في زمن كورونا.. فيسبوك يغازل المتدينين بخاصية الصلاة
[ad_1]
“صلوا لوالدتي المريضة”، “ادعوا لابني لينجح في امتحانه”، “اذكروا أختي الراحلة في صلواتكم”… دعوات نراها كثيراً على موقع فيسبوك.
بخلاف مواقع التواصل الأخرى التي تجذب صغار السن والمراهقين، تحول فيسبوك في السنوات الأخيرة إلى ما يشبه موقع التواصل الرسمي للتفاعل مع الأسر، ما يعزّز من دوره في المناسبات الدينية.
ولأن خوارزميات فيسبوك تقرأ اهتماماتنا بتمعّن، لاحظت الشركة أن استثمارها في الجانب الروحاني، قد يتيح لها أفقاً جديداً من الكسب المادي، عبر الإعلانات المفصلة على قياس المستخدمين المتدينين.
إعلانات للمتدينين
وبعد أشهر من التجارب، بدأت الشركة بتجربة خاصية “صلاة” مستحدثة، باتت متوفرة عبر مجموعات محدودة للمستخدمين في الولايات المتحدة،، بحسب وكالة رويترز.
ويمكن لمدراء المجموعات أن يفعلوا الخاصية، لتصير متاحة للأعضاء. عندها، يمكن للمستخدمين أن يطلبوا من الآخرين مشاركتهم الصلاة، عبر زرّ يظهر تحت المنشور.
لا يختلف التفاعل مع منشور الدعاء عن أي منشور آخر، إذ يمكن للمعلقين نقر زرّ تظهر بعده عبارة “أنا صليت”، تماماً كما تظهر عبارات “الإعجاب” و”الحب” و”القهقهة”.
وبحسب وكالة رويترز، فإن منشورات الصلاة ستعامل تماماً مثل أي منشور آخر، فيما يتعلق سياسة الخصوصية وجمع البيانات، وستوظف لتفصيل إعلانات تتناسب مع اهتمامات كل مستخدم.
تهدف شركة فيسبوك من خلال هذه التجربة، إلى مغازلة المصلين والمؤمنين، إذ تعدهم عينة حيوية يمكن أن توفر أرضاً خصبة للاستثمار.
بدأت الشركة الأمريكية التفكير بتعزيز تعاونها مع الجماعات الدينية في العام 2017، من خلال تأسيس فريق متخصص أسمته “فريق الشراكات الدينية”.
ولكن، مع تفشي وباء كورونا، تحوّلت منصة فيسبوك بشكل تلقائي إلى محج لأتباع الأديان، ونقلت عبرها قداديس، وخطب جمعة، وصلوات…
هكذا، سرّع الوباء من خطة فيسبوك، وجعل جهود الشركة أكثر إلحاحاً، بحسب ما قالت رئيسة “فريق الشراكات الإيمانية” في فيسبوك، القسيسة نونا جونز، لوكالة رويترز.
وكانت “وكالة الأنباء الدينية” الأمريكية تحدثت عن نية فيسبوك إطلاق خدمة الصلاة في أبريل/نيسان الماضي.
يومها قالت نونا جونز للوكالة: “رسالتنا في منح الناس القدرة على بناء جماعات، ستمتدّ لتشمل أكبر جماعة في العالم، وهي جماعة الإيمان”.
بناء روابط
في يونيو/ حزيران الماضي، عقدت الشركة أول مؤتمر افتراضي لقادة الأديان، عبر خاصية البثّ المباشر، لتقديم مشاريعها حول أدوات تفيد الجماعات الروحية.
وخلال المؤتمر تحدثت رئيسة العلميات التنفيذية شيريل ساندبرغ عن مستقبل سيتاح فيه استخدام الواقع المعزز في التفاعل مع المصلين.
وقالت ساندبرغ: “الجماعات الدينية ومواقع التواصل ثنائي مثالي، لأن كلاهما يقومان على بناء روابط”.
ويرى مسؤولون في فيسبوك إن مجموعات الإيمان من أكبر الجماعات التي تستخدم منتجات الشركة. وأظهرت بيانات المستخدمين خلال فترة الوباء، أن فئة الاهتمامات الروحانية تضخمت بشكل ملحوظ.
وخلال فترة الإقفال التام، زودت الشركة بعض الكنائس في الولايات المتحدة بأدوات تسهل بث الصلوات وتصوير المحتوى، مثل حوامل لتثبيت الهواتف خلال التصوير، وميكروفونات. كما أطلقت موقعاً خاصاً لتقديم تدريبات لقادة الجماعات الدينية، حول كيفية تصوير المحتوى.
وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، قال القس سام كولييه إن مطورين من فيسبوك عقدوا معه اجتماعات مكثفة خلال الأشهر الماضية، لمساعدته في التحضير لافتتاح كنيسته في ولاية أتلانتا.
وبحسب الصحيفة، قدم المطورون للقس نصائح حول استخدام تطبيقات لجمع التبرعات، وكيفية استخدام الفيديو لبث الصلوات والعظات.
وافتتحت الكنيسة في يونيو/ حزيران الماضي، وقالت في بيان إنها تعمل بالشراكة مع فيسبوك، وستبثّ خدماتها الدينية عبر المنصة “حصراً”.
“ازدواجية معايير”
لا شك أن الوباء أجبر الجماعات الدينية على ابتكار طرق جديدة لإدارة عملياتها. ومن خلال هذه الحاجة المستجدة، تطمح فيسبوك لتصير منصاتها “بيتاً” للكنائس، والمساجد، وغيرها من أماكن العبادة.
بالرغم من حماسة بعضهم لخدمة الصلاة المستحدثة، قال قادة جماعات دينية لوكالة رويترز إنها لا تقدّم جديداً، لأن الناس تصلي مع بعضها البعض عبر المنصة أساساً، ولا حاجة لإضافة زرّ يوضح ذلك.
وقال بعضهم الآخر إن فيسبوك سارع لإصدار أداة للصلاة، بينما لم تكن ردود فعله فعالة وعملية تجاه خطاب الكراهية والهجمات الالكترونية على بعض الجماعات الدينية خلال فترة الوباء.
يواجه فيسبوك في الأساس انتقادات لاذعة حول عدم اتخاذه إجراءات جدية للحدّ من أدبيات العنف، والأخبار الكاذبة عبر منصاته.
لذلك يعتقد كثر أن التركيز على إطلاق خدمة الصلاة، في غير محله، بل يجب أن تكون الأولوية للحدّ من نشر المعلومات المغلوطة حول الوباء واللقاحات، ومعالجة الخروق لخصوصيات المستخدمين.
تكتب اليزابيث دياز في “نيويورك تايمز” إن الصلاة الافتراضية لا يمكن أن تحلّ قريباً مكان اللقاءات الجماعية على أرض الواقع، لأنه من الصعب حد التجربة الدينية بالإنترنت، ولكن “الكثير من الجماعات الدينية ترى فيها فرصة للتأثير في عدد أكبر من الناس”.
بحسب دياز فإن التعاون بين فيسبوك والجماعات الدينية يثير أسئلة فلسفية وأخلاقية. وتكتب: “لطالما كان الدين وسيلة أساسية لتكوين مجتمعات بشرية، والآن، تدخل شركات التواصل الاجتماعي على الخطّ، وتسعى للعب ذلك الدور”.
[ad_2]
Source link