فيروس كورونا: الكونغو الديمقراطية تواجه مخاطر تفشي الحصبة بين الأطفال بسبب كوفيد
[ad_1]
مع فقدان العديد من الأطفال فرص التلقيح ضد الحصبة بسبب الاضطراب الناجم عن وباء فيروس كورونا، تتزايد المخاوف من احتمال تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتقول أوغيني نجابو نزيغير، وهي ممرضة تقيم في مدينة بوكافو الشرقية:” لم نتمكن في الشهرين أو الشهور الثلاثة الماضية من إجراء التطعيمات الروتينية ضد الحصبة، وهذا أمر مقلق”.
وتضيف نزيغير، البالغة من العمر 57 عاما وهي رئيسة قسم الولادة في مستشفى سكيبورن، قائلة: “لا يتطلب الأمر سوى طفل واحد مريض ليصبح المجتمع بأكمله في خطر”.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية (دابليو إتش أو) من أنه مع فقدان ما يقدر بنحو 140 مليون لقاح ضد الحصبة في جميع أنحاء العالم بسبب الاضطراب الناجم عن كوفيد 19، فإن البلدان التي لديها أنظمة رعاية صحية هشة، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، يُمكن أن تكون في وضع “قنبلة موقوتة” من تفش محتمل.
وأبلغت جمهورية الكونغو الديمقراطية عن 440 ألف حالة إصابة بالحصبة في آخر عملية تفش للمرض بها والتي انتهت في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتوفي ما يقرب من 8 آلاف شخص، معظمهم من الأطفال، بسبب الحصبة بين عامي 2018 و 2020 في البلاد، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وتعد الحصبة من أكثر الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها في العالم، وهي أكثر عدوى بكثير من كوفيد 19. وينتشر المرض عن طريق التلامس والقطرات التي يمكن أن تبقى في الهواء لساعات.
وما زال المرض القاتل شائعا، وهناك حالات تفش للمرض حاليا في باكستان واليمن، بالإضافة إلى مخاوف من احتمال انتشار المرض في منطقة تيغراي في إثيوبيا.
وتقول الدكتورة ناتاشا كروكروفت، كبيرة المستشارين لمرض الحصبة والحصبة الألمانية في منظمة الصحة العالمية: “يمكن أن يصاب الطفل بالحصبة ويموت أينما كان في العالم، ولكن احتمالية الوفاة أعلى بكثير للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، وإذا كانت هناك ضغوط أخرى مثل سوء التغذية أو نقص فيتامين (أ) ، فإن ذلك يزيد حقا من خطر الوفاة”.
وتعد بوكافو مركزا تجاريا مزدحما وموطنا لحوالي مليون شخص، وهي أيضا المدينة التي كرست فيها أوغيني نجابو نزيغير أكثر من 3 عقود من حياتها لعلاج الأطفال.
وتقول نزيغير، وهي أم لـ 11 من الأبناء: “كنت أعلم أنني أريد أن أصبح ممرضة في سن مبكرة جدا، لذلك فهي ليست مجرد وظيفة ولكنها مهنة لرعاية الناس”.
وكانت رغبة أوغيني نجابو نزيغير في أن تصبح ممرضة قد ولدت في سن الثانية عشرة، عندما أصيبت بمرض شديد ودخلت على أثره المستشفى.
وتقول نزيغير: “أتذكر أن الممرضة التي كانت تعالجني كانت تستخدم مقياس حرارة زئبقيا قديما كان عليك هزه قبل قياس درجة الحرارة، لقد فتنت به وفكرت.. هذا ما أريد أن أفعله في حياتي”.
وتعد المدينة أيضا مركزا لتوزيع اللقاحات التي تصل من العاصمة كينشاسا قبل إرسالها إلى المدن الصغيرة القريبة مثل بونياكيري.
ويقول ماروكين تشوماك بوروكو، وهو كبير الممرضين في مدينة في بونياكيري: “لقد مرت 4 أشهر منذ أن توفرت لدينا لقاحات الحصبة، وكان لدينا نقص في لقاحات أخرى في الوقت نفسه”.
الخوف من اللقاح
وتقع مدينة بونياكيري الصغيرة داخل “المنطقة الحمراء”، وهي منطقة في شرق البلاد ابتليت بعقود من انعدام الأمن والعنف.
ويقول بوروكو إن الثقة أمر بالغ الأهمية لعمله “لأن الناس يعيشون في حالة صدمة وخوف”.
لكن الأخبار والشائعات الكاذبة مؤخرا حول لقاحات كوفيد أدت إلى رفض بعض العائلات تطعيم أطفالهم تماما.
ويقول بوروكو:”شعر كثيرون في المجتمع بالقلق عندما ظهرت أخبار كوفيد 19 لأول مرة حيث قيل للناس إن لقاح كوفيد 19 سيتم تضمينه مع اللقاحات الروتينية الأخرى، لذلك لم يرغب الآباء في تلقيح أطفالهم من جميع الأمراض الأخرى بدافع الخوف”.
وفيما يتعلق بالنقص الإقليمي في اللقاح، رفضت السلطات التعليق.
لكن وكالات الإغاثة تقول إن ذلك يرجع إلى نقص الاستثمار.
وقال توماس نويل جاها من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في جمهورية الكونغو الديمقراطية: “في الأشهر القليلة الماضية، كان هناك نقص في بعض اللقاحات التي دفعت الحكومة ثمنها، لم يتم إيقاف التطعيم ضد الحصبة ولكن كان هناك تباطؤ في برامج التلقيح” .
جرعة منقذة للحياة
لم تتأثر جمهورية الكونغو الديمقراطية فقط بالوباء.
فقد تخلفت العديد من البلدان عن برامج التطعيم الهامة مما يهدد صحة ما يقدر بـ 228 مليون شخص، معظمهم من الأطفال، المعرضين لخطر الإصابة بأمراض مثل شلل الأطفال والحمى الصفراء والحصبة.
ومن بين أكثر من 20 دولة أوقفت مؤقتا حملات التطعيم ضد الحصبة بالكامل العام الماضي، كانت هناك 15 دولة في إفريقيا.
وتقول الدكتورة كروكروفت: “على الرغم من تراجع تغطية اللقاح الروتينية في الربعين الأولين من العام الماضي، تمكنت العديد من البلدان من تحقيق النجاح، لكننا لا نعرف ما إذا كان قد تم الوصول إلى جميع الأطفال في النصف الأول من هذا العام”.
وتضيف قائلة: “كثيرون منا في مجال الحصبة قلقون حقا من أننا نواجه قنبلة موقوتة مع بعض البلدان”.
و في عام 2019 قبل الوباء، ارتفعت الإصابات بالحصبة في جميع أنحاء العالم لتصل إلى أعلى عدد من الحالات المبلغ عنها منذ 23 عاما مما أدى إلى وفاة ما يقرب من 208 ألف شخص.
ويقول الخبراء إن ارتفاع عدد الحالات وعدد الوفيات يرجع بشكل أساسي لعدم تلقيح الأطفال في الوقت المناسب بالجرعتين الموصى بهما من اللقاح.
ومع ذلك، فإنه في بلدان مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يوجد صراع وأنظمة رعاية صحية ضعيفة وموارد محدودة، يعد توفير جرعة واحدة لكل طفل في البلد دون سن الخامسة أمرا صعبا.
وتقول أوغيني نجابو نزيغير:”يتم تطعيم الأطفال عادة ضد الحصبة هنا في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عمر 9 أشهر بحقنة واحدة 0.5 مليمتر”.
وتقول الدكتورة كروكروفت إن الوقاية من الحصبة تعتمد على مناعة القطيع إذ تتمتع الغالبية العظمى من السكان بالحصانة مما يقلل من فرصة انتشار الفيروس لمن هم أكثر عرضة للخطر.
لكن في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي يوجد بها أحد أعلى معدلات المواليد في العالم، يصعب تحقيق ذلك حيث أن مجرد طفل واحد غير محصن يخاطر بنقل الفيروس إلى الجيل التالي من الأطفال حديثي الولادة.
وتعد جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من حوالي 50 دولة معرضة لخطر تفشي مرض الحصبة الحاد في السنوات القليلة المقبلة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتقول الدكتورة كروكروفت: “كل حالة وفاة بسبب الحصبة هي وفاة يمكن تجنبها”.
وتضيف قائلة: “تفشي المرض هو علامة على حدوث خطأ ما ، لذلك نحن نحث البلدان على الاستعداد لما نعتقد أنه قادم”.
صور بي بي سي من رايسا كراما رويزيبوكا
[ad_2]
Source link