ماركوس راشفورد: ماذا قال بعد تعرضه لسيل من الإساءات العنصرية؟
[ad_1]
بعد هزيمة منتخب إنجلترا أمام إيطاليا في نهائي بطولة أوروبا 2020 تعرض اللاعبون السود في المنتخب الانجليزي لإساءات عنصرية كثيرة.
أضاع ماركوس راشفورد وجادون سانشو وبوكايو ساكا ركلات الترجيح مما أدى إلى فوز إيطاليا بالبطولة.
إلى جانب الإساءات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي تم تشويه لوحة جدارية لراشفورد وكُتبت عليها كلمات بذيئة وكتب اسم ساكا على الجدارية لينال حصته من المسبات.
ومنذ ذلك الحين جرت تغطية الجزء الذي تعرض للتخريب من اللوحة الجدارية والموجودة على جدار في مسقط رأسه في جنوب مدينة مانشستر برسائل دعم وعبارات الشكر والثناء عليه.
وقال راشفورد إنه كان “على وشك البكاء” عندما رأى الرسائل. ونشر راشفورد لاحقاً بياناً قال فيه: “لن أعتذر أبدا عما أكون”.
ولم يعلق ساكا ولا سانشو علناً على الإساءات التي تعرضا لها أيضاً لكن زملائهما في الفريق وأصدقائهما وأوساطهما الإجتماعية وقفوا إلى جانبهما.
وقال مدرب الفريق الإنجليزي غاريث ساوثغيت إن الإساءات العنصرية التي انتشرت بعد الهزيمة “لا تغتفر”، بينما أدانها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون واتحاد كرة القدم.
وتحقق شرطة العاصمة البريطانية في هذه الإساءات، وقالت “لن يتم التسامح معها”. كما فتحت شرطة كرة القدم في المملكة المتحدة أيضاً تحقيقاً.
وكتب راشفورد في بيانه “شعرت كما لو أنني خذلت الجميع”. وأضاف اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً: “اتقبل انتقاد أدائي على مدار يوم كامل. ركلة الجزاء التي نفذتها لم تكن جيدة بما يكفي، كان يجب أن تدخل الكرة الشباك، لكنني لن أعتذر أبدًا عن هويتي والبيئة التي انتمي إليها”.
“لم أمر بلحظة كنت فيها أكثر فخرا من لحظة ارتداء القميص الذي يحمل الأسود الثلاثة على صدري ورؤية عائلتي تهتف لي وسط حشد من عشرات آلاف المشجعين”.
“أنا ماركوس راشفورد رجل أسود يبلغ من العمر 23 عاماً من حي ويثينجتون وويثينشو الواقع في جنوب مانشستر. هذا أهم شيء لدي. أشكركم على كل الرسائل اللطيفة. سأعود أقوى. سنكون أقوى سوية”.
في عام 2020، تم تكريم راشفورد من قبل الملكة عن الخدمات التي قدمها للأطفال الفقراء خلال جائحة كورونا حيث تمكن من جمع 20 مليون جنيه إسترليني لتوفير وجبات طعام للأطفال الفقراء الذين لولا ذلك لكانوا بلا طعام.
في بيان على موقعه على الإنترنت كتب نادي أرسنال الذي يلعب فيها ساكا: “رسالتنا إلى بوكايو هي: ارفع رأسك عالياً، نحن فخورون جداً بك ونحن في شوق للترحيب بك في بيتك في نادي أرسنال قريبا”.
وفي الوقت نفسه نشر المعجبون باللاعبين الثلاثة آلاف التعليقات الإيجابية والمؤيدة لهم على ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب أحد المعجبين على صفحة سانشو على الإنستغرام “ابقِ رأسك مرفوعاً يا أخي. نحن نحبك”، بينما قال آخر: “لا تقلق لقد جعلتنا نشعر بالفخر”.
يقول اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين إن البيانات التي تمت مشاركتها مع أخبار القناة الرابعة في المملكة المتحدة بعد نهائي يورو 2020 حيث تم تحليل أكثر من 850 ألف تغريدة خلال كل مراحل البطولة أظهرت ما يلي:
كانت هناك 1913 تغريدة قد تكون مسيئة واستهدفت على وجه التحديد جادون سانشو وبوكايو ساكا وماركوس راشفورد ورحيم سترلينج. وكانت هناك 167 تغريدة “عالية الخطورة”.
وقال الاتحاد إنه تم حذف عدد من هذه التغريدات لكن لم يتم تعليق حسابات أصحابها بشكل نهائي من قبل تويتر.
وأضاف: “تشير تحليلاتنا الأولية إلى أن حجم الإساءات التي تم الإبلاغ عنها خلال نهائي بطولة أوروبا 2020 والتي استهدفت بشكل أساسي جادون سانشو وبوكايو ساكا وماركوس راشفورد ورحيم سترلينج تجاوزت إجمالي الإساءات الأخرى خلال البطولة كلها”.
وقال موقع تويتر إنه أزال أكثر من 1000 تغريدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وجمد عدداً من الحسابات لانتهاكها قواعد النشر.
وقالت شركة فيسبوك إنها بدأت مؤخراً بتطبيق إجراءات أكثر صرامة على منصة إنستغرام التابعة لها، بما في ذلك حذف الحسابات التي ترسل بشكل متكرر رسائل مباشرة مسيئة.
أنت لست من مشجعي فريق إنجلترا ولا نريدك
تجري الآن نقاشات في الأوساط الرياضية في جميع أنحاء المملكة المتحدة وفي المجتمع حول انتشار العنصرية وما يمكن فعله لوقفها.
وقال كابتن إنجلترا هاري كين لأولئك الذين يقفون وراء الإساءات العنصرية لراشفورد وسانشو وساكا: “أنتم لستم من مشجعي فريق إنجلترا ولا نريدكم”.
وأضاف مهاجم توتنهام على تويتر: “إنهم يستحقون الدعم والمساندة وليس الإساءة العنصرية الدنيئة التي تعرضوا لها منذ الليلة الماضية”.
“ثلاثة فتيان كانوا لامعين طوال الصيف امتلكوا الشجاعة للتقدم وتنفيذ ركلات الترجيح عندما كانت المخاطر كبيرة”.
“إذا أسأت إلى أي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي فأنت لست من مشجعي فريق إنجلترا ولا نريدك”.
ولجأ المدافع تيرون مينغز أيضاً إلى تويتر للتعبير عن اعتزازه بوصول الفريق إلى المباراة النهائية لكنه أضاف: “استيقظت اليوم لأرى إخوتي يتعرضون للإساءات العنصرية لا لسبب سوى أنهم كانوا شجعاناً وتقدموا لمساعدة هذا البلد. ورغم أن هذا السلوك مثير للتقزز لكنني لم أتفاجأ به”.
وانتقد مينغز وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل واتهمها بالنفاق عندما قالت إنها تشعر بالاشمئزاز من الإساءات العنصرية، وهي نفسها التي وصفت اتخاذ اللاعبين وضعية الجثو قبل بدء المباريات بأنها ذات “مدلول سياسي”.
وأصبح اتخاذ وضعية الجثو تقليداً بارزاً في الرياضة وخلال الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في السنوات الأخيرة.
وبات لاعبو كرة القدم الإنجليز يقومون بهذه الحركة في بداية كل مبارياتهم.
وكتب مينغز على موقع تويتر مساء الاثنين مخاطباً باتيل: “لا يمكنك إذكاء النار في بداية البطولة من خلال وصف رسالتنا المناهضة للعنصرية بأن لها “مدلول سياسي” ثم التظاهر بالاشمئزاز عندما حدث تماماً ما كنا نناضل ضده”.
كما تعرض رئيس الوزراء بوريس جونسون وأعضاء آخرون في حكومته المحافظة لانتقادات لعدم إدانتهم لسلوك المتفرجين حين أطلقوا صيحات الاستهجان أثناء قيام لاعبي إنجلترا بالجثو في وقت سابق من البطولة.
وخاطب رئيس الوزراء أولئك الذين أرسلوا الإساءات عبر الإنترنت بعد مباراة الأحد فقال: “عار عليكم أتمنى أن تعودوا زحفاً إلى تحت الصخرة التي خرجتم منها”.
وأنضم إليه زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر الذي وصف الاساءات العنصرية بانها “مروعة للغاية”.
لكنه قال إن إدانة جونسون جاءت بعد فوات الأوان: “لقد فشل رئيس الوزراء في إدانة هذا السلوك وأفعال القادة وتقاعسهم عن التصرف لها عواقب، لذلك أخشى أن تكون كلمات رئيس الوزراء جوفاء”.
تاريخ من العنصرية
العنصرية في عالم كرة القدم ليست جديدة. فقد تحدث لاعب نادي ليفربول السابق جون بارنز عن العنصرية التي عايشها خلال مسيرته الرياضية. ومن الجدير بالذكر أن بارنز تزحلق بقشرة موز خارج الملعب اثناء مشاركته في مباراة فريقه ضد إيفرتون عام 1988
وقال لبي بي سي في 2018: “لقد تم توثيق ذلك جيدأ على مر السنين” بعد حادثة أخرى تعرض فيها هذه المرة لاعب كرة القدم الأسود رحيم سترلينج لإساءات عنصرية.
“بالنسبة لأي لاعب أسود في الثمانينيات كانت نفس الهتافات العنصرية القديمة تتكرر وكانت قشور الموز ترمى على ارض الملعب. كان ذلك أمراً شائعاً ومقبولا في المجتمع وفي كرة القدم”.
العنصرية في الرياضة هي انعكاس لمشكلة أكبر بكثير حسب رأي بارنز.
وقال “لنضع العنصرية في كرة القدم جانباً، علينا أن نتوقف عن تجزئة المشكلة والنظر إليها على أنها محصورة في كرة القدم وأن الاوضاع في بقية المجتمع مثالية”.
“علينا أن ننظر إلى الأمر بشكل شامل وكلي وندعو إلى مواجهة العنصرية أو التمييز في حياتنا. ثم يمكننا أن نتطلع للتخلص منها في كرة القدم”.
ورغم أن العنصرية لا تزال مستمرة في كرة القدم لكنها تراجعت كثيراً منذ الثمانينيات من القرن الماضي حسب رأي البروفيسور إليس كاشمور، عالمة الاجتماع والخبيرة في العنصرية في مجال كرة القدم بجامعة أستون.
“العنصرية اليوم لا تقارن بمستواها في الثمانينيات واستمرارها في عالم الرياضة الذي يتميز بالتنوع العرقي أمر لافت للنظر”.
وتضيف: “لكن في كرة القدم يبدو أن هناك ميل للحفاظ على تقليد عنصري”.
في عام 2014 أجرت البروفيسور كاشمور دراسة شملت 2500 من مشجعي كرة القدم المجهولين في محاولة للكشف عن المواقف من موضوع العنصرية فوجدت أن نصف جميع المشجعين شهدوا أو كانوا ضحايا بعض أشكال العنصرية في كرة القدم البريطانية.
وقال أحد الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع إنه في حين أن العنصرية قد لا تكون صريحة كما كانت في السابق “لكن أي شخص يحضر مباريات كرة القدم بشكل منتظم سيتأكد أن الميول العنصرية لا تزال موجودة وما زالت على قيد الحياة”.
قبل أسابيع قليلة فقط قال راشفورد إنه تلقى “70 إهانة عنصرية على الأقل” على وسائل التواصل الاجتماعي بعد خسارة مانشستر يونايتد في نهائي الدوري الأوروبي أمام فياريال في مايو/ أيار الماضي.
رسائل الدعم
عبر العديد من الرياضيين البارزين في مختلف الرياضات عن دعمهم للاعبي المنتخب الإنجليزي السود.
وقال بطلل سباقات فورمولا وان الشهير لويس هاميلتون في منشور على صفحته على إنستغرام: “السلوك المثير للاشمئزاز من قبل قلة يظهر مقدار العمل الذي لا يزال يتعين القيام به”.
“آمل أن يفتح هذا حواراً حول قبول الأخر المختلف. يجب أن نعمل من أجل مجتمع لا يفرض على اللاعبين السود إثبات قيمتهم أو مكانتهم في المجتمع من خلال الفوز في المبارايات فقط. في النهاية يجب أن يفخر كل عضو في المنتخب الإنجليزي بإنجازاتهم وتمثيلنا جميعاً”.
في غضون ذلك يواصل المشجعون تكريم نجومهم الرياضيين والاحتفال بوصول إنجلترا إلى نهائي إحدى البطولات الكبرى لأول مرة منذ عام 1966 عندما فازت بكأس العالم.
كان الأخوان عزرا وديلان من بين أولئك الذين وضعوا رسالة دعم على جدارية راشفورد بعد “شعورهما بالاشمئزاز” من التخريب الذي تعرضت لها الجدارية.
قال والدهم توم: “لقد دافع عن الأطفال ودافع عما يؤمن به وكان نموذجاً يحتذى به لطفليَّ وللكثيرين من الناس في جميع أنحاء البلاد”.
“إن التقدم لتنفيذ ركلة جزاء تحت كل هذا الضغط يتطلب شجاعة كبيرة ومن السهل جداً انتقاد أي شخص من المدرج، لقد شعرنا بالفزع حيال ما حدث. وإذا كان بإمكانك المجيء وإظهار دعمك فهذا أقل ما يمكن القيام به لإحداث فرق”.
[ad_2]
Source link