شبح عودة تنظيم القاعدة يخيم على أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية
[ad_1]
- فرانك غاردنر
- مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية
رؤساء المخابرات الغربية قلقون، وفي الواقع لديهم سبب وجيه لذلك.فقد أدى الانسحاب السريع لبقية القوات الغربية من أفغانستان هذا الشهر، بموجب مرسوم أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى تشجيع عناصر حركة طالبان.
وفي الأيام الأخيرة، بدأت بتوسيع نفوذها وبالاستيلاء على عدة مناطق واحدة تلو الأخرى، واجتاحت القواعد التي استسلمت فيها القوات الحكومية المحبطة في كثير من الأحيان، أو فرت هاربة.
الآن، كما يقول المراقبون، بدأ شبح الإرهاب الدولي بالعودة غير المحمودة.
وقال محلل شؤون الأمن والإرهاب الدكتور ساجان غوهيل لبي بي سي، “إن انسحاب بايدن من أفغانستان يجعل سيطرة طالبان أمرا حتميا ويمنح القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها، لدرجة قد تغدو مها قادرة على تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى”.
توسيع العمليات
هذا بالتأكيد هو السيناريو الأكثر قتامة ولكن هناك أمران مؤكدان.
أولاً، عودة حركة طالبان – الإسلامية المتشددة التي حكمت أفغانستان من 1996 إلى 2001 بقبضة من حديد- بصورة ما.
هم في الوقت الحالي، يقولون إنهم لا يطمحون إلى الاستيلاء على العاصمة كابول بالقوة. لكنهم القوة المهيمنة على الأرض في أجزاء كبيرة من البلاد، ولم يتخلوا أبدا عن مطلبهم بجعل البلاد إمارة إسلامية وفقا لإرشاداتهم الصارمة.
ثانياً، سيتطلع كل من تنظيم القاعدة وخصمه، وتنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان، إلى الاستفادة من رحيل القوات الغربية لتوسيع عملياته في أفغانستان.
وكلا التنظيمين موجودان بالفعل في أفغانستان. البلد ببساطة جبلية للغاية، والتضاريس وعرة للغاية، بحيث تشكل أماكن اختباء نائية لهذه الجماعات الإرهابية المحظورة دوليا.
لكن حتى الآن، تمكنت المخابرات الحكومية الأفغانية، وإدارة الأمن الوطني التي تعمل عن كثب مع الولايات المتحدة والقوات الخاصة الأخرى، من احتواء هذا التهديد بشكل جزئي.
لا تزال الهجمات والتفجيرات تحدث، ولكن في مناسبات لا حصر لها نادراً ما نسمع عنها علناً، أسفرت بلاغات من قبل مخبرين، أو مكالمات هاتفية تم التقاطها، عن تحرك سريع وفعال من قبل القوات الخاصة الأفغانية والغربية.
كانوا يعملون من قواعد داخل أفغانستان، وكانوا في كثير من الأحيان قادرين على الرد في غضون دقائق، والهبوط بطائرة هليكوبتر في ظلام الليل ومباغتة عدوهم على حين غرة.
هذا الآن على وشك الانتهاء.
“التهديد لبريطانيا سوف يزداد”
لقد أوضحت حركة طالبان هذا الأسبوع أنها ستعد بقاء أي قوات غربية تبقى في أفغانستان – حتى تلك التي تحرس مطار كابول أو السفارة الأمريكية – انتهاكا لاتفاق الدوحة الذي يلزم جميع القوات الأمريكية بالمغادرة بحلول 11 سبتمبر.
لقد تعهدوا صراحة بمهاجمة أي من هذه القوات المتبقية. ومع ذلك، من المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، هذا الأسبوع اجتماعا لمجلس الأمن القومي السري التابع لحكومته لمناقشة المساعدة العسكرية التي يجب أن تتركها بريطانيا في أفغانستان.
قال الرئيس السابق لجهاز المخابرات السرية، السير أليكس يونغر، لشبكة سكاي نيوز إن “التهديد الإرهابي لبريطانيا سوف يتزايد إذا تخلى الغرب عن أفغانستان”.
لكن هذه هي المعضلة: ترك بضع عشرات من عناصر القوات الجوية الخاصة أو غيرهم من عناصر القوات الخاصة في البلاد، دون وجود الدرع الواقي المتمثل في القواعد العسكرية الأمريكية والدعم الجوي الوثيق، سيجعلهم عرضة للملاحقة من قبل حركة طالبان.
أما سحبهم، كما طالبت طالبان، يعني أن لا يبقى لدى الغرب وسيلة للتجاوب بسرعة مع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالنشاط الإرهابي.
العلاقة بين طالبان والقاعدة
إذن ما هي بالضبط العلاقة بين طالبان والقاعدة؟
هل عودة طالبان إلى السلطة بشكل ما تعني حتما عودة القاعدة بكل قواعدها ومعسكراتها لتدريب الإرهاب وتجاربها البشعة للغازات السامة على الكلاب؟
باختصار، كان الهدف من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 هو إنهاء مثل هذه الممارسات للأبد.
كان هذا السؤال يؤرق رؤساء المخابرات الغربية لسنوات.
وفي عام 2008 ومرة أخرى هذا العام، عُثر على تقييمات الحكومة البريطانية السرية ملقاة بلا مبالاة في أماكن عامة، لتكشف لأي شخص يهتم بقراءتها مدى قلق المملكة المتحدة بشأن الصلة بين المجموعتين.
لم يكن لدى الدكتور غوهيل، من مؤسسة آسيا والمحيط الهادي، الذي كان يَدرس الجماعات المتطرفة في المنطقة لسنوات، أي شك بخصوص هذه العلاقة: “طالبان لا تنفصل عن القاعدة، ولها التزامات ثقافية وعائلية وسياسية ستظل غير قادرة على التخلي عنها بالكامل، حتى لو كانت قيادتها صادقة في سعيها لإنجاز ذلك”.
علامات تنذر بالخطر
منذ أن نقل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، عملياته من السودان إلى أفغانستان في عام 1996 حتى عام 2001، وفرت طالبان ملاذاً آمناً له.
وأرسلت المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من دول ثلاث فقط اعترفت بحكومة طالبان في ذلك الوقت، رئيس استخباراتها الأمير تركي الفيصل لمحاولة إقناع طالبان بتسليم بن لادن.
لكن الحركة رفضت تسليمه، ومن مقر القاعدة في أفغانستان كان التخطيط والتوجيه لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول المدمرة عام 2001.
لكن رئيس أركان الدفاع البريطاني، الجنرال السير نيك كارتر، الذي كان له عدة جولات قيادية في أفغانستان، يعتقد أن قيادة طالبان ربما تكون قد تعلمت من أخطائها السابقة.
وأكد أنه إذا كانت طالبان تتطلع لتقاسم السلطة، أو الاستيلاء عليها، فلن ترغب في أن يُنظر إليها على أنها منبوذة دولياً هذه المرة.
وهنا تكمن الصعوبة، إذ قد يناقش الرؤساء الأكثر حكمة بين طالبان، وخاصة أولئك الذين اختبروا الحياة الرغيدة في مراكز التسوق المكيفة في الدوحة خلال مفاوضات السلام الأخيرة، فكرة الانفصال التام عن القاعدة من أجل ضمان قبولهم على المستوى الدولي.
لكن في بلد شاسع وخاضع لحكم ضعيف مثل أفغانستان، فليس من المؤكد بأي حال من الأحوال أنه حتى حكومة طالبان المستقبلية يمكن أن تحتوي على عناصر من تنظيم القاعدة، الذي يمكنه بسهولة دمج خلاياه بشكل مخفي داخل القرى والوديان النائية.
في نهاية المطاف، ما تحتاجه كل من القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية لتزدهر يتمثل في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وكل الدلائل تشير إلى أنهم على وشك الحصول عليها في أفغانستان.
[ad_2]
Source link