هل تصبح الصين بعد الذكرى المئوية للحزب الشيوعي قوة عظمى “مختلفة”؟ -صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
اهتمت صحف عربية ورقية وإلكترونية باحتفال الصين بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد.
وألقى العديد من المعلقين الضوء على التقدم الاقتصادي والنفوذ السياسي الكبير الذي صارت تتمتع به الصين في الكثير من أرجاء العالم في الوقت الحالي.
” فرصة للعالم”
وحول المكانة الحالية للصين، تقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها: “الصين دولة عظمى لها مقومات قد لا تمتلكها دول أخرى، بما فيها الولايات المتحدة والإمبراطوريات الأوروبية السابقة، فقد استطاعت هذه الدولة في زمن قياسي أن تسيطر على مسالك التجارة العالمية، وأن تضخ تريليونات الدولارات في استثمارات ضخمة لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر”.
وحول “القوى الغربية التي تكابر في الاعتراف” بمكانة الصين في الوقت الحالي، تشدد الخليج على أن “تطور دولة بحجم الصين قد يشكل فرصة للعالم أجمع وليس تهديدا، بشرط أن يأخذ مسار هذا التطور والنمو في الاعتبار مصالح الآخرين، ويؤمن بضرورة التكامل والتعايش مع جميع الأطراف والمكونات… الصين، التي عانت من التعسف والاستعمار والتنكيل، عليها أن تقدم نموذجا مختلفا عما سبق، لا يتجاوز مصالح الآخرين، ويسمح لها ببلوغ القمة والمساهمة في صياغة عصر جديد”.
وحول وصول رواد الفضاء الصينيين الثلاثة إلى محطة “تيانغونغ” الجاري بناؤها كمقدمة لإرسال بعثات إلى القمر والمريخ، تقول ريم هاني في الأخبار اللبنانية إن هذا الحدث أثار “الحديث في الإعلام الغربي، وبين مسؤولين أمريكيين، عن ‘سباق جديد نحو الفضاء’، يسبب قلقا واضحا للولايات المتحدة، التي لم تتمكن، بالرغم من سياستها الصارمة في مجال الفضاء تجاه الصين، من منع الجمهورية الشعبية من أن تفرض نفسها كمنافس جدي ومستقل”.
وتضيف الكاتبة “بدأت روسيا والصين تضعان خططا مشتركة طموحة حول البعثات الفضائية، التي من شأنها أن تنافس مباشرة بعثات الولايات المتحدة وشركائها، ما يؤذن بحقبة جديدة من المنافسة في مجال الفضاء، يمكن أن تعادل بشراستها سباق الفضاء الأول بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي؛ إذ اتفقت الدولتان على التعاون لإرسال روبوت إلى أحد الكويكبات في عام 2024”.
كما يناقش عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية خطاب الرئيس الصيني في الاحتفال بمئوية الحزب، حيث يؤكد أن “الخطاب الذي جاء في مناسبة سنوية تقليدية لم يكن تقليديا على الإطلاق، وينتقل صاحبه من الدفاع إلى الهجوم، ولعله جاء ردا على جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأوروبية الأسبوع الماضي التي كان هدفها الأول ترميم “العالم الغربي” وإعادة تجديد مفاصله الرئيسية وتوحيده في مواجهة القوة العالمية الصاعدة بسرعة الضوء، أي الصين”.
ويضيف الكاتب “التجربة الصينية تستحق الدراسة، مثلما تستحق أن تكون قدوة لنا كعرب أيضا، فقبل مئة عام تقريبا جرى توقيع اتفاقات ‘سايكس بيكو’ التي قسمت العرب، ووضعتهم تحت الاستعمارين الفرنسي البريطاني، وكانت الصين في ذلك الوقت متخلفة ومقسمة، والفارق واضح بين ما آل إليه الحالان العربي والصيني”.
“شيوعية الصين من دون شيوعيين”
وتحت عنوان “ماذا تبقى من الحزب الشيوعي الصيني؟” يقول علي قاسم في العرب اللندنية “احتفلت حكومة بكين يوم الاثنين بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، في بلد يحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الأثرياء، فالصين تضم 5.8 مليون ثري من أصحاب الملايين، ويبلغ عدد الأشخاص الذين تفوق ثرواتهم 50 مليون دولار أكثر من 21 ألف مليونير”.
ويضيف الكاتب “الحزب الشيوعي الصيني اليوم لم يعد حزبا أيديولوجيا بل هو حزب تكنوقراط وإداريين مهمته مكافحة الفساد والحرص على عدم تحدي مشاعر الطبقة الوسطى والفقراء وشعاره غير المعلن: إن ابتليتم بالثراء فاستتروا”.
يقول إلياس حرفوش في مقال في الشرق الأوسط اللندنية بعنوان “شيوعية الصين من دون شيوعيين” إنه لو كان الزعيم الصيني الكبير ماو تسي تونغ حاضرا في هذه الاحتفالات بالذكرى المائة لقيام الحزب الذي أسسه سنة 1921 “لفوجئ باتساع حجم القطاع الخاص وبعدد رجال الأعمال والأثرياء الذين باتوا يشكلون الطبقة التي ترفد كوادر الحزب الشيوعي الصيني بالمال والقدرة على النفوذ والهيمنة الاقتصادية في الأسواق الغربية”.
ويشدد الكاتب “أن العالم سوف يبقى مضطرا للتعايش مع الصين، رغم مآخذه وانتقاداته، ورغم من يرون أنها العدو الأول للمصالح الغربية. لقد فرضت نفوذها كثاني أكبر اقتصاد عالمي، معتمدة نموذجا نجح في تحرير القطاع الخاص وفتح مجالات الثروة، من دون أن تتأثر هيمنة حزب يحكم خمس أبناء البشر. حزب شيوعي بنكهة رأسمالية، لم يتح لماركس وأتباعه أن يتذوقوا ما يشبهها”.
كما يوجه أمير طاهري في الجريدة ذاتها سهام نقده الى الحزب الشيوعي الصيني، حيث يقول “في البداية، كان الحزب الشيوعي الصيني أداة للقمع القاسي منذ أن استولى على السلطة الكاملة في عام 1949. ووفقا لأفضل التقديرات، فإن استراتيجيته الجماعية المضللة وعمليات التطهير المتتالية التي نفذها على جميع مستويات المجتمع، والمجاعات التي أحدثها عن غير قصد والعديد من الفظائع جميعها أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 80 مليون شخص”.
ويضيف الكاتب ” لا يمكن أن يخفي اعتماد الحزب الشيوعي الصيني المتزايد على التعويذات القومية الزائفة وكراهية الأجانب…”.
ويضيف: “اليوم، يتجه المجتمع الصيني، مدفوعا بالنجاح الاقتصادي، نحو انفتاح أكبر على العالم الحديث بينما يتحرك الحزب الشيوعي الصيني في الاتجاه المعاكس من خلال تبني موقف متعجرف بالانغلاق على نفسه”.
[ad_2]
Source link