أخبار عاجلة

تربويون لـ الأنباء العودة إلى مقاعد | جريدة الأنباء


عبدالعزيز الفضلي

أجمع عدد من التربويين على أن العودة إلى مقاعد الدراسة في العام الدراسي الجديد هي العودة للحياة الطبيعية، مؤكدين أن ذلك أمر حتمي وضروري لإنقاذ العملية التعليمية ولن يتم ذلك إلا بتضافر جهود جميع الجهات.

وقال تربويون في استطلاع أجرته «الأنباء»، إنه لا غنى للطالب والمعلم عن القاعات والفصول الدراسية والبيئة المدرسية، وما تتوافر فيها من إمكانيات تساعد في العملية التعليمية، مشيرين إلى أن العودة الى الدراسة لابد أن تقوم على أسس ومعايير واضحة، وان تكون هذه الخطوات مدروسة وثابتة بعيدا عن الاندفاع والعشوائية.

وأكدوا أهمية مرحلة التأسيس خاصة في الصفوف الـ 3 الأولى، حيث تتطلب وجود تعليم تفاعلي بين المتعلم والمعلم ومواقف تعليمية تسهم في تعزيز مهارات الطلبة في القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، مما يجعل عودة الدراسة التقليدية أمرا ضروريا.

وبينوا أنه من الشروط الأساسية التي يتوقف عليها تحقيق الهدف من عملية التعلم في أي مجال من مجالاته المتعددة الدافعية للتعلم، لذا فلابد من إيجاد هذا الأمر والعمل على تعزيزه.

البداية مع جمعية المعلمين، حيث أكد أمين سرها عايض السبيعي، أن الجمعية قدمت مقترحات بخصوص عودة الطلبة لمقاعد الدراسة، حرصا من الجمعية على دعم أصحاب القرار نحو البدء بخطوات عملية تساعد في تسريع عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة وفق نظام تعليمي حديث يراعى فيه المنهج وحضور الطلاب والاختبارات وكل ما يتعلق بالعملية التعليمية بجانب الظروف الحالية لهذه الجائحة والإجراءات الصحية والاحترازية والتباعد الاجتماعي، واضعين في الاعتبار أن التعليم ضرورة ومصلحة وطنية لا يمكن الاستغناء عنها أو إيقافها.

وأضاف السبيعي أن مقترحات جمعية المعلمين تعتمد في عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بالمدارس، على نظام تعليمي حديث تم تطبيقه في العديد من الدول بما يتناسب مع معطيات الواقع وآفاق المستقبل وهو التعليم المدمج حتى نصل من خلاله بنسبة حضور المتعلمين لمقاعد الدراسة إلى 100% داخل المداس، مشيرا إلى أننا نؤكد من خلال هذه المقترحات على أن «التعليم عن بُعد» لن يكون البديل الدائم عن التعليم التقليدي، فلا غنى للطالب والمعلم عن القاعات والفصول الدراسية والبيئة المدرسية بما تتوافر فيها من إمكانيات تساعد في العملية التعليمية.

وأوضح أن التعليم المدمج يعرف بأنه احدى صيغ التعليم أو التعلم التي يندمج فيها التعليم الإلكتروني مع التعليم الصفي التقليدي في إطار واحد، حيث توظف أدوات التعليم الإلكتروني سواء المعتمدة على الكمبيوتر أو على الشبكة في الدروس، مثل الدروس المطبقة في الصفوف الذكية أو المعامل المجهزة في الوضع الطبيعي وفي الوضع الخاص بالفصول الافتراضية المنشأة بواسطة أحد التطبيقات الحديثة.

تحد كبير

من جهته، أكد المدير المساعد في ثانوية أحمد الربعي للبنين أحمد ميرزا، أن الجهات المختصة في وزارة التربية تواصل جهودها لحسم ملف عودة الطلبة للفصول الدراسية لعام (٢٠٢١- ٢٠٢٢)، مشيرا إلى أننا أمام هذا التحدي الكبير الذي عصف بالعالم أجمع والذي فرض علينا متغيرات كثيرة قمنا بالاستجابة لها واتخاذ ما يلزم لمواجهة هذا التحدي، لاسيما ان البعض يتساءل كيف ومتى تكون العودة إلى الفصول الدراسية وحتى تنطلق هذه الدفة بأمان فلابد أن تقوم على أسس ومعايير واضحة وأن تكون هذه الخطوات مدروسة وثابتة بعيدا عن الاندفاع والعشوائية.

وأضاف ميرزا أن الخطوة الأولى لابد أن تكون وفقا للمعطيات المتوافرة لدينا والإحصائيات بعدد المعلمين والطلبة الذي تم تطعيمهم وتلقيهم اللقاح، لافتا إلى أن الخطوة الثانية هي إعداد خطة متكاملة للعودة الجزئية للطلبة والتحاقهم بالفصول الدراسية، والتي لابد أن تراعي فيها عدة جوانب منها الوضوح والدقة والكفاءة، وان تكون قابلة للتنفيذ وتتمتع بالشمولية والمرونة وتتم من خلالها تهيئة الميدان التربوي وتدريب المعلمين لاستقبال الطلبة مع الالتزام التام بالاشتراطات الصحية بالإضافة إلى ضرورة التهيئة النفسية للطلبة ونشر الوعي بينهم وحثهم على التطعيم وأخذ اللقاح مع التقيد التام بالاشتراطات الصحية.

وشدد على ضرورة مواصلة التعليم بالفصول الدراسية وكيفية مواجهة هذا التحدي بعزيمة وإصرار مع الاستلهام من دروس الماضي والاستفادة من التجارب الناجحة واستيعابنا جيدا للحاضر والالتزام بالمعطيات دون الاستعجال بالقرارات.

الحياة الطبيعية

من جانبها، قالت مديرة مدرسة أم أيمن الابتدائية للبنات انتصار خالد الحباج انه رغم نجاح تجربة التعليم عن بعد كبديل للتعليم التقليدي وقت تفشي جائحة كورونا وإنقاذها للموقف التعليمي في هذا التوقيت الحرج، إلا أن التعليم عن بعد لا يمكن أن يغني عن العودة إلى مقاعد الدراسة والتعليم التفاعلي التقليدي، موضحة أن التعليم التقليدي يظل هو الأفضل من جهة التحصيل التعليمي لأهمية وجود تفاعل بين الطالب والمعلم.

وأضافت الحباج أن وزارة التربية لمست وجود فاقد تعليمي لدى الطلبة وخاصة في الصفوف الثلاثة الأولى من التعليم الابتدائي، لاسيما أن مرحلة التأسيس تتطلب وجود تعليم تفاعلي بين المتعلم والمعلم ومواقف تعليمية تساهم في تعزيز مهاراتهم في القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، مما يجعل من عودة الدراسة التقليدية أمرا ضروريا.

وذكرت أن التربية قامت وبالتعاون مع وزارة الصحة بتشكيل فرق فرعية للعمل المشترك في جميع المناطق التعليمية تكون مهمتها وضع الضوابط والاشتراطات الصحية ومتابعة تنفيذها بشكل صارم لضمان العودة الآمنة للدراسة التقليدية بالمدارس.

وتقدمت الحباج ببعض الاقتراحات التي تساعد في العودة الآمنة للدراسة قائلة: «يفضل ان يكون الحضور في الفصل الدراسي الأول جزئيا لبعض أيام الأسبوع ويخصص باقي أيام الأسبوع للتعليم عن بعد على أن يكون الحضور الأكبر للصفوف الـ 3 الأولى للمرحلة الابتدائية بتنسيق يضمن تقليل كثافة الحضور داخل الفصول الدراسية بما يؤمّن تنفيذ الاشتراطات الصحية والتباعد بين المتعلمين مع تطبيق بعض الاشتراطات الوقائية التي تحافظ على أبنائنا المتعلمين أثناء تواجدهم بالمدرسة لتلقي فعاليات اليوم الدراسي وهي: إلغاء طابور الصباح «لقاء الصباح» واستغلال الوقت المخصص له في استقبال المتعلمين ووصولهم للفصول الدراسية بشكل آمن.

إلغاء تشغيل المقصف المدرسي لمنع التزاحم واستبداله بطريقه آمنه تضمن الأمان لأبنائنا المتعلمين مع وضع لوائح توضح طريقة التعامل مع المتعلمين أصحاب الحالات المرضية الخاصة، مؤكدة أن عودة الدراسة التقليدية بجانب التعليم عن بعد هو أمر حتمي وضروري لإنقاذ العملية التعليمية من جهة ولعودة الحياة الطبيعية للبلاد من جهة أخرى، وأن ذلك لن يتم إلا بتضافر جهود جميع الجهات وجميع المواطنين والمقيمين على تراب هذا الوطن الغالي.

الدافعية للتعلم

أما مستشارة الإشراف التربوي مناير الحمادي، فأكدت أن من الشروط الأساسية التي يتوقف عليها تحقيق الهدف من عملية التعلم في أي مجال من مجالاته المتعددة هو الدافعية للتعلم، فما هو موقع هذا المحور الأساسي من خطة وزارة التربية، لافتة إلى أن المتعلمين في أمس الحاجة للتهيئة والاستعداد الذهني والنفسي والبدني بعد انقطاع طويل وفاقد تعليمي كبير، متسائلة: هل هناك تعاون بين وزارة التربية ومؤسسات المجتمع المدني والشركات والمراكز المهتمة بالطفل والتعليم لتحقيق الشراكة المجتمعية لتقديم هذا الدعم للمتعلمين قبل العودة للمدرسة؟

وأضافت أن التعليم المدمج هو ليس مجرد خلط بين التكنولوجيا والتعليم فهل تم تقديم التدريب للهيئة الإدارية والتعليمية لهذا النوع من التعليم؟ وهل تملك المدارس الوسائل التكنولوجية والأدوات التقنية وشبكات الإنترنت داخل الفصول الدراسية اللازمة لهذا النوع من التعليم المدمج؟ وما هو مستوى جودة الوسائط التعليمية التكنولوجية المتاحة للتعليم الإلكتروني؟

وهل تلك الوسائط تقدم نوعية جيدة من التعلم لتناسب خصائص المتعلمين واحتياجاتهم وتناسب المقرر الدراسي والأهداف التعليمية؟ موضحة أننا بعد عام دراسي كامل نفتقد في منظومتنا التعليمية وجود منصة تعليمية تفاعلية معدة من قبل مختصي تكنولوجيا التعليم، حيث يصمم الفيديو التعليمي والعروض وفق المقرر الدراسي وأهداف الحصة وتضمينها بأنشطة تفاعلية تساعد على قياس مستوى التعلم وتقدم التغذية الراجعة للمعلم عن مستوى الطالب، وليس أرشيف كما هو متوافر حاليا في منصة تيمز.

لا يصح إلا الصحيح

بدوره، أكد المعلم أحمد سليمان أهمية العودة للدراسة التقليدية، مشيرا إلى أن المبنى المدرسي تربوي قبل أن يكون تعليميا، لذلك لابد من العودة لمقاعد الدراسة خاصة بعدما بدأت أغلب دول العالم بالعودة التدريجية للحياة الطبيعية.

أما ناصر علي وهو ولي أمر طالب، فقد أكد أنه لا يصح إلا الصحيح ولا غنى عن العودة لمقاعد الدراسة، موضحا أن عدم عودة الدراسة تعني ضياع مستقبل التعليم وتخريج جيل أمي.

وأعرب على أن تتكاتف جميع الجهود مع وزارة التربية لتحقيق الهدف المنشود، لافتا إلى أنه أولا وأخيرا هو مصلحة أبنائنا، ويجب علينا دعم التربية ومساعدتها لتنفيذ العودة للدراسة بأي طريقة كانت، المهم أن يعود الطالب للمدرسة ويلتقي معلميه.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى