حجاج بيت الله إلى منى
منذ إشراقة يوم أمس السابع من ذي الحجة، بدأت طلائع ضيوف الرحمن بالتوافد إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة لتأدية طواف القدوم، استعدادا لبدء مناسك الحج لهذا العام، وحناجرهم تلهج بالتلبية «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، وسط سلسلة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية لمواجهة تفشي «كورونا» إلى جانب الخدمات المتكاملة.
ومنذ ساعات الصباح الأولى تواجد الحجاج في مراكز التجمع الأربعة (النوارية، والزايدي، والشرائع، والهدا)، وتم نقلهم عبر خدمة النقل الترددي وتفويجهم إلى الحرم المكي، عبر مجموعة مجدولة ومنظمة متكاملة من الخطط والإجراءات التي تضمن عملية التباعد الجسدي وتطبيق كل الإجراءات الاحترازية، حيث يتم تفويج 6000 حاج كل ثلاث ساعات.
ويستمر الحجاج في التدفق إلى المسجد الحرام لأداء طواف القدوم حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم الأحد الثامن من ذي الحجة.
وبعد استكمال طواف القدوم، يتم مغادرة جميع الحجاج من المسجد الحرام والانطلاق بالحافلات من محطة «باب علي» وصولا إلى ساحة جسر الجمرات، وعبر النقل بنظام الرحلات الترددية، بما لا يقل عن 200 حافلة وبمتوسط 2000 حاج لكل 3 ساعات، ليتم وصولهم إلى الساحة، وبحسب ألوان النطاقات المخصصة لمشعر منى، ليتمكن الحاج من الوصول عبر مسارات مخصصة لكل لون إلى مقر سكنه في منى حيث تبدأ مناسك الحج في يوم التروية.
ويشارك نحو 60 ألف مواطن سعودي ومقيم، ممن حصلوا على التطعيمات الكاملة، في المناسك مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم حضروا في عام 2019. واختير المشاركون من بين نحو 558 ألف متقدم وفق نظام تدقيق إلكتروني.
ويقتصر الحج هذا العام على المقيمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما، ومن غير أصحاب الأمراض المزمنة.
وقال مدير الإدارة العامة للحشود والتفويج بالمسجد الحرام م.أسامة الحجيلي في تصريح أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) إنه تم التأهب والاستعداد لاستقبال تفويج الحجاج لطواف القدوم بالمسجد الحرام، بجميع أدوار صحن المطاف والمسعى وتهيئة مواقع تنظيم الحجاج والتي تتسع لنحو 11 ألف حاج لتنظيم دخولهم لأدوار صحن المطاف.
وأضاف الحجيلي أنه تم حشد أكثر من 500 موظف وموظفة لاستقبال الحجاج لأداء طواف القدوم من خلال ثلاث نقاط تجمع هي كدي والشبيكة وأجياد للدخول إلى المسجد الحرام، حيث خصص باب المروة للخروج بعد أداء نسكهم. وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية حددت يومي السابع والثامن من ذي الحجة، لاستقبال الحجاج بناء على جداول وخطط أبلغ بها كل حاج حيث وفرت قائدا صحيا لكل 20 حاجا في كل حافلة.
وغلبت مشاعر الفرح ضيوف الرحمن الذين اختيروا من بين أكثر من نصف مليون طلب للمشاركة، ومنهم أفراد أسرة هندية مكونة من خمسة أفراد اختيروا كلهم لأداء الحج الذي يخضع للسنة الثانية على التوالي لقيود بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقال أمين (58 عاما)، المتعاقد الهندي في قطاع النفط الذي يعيش في مدينة الدمام في شرق المملكة لوكالة «فرانس برس»، بشغف «نحن نشعر بسعادة عارمة»، إذ يؤدي الحج مع زوجته وأبنائه الثلاثة.
وتبدأ مناسك الحج اليوم بيوم التروية وتستمر حتى نهاية أيام التشريق وهي أيام عيد الأضحى.
ويتحدر الحجاج من 150 بلدا، لكنهم كلهم من المقيمين في المملكة، مع إعطاء الأولوية لمن يؤدون المناسك لأول مرة، على ما ذكرت الوزارة. ويقول الصيدلي المصري محمد العتر «أشعر وكأنني فزت باليانصيب».
ويضيف الشاب البالغ 31 عاما «هذه لحظة خاصة لا تنسى في حياتي. أشكر الله على منحي فرصة أن يتم قبولي بين الكثير من الأشخاص الذين تقدموا» للحج.
بدوره، أكد قائد قوة الحج اللواء زايد الطويان، في تصريح لـ «العربية.نت»، عدم السماح لأي معتمر من دخول مكة المكرمة إلا في حال وجود تصريح حج، والذي منح لمن حالاتهم الصحية جيدة ومحصنين في تطبيق توكلنا، مشيرا إلى ان المخطط ان يتم نقل نحو 50% من الحجاج الى مشعر منى أمس.
وشدد على تطبيق تصاريح الحجاج والتأكد من الحالة الصحية في المراكز الأربعة المخصصة لاستقبال الحجاج في «الزائدي، والنوارية، والشرائع، والهدا».
وقال «الحجاج يصلون للحرم من خلال المراكز الأربعة، محددة لهم أبواب للدخول للحرم لأداء طواف القدوم، وفق خطط التفويج يتجه ضيوف الرحمن بعد ذلك إلى ساحة منشأة جسر الجمرات، يتم فرزهم وتصنيفهم حسب الألوان، والتي تحكمها مواقع المخيمات والمتمثلة في الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق».
