كيف يؤثر الموت الغامض للناشط الفلسطيني نزار بنات في موقف الرئيس عباس والسلطة؟
[ad_1]
رغم مرور ما يقارب الأسبوع، على وفاة نزار بنات، الناشط السياسي الفلسطيني، والمعارض القوي لحكم الرئيس محمود عباس، في ظروف غامضة، بعد اعتقاله من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، لم تهدأ حركة الاحتجاجات في رام الله،وعدة مناطق في الضفة الغربية، في وقت يعتبر فيه مراقبون، أن الوفاة الغامضة لنزار بنات زادت من أزمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسلطته.
سنوات من الإحباط
نقلت وكالة الأنباء الألمانية ، في تقرير لها عن مراقبين، قولهم أن تراكمات سنوات من الإحباط، باتت تشكل ضغطا شعبيا على السلطة الفلسطينية، التي تواجه انتقادات داخلية وخارجية، على خلفية سياساتها وسلوكها الأمني.
وتضيف الوكالة في تقريرها،أن الرئيس الفلسطيني، كان قد أثار الكثير من الجدل، بإعلانه في 30 نيسان/أبريل الماضي، إلغاء انتخابات تشريعية طال انتظارها، منذ 15 عاما، وكانت مقررة في 22 أيار/مايو الماضي، وأن عباس الذي انتخب لمنصبه عام ،2005 ولم يتم التجديد له منذ ذلك الوقت، برر إلغاء الانتخابات، بعدم سماح إسرائيل بإجرائها في شرق القدس، لكن معارضيه، رأوا أن القرار جاء للتهرب من العودة لصندوق الاقتراع، خشية خسارة حركة فتح التي يتزعمها، وتراجع هيمنتها على الحكم.
أما الحلقة الأحدث، من انتقادات الفلسطينيين لعباس والسلطة، فقد جاءت، إثر إبرام السلطة اتفاقا، لتبادل لقاحات كورونا مع إسرائيل، ليكتشف الفلسطينيون فيما بعد، أن صلاحية تلك اللقاحات، كانت على وشك الانتهاء، وأنها غير مطابقة للمواصفات،وفي ظل كل تلك التداعيات يعتبر مراقبون، أن قضية الناشط السياسي نزار بنات، والذي كان معروفا بمعارضته العلنية، للسلطة الفلسطينية وللرئيس عباس، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وأنها أدت إلى تفجر الغضب الشعبي لدى الفلسطينيي، في صورة تظاهرات غاضبة لم تتوقف منذ مقتل المعارض السياسي.
دعوات بمغادرة عباس
وكان لافتا خلال تشييع جثمان نزار بنات، الجمعة 25 حزيران/يونيو، والذي شارك فيه حوالي 15 ألف فلسطيني، ارتفاع أصوات تطالب بانهاء حكم السلطة الفلسطينية، وحكم الرئيس محمود عباس، حيث ردد المتظاهرون عبارات مثل ” عباس خائن” ، و”تسقط السلطة!”.
وقالت رويترز في تقرير لها، من الخليل برام الله، الخميس 24 حزيران يونيو، إن مئات الفلسطينيين توجهوا إلى المجمع الرئاسي، في تظاهرة رفعت صور نزار بنات، وطالبت الرئيس محمود عباس بالاستقالة، وأن المتظاهرين تعرضوا لقمع مفرط، من قبل قوات الأمن، التي واجهتهم باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتتهم عائلة نزار بنات، أمن السلطة الفلسطينية بقتله، وتقول إنه تعرض لضرب مبرح، أثناء اعتقاله فجر الخميس 24 حزيران/ يونيو، من منزل أقاربه في الخليل، جنوب الضفة الغربية، على يد عناصر أمن السلطة الفلسطينية مما أدى إلى وفاته في وقت لاحق، وهو ما تنفيه السلطة الفلسطينية.
وفي معرض تعليقه على وفاة نزار بنات، قال محافظ الخليل جبرين البكري، المعين من قبل السلطة الفلسطينية “إثر صدور مذكرة إحضار من النيابة العامة لاعتقال المواطن نزار خليل محمد بنات، قامت فجر اليوم قوة من الأجهزة الأمنية باعتقاله”. وأضاف” خلال ذلك تدهورت حالته الصحية وفورا تم تحويله إلى مشفى الخليل الحكومي وتم معاينته من قبل الأطباء حيث تبين أن المواطن المذكور متوف”. لكن المحافظ لم يوضح المحافظ سبب صدور مذكرة إحضار بنات أو سبب وفاته.
مطالب بتحقيق دولي
ومع تصاعد الغضب الداخلي والقلق الدولي، جراء الوفاة الغامضة لنزار بنات، أمر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الواقعة، يتوقع أن تصدر نتائجها بين لحظة وأخرى.
غير أن عائلة نزار بنات،أعربت عن مقاطعتها لتلك اللجنة، وعدم استعدادها للتعاون معها، ورفضها ما قد تتوصل إليه من نتائج، في وقت رفضت فيه الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، التابعة للسلطة الفلسطينية، المشاركة في تلك اللجنة، فيما اعتبره مراقبون تعبيرا عن عدم ثقة في مدى استقلالية لجنة التحقيق، وكتب عمار الدويك المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان على موقع الفيسبوك قائلا” “تؤكد الهيئة بأن الدكتور عمار الدويك ليس عضوا في اللجنة وأن الهيئة قد باشرت بشكل مستقل التحقيق في وفاة الناشط والمعارض السياسي نزار بنات”
وتطالب عائلة نزار بنات، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في وفاتة، وقال خليل والد نزار، في مؤتمر صحفي في بلدة (دورا) بمحافظة الخليل، “نرفض لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة، لأن كل أطرافها من السلطة الفلسطينية” وأضاف “سنذهب في قضية نزار حتى آخر الكون، قضية نزار لم تعد قضية عائلة أو قضية وطنية فقط، بل تجاوزت ذلك وأصبحت قضية دولية”.
غير أن محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني قال الأحد 27 حزيران/ يونيو ، في كلمة متلفزة بمستهل جلسة أسبوعية لحكومته، إن لجنة التحقيق في وفاة نزار “تعمل بكل شفافية”، متعهدا بإحالة من يثبت تورطه إلى القضاء، وكان الناطق باسم باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، طلال دويكات، قد قال أيضا في تصريح متلفز، أن لجنة تحقيق، برئاسة وزير العدل محمد الشلالدة، بدأت أعمالها لتحديد ظروف وفاة “بنات”، وستعلن النتائج فور الانتهاء منها.
كيف ستؤثر تداعيات مقتل نزار بنات في موقف الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية؟
كيف ترون مايقوله البعض من أن مقتل بنات سيفجر غضبا مكبوتا ضد السلطة منذ سنوات؟
لماذا لا تثق عائلة نزار بنات في لجنة التحقيق الحكومية بمقتله؟
هل ترون أن مطالبات أسرة نزار بنات بتحقيق دولي تبدو واقعية؟ وهل يمكن أن تتحقق؟
كيف ترون تداعيات مقتل نزار بنات على الانشقاق الداخلي الفلسطيني؟
هل سيتم تجاوز تأثيراته أم سيعيد العلاقة بين الأطراف الفلسطينية إلى مزيد من التأزم؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 30 حزيران/يونيو.
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link