيير المشهد فيما يتعلق بالحد من انبعاث الكربون”.
لكن استخدام الفن والخيال لجعل الشركات الكبرى تتحرك ليس كافياً. لذا تدعو حركة سولاربنك أيضا إلى تبادُل المعرفة والتركيز على المجتمع – وليس التسلسل الهرمي والربح والثروة المفرطة للأقلية. الأمر يتطلب تغيير المنظومة السائدة برمتها.
تقول ميشيل تولوميلو، إنها تعرف العديد من أفراد سولاربنك الذين يعملون في قطاع التكنولوجيا.
“أعتقد أن وجهات نظرنا تكتسب زخما هناك. وستكون الشركات الناشئة الصغيرة والصديقة للبيئة ذات التقنية العالية والهياكل التعاونية هي من تدعمها سولاربنك، فتلك التي تتبنى نموذج العمل التعاوني المملوك للعمال من المرجح أن تتمسك بمبادئها والتزامها بالاستدامة وتحييد الكربون”.
ومبدأ الموارد المفتوحة هو في صميم توجه العديد من هذه الشركات. أحد الأمثلة شركة “أوبن سورس إيكولوجي” ومقرها الولايات المتحدة، وقد طورت آلات صناعية، مثل الجرارات أو الأفران أو جبالات الأسمنت، والتي يمكن تصنيعها بجزء بسيط من التكلفة التجارية وتشارك تصميماتها عبر الإنترنت مجانا. هدفها هو خلق اقتصاد مفتوح المصدر.
تقول إيلي داي، وهي مهندسة برمجيات ومن المتحمسين لحركة سولاربنك، إن الطرف الذي يتبنى فكر الحركة يجب أن يكون يتجاوز مجرد الربح.
“بالتأكيد، يمكن للرأسمالية أن تساهم في التكنولوجيا، ولكن يجب أن تكون رفاهية البشر قبل الربح دائما. لذلك إذا كان بإمكان شركات التكنولوجيا المساعدة في نشر فكر سولاربنك من خلال العمل مع أولئك الموجودين أصلا في فضاء الأعمال دون تغيير ما تعنيه، فأنا من أشد المؤيدين لذلك”.
وعلى الرغم من أن حركة سولاربنك على خلاف مع العديد من شركات التكنولوجيا الكبيرة، غير أنها تظل فرصة ضخمة وغير مستغلة لكل من الابتكار المُلهم ونشر الأفكار الجديدة الخلاقة، كما يجادل المدافعون عنها.
تقول تيكل: “غالبا ما ترى صناعة التكنولوجيا، والعدالة الاجتماعية، وقطاع البيئة أنها منفصلة تماما بل وحتى في حالة حرب مع بعضها البعض”.
وتختم بالقول: “تعد سولاربنك إنجازاً ثقافيا مميزا ومؤثرا للغاية يمكنها جمع الجهود عبر هذه القطاعات بطريقة متناسقة”.
[ad_2]
Source link