في ذكرى استقلال أمريكا عن بريطانيا: حب مديد بعد حربين
[ad_1]
في الرابع من يوليو/تموز من كل عام تحتفل الولايات المتحدة بيوم استقلالها عن بريطانيا حيث اعتمد الكونغرس إعلان الاستقلال رسميا عن الإمبراطورية البريطانية في ذلك اليوم من عام 1776.
وتقول دائرة المعارف البريطانية إن الكونغرس صوت لصالح الاستقلال عن بريطانيا العظمى في 2 يوليو/تموز من عام 1776، لكنه لم يكمل عملية مراجعة إعلان الاستقلال، الذي صاغه في الأصل توماس جيفرسون بالتشاور مع كل من جون آدامز وبنجامين فرانكلين وروجر شيرمان وويليام ليفينغستون، إلا بعد يومين.
وقد تم تصميم الاحتفال في البداية على غرار الاحتفال بعيد ميلاد الملك، والذي كان يتم الاحتفال به سنويا بقرع الأجراس والألعاب الناريةوالمواكب الاحتفالية والخطب الرنانة بحسب دائرة المعارف البريطانية.
وقد مرت العلاقات الأمريكية البريطانية، قبل وأثناء وبعد ميلاد الأمة الأمريكية، بمنعطفات كثيرة، خيم عليها التوتر أحيانا قليلة، وسادها الود والتحالف في أغلب الأحيان.
وفيما يلي عرض تاريخي للعلاقة بين البلدين:
حفل شاي بوسطن عام 1773
دب الخلاف علنا حول فرض الضرائب بعد أن كان يغلي تحت السطح منذ فترة في مستعمرات بريطانيا في أمريكا حينما مرر البرلمان البريطاني قانون الشاي عام 1773.
فقد حابى القانون شركة الهند الشرقية الإنجليزية، شبه المفلسة تقريبا، على حساب التجار المحليين في المستعمرات الأمريكية فما كان إلا أن قاطع سكان المستعمرات الأمريكية الشاي البريطاني.
وحينما رست 3 سفن تابعة لشركة الهند الشرقية في بوسطن، تنكر 50 ناشطا في هيئة هنود الموهوك وصعدوا على متن تلك السفن وأفرغوا ما فيها من الشاي في مياه المرفأ. وعرفت تلك الحادثة بـ”حفلة شاي بوسطن”.
حرب الاستقلال وما بعدها
أدى رد الفعل البريطاني على حفل شاي بوسطن وغيره من القضايا أخيرا إلى تصاعد الأمور إلى الذروة، فأعلن سكان المستعمرات الأمريكية الثورة ثم الحرب ضد التاج البريطاني في عام 1775، وفي عام 1778 دخلت فرنسا الحرب إلى جانب الأمريكيين، وقد انتهت الحرب بهزيمة البريطانيين في يورك تاون في عام 1781.
وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 1782 وقع المفاوضون البريطانيون والأمريكيون في باريس اتفاقية سلام، وفي 3 سبتمبر/أيلول 1783 اعترفت بريطانيا رسميا باستقلال الولايات المتحدة في معاهدة باريس.
غير أن الحرب عادت لتتجدد بين الجانبين المتناحرين مرة أخرى في عام 1812 ولم تهدأ الأمور حينما أضرم البريطانيون النار في البيت الأبيض وكابيتول هيل مقر الكونغرس الأمريكي.
وخلال تلك الحرب كتب فرانسيس سكوت كي قصيدته الشهيرة “راية تزينها النجوم” والتي قدر لها بعد ذلك أن تصبح النشيد الوطني الأمريكي.
الحرب الأهلية الأمريكية بين عامي 1861-1865
أعلنت بريطانيا رسميا الحياد خلال الحرب الأهلية الأمريكية غير أن السفن البريطانية ساعدت الولايات الجنوبية المتمردة بتمرير أسلحة وإمدادات لها عبر الحصار البحري الذي فرضه الاتحاد الأمريكي.
وقد أسفر ذلك عن أزمة دبلوماسية حينما أوقفت سفينة تابعة للاتحاد أخرى بريطانية للبريد تدعى ترنت، حيث كانت السفينة البريطانية تحمل على متنها مندوبين عن الولايات الجنوبية، وقامت سلطات الاتحاد الأمريكي باعتقال مندوبي الولايات المارقة من على متن السفينة البريطانية.
وكان في ذلك خرق للقانون البحري وكاد أن يقود إلى حرب بين بريطانيا والاتحاد الأمريكي، غير أن المفاوضات بين الجانبين أدت إلى نزع فتيل الأزمة.
الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914-1918
ظلت الولايات المتحدة خارج نطاق الحرب العالمية الأولى في الفترة الأولى لتلك الحرب، غير أنها دخلتها عام 1917 حينما أصبحت السفن الألمانية شديدة التهديد للأطلنطي وبعد أن أغرقت عدة سفن أمريكية.
وقد مثل وصول القوات الأمريكية إلى أوروبا في عام 1918 دعما معنويا هائلا للحلفاء ومن أبرزهم بريطانيا، غير أن الأمريكيين عانوا من خسائر جمة في الأرواح.
انهيار بورصة وول ستريت في عام 1929
في السنوات التي فصلت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، اتبعت الولايات المتحدة سياسة انعزالية، حيث آثرت أن تنأى بنفسها عن الشؤون الأوروبية.
غير أن انهيار بورصة وول ستريت عام 1929 خلف أثرا هائلا على الاقتصاديات الأوروبية الهشة. ويعتقد أنه كان مبعث المقولة الشهيرة: “حينما تعطس أمريكا، تصاب أوروبا بالبرد”.
الحرب العالمية الثانية وما بعدها
اندلعت الحرب العالمية الثانية في عام 1939 واستمرت حتى عام 1945، ولم تدخلها الولايات المتحدة إلى جانب الحلفاء حتى عام 1941 بعد قصف اليابانيين ميناء بيرل هاربر.
ومرة أخرى أحدث دخول القوات الأمريكية في الحرب تحولا جذريا في دفتها، غير أن عامة الشعب البريطاني شعروا بالمرارة لعدم دخول الأمريكيين الحرب حتى عام 1941.
وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرتشل أول من صاغ عبارة “العلاقات الخاصة” في خطبته الشهيرة عام 1946، بوحي من تحالف البلدين في قتال ألمانيا النازية ثم مواجهة الاتحاد السوفيتي بعد تلك الحرب.
وتصف تلك العبارة الأواصر القوية التي ربطت الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وتشرشل خلال الحرب العالمية الثانية.
ففضلا عن بحث الاستراتيجيات العسكرية والدبلوماسية معا، ربطت صداقة وثيقة بين الزعيمين حيث تبادلا آلاف الرسائل والمكالمات الهاتفية.
حرب فيتنام بين عامي 1965-1973
رغم الخلافات بين رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان والرئيس الأمريكي جون كنيدي، فقد استفاد الرئيس الشاب كنيدي من مشورة السياسي البريطاني المحنك فيما يتعلق بأزمة الصواريخ الكوبية وغيرها من قضايا الحرب الباردة.
غير أن الأمور لم تكن دائما وردية بين البلدين في حقبة رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون والرئيس الأمريكي ليندون جونسون، فقد قاوم ويلسون إرسال قوات بريطانية إلى فيتنام ودب الفتور في العلاقات الخاصة طيلة 15 عاما.
تاتشر وريغان
وصلت العلاقات الخاصة إلى مستوى رفيع تجسد في تحالف رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، حيث وجد كل واحد في الآخر توأم روحه الأيديولوجي (وكان من عمق تلك التوأمة أن صورتهما حلقات مسلسل سبيتينج إيميج الساخر للعرائس وقد تعانقا دونما انفصال).
وقد مكنتهما العلاقات الحميمة من تجاوز التضارب الحتمي في المصالح، فقد أبدى ريغان إعجابه الشديد بماغي (مارغريت) حيث قال: ” بحق الجحيم، يا لها من امرأة صلبة” حينما قامت بلي ذراعه فيما يتعلق بحرب الفوكلاند.
غير أن بريطانيا أحجمت حينما قامت الولايات المتحدة بغزو جزيرة غرينادا التابعة للكومنولث دون سابق إنذار.
وكانت تاتشر هي أول من اعترفت بميخائيل غورباتشوف على أنه “رجل أستطيع عقد الصفقات معه”، وصاغ الثلاثة بينهم حقبة جديدة من العلاقات الدولية.
حرب الخليج في عام 1991
كانت هذه فترة نجاح في أغلبها للتحالف، وإن تعين على تاتشر أن تقول لجورج بوش الأب “لا تترنح أمامي الآن” في اليوم الذي غزا فيه صدام حسين الكويت.
غير أن العلاقات شابها بعض الفتور مرة أخرى ما إن تولى كل من جون ميجور رئاسة الوزراء البريطانية وبيل كلينتون الرئاسة الأمريكية. فقد كانت هناك شكوك بأن المحافظين، والذي ينتمي ميجور إليهم، ساعدوا في وقوع ما عرف بملفات أوكسفورد في أيدي خصوم كلينتون السياسيين.
بلير وكلينتون
مثل تاتشر وريغان، توطدت صداقة تلقائية بين توني بلير وبيل كلينتون على الصعيد الشخصي والسياسي.
فقد ساعد أفراد من فريق الحملة الانتخابية لكلينتون بلير في الانتخابات البريطانية العامة عام 1997، وتعاون الزعيمان بعد ذلك على أصعدة أيرلندا الشمالية والبلقان وكوسوفو. كما استمر بلير على صداقته بكلينتون خلال أزمة فضيحة مونيكا لوينسكي.
وبعد العلاقات القوية بين كلينتون وبلير، تكهن الكثيرون أن انتخاب جورج دبليو بوش سيؤدي إلى تراجع العلاقات الأنجلو-أمريكية.
غير أن بلير رفض أن يتفوه بأي كلمة سلبية عن بوش، قائلا إن على الناس ألا يقللوا من ذكائه.
هجمات سبتمبر وما بعدها
بعد 11 سبتمبر/أيلول من عام 2001، سارعت بريطانيا بالوقوف جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة وهو الموقف الذي استمر بإلقاء بلير بثقله بالكامل وراء بوش في حرب العراق.
وقال بلير: “ينبغي أن نبقى أقرب الحلفاء للولايات المتحدة .. ليس لأنهم أقوياء، ولكن لأننا نشاطرهم نفس القيم”.
وفي مارس/ آذار من عام 2010، وكان ذلك في عهد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيس الأمريكي باراك أوباما ، قالت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني: “إنه رغم أن الصلات البريطانية الأمريكية وثيقة إلا أن استخدام تعبير (العلاقة الخاصة) بمعناها التاريخي لوصف العلاقة البريطانية الأمريكية بجميع أبعادها قد يكون فيه تضليل، ونحن نوصي بتجنب استخدامه”.
وأضافت أن المبالغة في استخدام التعبير من قبل بعض السياسيين والعديد من الإعلاميين يؤدي إلى تقليل قيمته وفي الوقت ذاته إلى زيادة التوقعات التي ليس لها سند حول المزايا التي يمكن أن تحققها هذه العلاقة للمملكة المتحدة.
وأضافت اللجنة أن العلاقة مرتبطة أكثر بالدعم الذي قدمته المملكة المتحدة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في حرب العراق.
جونسون بين ترامب وبايدن
بعد تولي بوريس جونسون رئاسة الحكومة في بريطانيا في يوليو/تموز من عام 2019 وكان ذلك في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال السفير الأمريكي السابق لدى المملكة المتحدة وودي جونسون إن العلاقات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستكون “رائعة”.
وأضاف قائلا لبي بي سي إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجونسون لديهما الكثير من العوامل المشتركة في أسلوب القيادة والرغبة في “إنجاز الأمور”.
وكان ترامب قد رحب بوصول جونسون إلى السلطة، قائلا إنه سيؤدي “عملا رائعا” وألمح إلى أن جونسون سيكون “ترامب بريطانيا”.
وكان ترامب المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد انتقد مفاوضات رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي.
كما كانت هناك توترات بين البلدين بشأن تغير المناخ ووجهات نظر الرئيس الأمريكي السابق حول الأعراق والهجرة، بينما أدى الخلاف حول تسريب البرقيات الدبلوماسية البريطانية إلى استقالة كيم داروك، سفير المملكة المتحدة لدى واشنطن آنذاك.
وقال وودي جونسون لراديو 4 إن مهمته هي التركيز على “الأشياء التي نتفق عليها”.
وأضاف “سنواجه عقبات في الطريق، بلا شك، لكننا دولتان عظيمتان”. وأردف قائلا: “إذا تطلعنا بتفاؤل إلى العلاقة بين بلدينا، يمكننا النهوض بكافة أبناء هذا البلد كما سنقودهم إلى الاستقلال وجميع الأشياء التي صوتوا من أجلها في الاستفتاء”.
وأضاف “أعتقد أن هذا ما يريده الرئيس ترامب وما يريده رئيس وزراء بريطانيا أيضا”.
وقد التقى جونسون مؤخرا بالرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن حيث بحثا عدة قضايا من بينها الوضع في إيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووصف جونسون العلاقات البريطانية-الأمريكية بأنها “غير قابلة للتدمير”.
وقال جونسون لبي بي سي:”إنها علاقة عميقة وهادفة، علاقة غير قابلة للتدمير، وهي علاقة مستمرة منذ فترة طويلة جدا ولعبت دورا مهما في السلام والازدهار في أوروبا والعالم”.
وكان بايدن قال إنه لن يسمح بأن يصبح السلام في إيرلندا الشمالية “ضحية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”. كما قال أيضا خلال حملته الانتخابية إن أي صفقة تجارية بين بريطانيا والولايات المتحدة يجب أن تكون “مشروطة” باحترام اتفاقية السلام في أيرلندا الشمالية، المعروفة باسم الجمعة العظيمة.
ويعرف عن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يعتز بأصوله الإيرلندية، كما يذكر في هذا الصدد أن تاريخ الولايات المتحدة يعرف عددا من الرؤساء من أصول إيرلندية مثل ريغان وكنيدي.
كما يعرف التاريخ الأمريكي أيضا عددا من الرؤساء من أصل إنجليزي مثل جورج واشنطن وجاكسون وويلسون وكارتر، بالإضافة إلى بعض الرؤساء من أصل ويلزي مثل آرثر وبيرس، وهناك من هو من أصل اسكتلندي مثل غرانت وبوك.
يذكر أن 40 من بين رؤساء الولايات المتحدة الـ 46 هم من أصول بريطانية. كما أن رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون ولد في مدينة نيويورك الأمريكية، لذلك كان يحمل الجنسية الأمريكية قبل أن يتنازل عنها.
“العلاقات الخاصة“
تقول وكالة رويترز للأنباء إن العلاقة الخاصة التي تربط بريطانيا بالولايات المتحدة من أقوى التحالفات في القرن العشرين إلا أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفترة رئاسة دونالد ترامب أثارا علامات استفهام حول مستقبل هذه العلاقة.
فخلال رئاسة ترامب بدأت تظهر علامات التصدع على التحالف مع بريطانيا الذي رعاه رونالد ريغان ومارغريت ثاتشر في الثمانينيات، بحسب رويترز.
فما هي هذه العلاقة الخاصة بين البلدين؟
اقتصاديا
الولايات المتحدة هي صاحبة أكبر اقتصاد في العالم إذ يبلغ حجمه 21.3 تريليون دولار أي ما يعادل 24 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. أما بريطانيا فهي خامس أكبر اقتصاد في العالم بقيمة 2.4 تريليون دولار أي 3 في المئة من الناتج المحلي العالمي. بحسب رويترز.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي يمثل نحو نصف التجارة الخارجية لبريطانيا فإن الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري منفرد لبريطانيا بفارق كبير تليها ألمانيا ثم هولندا وفرنسا والصين.
وتمثل بريطانيا من جانبها سابع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد الصين وكندا والمكسيك واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية.
وتعلن كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تحقيق فائض في التجارة مع الآخر الأمر الذي يشير إلى أنهما لا يستخدمان معايير واحدة.
وعلى مدار عقود ظلت واشنطن ولندن تشتركان في رغبة واحدة لفتح الأسواق العالمية أمام التجارة الحرة.
عسكريا
اقترحت الإدارة الأمريكية إنفاق 686 مليار دولار على الدفاع في عام 2019. ويتجاوز إنفاق الولايات المتحدة ما تنفقه الدول السبع التي تليها في قائمة أعلى الدول من حيث الإنفاق العسكري مجتمعة. ولدى الولايات المتحدة ثاني أكبر عدد من الأسلحة النووية بعد روسيا بحسب رويترز.
وتملك البحرية الأمريكية أسطولا من 14 غواصة نووية من فئة أوهايو ويمكن لكل منها حمل 20 صاروخا متعدد الرؤوس النووية الموجهة لأهداف مختلفة من طراز ترايدنت 2 دي5.
أما بريطانيا صاحبة أكبر الميزانيات الدفاعية في الاتحاد الأوروبي فتنفق 40 مليار جنيه استرليني (53 مليار دولار) سنويا. والقوتان النوويتان الأخريان في أوروبا هما فرنسا وروسيا.
ولدى بريطانيا أسطول من أربع غواصات من فئة فانجارد التي يمكنها حمل 16 صاروخا من طراز ترايدنت 2 دي5. وهذه الصواريخ من مخزون تتقاسمه بريطانيا مع البحرية الأمريكية.
وخاض البلدان معا حروبا في أوروبا وكوريا والكويت والعراق ويوغوسلافيا السابقة وأفغانستان وليبيا وسوريا. وتعتبر بريطانيا حلف شمال الأطلسي الذي تتزعمه الولايات المتحدة أساس الدفاع عنها.
وتعمل القوات الأمريكية في عدة قواعد في بريطانيا من بينها قواعد ليكنهيث وكروتون ومينويذ هيل الجوية.
المخابرات
التعاون على صعيد المخابرات وثيق للغاية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وهو من المجالات الرئيسية التي يظهر فيها أثر التحالف واضحا من الناحية العملية بحسب رويترز.
وخلال الحرب العالمية الثانية توصل البلدان إلى اتفاق لتبادل المعلومات الاستخبارية تم توسيع نطاقه فيما بعد ليشمل كندا وأستراليا ونيوزيلندا وأصبح يعرف باسم “العيون الخمس”.
ويحقق هذا الاتفاق الجمع بين وسائل التجسس التكنولوجية الحديثة التي تعمل بأجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة وأسلوب بريطانيا التقليدي الذي يعتمد على العنصر البشري ويحقق أداء قويا في الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا والشرق الأوسط.
والتعاون بين وكالات المخابرات الرئيسية المحلية والأجنبية وثيق. ولأن نقاط القوة على الصعيد الجغرافي تكمل بعضها بعضا فإن المعلومات التي تجمعها وكالة التنصت البريطانية لها فائدة خاصة عند وكالة الأمن القومي الأمريكية.
وتبلغ ميزانية المخابرات الأمريكية باستثناء المخابرات العسكرية 60 مليار دولار بينما تبلغ ميزانية المخابرات البريطانية 2.3 مليار دولار.
عالم المال
تعد لندن ونيويورك أكبر مركزين لصناعة المال في العالم. وفي حين أن لندن هي أكبر بكثير في مجالات تعاملات الصرف الأجنبي والإقراض الدولي فإن نيويورك هي الأكبر بالنسبة للسندات والأسهم بحسب رويترز.
وطبقا لمؤشر زي/ين للمراكز المالية العالمية فقد أزاحت نيويورك لندن عن مكانة أكثر المراكز المالية جاذبية في العالم. ويصنف هذا المؤشر 100 مركز مالي بناء على عوامل مثل البنية التحتية وسهولة الحصول على موظفين أكفاء.
وتهيمن لندن على أسواق الصرف الأجنبي العالمية التي تبلغ تعاملاتها اليومية 5.1 تريليون دولار. ويفوق حجم العملات المتداولة في لندن بكثير حجم المعاملات في الولايات المتحدة وبقية دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة.
وتوضح بيانات ريفينيتف أن قيمة مؤشر إس.آند.بي 500 الذي يضم أسهم أكبر 500 شركة أمريكية تبلغ حوالي 25.7 تريليون دولار.
وللمقارنة فإن أسهم مؤشر فاينانشال تايمز لكل الأسهم والذي يضم أكثر من 600 سهم يجري تداولها في بورصة لندن تبلغ قيمتها حوالي 2.5 تريليون جنيه استرليني.
أما سوق السندات الأمريكية التي تضم الديون الحكومية وديون الشركات فتزيد قيمتها على 40.7 تريليون دولار وفقا لبنك التسويات الدولية في حين أن سوق السندات في بريطانيا قيمتها 5.8 تريليون دولار.
[ad_2]
Source link