أزمة لبنان: هل ساهمت زيارة الحريري للقاهرة في تحويل موقفه تجاه تشكيل الحكومة؟
[ad_1]
- عبدالبصير حسن
- بي بي سي – القاهرة
قبيل قيامه بتسليم قائمة بتشكيلة حكومية جديدة برئاسته إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، قام رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الأربعاء بزيارة خاطفة للعاصمة المصرية القاهرة التقى خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحضور وزير الخارجية ورئيس المخابرات المصريين.
وأفادت الرئاسة المصرية عقب اللقاء أن السيسي أكد دعم مصر الكامل “للمسار السياسي للحريري الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة”
وأضاف بيان الرئاسة المصرية أن السيسي شدد أيضا على “أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية اية خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية”.
ولقاء الحريري والسيسي بالقاهرة هو الثاني من نوعه منذ أن كُلف الأول بتشكيل حكومة جديدة في لبنان خلفا لحكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب التي استقالت في 10 أغسطس/ آب الماضي، بعد 6 أيام من الانفجار المدمر بمرفأ بيروت.
بيد أن الزيارة في هذا التوقيت وما تبعها مباشرة من تقديم الحريري قائمة بحكومة من 24 وزيرا للرئيس عون بعد قطيعة معلنة ومستمرة منذ مارس /أذار الماضي بينهما، وتوقعات سابقة على الزيارة بإعتذار الحريري عن التكليف، أثارت تساؤلات عن الدور الذي يمكن أن تكون القاهرة قد لعبته في إحداث هذا التحول في موقف الحريري.
يقول المحلل السياسي اللبناني نقولا ناصيف في اتصال مع بي بي سي من بيروت إن مصر كانت طرفا فاعلاً على الساحة اللبنانية في الفترة الأخيرة مقارنة بباقي الدول العربية.
وأشار ناصيف إلى أن “مسألة لافتة للنظر” أن يقرر الرئيس الحريري أن يذهب إلى قصر بعبدا فور عودته من القاهرة ويقدم قائمة بحكومته للرئيس عون على الرغم من قطيعة معلنة سابقة بين الجانبين “فهذا له دلالة كبيرة على دور القاهرة”.
وأردف “كانت مصر فقط هي التي تتحرك لسد الثغرات والفجوات في مسألة تشكيل الحكومة. ودور القاهرة أعاد تحريك هذه المياه الراكدة ويبدو أنه شجع الحريري على تقدير قائمة الحكومة وشجعه على عدم الإعتذار لا سيما وان القاهرة تفضله على رأس الحكومة من البداية”.
ومنذ انفجار مرفأ بيروت قدمت مصر مساعدات متنوعة طبية وتموينية ومستشفى ميداني عسكري وغيرها من أشكال الدعم للبنان.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري زار بيروت في أبريل/نيسان، حيث التقى بعدد من القادة اللبنانيين بينهم الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري، إلى جانب اتصالاته الهاتفية بهم في مناسبت مختلفة. وقد أكد شكري في تصريحاته هناك على أن بلاده مستمرة ببذل كل الجهود للتواصل مع جميع الجهات اللبنانية، للخروج من الأزمة الراهنة في لبنان.
وخلال لقائه بالحريري الأربعاء في القاهرة أعاد شكري التأكيد على ضرورة “تغليب كافة الأطراف اللبنانية للمصلحة العُليا للبنان بمنأى عن أي مصالح ضيقة”.
كما شارك السيسي في إجتماعين دوليين في الربع الأخير من العام الماضي كُرسا لدعم لبنان، دعا فيهما “كافة القادة اللبنانيين إلى إعلاء مصلحة لبنان الوطنية، وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة… للحيلولة دون الدخول في حلقة مفرغة من الأزمات المتتالية”.
ويقول ناصيف أن مصر كانت تفضل منذ البداية ألا يعتذر الحريري بل وتدعمه رئيسا للحكومة، مشيرا إلى أن مصر كانت هي التي تتحرك لسد الثغرات والفجوات في مسألة تشكيل الحكومة.
دور الوسيط
وأضاف “هناك كلام عن تخلي عربي في مقابل تحرك مصري واضح على الساحة اللبنانية سواء من خلال زيارات أو اتصالات متعددة المستويات من قبل المسؤولين المصريين ومن خلال تحركات السفير المصري في بيروت ولقاءاته المتكررة مع أطراف لبنانية، من بينها سعد الحريري”
من جانبه يقول السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري لبي بي سي: إن التحركات المصرية لدى الأطراف اللبنانية نابعة من “علاقاتها الجيدة مع أطراف المشهد اللبناني كافة والمسافة الواحدة بينها وبين الجميع هناك”.
وأردف أن هذا الدور جعلها الأكثر قدرة على لعب دور “الوسيط النزيه بين الأطراف كوجه مقبول لدى الجميع هناك، كما أنها تنبذ الطائفية والفرقة”.
وأضاف بيومي أن مصر ترى أن أمن واستقرار لبنان هو في مصلحة الأمن القومي المصري والعربي مشيرا إلى أن مصر تدعم سعد الحريري منذ البداية رئيسا للحكومة في لبنان وتراه الخيار الأفضل “كما أنها لا تنسى دور الراحل والده رفيق الحريري في استقرار لبنان قبل رحيله”.
وطبقا لتصريحات الحريري عقب تقديمه قائمة بحكومة جديدة للرئيس عون الأربعاء، يتوقع أن يُعلن الأخير قراره بشأن القائمة الحكومية المطروحة غدا الخميس.
واعتبر ناصيف وبيومي تلك الخطوة “مهمة” باعتبارها محاولة لإنهاء الجمود والأزمة السياسية الحاصلة في لبنان منذ إنفجار مرفأ بيروت والتي تسببت في تداعيات اقتصادية شديدة الحدة هناك.
[ad_2]
Source link