الجزائر والمغرب: هل يتصاعد الخلاف بين البلدين بعد تصريحات حول منطقة القبائل؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
تناولت صحف عربية التجاذب الأخير بين الجزائر والمغرب على خلفية دعوة ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة إلى “حق تقرير المصير” لسكان منطقة القبائل في الجزائر التي ردّت باستدعاء سفيرها لدى الرباط.
ووصف كُتاب جزائريون ما قام به المندوب المغربي بأنه “سقطة غير محسوبة العواقب” وبأن المغرب يحاول “تصدير مشاكله إلى الخارج” وأن تقرير المصير إنما ينطبق على منطقة الريف المغربي.
واعتبر كُتاب مغاربة ما قاله المندوب المغربي بأنه ليس “زلة لسان” وإنما “دق ناقوسا لإعلان الحرب” مع الجزائر باستعمال نفس الأدوات التي تستعملها الأخيرة في حديثها عن “تقرير مصير الصحراء” و “الشعب الصحراوي”.
وكان الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قدم ورقة إلى حركة عدم الانحياز يدعوها لمعالجة ما وصفه بـ “تصفية الاستعمار في منطقة القبائل” في الجزائر و “تقرير المصير للشعب القبائلي”، واصفا منطقة القبائل بأنها “خاضعة للاستعمار الجزائري”.
وتأتي تصريحات هلال بعد مباشرة الجزائر وجبهة البوليساريو (التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية عن المغرب) ترسيمَ الحدود بينهما، بحسب ما ورد في المجلة الشهرية لوزارة الدفاع الجزائرية.
ووصفت صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية العلاقات بين البلدين بأنها “تدخل أسوأ فترة خلال 30 سنة”، وأعربت عن قلقها من أن تؤدي الأزمة إلى “قطيعة حقيقية” بين الجارين.
“مصالحة مستحيلة”
يصف ناصر جابي، في “القدس العربي” اللندنية، تصريحات السفير المغربي بأنها “سقطة… غير محسوبة العواقب”.
ويرى أن هذا التصرف “يمكن أن ينسف ما تبقى من أواصر أخوة بين الشعبين الجزائري والمغربي، في هذا الظرف الإقليمي المضطرب الذي يراد فيه للجنوب الجزائري التحول إلى بؤرة توتر ومجال للاختراقات”.
ويصف عبد الحميد عثماني، في “الشروق” الجزائرية، ما ورد في الوثيقة بأنه “تحريض حاقد على الجزائر”.
ويضيف الكاتب: “أسقط نظام المغرب، بمجاهرته بالسعي المدحور للنيل من وحدة الجزائر، كل تلك الحجج الضعيفة التي ما فتئ الطيِّبون يلوكونها باسم الأخوَّة القومية والإسلامية، آملين في تجاوز التوترات التي لم يستوعبوا عمقها الاستراتيجي ودوافعها الباطنة”.
ويضيف: “لم تعد مُجدية بعد الآن دعوات الطوباويين والرومانسيين إلى مصالحة مستحيلة مع نظام وظيفي، اختار طواعية منذ الستينيات أن يكون عدوًّا للجزائر، بتحالفاته مع الإمبرياليّة الغربية والاستعمار القديم والصهيونية العالميّة”.
ويقول عبد الملك بلغربي، في “الشعب” الجزائرية: “يحاول النظام الملكي المطلق تصدير مشاكله إلى الخارج، محاولا إخفاء جبهته الداخلية المشتعلة والملتهبة، نظرا للتهميش والإقصاء والحرمان والمضايقات والاعتقالات والانتهاكات التي يتعرض لها المغاربة، لا سيما في الريف المحروم من أدنى شروط وأساسيات الحياة”.
ويضيف أن المغرب “يهاجم مرة أخرى الجزائر، في اعتقاد منه أن بإمكانه زعزعة الاستقرار الداخلي، وهو وسادته يعلمون أن بلادنا أخذت استقلالها بقوة السلاح بعد ثورة عظيمة وصل صداها إلى كل العالم، حيث التحم فيها العربي والأمازيغي والشاوي والترقي والميزابي ووو… من أجل استقلال ووحدة شعب يعرف كيف يرد على من يصطاد في المياه العكرة”.
“دق ناقوسا لإعلان الحرب”
ويقول نورالدين اليزيد، في “هسبريس” الإلكترونية المغربية: “يبدو أن طاقة وقدرة الدولة المغربية على الصبر وتحمل تحرشات النظام الجزائري، ما عادت تنفع للتشبث بالدبلوماسية الهادئة، والاحتكام إلى منطق ضبط النفس والجنوح إلى التهدئة”.
ويعتبر الكاتب كلام المندوب المغربي بأنه “لا يعتبر زلة لسان أو كلاما عابرا، ولكنه دق ناقوسا لإعلان ‘الحرب’ على النظام الجزائري، وبدون هوادة، باستعمال نفس أدوات ووسائل حربه ضد مملكة محمد السادس، وهو شعار ‘تقرير المصير’ و’الشعب الصحراوي’ و’الاستقلال'”.
ويقول أبو إكرام المغربي، في “الأحداث” المغربية، إن تصريح المندوب المغربي “كان يتوقع ألا يتلقاه حكام الجزائر ببرودة الدم التي يتقبل بها المغرب طعناتهم في ملف الصحراء منذ أكثر من 46 عاما”، واصفا إياه بأنه “يضع حدا لعقود من الصبر والاحتساب”.
ويضيف: “موازين القوى الإقليمية، وأواصر القرابة، التي جعلت المغرب صامتا لعدة عقود من الزمن قد تغيرت”.
ويقول: “جيران الشرق اعتدوا على المملكة في الصحراء الشرقية وأطلقوا هجمات البوليساريو من ‘الناحية العسكرية الثالثة’، والآن ما عليهم إلا أن يبحثوا عن الدفاع عن استمرار كيانهم أمام أبناء القبائل، في الناحية العسكرية الأولى”.
ويقول لحسن العسبي في “الجريدة” المغربية: “ليس هناك في المغرب (دولة ومجتمع) من هو طامح أو سعيد لأي فكرة لتقسيم الجزائر الشقيقة، عكس النظام الجزائري الذي يعمل ميدانيا وبمليارات الدولارات منذ 1974 على محاولة تنفيذ تقسيم وحدة التراب الوطني المغربي. وهو المشروع الذي فشل وسيفشل دوما… لأن المسألة مغربيا مسألة وجود لا مسألة حدود”.
ويرى أن “الحكمة” في وثيقة المندوب المغربي “ليس فقط في أنها تؤشر على حقوق القبائليين الجزائريين، بل إنها تطرح المسألة ضمن مرجعية قانونية حقوقية دولية لتقرير المصير، الذي من ضمن مخارجه، ليس بالضرورة نهاية التقسيم والتجزئة والاستقلال، بل شكل تدبيري يقدم المغرب نموذجا رفيعا… في صحرائه الغربية الجنوبية، هو حل ‘الحكم الذاتي’. فهو في المحصلة شكل من أشكال تقرير المصير في القوانين الدولية”.
[ad_2]
Source link