أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

اضطراب كرب ما بعد الصدمة وفقدان السيطرة على الذات وحالة نفسية … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: اضطراب كرب ما بعد الصدمة وفقدان السيطرة على الذات وحالة نفسية … بقلم الدكتورة هلا السعيد

مناسبه الموضوع :
الحروب في فلسطين بغزة واثارها علي افراد المجتمع بمن فيهم المراه عمود الاسرة

تجر الحروب عادة الدمار للإنسان من عدة نواحي اقتصادية واجتماعية ونفسية.. ويتأثر الإنسان بها كثيراً فقد تشعره بالعجز وعدم القدرة على العمل.. وتجعله ذاتي التفكير مستسلماً لوساوس قهرية لديه تتعلق بمستقبله وحياته وحياة من حوله فيكون عاجزاً عن المساهمة في بناء مجتمعه متأثر بالعديد من الإحاطات التي تورثها كوارث الحروب.
وتسبب الحروب العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية على الأفراد، وقد تجر هذه الأمراض النفسية أمراض جسمية فتصيب شريحة كبيرة من الناس وهذا ما حدث في حرب فلسطين غزة التي كان لاالتأثير علي جميع فئات المجتمع

وقبل ان اتكلم عن اضطراب ما بعد الصدمه واعرفه يجد بنا ان نتعرف علي المرادفات الأخرى لاضطرابات ما بعد الصدمة: أمراض ما بعد الصدمة، متلازمات ما بعد الصدمة،الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة، المتلازمات النفسية القاعدية لما بعد الصدمة.

تعريف اضطرابات مابعد الصدمه:
اضطراب ما بعد الصدمة هي حالة نفسية خطيرة تتطلب العلاج، ويمكن أن تؤثر على أي شخص تعرض لحدث صادم، وهي مشكلة عقلية تحدث بسبب التعرض لحدث مروع جعله يشعر بالخوف، الصدمة، أو الضعف، ويمكن أن يكون له أثار بعيدة المدى مثل خواطر ذكريات الماضي، صعوبة النوم، كوابيس، قلق شديد، وأفكار حول الحدث لا يمكن السيطرة عليها صمت اختياري وممكن يصل الحال لمحاوله الانتحار .
وتشمل أمثلة الأحداث التي يمكن أن تسبب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، الحروب، الجرائم، الحرائق، الحوادث، موت شخص مقرب، أو اعتداء جسدي.
وبدلا من الشعور بالتحسن مع مرور الوقت، قد يصبح الفرد أكثر قلقا وخوفا، ويمكن للاضطراب ما بعد الصدمه أن يزعج حياة الشخص لسنوات، لكن العلاج يمكن أن يساعد على التعافي.

أنواع الصدمات
هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الصدمات يمكن أن تؤدي لاضطراب ما بعد الصدمة، وهي الصدمة الحادة والصدمة المزمنة والصدمة المعقدة.
وتنتج الصدمة الحادة عن واقعة أليمة، بينما تنتج الصدمة المزمنة من صدمات متكررة أو متواصلة لفترة طويلة كالعنف المنزلي. أما الصدمة المعقدة فتنشأ نتيجة تعرض الشخص لأشكال متنوعة من الأحداث المأساوية.

ما أعراض الاضطراب وكيف يتم التشخيص؟
يمكن تشخيص الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة في حال استمر ظهور أعراضه لأكثر من شهر واحد بعد وقوع حادث أليم ولا يُظهر الجميع الأعراض نفسها إذ تساعد الطبيب بتشخيص حالة المريض، فعادة ما تبدأ الأعراض بالظهور احيانا مباشر واحيانا في خلال 3 أشهر من الحدث، ولكن يمكن أن يبدأ متأخرا أيضًا.
وليتم تشخيص المريض باضطراب ما بعد الصدمه اذا استمرت الاعراض شهر ٣٠ يوم يجب أن تتوافق أعراضه مع المعايير التي وضعتها الجمعية الامريكية لعلم النفس؛ بحيث سكون الشخص تعرض لتهديد بالموت، أو إصابة خطيرة أو عنف جنسي سواءً بشكل مباشر أو إذا كان شاهده، أو حدث لشخص يحبه كثيرا او حروب وفقد عزيز سواء شخص او مكان مرتبط فيه.
وكذلك التعرض للأعراض التالية لأكثر من شهر:
1-أعراض الذكريات الاقتحماية وتشمل:
– الكوابيس.
– خواطر ذكريات الماضي والشعور بأن الحدث يحدث مرة أخرى.
– أفكار مخيفة.
2-أعراض التجنب مثل:
-رفض التحدث حول الحدث واحيانا رفض تام للحديث او التكلم .
-تجنب المواقف التي تذكره بشخص الحدث.
3-أعراض ردود الفعل الانفعالية:
– صعوبة النوم.
– التهيج والغضب.
– الحساسية من أي مخاطر ممكنة.
– الشعور بالتوتر والقلق.
4-أعراض تؤثر على المزاج والتفكير:
-عدم القدرة على تذكر بعض جوانب الحدث.
-الشعور بالذنب واللوم.
-الشعور بالانفصال والغرابة عن الآخرين.
-فقدان المتعة بالحياة.
-صعوبة التركيز.
-مشكلات عقلية مثل الاكتئاب، الفوبيا، والقلق.
بجانب أن هناك أعراض جسدية ولكن غير موجودة بالمعايير الخاصة بالجمعية، وتشمل:
– التعرق، الاهتزاز، الصداع، الدوخة، مشاكل في المعدة، آلام، وألم في الصدر.
-ضعف الجهاز الهضمي ويمكن يؤدي إلى أكثر من عدوى.
– خلل في النوم ينتج عنه التعب وغيره من المشكلات.

تشمل أعراض الأطفال الذين في السادسة من عمرهم أو أكثر:
– تكرار الحدث الصادم أو جوانبه من خلال اللعب.
– أحلام مخيفة ربما تشمل جوانب من الحدث الصادم أو لا تشمل.

العوامل التي تذيد خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمه :
يمكن أن تصاب جميع الأعمار باضطراب ما بعد الصدمة، ومع ذلك هناك بعض العوامل ربما تزيد من خطر الإصابة به بعد التعرض لصدمة مثل:
– التعرض لصدمة شديدة أو طويلة الأمد.
– التعرض لصدمة في وقت مبكر من الحياة مثل إساءة معاملة الأطفال.
– العمل بمهنة تزبد من خطر التعرض لأحداث كارثية.
– المعاناة من مشكلات في الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.
– تناول الكحوليات أو المخدرات.
– نقص الدعم الجيد من العائلة أو الأصدقاء.
– وجود أقارب من نفس الدم مصابين بمشكلات في الصحة العقلية بما في ذلك الاكتئاب والقلق.
– الصله والعلاقه بمن فقدهم
– حادث مؤلم لشخص عزيز او مكان عزيز ذو ذكريات جميله

المضاعفات
يمكن أن يؤدي اضطراب ما بعد الصدمه إلى بعض المضاعفات، وتشمل:
– صعوبة في العمل أو العلاقات.
– ارتفاع خطر الإصابة بمشكلات القلب.
– خطر كبير للإصابة بالأمراض المزمنة.
– الصمت الاختياري او الاجباري بقد التواصل اللفظي ومانه يريد الانسحاب عن الواقع لرفضه له
ويلاحظ عن التصوير المقطعي للمخ إمكانية حدوث تغييرات تؤثر على المخ، بما في ذلك ارتفاع مستويات هرمون الضغط الكورتيزول، وانخفاض في حجم قرن آمون وهو بنية دماغية مهمة خاصة بالذاكرة والعاطفة.

متى يجب زيارة الطبيب؟
يتعرض كثيرون لأعراض مثل البكاء، القلق، والصعوبة في التركيز بعد المرور بحدث صادم، ولكن ليس من الضروري أن يكون ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن على الصعيد الأخر يجب زيارة الطبيب في حالة:
– استمرت الأعراض لأكثر من شهر.
– الأعراض شديدة لدرجة أن تمنع الشخص من العودة إلى الحياة الطبيعية.
– يرغب الشخص في الحاق الضرر بنفسه.
-يرفض العالم الواقعي الذي يعيش فيه

اسباب اضطراب ما بعد الصدمه:
لا يعرف الباحثون سبب إصابة بعض الأشخاص باضطراب ما بعد الصدمة وعدم إصابة البعض الاخر، ولكن قد تؤثر العوامل الوراثية والبيولوجيا العصبية والعوامل الشخصية وعوامل الخطر على احتمالية الإصابة بالاضطراب بعد حدث صادم.

بعض النصائح لمعالج اضطراب الصدمه :
* كن مستعدًا للاستماع ولكن لا تضغط عليه. كن متأكدًا من درايته برغبتك في الاستماع لشعوره. ولكن إذا كان الشخص غير مستعد أو غير راغب في الحديث فلا تضغط عليه. طمأنه فقط أنك ستكون موجودًا لأجله إذا أصبح مستعدًا للحديث.
* اختر الوقت المناسب للحديث. عندما يكون كلاكما جاهزين للتحدث، اختر الوقت والمكان الذي سيكون خاليًا من التشتت والمقاطعات. ثم استمع إليه بإصغاء. استفسر منه إذا كنت لا تفهم بعض الأشياء. ولكن تجنب محاولات التخمين أو عمل افتراضات أو إعطاء نصيحه أو أن تقول له “أنا أعرف حقًا كيف تشعر”.
* اعرف متى تأخذ استراحة. إذا شعرت أن المحادثة قد أصبحت تمثل ضغطًا عليه، امنحه فرصة للتوقف حاليًا ومواصلة الحديث مرة أخرى في يوم أخر. ثم تابع الأمر.
* احصل على المساعدة في حالة تحدثه عن الانتحار. في حالة تحدثه أو تصرفه بطريقة تجعلك تشعر أنه سيحاول الانتحار فأجعل استجابتك هادئة ولكن تصرف على الفور. أحرص على عدم تركه بمفرده. إذا كان من الآمن تركه بمفرده فعليك أن تتأكد من إزالة الحبوب أو الأسلحة النارية أو أي أغراض أخرى يمكن أن يستخدمه لإيذاء نفسه وأن تحرص على فعل ذلك بسرية، واحصل على مساعدة مختص مدرب بأسرع وقت ممكن.
ما طرق العلاج؟
هناك كثير من أنواع العلاج النفسي يمكن أن تعالج الأطفال والكبار المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، بعض خيارات العلاج:
– العلاج المعرفي
في هذا النوع من العلاج يساعد المعالج النفسي المريض على تحديد طريقة تفكيره التي تزيد من سوء حالته وأفكاره السلبية الخاصة به والأحداث الصادمة التي يظن أنها ستحدث مجددا، وعادة ما يتم استخدام هذا العلاج مع العلاج بالتعرض.
– العلاج بالتعرض
يساعد هذا العلاج السلوكي على مواجهة كل من المواقف والذكريات التي تخيف المريض، ما يساعد على تعلم كيف يمكن التعامل مع بشكل فعال.
– إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة
ويجمع بين العلاج بالتعرض ومجموعة من حركات العين الموجهة التي تساعد على معالجة الذكريات المؤلمة وتغيير طريقة تفاعل المريض معها.

كل هذه الطرق من العلاج يمكن أن تساعد في السيطرة على الخوف الدائم بعد الحدث المؤلم، ويمكن أن يتناقش المريض مع أخصائي الصحة العقلية حول نوع العلاج أو مجموعة

العلاجات التي تناسب المريض:
ويمكن تجربة العلاج الفردي او العلاج الجماعي، أو كلاهما، علما بأن العلاج الجماعي يمكن أن يوفر طريقة للتواصل مع الآخرين الذين مروا بنفس المشكلة.
وكذلك هناك بعض الأدوية التي يمكن أن يحتوي العلاج عليها مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق، ولكن على الطبيب والمريض التحدث حول أفضل خيار له وبأقل أثار جانبية لعلاج الأعراض والموقف الذي تعرض له، وربما يرى المريض تحسن في المزاج، وغيره من الأعراض في خلال عدة أسابيع.
ويجب أن يكون الطبيب على علم بمعاناة المريض من أي مشكلة متعلقة بالأدوية، وقد يحتاج المريض إلى تجربة أكثر من مزيج من الأدوية، وتحديد الجرعة مع الطبيب.

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى