جو بايدن: هل يحرم الرئيس الأمريكي من طقس المناولة؟
[ad_1]
- تارا ماكليفي
- مراسلة بي بي سي في البيت الأبيض
يعتقد بعض الأساقفة أن جو بايدن الرئيس الكاثوليكي الثاني لأمريكا يجب أن يُحرم من “المناولة” ( تناول القربان ) فهل إيمان بايدن ومسماه الوظيفي لا يلتقيان؟
فيما يتعلق بالإيمان، فإن الرئيس جو بايدن لا يخجل من إيمانه. ففي كل عطلة نهاية أسبوع يكون فيها في المدينة، يذهب إلى القداس في واشنطن، كما يصطحبه موكب سيارات في أمسيات السبت أو صباح الأحد إلى هولي ترينيتي، الكنيسة التي اعتاد الرئيس كينيدي، أول رئيس الكاثوليكي للولايات المتحدة، حضور القداس فيها. وهناك يرسم جو بايدن علامة الصليب في المناسبات العامة، وكاثوليكيته منسوجة في خطاباته وسياساته.
ومع ذلك، فإن موقف بايدن من الإجهاض ودعمه لحقوق الإنجاب يتعارض مع تعاليم الكنيسة. وكان بايدن قد بدا منزعجا شخصيا من فكرة الإجهاض حيث تساءل بصوت عال، منذ سنوات، عما إذا كان حكم المحكمة العليا التاريخي “رو ضد ويد” الذي أكد على هذا الحق في القانون الأمريكي قد “تجاوز الحد”. لكنه اليوم يدعم حق المرأة في اختيار إنجاب طفل من عدمه، وهو أحد المبادئ الأساسية للسياسة التقدمية.
ويثني الكاثوليك الليبراليون على بايدن لموقفه من الإجهاض بينما يشجبه المحافظون. ويقول بعض الأساقفة حاليا إنه يجب حرمانه من تناول القربان بسبب آرائه حول حقوق الإنجاب.
ونتيجة لذلك، أصبح تناول القربان “الإفخارستيا”، وهي عملية تناول شريحة خبز ترمز لجسد المسيح خلال طقوس الكنيسة، في قلب معركة بين الأساقفة المحافظين والكاثوليك التقدميين.
وهكذا بعد 6 أشهر من انتقاله إلى البيت الأبيض، أصبحت جهود بايدن للتوفيق بين السياسة التقدمية والإيمان الكاثوليكي مصدرا مثيراً للجدل.
وعندما كان كينيدي في البيت الأبيض قبل عقود كان إيمان الرئيس يظهر بالكاد في الأخبار. وكان كينيدي قد قلل من أمر إيمانه، وأوضح خلال حملته أن إيمانه لن يلعب دورا مهما في رئاسته. ويعود إقدام كينيدي على التقليل من أمر إيمانه جزئيا لأنه كان يعلم أن ذلك قد يضر بفرصه في الانتخاب حيث كان الكثيرون ينظرون إلى الكاثوليكية بطريقة سلبية في ذلك الوقت. وقال في كلمة خلال حملته الانتخابية: “أنا مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، وأنا أيضا كاثوليكي”.
وفي المقابل، سلط بايدن الضوء على إيمانه. ويقول درو كريستيانسن، القس اليسوعي والأستاذ بجامعة جورجتاون: “كان كنيدي كاثوليكياً في الخلفية، في حين أن الإيمان يأتي في طليعة حياة الرئيس بايدن”.
ونتيجة لذلك، تم رصد علاقة بايدن بالكنيسة منذ توليه منصب رئيس الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، انتقده الأساقفة المحافظون بسبب آرائه التقدمية، وقالوا إنه يجب أن يُحرم من المناولة.
في يونيو/حزيران الماضي، صوّت الأساقفة لصياغة بيان حول تناول القربان المقدس خلال اجتماع المؤتمر الأمريكي للأساقفة الكاثوليك، وهي جمعية أنشأها الفاتيكان. وتقوم مجموعة من الأساقفة الآن بكتابة بيان يستكشف اللاهوت الكامن وراء المناولة المقدسة والتي تعرف بطقوس تناول القربان المقدس.
و تقول آنا لوليس، الناشطة والمحللة الاستراتيجية للبيانات وهي تجلس في غرفة جلوسها بواشنطن تحيط بها صور مريم العذراء: “عندما يتعاون شخص ما رسميا مع الإجهاض فهذه جريمة كبيرة داخل الكنيسة”. وتضيف قائلة إن بايدن “يعيش في خطيئة مميتة” بسبب دعمه لحقوق الإجهاض ولا ينبغي أن يحصل على المناولة.
وعندما سُئل بايدن الشهر الماضي عن الحركة بين الكاثوليك المحافظين وجهودهم لحرمانه من المناولة، قال الرئيس الأمريكي إنه لا يعتقد أن الكنيسة ستطبق سياسة تمنعه من تلقي القربان المقدس، فهذه مسألة خاصة، لا أعتقد أن ذلك سيحدث”.
لكن في الواقع، كما يعلم الرئيس، فإن علاقته بالكنيسة تحظى باهتمام كبير من قبل الجمهور. وذلك ليس مفاجئا نظرا للطريقة التي تمتزج السياسة بالدين في الولايات المتحدة، وهو اتجاه تسارع في السنوات الأخيرة. وقد يكون من الصعب حاليا الترشح لمنصب دون الاعتراف بالولاء لقوة أعلى. فعلى الرغم من أن أمريكا ككل أصبحت أكثر علمانية، إلا أن الانتماء الديني في السياسة لا يزال مهما للكثيرين.
وحتى القادة الأمريكيون في الأعمال الفنية متدينون، فقد كتب دور الرئيس يوشيا بارتليت من المسلسل التلفزيوني الجناح الغربي، على اعتبار أنه كاثوليكي متدين يتعارض إيمانه مع السياسة.
وخارج الشاشة، يقول أقل من نصف الجمهوريين إنهم سيكونون على استعداد للتصويت لملحد، وفقا لاستطلاع غالوب، مما يجعل الإيمان ورقة اعتماد غير معلن عنها للفوز بالمنصب.
وضمن هيكل الكنيسة الكاثوليكية، سيتخذ رؤساء الأساقفة والكهنة المحليون قرارهم بأنفسهم بشأن إعطاء أو عدم إعطاء الرئيس، أو أي سياسي، المناولة أو حرمانه.
ويرحب الأب كيفن غيليسبي، القس في هولي ترينيتي في جورج تاون بالرئيس، وكذلك يفعل أولئك الموجودون في الأبرشية.
إنهم يتبعون ويلتون غريغوري رئيس أساقفة واشنطن الذي أوضح أنه لا يعتقد أن الكهنة يجب أن ينكروا القربان المقدس للرئيس.
وقال غريغوري لوكالة الأنباء الكاثوليكية: “يجب أن يكون هناك حوار في الكنيسة حتى مع أولئك الذين لدينا بعض الخلافات الكبيرة معهم”.
“تسليح المناولة”
يوجد اليوم حوالي 51 مليون كاثوليكي في الولايات المتحدة، أي حوالي خمس السكان. وينقسم هؤلاء بين الجمهورين والديمقراطيين بنسبة 48-47 في المئة. ويقول جزء صغير فقط، 14 في المئة، إنه من المهم جدا للمرشح أن يشارك معتقداته الدينية، وفقا لمركز بيو للأبحاث.
ومع ذلك، هناك انقسام عميق بين الكاثوليك الأمريكيين المتدينين حول الرئيس وتناول القربان المقدس. وقالت الأغلبية إنهم يعتقدون أنه لا ينبغي حرمان الرئيس من المناولة بسبب آرائه بشأن الإجهاض، لكن ما يقرب من الثلث اختلفوا، بما في ذلك غالبية الجمهوريين أو الكاثوليك ذوي الميول الجمهورية.
ويقول آدم وزنياك، الطالب في جامعة جورج تاون اليسوعية بالقرب من هولي ترينيتي، إن السمة المميزة للكاثوليكية هي “الإيمان الذي ينصف”. ويعتقد أن الرئيس يجسد هذه الروح من خلال جهوده لمساعدة الطبقة الوسطى وتعزيز المساواة العرقية.
ويضيف قائلا: “أعتقد أن بايدن يمثل حقا هذا النوع من الإيمان ، لأنه يفعل الكثير للمجتمع، والإجهاض هو جزء واحد فقط، وأعتقد أنه إذا ركزت فقط على ذلك فسوف تنسى الصورة الأكبر”.
ويرى ماني يريك، الذ يصف نفسه بأنه”كاثوليكي من المهد” ويصنع منتجات ترويجية للشركات في فونيكس، الأمر بشكل مختلف.
ويقول يريك إن بايدن وغيره من السياسيين الذين يدعمون الحقوق الإنجاب يعارضون عقيدة الكنيسة، وعلى الرئيس أن يتراجع أثناء القداس، وألا يأخذ القربان المقدس: “لقد وضع نفسه خارج تعاليم الكنيسة”.
ولا يوافق نيت تينر ويليامز، الذي يدرس الكاثوليكية السوداء في جامعة خافييه في نيو أورلينز، على موقف بايدن من الإجهاض.
ومع ذلك، يقول تينر ويليامز إن على الرئيس أن يقرر بنفسه ما إذا كان سيتلقى القربان أم لا وأن مرسوم الكنيسة بشأن هذه المسألة سيكون متطرفاً بل ضارا.
ويقول تينر ويليامز، واصفا تجربة الانتظار لتلقي القربان، خلال القداس: “أنت لا تعرف ما يؤمن به هذا الشخص حقا في تلك اللحظة، يمكن أن يظهر بايدن في الصف، ثم يغير رأيه بشأن الإجهاض”.
ويضيف تينر ويليامز قائلا: “يمكن لسياسة الكنيسة أن تفسح المجال لسوء تقدير الشخص”.
وتحب جيمي مانسون، وهي ناشطة مثلية مؤيدة لحق الاختيار، الطريقة التي يمزج بها بايدن الإيمان بالسياسة.
وتقول مانسون: “أعتقد أنه كاثوليكي جيد بسبب الطريقة التي يختلف بها”، مضيفة أنه “يستدعي إيمانه” على أساس منتظم و “يستخدم إيمانه لفهم معاناته”. وهي تعتقد أن بايدن يجب أن يكون قادرا على الحصول على القربان.
ويتجادل المؤمنون الآن مع بعضهم البعض حول تناول القربان المقدس والرئيس. وإذا اتخذ الأساقفة خطوات إضافية لحرمانه من المناولة، فسيتمرد العديد من الليبراليين ضدهم. وبغض النظر عن كيفية تصويت الأساقفة فهناك شيء واحد واضح. لقد أصبحت السياسة في الولايات المتحدة مثيرة للانقسام بشكل متزايد بين الكاثوليك، مما يعكس اتجاها وطنيا خارج الكنيسة.
ويمكن للمتدينين، على الأقل، الصلاة من أجل أن تتحسن الأمور.
[ad_2]
Source link