أزمة لبنان: هل المباحثات الفرنسية الأمريكية مع السعودية مسعى لحل الأزمة أم “خرق” للسيادة؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
ناقشت صحف عربية ورقية وإلكترونية تداعيات زيارة سفيرتي فرنسا والولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية لمناقشة الأزمة اللبنانية.
وتناول معلقون خاصة في الصحف اللبنانية النتائج المتوقعة للزيارة وأعرب بعضهم عن أمله في تلقي مساعدات سعودية لإنعاش الاقتصاد اللبناني المنهار بينما انتقد آخرون التدخل الخارجي في الشأن اللبناني.
وتوجهت السفيرتان الأمريكية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو إلى الرياض يوم الأربعاء 7 يوليو/تموز للتباحث مع المسؤولين السعوديين حول الوضع اللبناني.
وكانت غريو قد انتقدت رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب على الهواء مباشرة أثناء استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي في بيروت.
إنجازات “غير متوقعة”
قالت صحيفة الجمهورية اللبنانية: “بعض الأوساط السياسية تعوّل على أن تؤدي هذه المحادثات بنتائجها المرتقبة إلى تغيير في أمزجة بعض المعنيين بالاستحقاق الحكومي الذين يترددون في حسم الموقف، ما يؤخّر ولادة الحكومة ويدفع الأزمة التي تعيشها البلاد على كل المستويات إلى مزيد من التعقيد”.
وأفادت الصحيفة بأن هناك “مسعى أمريكيا فرنسيا للتفاهم مع المملكة العربية السعودية على اسم يكون مقبولا لديها لتشكيل الحكومة، وأنه في حال أصرت الرياض على رفض فتح الباب أمام تفاوض سياسي من هذا النوع فسيطلب منها الأميركيون والفرنسيون أن تساهم في مساعدات إنسانية أو مالية موضعية تصل مباشرة إلى المستفيد النهائي، منعا للانهيار الكبير وتداعياته المحتملة”.
من جانبه، قال نبيل الخوري في المدن اللبنانية: “من قعر الهاوية التي بلغها لبنان بسبب تقاعس حكامه وانعدام حس المسؤولية لديهم، سوف يبدو أي إنجاز قد تحققه السفيرتان، غريو وشيا، في السعودية، كالواحة في الصحراء. لكن الإنجاز غير المتوقع (وفق المعطيات المتوفرة) هو أن تعود السفيرتان إلى بيروت وتزفان للبنانيين خبرا عن قرار سعودي يقضي بتقديم وديعة مالية بمليارات الدولارات إلى مصرف لبنان، بالاشتراك مع قطر ربما، وذلك من أجل تهدئة أسواق المال وإعادة شيء من التوازن إلى سعر صرف الليرة. الإنجاز الثاني الذي يبدو غير متوقع أيضا، يتمثل في حصولهما على ضوء أخضر سعودي يسهل مهمة سعد الحريري في تشكيل حكومته. وهنا، يكفي الاستناد إلى محتوى بياني كل من السفارتين عن زيارة غريو وشيا إلى السعودية، للاستنتاج بأن احتمالا كهذا لا يزال مستبعدا”.
بالمثل، رأى منير الربيعي في صحيفة الجريدة الكويتية أن الزيارة تهدف إلى ثلاث نقاط هي “البحث في إمكان إعادة تنشيط الحركة السياسية للسعودية في لبنان، والثانية البحث في إمكان دفع السعودية لتقديم مساعدات مالية وإنسانية لعدد من المؤسسات بينها الجيش اللبناني وبعض الجمعيات الأهلية، أما الثالثة فهي محاولة لفهم حقيقة الموقف السعودي من تشكيل الحكومة والحصول على موقف سعودي واضح في هذا المجال، إما لدعم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في عملية التشكيل، أو لاختيار شخصية أخرى يتم التوافق حولها”.
“خرق فاضح لسيادة لبنان”
من ناحية أخرى، في صحيفة العرب اللندنية وصف خيرالله خيرالله توجه السفيرتين إلى السعودية بأنه “سابقة في تاريخ العلاقات بين الدول، إضافة إلى أنه اعتراف دولي بأن لبنان دولة فاشلة”.
وأضاف الكاتب “إنه قرار أمريكي وأوروبي تحديدا. يقضي القرار بالتعاطي مع الواقع اللبناني من منطلق جديد. خلاصة هذا المنطلق أن الطبقة السياسية اللبنانية قاصرة عن تأدية المطلوب منها تجاه البلد من جهة وأن رئيس الجمهورية ميشال عون لا يستطيع، من جهة أخرى التعاطي مع الخارج. أي مع الدول العربية التي اهتمت في الماضي بمساعدة لبنان، على رأسها المملكة العربية السعودية”.
في سياق متصل، كتب أمين محمد حطيط في البناء اللبنانية “آخر إبداعات التبعية والارتهان للخارج – وسلسلة ذلك طويلة ونقول آخر وليس الأخير – آخر هذه الإبداعات تشكل ‘مجلس وصاية علني’ من السفيرتين الأمريكية والفرنسية في بيروت في صيغة صريحة يطمحان أن يكون فيها طرف ثالث هو السعودي، مجلس وصاية يطمح أطرافه إلى وضع لبنان تحت انتداب واقعي يعوض لهذه الأطراف خسائرها لا بل هزيمتها في الإقليم”.
كما أشار عدنان علامة في موقع وكالة أنباء البراثا العراقية إلى وجود “خرق فاضح لسيادة لبنان والتدخل العلني في شؤونه الداخلية؛ ولمعاهدة فيينا التي تنظم علاقة عمل السفراء في أي بلد. فسفر سفيرتي أمريكا وفرنسا في لبنان يعتبر سابقة لا مثيل لها في تاريخ العمل الدبلوماسي. إذ لا يحملان أي صفة رسمية في السعودية لمعالجة شؤون لبنان الداخلية وليتفقوا على فرض حكومة على الشعب اللبناني خارج الأعراف والتقاليد المعمول بها منذ إعلان استقلال لبنان”.
ورأى الكاتب أن “هذا التدخل الأمريكي الفرنسي السافر في الشؤون اللبنانية مرفوض رفضا كليا وعلى أمريكا وفرنسا أن تفهما بأن عهد الوصاية والاستعمار قد ولى إلى غير رجعة”.
وحذر الكاتب من أن “وضع الرئيس الحريري صعب وحرج جدا. فهل سيتحرر من القيود ويقلب الطاولة على سلطات الانتداب ويقول لهم ‘لبنان أولاً’ ويحافظ على الوحدة الداخلية؛ أو يقبل بشروط سلطات الانتداب ويكون أداة طيعة في يدها للقضاء على العيش المشترك وإدخال لبنان في المصير المجهول”.
[ad_2]
Source link