دونالد ترامب: هل تسهم نظرية تسرب فيروس كورونا من مختبرات ووهان الصينية في عودته للمشهد السياسي؟
[ad_1]
- تارا مكالفيري
- ويلنغتون – أوهايو
يحظى الاعتقاد الذي يفيد بأن كوفيد- 19 نشأ في مختبرات ووهان في الصين – والذي رُفض واعتبر كنظرية مؤامرة – بتأييد متزايد على الرغم من عدم إثبات هذا الاعتقاد بعد.
ويسعى الرئيس السابق دونالد ترامب، الآن إلى استخدام هذا التحول في تفكير الجهات العلمية لتحفيز مؤيديه. إذ ظهر مبتهجاً في تجمع حاشد لأنصاره في أوهايو مساء السبت، وقال ثبت أنه كان على حق.
وتحدث عن اعتقاده بأن فيروس كورونا تمت هندسته بشكل علمي في مختبر بمدينة ووهان الصينية.
وقال لمؤيديه الذين اجتمعوا في جنوب غربي كليفلاند، وهم يرتدون قبعات حمراء: “اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى… كنت قد قلت إن الفيروس من صنع المختبرات”.
وتابع قائلا: “عندما قلت ذلك، جُنّ جنون الناس، لكن ليس بعد الآن. الآن يقولون إنه من المرجح أن يكون الفيروس قد خرج من مختبر في ووهان”.
وهتف الحشد تأكيداً على موافقتهم له.
وحتى قبل أشهر قليلة، كان بعض العلماء الأمريكيين وبعض وسائل الإعلام يتعاملون مع نظرية تسرب الفيروس من المختبر بالكثير من الرفض والتحفظ.
وفي أبريل/نيسان 2020 ، قال ترامب، عندما كان رئيساً لبلاده، إن الناس كانوا يبحثون في نظرية تسرب الفيروس من المختبر عن كثب.
في ذلك الوقت، تسبب الفيروس في حالة من الفوضى في الولايات المتحدة، وسرعان ما قلب اقتصاد البلاد رأساً على عقب ودمر الآفاق السياسية لترامب.
وتوفي أكثر من 600 ألف شخص في الولايات المتحدة جراء إصابتهم بالفيروس، ولا يزال يتسبب في خسائر مروعة في جميع أنحاء البلاد وحول العالم.
لا يزال أصل الفيروس غير معروف، ولا تزال نظرية تسربه من المختبر مجرد فكرة وفرضية لم يتم إثباتها بعد.
ومع ذلك، أصبحت هذه النظرية بالنسبة لكثيرين أقرب للواقع، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم ظهور أي دليل يدعم النظريات البديلة الأخرى.
وقد بدأ تداول نظرية تسرب الفيروس من المختبر في وسائل الإعلام الأمريكية في مايو/أيار، عندما ورد في تقرير استخباراتي أمريكي سري، أن ثلاثة باحثين في مختبر ووهان تلقوا العلاج في المستشفى في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ، قبل أن يبدأ الفيروس في التفشي في المدينة.
وسافر أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية إلى ووهان في وقت سابق من هذا العام، وبعد ذلك بدأ العلماء في الحديث عن احتمال أن يكون الفيروس قد خرج من المختبر.
لكن ترامب يبالغ عندما يقول إنه ثبت أنه على صواب.
وقال كبير مستشاري الرئيس الطبيين في حملة مواجهة فيروس كورونا، أنتوني فاوتشي لبي بي سي، إنه يعتقد أنه “من المرجح أن يكون هذا حدثاً طبيعياً دون تدخل المختبرات، لكننا سنظل منفتحين على ذلك إلى حين فصل علاقة ذلك تماماً بالأمر”.
لكن معظم العلماء يعتقدون أن هذا كان حدثاً طبيعياً.
وفي مايو/أيار، أمر الرئيس جو بايدن بإعادة إجراء تحقيق استخباراتي في منشأ الفيروس. سيتم تقديم نتائج التحقيق في وقت لاحق من هذا الصيف.
ونفى أولئك الذين يعملون في مختبر ووهان في الصين، حدوث أي تسرب من المنشآت، كما أعرب المسؤولون الصينيون عن غضبهم من الاتهامات الموجهة إليهم وقالوا: “لا أحد يعرف من أين جاء الفيروس”.
كما سبق وأن اتُهمت الصين بعرقلة التحقيقات الرامية لمعرفة منشأ الفيروس.
ويبدو أن الفرضية المتعلقة بتسرب الفيروس من المختبر الصيني مسألة تحكمها الأهواء والعواطف في الولايات المتحدة وخارجها.
وقال منتقدو ترامب إنه كان يحاول التنصل من مسؤوليته عن الوباء من خلال إلقاء اللوم في سبب الكارثة على المسؤولين الصينيين.
ورفض معظم العلماء في الولايات المتحدة فكرة تسرب الفيروس من المختبر، على الأقل في بداية الأمر.
وبدلاً من ذلك، كانوا يتحدثون عن احتمالية أن يكون الفيروس قد انتقل من الحيوان – كالخفافيش – إلى الإنسان. لكن بعد مرور عدة أشهر، لم يتم إثبات هذا الاحتمال.
ومع ذلك، التقط المعلقون المحافظون فكرة ترامب، بأن الفيروس قد تسرب من مختبر في ووهان، المدينة التي تم الإبلاغ عن الحالات الأولى فيها.
وقد أجرى العلماء بحثاً على الخفافيش في مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات، وادعى ترامب أن الفيروس قد تسرب من منشأة علمية.
وتم بث القصص حول نظرية تسرب الفيروس من المختبر بانتظام في وسائل الإعلام المحافظة. ونتيجة لذلك، كان الجمهوريون على الأرجح أكثر دراية بالنظرية من الديمقراطيين.
ووفقاً لاستطلاع “مورنينغ كونسولت”، قال حوالي 46 في المئة من الجمهوريين إنهم سمعوا كثيراً عن النظرية مقارنة بالديمقراطيين الذين كانت نسبتهم أقل من الربع.
واستفاد ترامب من تقييمه المبكر للفيروس من الناحية السياسية كما أوضح ديفيد كوهين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أكرون: “إنه يريد أن يقول: انظروا، لقد كنت محقاً بشأن تسرب الفيروس من المختبر ولم يستمع الناس إليّ، لكنه اتضح أن ما قلته كان صحيحاً”.
من غير المرجح أن يقنع ترامب العديد من منتقديه بأنه مصدر موثوق به في الوقت الذي أخطأ كثيراً بشأن الفيروس، حيث قدم عدداً كبيراً من الادعاءات الكاذبة التي وُثقت جميعها من قبل الصحفيين.
ولا يزال ترامب لا يحظى بشعبية كبيرة في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة، ومع ذلك، يستخدم الجدل حول أصل الفيروس ليُظهر لمؤيديه الذين يحبونه ويتبنون أفكاره، أنه انتصر على أولئك الذين هاجموه ذات مرة.
كانت معنويات المهندس بول ريكي، أحد مؤيدي ترامب، في غرافتون، عالية جداً أثناء تجمع مؤيدي ترامب في أوهايو، وأعرب عن حماسه لترامب ونظريته حول الفيروس.
يقول ريكي: “أعتقد أن ترامب يشعر بأنه محق، وبالتأكيد يشعر الجميع هنا بأنه محق”.
وقال العديد من الأشخاص في المسيرة إنهم كانوا يتمنون لو أخذ العلماء فكرة ترامب بشأن تسرب الفيروس من المختبر على محمل الجد في وقت أبكر.
وقال جيمس كروب، وهو عامل يعيش في ويلنغتون، غاضباً: “لقد جاء الفيروس من المختبر، من أين قد يأتي غير ذلك؟”.
وقال كروب متسائلاً وهو يسير عبر المروج الخضراء بينما كانت تُعزف أغاني جون إلتون، أحد الموسيقيين المفضلين لدى ترامب. “لماذا لا تسعون للكشف عن أصل هذا المرض؟”.
ناقش كروب وآخرون نظريات مختلفة حول الفيروس، وتطرقوا إلى أبحاث “اكتساب الوظيفة” والجهود المختبرية لتكثيف الفيروس، وهو مستوى من النقاش العلمي نادراً ما يُسمع في التجمعات السياسية.
واتفق الجميع تقريباً على نقطة واحدة وهي أن ترامب كان على حق، لكن الإعلام تجاهله.
وتقول هوب باروس، التي سافرت من نوكس في ولاية إنديانا، مع زوجها جيف، لحضور المسيرة، أثناء مناقشة نظرية ترامب حول الفيروس: “لقد كان محقاً” ووافقها الرأي زوجها بقوله: “بالتأكيد، 100في المئة”.
بعد لحظة، اقترب منهم مايكل بارنز، المقاول الذي يعيش في فالبارايسو في ولاية إنديانا، وقال: “تحب وسائل الإعلام اختلاق الحقائق التي تناسبها ولا تعتمد على العلم”.
وقال آخرون كانوا في المسيرة إنهم سعداء برؤية الجهات العلمية تستوعب تحليل ترامب للفيروس وأصله.
وتقول مصففة الشعر التي تعمل في ويلنغتون، هايلي كيث: “إن الليبراليين سخروا من ترامب بسبب آرائه حول الفيروس وكان يوصف بالمجنون كما كان يشار إلينا بالمجانين أيضاً… ولا أريد أن أقول إنني أخبرتك بذلك، لكن… ” وصمتت.
كانت تعلم أنها أوضحت وجهة نظرها، تماماً كما فعل ترامب في تلك الليلة بصوت عالٍ على المنصة، بينما كان أنصاره يهتفون ويثنون عليه.
[ad_2]
Source link